النفط يسجل أعلى مستوى في 9 أشهر وسط مخاوف نقص الإمدادات
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 73 سنتا أو 0.8 بالمئة لتبلغ عند التسوية 90.65 دولار للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64 سنتا أو 0.7 بالمئة ليبلغ عند التسوية 87.51 دولار.
وظل خاما النفط في منطقة التشبع الشرائي من الناحية الفنية لليوم السادس على التوالي، مع توجه خام برنت نحو أعلى إغلاق له منذ 16 نوفمبر، بحسب رويترز.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أعلى مستوى له عند الإغلاق منذ يوم الأربعاء، عندما سجل أعلى مستوى منذ نوفمبر.
وعلى مدى الأسبوع، ارتفع كلا الخامين نحو اثنين بالمئة بعدما ارتفع خام برنت الأسبوع الماضي بنحو خمسة بالمئة، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو سبعة بالمئة.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق لدى أواندا، في مذكرة "يستمر تداول أسعار النفط الخام بناء على محركات من جانب العرض. لا يوجد شك في أن تحالف أوبك+ سيبقي على السوق في حالة شح حتى فصل الشتاء".
ويضم تحالف أوبك+ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بينهم روسيا. ومددت السعودية وروسيا، العضوان في أوبك، هذا الأسبوع تخفيضاتهما الطوعية للإمدادات بواقع 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
«أوبك بلس» تجتاز التحدي الأول
أكد تحالف «أوبك بلس» التزامه عمليا بالحفاظ على استقرار سوق النفط العالمي حينما قررت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة الإبقاء على سياسة الإنتاج دون تغيير. يأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه الأسواق تقلبات ملحوظة نتيجة لعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة.
ومنذ تأسيسه، يسعى تحالف «أوبك بلس» إلى تحقيق توازن دقيق بين العرض والطلب في سوق النفط، ويهدف التحالف عبر التوازن الذي يحاول تحقيقه لضمان استدامة الاستثمارات في قطاع النفط الأمر الذي يحافظ على أسعار النفط من الانهيار وينعكس إيجابا على اقتصادات الدول المنتجة؛ ويضمن استقرار الأسعار عند مستويات مقبولة لتدفق الإيرادات اللازمة لدعم الموازنات العامة وتنفيذ المشاريع التنموية في الدول المنتجة للنفط. وعانت هذه الدول من خسائر كبيرة جدا خلال جائحة فيروس كورونا.
في السياق الحالي، تواجه الأسواق تحديات متعددة، من بينها تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة في الاقتصادات الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تداعيات الأزمات الجيوسياسية. هذه العوامل مجتمعة تؤثر على مستويات الطلب العالمي على النفط، مما يجعل من الضروري تبني سياسات إنتاجية حذرة تتماشى مع هذه المتغيرات.
يعكس قرار «أوبك بلس» بالإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية قراءة دقيقة لمعطيات السوق؛ ففي حين أن زيادة الإنتاج قد تؤدي إلى فائض في العرض يضغط على الأسعار نحو الانخفاض، فإن التخفيضات الكبيرة قد تؤدي إلى ارتفاعات غير مستدامة تؤثر سلبًا على الطلب؛ لذا، فإن الحفاظ على المستويات الحالية يهدف إلى تجنب هذه السيناريوهات والحفاظ على الأسعار ضمن نطاق يحقق مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
من الناحية الاقتصادية، يُعتبر استقرار أسعار النفط عند مستويات تتراوح بين 80 و90 دولارًا للبرميل مناسبًا للعديد من الدول المنتجة، فهذا النطاق السعري يضمن تحقيق إيرادات كافية لدعم الموازنات العامة، خاصة للدول التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط. كما أنه يتيح للمستثمرين في قطاع النفط التخطيط بثقة لمشاريعهم المستقبلية، سواء في مجالات الاستكشاف أو التطوير.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار الأسعار ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي، فالارتفاعات الحادة في أسعار النفط قد تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والنقل، مما يساهم في ارتفاع معدلات التضخم في الدول المستهلكة، وفي المقابل، فإن الانخفاضات الكبيرة قد تؤثر سلبا على اقتصادات الدول المنتجة، مما يؤدي إلى تقليص الإنفاق الحكومي وتأجيل المشاريع التنموية.
يُظهر قرار «أوبك بلس» وعيًا عميقًا بتعقيدات سوق النفط العالمي، لكنه أيضا يكشف عن قوة التحالف وقدرته على الإبقاء على قراره بعيدا عن الابتزازات السياسية التي قد تأتي من دول كبرى تسعى للإطاحة بأسعار النفط إلى حدود كارثية كما حدث قبل أربع سنوات ماضية حينما لعبت السياسة دورا محوريا في خفض أسعار النفط إلى حدود أثرت بشكل كارثي على اقتصادات الكثير من الدول المنتجة بما فيها دول الخليج العربي والتي ما زالت تعاني من تلك المرحلة إلى اليوم.