لا يزال نواب "اللقاء الديمقراطيّ" يتمايزون عن زملائهم في تكتّل "الجمهوريّة القويّة"، فرئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أعلن بصراحة عن رفضه الذهاب لأيّ حوارٍ قد يدعو إليه رئيس مجلس النواب نبيه برّي، أو الموفد الفرنسيّ إلى لبنان جان إيف لودريان، وطالب عوضاً عن ذلك بإجراء جلسات مفتوحة تُفضي إلى انتخاب أحد المرشّحين المطروحين.

أمّا رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" السابق وليد جنبلاط، فهو يُؤيّد "الثنائيّ الشيعيّ" بضرورة التحاور بين كافة الأفرقاء، لقناعته بأنّ أيّ من الكتل النيابيّة غير قادرة على إيصال مرشّحها منفردة.
 
وبينما نواب "التقدّمي" لا يزالون يدعمون حتّى اللحظة وصول وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، يُؤخذ عليهم أنّهم مع الحوار الذي طرحه برّي، علماً أنّ "حزب الله" و"حركة أمل" لا مرشّح لديهما سوى رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة. وتستمرّ أوساط نيابيّة معارضة في هذا السيّاق، باتّهام "الثنائيّ الشيعيّ" بجرّ النواب إلى حوارٍ، للتوافق على مرشّحه، لأنّ لا شخصيّة ثانيّة يدعمها، وهو أساساً لم يُؤيّد أيّ إسم من اللائحة التي طرحها عليه وليد جنبلاط في السابق، وتتضمّن مرشّحين وسطيين.
 
وعما إذا كان تأييد "اللقاء الديمقراطيّ" لحوار برّي الهدف منه دعم فرنجيّة، يقول مراقبون إنّ موقف "التقدّميّ" مُعلن أكثر من مرّة بشأن إنتخاب مرشّح تحديّ، وهو ضدّ وصول أيّ شخصيّة تزيد الإنقسام في البلاد، من هنا أتت مبادرة وليد جنبلاط الأولى، التي كانت قائمة على اختيار إسمٍ وسطيّ، وقد أبدت العديد من الكتل النيابيّة لاحقاً دعم أقلّه شخصيّة من اللائحة.
 
ويُضيف المراقبون أنّ المصلحة الوطنيّة لن تدفع بنواب جنبلاط إلى الإقتراع لفرنجيّة، لأنّ لا توافق عليه من قبل المسيحيين ومن الخارج، فلو حافظت فرنسا على مبادرتها الأولى التي طرحها باتريك دوريل، واستطاع الأخير في وقتها بإقناع المملكة العربيّة السعوديّة بالتسويّة التي كان يُسوّقها، لكان الأمر اختلف بالنسبة لـ"اللقاء الديمقراطيّ"، وغيرها من الكتل "الرماديّة". أمّا حاليّاً، فإنّ توجّه نواب "التقدميّ" هو أنّ ينتج عن حوار برّي أو لودريان دعم مرشّحٍ وسطيّ، ينال إجماع النواب من أغلبيّة الطوائف التي تُمثّل المجلس النيابيّ.
 
ويُشير المراقبون إلى أنّ علاقة جنبلاط التاريخيّة ببرّي لا تعني بالضرورة أنّ هناك التقاءً في مختلف المواضيع السياسيّة بينهما، فـ"اللقاء الديمقراطيّ" أقرب من "المعارضة"، ونواب الكتلة أيّدوا منذ حوالي 11 شهراً، المرشّحين الذين تُجمع عليهما "القوّات" و"الكتائب"، علماً أنّهم كانوا سبباً أساسيّاً في سقوط إسم رئيس "حركة الإستقلال" النائب ميشال معوّض، بعد اقتناعهم من أنّ المرشّح التحديّ ورقته محروقة سلفاً.
 
إلى ذلك، ورغم أنّ المختارة اختارت التروّي بعض الشيء في التطرّق للسلاح غير الشرعيّ، للإهتمام بالشقّ الإقتصاديّ والمعيشيّ، لا يُخفى أنّ هناك رغبة لدى جنبلاط بمعالجة موضوع سلاح "المقاومة"، لكن ضمن حوارٍ هادىء وبناء، بعيداً عن الشعبويّة والطائفيّة وجرّ البلاد إلى مواجهات في الشارع. من هنا، فإنّ الإتيان بمرشّحٍ تحديّ يتناول بند السلاح بطريقة صداميّة مع "حزب الله"، لن يُقدم "التقدميّ" على تأييده، وهو سيظلّ يُطالب بالتسويّة السياسيّة، من دون إقصاء أيّ فريقٍ، كي تكون المرحلة السياسيّة المقبلة قائمة على التوافق.
 
وفي هذا الإطار، فإنّ دعوة برّي إلى الحوار التي استبقت مجيء لودريان إلى لبنان، لم تُغيّر من قناعات المختارة التي تُؤمن أنّ التسويّات فقط تحمل الحلول في البلاد، فجنبلاط من أشدّ الداعمين لتقارب الأفرقاء، وهو لن يُعارض توافق "حزب الله" مع "التيّار الوطنيّ الحرّ"، إنّ حافظا على الثوابت الوطنيّة والطائفيّة في مقاربة اللامركزيّة الإداريّة والصندوق الإئتمانيّ.

في خصم هذه التطورات كان لافتا تصويب وليد جنبلاط امس، وأمام البطريرك الراعي في المختارة، على قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع على خلفية خطابه الاخير في ذكرى الشهداء. قائلا:" ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف لكن أخطر ممن ينادون بالفراغ، ولا يسهّلون موضوع الانتخابات الرئاسية". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

رئيس قضايا الدولة يلتقي وزير الاتصالات لبحث سبل التعاون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أجرى المستشار عبد الرزاق شعيب، رئيس هيئة قضايا الدولة، زيارة إلى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في مقر الوزارة بالقرية الذكية اليوم،الاثنين الموافق  30 سبتمبر 2024. جاءت هذه الزيارة في إطار بحث سبل التعاون المشترك بين الهيئة والوزارة لتدعيم وتطوير منظومة التحول الرقمي وآليات دعم التكنولوجيا الرقمية.

وناقش خلال اللقاء الجهود المستمرة لتنفيذ استراتيجية الدولة للتحول الرقمي، والتي تهدف إلى تحقيق رؤية القيادة السياسية للعدالة الناجزة وتسهيل الإجراءات القضائية من خلال ميكنة الخدمات وتطوير البنية التحتية الرقمية. وأكد الطرفان على أهمية التعاون المشترك لتحقيق هذه الرؤية.


وحضر اللقاء المهندس رأفت هندي، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس سعد رشدي، والمهندس محمود بدوي، حيث تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية لتحقيق التحول الرقمي الشامل، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتطوير الأداء القضائي.

ومن جانب قضايا الدولة، حضر اللقاء: المستشار أحمد ثابت، نائب رئيس الهيئة “الأمين العام”.
المستشار أحمد سعد، نائب رئيس الهيئة “المشرف على مكتب رئيس الهيئة”.
المستشار وليد السيد عناني، الأمين العام المساعد لشئون التحول الرقمي
المستشار / مصطفي هيكل – عضو الامانة العامة.

FB_IMG_1727702910439 FB_IMG_1727702908670 FB_IMG_1727702906461 FB_IMG_1727702902632 FB_IMG_1727702900831 FB_IMG_1727702899104

مقالات مشابهة

  • حتا ودبا يتأهلان إلى دور الـ16 لكأس رئيس الدولة لكرة القدم
  • الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر: للإسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية
  • رئيس «الثروة الحيوانية» الأسبق: استهلاك المواطن من الألبان لا يزيد على 25 كيلو سنويا (حوار)
  • تيمور جنبلاط اتصل بوزير التربية.. وهذا ما تمّ النقاش به
  • رئيس معهد الليزر في حوار لـ "الفجر": المعهد بوابة مصر نحو تقنيات المستقبل وخدمة المجتمع عبر الاستدامة والابتكار
  • الرئيس البلغاري: إعادة إنتخاب الرئيس تبون سيُساهم في تحقيق تنمية مستدامة ومتصاعدة للجزائر 
  • وزير الاقتصاد يُشارك في حوار برلين العالمي لمناقشة السياسات التي تدعم النمو الاقتصادي العالمي
  • وزير المالية يناقش مع رئيس جامعة ذمار أوضاع الجامعة
  • رئيس قضايا الدولة يلتقي وزير الاتصالات لبحث سبل التعاون
  • "نائب رئيس عين شمس" تستقبل وفدا من جامعة إكستر البريطانية