سواليف:
2025-03-17@08:39:45 GMT

علي بابا الغابون

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

علي بابا الغابون

#علي_بابا #الغابون

المهندس: عبد الكريم أبو #زنيمة
وأخيرًا سقط علي بابا الغابون بعد حكم عائلي #ديكتاتوري دام خمسة وخمسين عاما، لقد ورث الابن علي بونغو الحكم بعد وفاة أبيه عام 2009 ، نصف قرن من الزمن مر على #شعب_الغابون وهم يرزحون تحت حكم عائلة الدكتاتوري الفردي المطلق القائم على الفرد والشخص الواحد الذي جمع كل السلطات في يده بالرغم من وجود برلمان ومجلس شيوخ لكنهما صوريان ، كانت إدارة الحكم تُسيّر وفقاً لرغبات وأهواء ومصالح العائلة الحاكمة علي بابا وابناءه وزوجته سيلفيا الفرنسية الأصل التي امتلكت شركاتها الخاصة وعاثت فسادًا في طول الغابون وعرضها وأسست جمعيات ومؤسسات شبه رسمية تحت عناوين الإنسانية وتحسين حياة الضعفاء والمحرومين وذلك لتقنين وتسهيل النهب والسطو على المال العام، هذه العائلة وحاشيتهم من أعوان ومقربين ومتزلفين كانوا فوق الدستور ولم يخضعوا لأي شكل من أشكال المحاسبة والرقابة أو التقويم، لقد سطوا ونهبوا اموال وخيرات الغابون الغنية جداً، فهي من الدول الرئيسية في إنتاج النفط والغاز ومصدرة للأخشاب حيث تغطي الغابات الاستوائية ما يقرب من 85% من مساحتها البالغة 267 ألف كم2 وعدد سكانها 2.

5 مليون نسمة وتزخر بالمعادن النفيسة كالألماس والكوبالت وغيرها ، لقد حوّل هؤلاء اللصوص ما يقرب من 40% من شعب الغابون إلى فقراء وجياع ومشردين تلفظ جثثهم امواج المحيط على شواطئ القارة الاوروبية، هذه هي النتائج الحتمية لغياب الحريات والعدالة والمحاسبة التي يجسدها نظام الحكم الفردي .
الغابون التي استقلت عام 1960وتولى فيما بعد رئاستها عمر بونغو عام 1967-2009 بدورات انتخابية مزورة ” بادر وبعد عام واحد من حكمه لتعديل الدستور ليصبح فيها نظام الحكم نظام الحزب الحاكم الواحد مفتتحًا بذلك “مغارة علي بابا” حقبة السطو والنهب ، وتحت ضغط الهبات والاضطرابات الشعبية عُدل الدستور في مطلع تسعينيات القرن الماضي ليسمح بالتعددية الحزبية ولكن تزوير الانتخابات أبقى البلاد على حالها ، وفي عام 2003 عُدل الدستور من جديد لإلغاء القيود الدستورية المفروضة على فترات الرئيس بما يضمن له وورثته البقاء في الحكم مدى الحياة ، كل ذلك جرى تحت سمع وبصر ودعم ومباركة عالم الغرب المنافق الذي يتشدق بدفاعه عن الحريات وحقوق الانسان وذلك حفاظا على مصالحه ولإبقاء أبواب نهب ثروات الشعوب مفتوحة على مصراعيها .
سُنّة الكون وحركة التصحيح التاريخية تقضي بأن سلطة ودولة الرجل الواحد المنفرد سوف تنهار وتتلاشى وإن طال الزمن، بالأمس بينوشيه وشاه إيران وزين العابدين … واليوم محمد بازوم وعلي بونغو، في تلك الدول ذات الدساتير الوهمية والمؤسسات الورقية عادة ما تتقطع السبل بين الحاكم والرعية وتنعدم كل معالم الثقة إلا من النفاق والتزلف، بهذه الدول لا يكون للشعوب دور أو مشاركة حقيقية تجعلهم يلتفون حول السلطة ومؤسسة الحكم في حال تعرضها لاية مخاطر، لذلك نجد أنه بمجرد سقوط أي علي بابا منهم ينقلب الجيش وتتلاشى كل أجهزة البطش الامنية التي كانت تحظى بالرعاية وكل الامتيازات وكل ادوات القمع ليشعر الحاكم بالأمن وليُرهب الشعب ، وقد شاهدنا الشعوب في تلك الدول التي كانت تحتفل وتصفق وتغني وترقص للقائد ” علي بابا ” يسارعون الى قذف احذيتهم على صوره وتماثيله وملصقاته وشعاراته ونزعها وتمزيقها فور خلعه ، هذا مصير كل من يوغل في اهانة وتجويع وإذلال شعبه مقابل حياته الدونية الدنيا ورفاهيته وبذخه وترفه وعمالته لقوى الاستعمار .
لقد أُطيح أخيراً بحكم علي بنغو في آب من عام 2023 من قبل قادة عسكرين وأعلنوا عن الغاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة المزورة واعلنوا عن تشكيل مجلس اصلاح وطني من اجل استعادة الديمقراطية في مقدمتها تعديل الدستور واقرار قانون انتخابي يُحقق مطالب الشعب ويراعي ويتوافق مع أعلى درجات ومعايير الديمقراطية حسب ما صرح به رئيس المجلس الانتقالي، وبذلك نأمل أن تطوى صفحة سوداء من تاريخ البشرية وفصل مظلم من تاريخ القهر والاستبداد .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الغابون ديكتاتوري شعب الغابون علی بابا

إقرأ أيضاً:

الدستور الاسلامي لماذا؟

ظللنا حيناً من الدهر نتصالح، نتهاوش ونتخاصم علي مسميات دون الإلتفات إلي جوهر الموضوع أو الإهتمام بما يراد تحقيقه من المسودة المعنيين نحن المواطنيين بتصميمها. ما يزيد الأمر لبساً أن هؤلاء المختصين (أو هكذا يسمون انفسهم) عندما يدعوا للتكلم في شأن الدستور لا يكادون يميزون بين الدولة ما قبل الحداثة والدولة ما بعدها. إن العناية بدولة ما قبل الحداثة هو شأن فئة من أصحاب التمييز الديني، العرقي أو القبلي، أما دولة ما بعد الحداثة فإدراتها ووضع التصورات لها هو شان كآفة المواطنيين دونما أدني تمييز من لون أوعرق أو جاه. بهذا تكون مهمة الدستور في العصر الحديث قد تحددت في إطار الإحكام الإقتصادي والسياسي لإمكانية الإنتقال الإنتولوجي من كوننا جماعة مؤمنين إلي كوننا دولة مواطنين. فالدستور يلزم الحاكم بإتخاذ مسافة متساوية من الكل وينحسر دوره في تعريف الحقوق والواجبات.

لعل المسلمون يواجهون أزمة نفسية حادة في التأقلم مع هذا الواقع لأنهم إعتادوا علي التواصل بالمعني الإجرائي ولم يتعرفوا علي التداول بالمعني القيمي، فقد كانت هنالك دوماً سلطة عليا (تبلورت في شكل الأرستقراطية القرشية بشقيها الأموي أو العباسي) تعمل علي إنزال مراسيم فقهية -- سميت من بعد "شريعة إسلامية - - هي أشبه بالقوانين العسكرية التي سنت لتقييد حركة المجتمع وتقنين أفواه المعارضين. هؤلاء المعارضين كان أكثرهم من الأقليات الأثنية (الديلم، الترك، الموالي، إلي آخره) والمجموعات الدينية المضطهدة مثل الرافضة، المعتزلة والخوارج. فلا عجب أن قد إنزوت المفاهيم الليبرالية نتيجة الصدفة التاريخية التي هيئت للتيار السلفي الإنتصار ممتطياً جواد السلطة السياسية القاهرة. فنحن عندما نتكلم اليوم عن "الشريعة الإسلامية " ننسي أنها خياراً ايدولوجياً لفئة معينة من الناس تسني لها الإنتصار العسكري علي حساب التيارات الأخري علي حين غفلة من الدهر بل علي حساب العدل كقيمة سماوية عليا. فهل يستمر الترويج لهذه الأيدولوجية علي اساس إنها الإسلام أم أن من واجبنا تفكيك هذا الإرث وإعادة تركيبه بحيث يستوعب التجربة الإنسانية الثرة التي توفرت للبشرية في ظل القرون السبعة الماضية؟ لقد تعطلنا عن اللحاق بالركب الإنساني بسبب تمسكنا بالعقل الكانتي (Kantian)، ذاك الذي له مقدرة علي التعرف علي الحقيقة المطلقة، ويلزمنا الإنتقال إلي مرحلة العقل الهابرماسي (Habermassian) الذي هو عبارة عن منتوج ثقافي وإجتماعي. يمكننا وقتها تفعيل منظومتنا القيمية (التي تشمل الإسلام ولا تختصر عليه) من خلال التدافع وليست التعسف الذي فصل هذه المنظومة عن الحياة اليومية.

إن أكثر الناس تزمتاً ورفضاً للعلمانية إنما يعيشون واقعاً حياتياً منفصلاً عن قيمهم الروحية ليست لأنهم منافقين يرفضون قيم الحق، إنما لأنهم بتحجرهم قد ضيقوا وعاءاً كاد أن يتسع حتي يشمل كل مناحي الحياة. فمن العلماني يا تري في هذه الحالة، ذاك الذي ينافح لتفعيل المنظومة القيمية متسلحاً بما توفر للإنسانية من أدوات مفاهيمية، أم ذاك المتبلد الذي قنع بما بلغه من مفاهيم تبلورت في القرون الوسطي فظل يروج لنظم البيع علي انها إقتصاد، وأساليب الحوار القبلي علي أنها شوري، والغلبة علي أنها سياسة؟ بل، لقد بلغ الصلف ببعضهم أن إستعذبوا شعار "تطبيق الشريعة" مبرراً للقمع، الظلم وهضم الأقليات حقها. إن الشيعة مثلاً، الذين يعيشون في إيران تتوفر لهم حقوقاً لا تتوفر لذويهم في السعودية، كما أن السنة الذين يعيشون في السعودية تتوفر لهم حقوقاً لا تتوفر لآقرانهم في إيران. فليست العبرة بالمسميات، إنما بالممارسات التي تختلف عبر الزمان والمكان بإختلاف منتسبيها.

أنظر تركيا علي ايام اتاتورك وتركيا اليوم، هو ذات الدستور العلماني لكنه فسر تفسيراً مختلفاً يتمشي مع مقتضيات الواقع المتبدل. انظر افغانستان علي ايام طالبان وافغانستان اليوم، هو ذات الدستور الإسلامي لكنه الأن يهيئ لإعطاء المرآة حقها ويقدر لها جهدها كقوة فاعلة تمثل اكثر من 50% من الطاقة العاملة. كيف بهم يحظرون علي المرأة الإنتخاب وهي تفلح أكثر من 60% من الأرض ولا تملك أكثر من 4%؟ هل تنتهج مثل هذه الشريعة تمشياً مع الاهواء ام أنها شرعة رب العالمين؟ أين الغيرة من حال النساء اللائي ما زلن يقمن لمدة تجاوزت ال7 سنوات في صحراء هي شرق تشاد وغرب دارفور؟ هل نسيتم قول النبي (صلي): "المسلمات بناتي"؟ كيف إرتضيتم لبناته هذه المهانة؟ هل الشريعة هي اداة المركز لتطويع الهامش دينياً أم انها الوسيلة لتضمين الهدي القراني؟

ان البشرية قد إنعتقت من الخرافة وأنه ما من بشر سيقبل الترويج لمثل هذا السخف هذا علي أنه دين؟ والسؤال هل هنالك حقاً "شريعة" يمكن اسقاطها علي المجتمعات أم أن هنالك شرعة فُرضت لتحقيق العدل الذي هو نسبي يختلف بإختلاف المجتمعات وحاجتها للكفاية (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) صدق الله العظيم. إن مجتمعاتنا قد عانت بما فيه الكفاية من هذه الإطروحات الخطيرة والشائهة التي لم تعني بأمر التكافل قدر ما عنيت بامر الإستبداد، بل انني اذهب لابعد من ذلك فأقول أن فكرة الإسلام السياسي هي في حد ذاتها فكرة متوهمة، هي عبارة عن أزمة نفسية عاشتها النخبة نتيجة تعاملها غير المنهجي مع الحداثة، ومن قبلها إدراج الإستعمار "للمنظومة الفقهية" الذي إقتضي إعتماد القوننة كوسيلة للحد من حركة المجتمع ووأد ديناميته. (راجع مقالي عن "الصنم والصنمية، هل اصبحت الشريعة هي العجل الذي اتخذه المسلمون الهاً من دون الله في القرن الواحد وعشرين؟").

يكفي من اللغو مذكرة الإسلاميين الأخيرة هذه والتي كانت بمثابة النعي لهذا المشروع لما فيها من ضبابية اخلاقية وفكرية، بل بؤس مفاهيمي ولغوي. يجرؤ احدهم فيتكلم عن انجازات الانقاذ، وأنا أعجب اي إنجاز يمكن ان يصمد في مواجهة المخازي /المآسي التي إرتكبها هؤلاء؟ إذا كانت الإنجازات يمكن أن تثبت لهولاء (بعد ان تسببوا في قتل 2.5 مليون مواطن وتشريد اخرين) فحريُّ بهتلر أن يدخل التاريخ من انصع ابوابه فإنه كاد ان يوجد بديلاً للطاقة يغني البشرية عن هيمنة رأس المال اليهودي.

لقد إستهدف نظام الإنقاذ العروبة يوم ان رفد 3000 ضابطاً جلهم من السودان الشمالي النيل وسطي، صحيح أنه إستبدلهم باخرين، لكنهم مؤدلجين غير قوميين (ولم يستدع منهم غير فاشلاً واحداً من أبناء الألهة دخل الي الكلية بغير أهلية وبغير شهادة ثانوية). كما استهدف نظام الإنقاذ العرب يوم ان رفد 12000 صف ضابطا ًجلهم من البقارة (مسيرية، رزيقات، حوازمة، زيادية، الي آخره). عن اي العرب إذن يتكلم هؤلاء؟ هل هنالك عرب غير العدنانيين الذين قطنوا الوادي، او القحطانيين الذين قطنوا الصحراء؟ أما مقولتهم (لأمراء الخليج) أعينونا لأن نهايتنا هي نهاية التواجد العربي الإسلامي في البلاد، فمردودة بل هو ممحوقة لأنهم يتبعون فيها منطقاً معكوساً. إذ ان بقائهم كل يوم فيه إنتقاصاً لقدر الرسالة، إشانة في حق المرسل، ومذمة في حق المرسل إليه. إذا كانت الرسالة رحمة، والمرسِل رحمان، والمرسَل رحيم، فإن أي من هاتيك الصفات اصاب السودانيين من بين العالمين؟

مقالة كُتبت عام 2012 عندما أثير اللغط حول موضوع الدستور الإسلامي، ولا زالت ذات صلة لواقع اليوم!

auwaab@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: سنتخذ إجراءات ضد الدول التي فرضت علينا رسوما جمركية
  • روبيو: أمريكا سترد على الدول التي فرضت عليها رسوما جمركية
  • الدستور الاسلامي لماذا؟
  • تركيا الأولى عالميا ضمن الدول التي يصعب فيها امتلاك منزل!
  • بابا الفاتيكان يغيب عن عظته الأسبوعية غدا.. ما السبب؟
  • بينها اليمن.. قائمة الجنسيات التي ستفرض عليها إدارة ترامب حظر سفر
  • الدول التي تدرس إدارة ترامب فرض حظر سفر عليها
  • حكم نهائى.. نهاية جمال اللبان صاحب مغارة على بابا
  • مرشح للرئاسة في الغابون يطالب بمحاكمة عادلة لعائلة بونغو
  • السعودية تتفوّق على مصر وإسرائيل.. الدول التي تمتلك أقوى «مقاتلات عسكرية»!