وزير الأوقاف: واجب الوقت استخدام وسائل التواصل والتقنيات الحديثة لإبلاغ رسالة ديننا
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
انطلقت صباح اليوم السبت، فعاليات مؤتمر الأوقاف الدولي الـ 34 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الذي تستضيفه القاهرة على مدى يومين، بمشاركة 200 وزير ومفتي وعالم من 62 دولة عربية وإسلامية، تحت عنوان:"الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني .. بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في الفترة من 9 إلى 10 سبتمبر الجاري.
واجب الوقت استخدام وسائل التواصل والتقنيات الحديثة
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إن الأدوات والوسائل لا يمكن الحكم عليها في ذاتها بالقبول المطلق أو الرفض المطلق، لافتًا إلى أن السكين التي تقطع وتذبح لا غنى عن منافعها، وأن السلاح الذي يفتك ويقتل لا غنى عنه لحماية أمن المجتمعات والأوطان والدفاع عنها.
وتابع الوزير خلال كلمته اليوم في افتتاح مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: «حتى القلم فانه قد يكون وسيلة في هداية ورشاد أو آلة هدم أو آلة قذف أو سباب وهذا هو الحال نفسه في سائر وسائل اتصال الالكتروني والذكاء الاصطناعي وسائر التقنيات الحديثة التي يمكن أن نستخدمها في كل ما يخدم العلم والدعوة والبشرية».
وأكمل وزير الأوقاف: «كما يمكن استخدامها للهدم على نحو ما يفعل أهل الشر، وقد ضرب لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أعظم المثل في استخدام مهارات التواصل الدعوي في مختلف أنواعها للنفاذ إلى عقل المتلقي وقلبه وإثارة اهتمامه وانتباهه، ومن هذه المهارات استخدام لغة الجسد الرصينة المتزنة وضع الجسد لإثارة الانتباه إلى القلب أو اللسان واستخدام لغة الأرقام والرسم التوضيحي والأمثلة التوضيحية.
الأوقاف تكرم 700 طفلاً للمرة الأولى في إطار البرنامج التثقيفي للنشء «200 عالم في ضيافة القاهرة».. الأوقاف تطلق فعاليات مؤتمرها الدولي الـ 34 بمشاركة 62 دولة غدًاوشدد الدكتور محمد مختار جمعة: «كما استخدم صلى الله عليه وسلم أسلوب الألغاز لتنشيط أذهان السامعين، ونوّع عليه الصلاة والسلام وسائل وأساليب الدعوة ما بين الحديث الشريف والخطبة والموعظة والوصية والرسالة بما يؤكد حرصه صلى الله عليه وسلم على إبلاغ الرسالة بلاغًا مبينًا وإقامة الحجة واضحة وبينه لا لابس فيها بكل الوسائل والأساليب المتاحة في عصره صلى الله عليه وسلم وهو ما يحملنا أمانة الاقتداء به باستنفاد وسعنا في استخدام وسائل التواصل وسائر التقنيات الحديثة المتاحة في عصرنا لابلاغ رسالة ديننا بلاغًا مبينًا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأوقاف مؤتمر الأوقاف الدولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الفضاء الإلكتروني الدكتور محمد مختار جمعة صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
وسائل التواصل الاجتماعي والعلوم الزائفة
إحدى السلبيات التي أظهرتها شبكات التواصل الاجتماعي وتوفر المعلومة على نطاق واسع، هو أنها منصات نشر ما بات يسمى بالعلوم الزائفة أو (pseudo science) التي طالت جميع المجالات بما فـيها المجال الصحي الذي انتشرت فـيه الكثير من الادعاءات التي ليس لها أساس علمي وتدعي قدرة بعض الممارسات على الشفاء من الأمراض المستعصية التي عجز عنها الأطباء، وكانت النتيجة أن كثيرًا من الناس فقدت حياتها، أو تعرضت لمضاعفات خطيرة نتيجة التوقف عن زيارة الأطباء.
وفـي مجال الثقافة المالية أتلقى شخصيًا على الدوام استفسارات حول طرق سريعة ومضمونة لكسب المال لم ينزل الله بها من سلطان، وتفشل كل المحاولات لإقناعهم بعدم جدواها، لأجدهم يتركونني ويذهبون لغيري ممن لديه الاستعداد للاستماع لهم وتزويدهم بما يريدون سماعه من طرق تنتمي أغلبها لما بات يسمى بعلوم الطاقة التي تدخل فـيها كثير من طرق الشعوذة بصبغة علمية، ومصطلحات يعجز العقل عن فهمها، فميزة هذه العلوم أنها تخاطب العاطفة وتدّعي بأنها تستند إلى أسس علمية بينما هي فـي الواقع خالية من المصداقية والتجربة العلمية الرصينة، وتنتشر هذه العلوم تحت غطاء من المغالطات والمفاهيم المغلوطة التي تستغل جهل البعض أو حاجتهم لإجابات بسيطة لقضايا معقدة.
المشكلة أن كثيرًا من المتعلمين والمثقفـين يقعون ضحايا العلوم الزائفة ويروجون لها مما يضفـي نوعًا من المصداقية عليها، خاصة أن هذه العلوم تعتمد على تجارب شخصية عوضًا عن الدراسات الموسعة مما يجعلها أقرب للتصديق لأن المرء منا يطمئن أكثر للتجارب الشخصية، ولهذا عندما تطرح على أحدهم فكرة يبادر بالسؤال: لكن هل جربتها؟ عملًا بالمثل القائل اسأل مجرب ولا تسأل طبيب.
لهذا نحتاج للحد من انتشار العلوم الزائفة إلى قوانين صارمة بدأت بعض الدول بتبنيها، لأن أضرارها لا تعود فقط على الفرد لكنها تعيق تنفـيذ السياسات، فهي لم تعد مجرد معلومات خاطئة بل ظاهرة تنتشر بسرعة فـي المجتمعات الحديثة، مسببة ضررًا فادحًا على مستوى الفرد والمجتمع، فضلًا عن التوعية المكثفة فـي هذا المجال.