دراسة علمية: ارتفاع درجة حرارة الأرض يهدد حياة الملايين في العالم
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أكد مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الارتفاع غير المسبوق في درجة حرارة الأرض مع تزايد نسبة الرطوبة في جميع أرجاء العالم سوف يؤدي حتما إلى تزايد الموجات الحارة القاتلة، طبقا لما ذكرته أحدث الدراسات التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد البريطانية.
وأشار كاتب المقال ديميان كارنجتون، إلى أن الارتفاع الحاد في درجة حرارة كوكب الأرض سوف يلقي بظلاله السلبية على مئات الملايين من البشر وسوف يؤدي إلى زيادة حالات الوفاة جراء تلك الموجات الحارة غير المسبوقة في تاريخ البشرية.
وأضاف أن فترات قاسية من الموجات الحارة القاتلة بانتظار مئات الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه مما يزيد الأمر سوءا وخطورة هو تزايد وتيرة انتشار تلك الموجات الحارة على مستوى العالم.
وحذر الكاتب أنه إذا لم تلتفت دول العالم لخطورة الوضع الحالي بسبب الارتفاع الرهيب في درجة حرارة الأرض وتتخذ خطوات جادة للحد من تلك الظاهرة، سوف تزداد حالات الوفاة الناجمة عن تلك الموجات الحارة ولاسيما أن الكثير من الأشخاص في مناطق عدة من العالم لم يعتادوا على تلك المستويات العالية من درجات الحرارة.
ولفت المقال، طبقا للدراسة العلمية، إلى أن الجسم البشري يتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة من خلال إنتاج العرق لترطيب الجسم وتخفيض درجة حرارته لمواكبة ارتفاع درجات الحرارة، إلا أنه مع ارتفاع معدلات الرطوبة يفقد الجسم قدرته على الترطيب.
وأوضح أنه إذا تواكب ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 31 درجة مع زيادة نسبة الرطوبة في الجو فإن الجسم يفقد قدرته على ترطيب نفسه، وهي الحالة التي أطلق عليها العلماء مصطلح "عجز الجسم عن مواكبة ارتفاع درجات الحرارة"، مشيرا إلى أنه في تلك الحالة إذا لم يتم اللجوء لوسائل ترطيب خارجية مثل الماء البارد واستخدام أجهزة التكييف والمراوح ستحدث الوفاة خلال ست ساعات.
وأضاف المقال، طبقا للتحاليل العلمية في هذا الصدد، أن مناطق الساحل الشرقي ووسط المنطقة الغربية في الولايات المتحدة إلى جانب مناطق وسط أوروبا ولاسيما ألمانيا تعد من أكثر المناطق تعرضا للموجات الحارة القاتلة خلال الفترة القادمة.
وسلط المقال - في الختام - الضوء على تحذيرات البروفسور كارتر بويس من جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة التي أعرب فيها عن بالغ قلقه بسبب الارتفاع غير المسبوق في درجة حرارة الأرض، موضحا أن الجسم البشري قدرته محدودة على تحمل ارتفاع درجات الحرارة فإذا انهارت تلك القدرة سوف يواجه حتما الموت.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة ارتفاع درجة حرارة الأرض المملكة المتحدة صحيفة الجارديان مناطق الساحل الشرقي ارتفاع درجات الحرارة درجة حرارة الأرض الموجات الحارة فی درجة حرارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تغيُّر المناخ.. تهديد عالمي يطال صحة الإنسان واقتصاد الدول ويهدد مستقبل الأجيال
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، تحليلًا شاملًا سلط من خلاله الضوء على أحد أخطر التحديات البيئية في العصر الحديث، وهو تغيُّر المناخ، مبينًا أسبابه وتأثيراته المتزايدة على الأفراد والشركات والمجتمعات، كما قدّم أبرز المقترحات لمواجهته على المستويات كافة.
تغيُّر المناخ.. أزمة متفاقمة تهدد الإنسان والبيئةاعتبر التحليل أن تغيُّر المناخ يُعد من أخطر القضايا البيئية ذات التأثير المباشر على صحة الإنسان واستقرار المجتمعات، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة التي تهدد الفئات الأكثر ضعفًا كالأطفال وكبار السن، وتؤثر على الإنتاج الزراعي نتيجة اختلال أنماط سقوط الأمطار، مما يؤدي إلى تراجع الأمن الغذائي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وزيرة البيئة تترأس الاجتماع الثالث لمجلس إدارة مشروع تحويل النظم المالية من أجل المناخ دعاء العواصف الترابية والغبار.. كيف نستقبل تقلبات الطقس بالدعاء؟وأوضح التحليل أن الكوارث الطبيعية المتزايدة مثل الفيضانات والجفاف باتت تُسهم في تشريد الملايين، كما تهدد سبل العيش في قطاعات الزراعة والصيد والسياحة، وتُفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
الأنشطة البشرية سبب رئيس وراء الاحترار العالميأشار التحليل إلى أن التغير المناخي يشير إلى التحولات طويلة الأمد في درجات الحرارة وأنماط الطقس، والتي رغم أن بعضها يحدث طبيعيًا، فإن الأنشطة البشرية منذ القرن التاسع عشر تُعد العامل الرئيس وراء هذه الظاهرة، نتيجة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حرق الفحم والنفط والغاز.
وأكد أن متوسط درجة حرارة سطح الأرض ارتفع بمقدار 1.1 درجة مئوية مقارنة بفترة ما قبل الثورة الصناعية، ويُعد العقد الماضي الأشد حرارة على الإطلاق، كما أن غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان تُعد من المسببات الرئيسة لهذه الظاهرة.
سيناريوهات خطيرة إذا تجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجةحذّر التحليل من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، ستزداد موجات الحر شدة وطولًا، بينما ستنكمش الفصول الباردة.
أما إذا وصلت إلى درجتين مئويتين، فستصبح موجات الحر أكثر تطرفًا، مهددةً الزراعة والصحة بشكل مباشر.
آثار واسعة على المدن والمحيطات ومستوى سطح البحراستعرض التقرير عدة تداعيات مباشرة لتغيُّر المناخ على البيئات المختلفة، ومنها:
اختلال أنماط الأمطار، بما في ذلك الجفاف والفيضانات الموسمية.
ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يؤدي إلى غمر المدن الساحلية وتآكل الشواطئ.
ذوبان الجليد القطبي وتراجع الأنهار الجليدية.
تغيّرات في المحيطات تشمل زيادة الحرارة والحموضة وانخفاض الأوكسجين، ما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية.
تأثيرات حضرية، حيث تصبح المدن أكثر عرضة للحرارة والفيضانات.
انعكاسات صحية ونفسية خطيرة.. وتهديد بانتشار الأوبئةوصف التحليل تغيُّر المناخ بأنه أكبر تهديد صحي في القرن الحالي، حسب منظمة الصحة العالمية، والتي تتوقع نحو 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويًا بين عامي 2030 و2050، بسبب الملاريا وسوء التغذية والأمراض المرتبطة بالحرارة.
ولفت التقرير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يعزز انتشار الفيروسات نتيجة اضطرار الحيوانات إلى تغيير مواطنها، مما يزيد فرص التفاعل بينها وبين البشر، وهو ما قد يتسبب في ظهور جوائح جديدة.
الفئات الأكثر تضررًا تشمل:
الأطفال بسبب ضعف مناعتهم.
الحوامل نتيجة التغيرات الفسيولوجية.
كبار السن ومرضى القلب والتنفس.
سكان المناطق الريفية والأقليات ذات الدخل المنخفض.
التأثير الاقتصادي يمتد من الغذاء إلى التأمين والطاقةأوضح التحليل أن تغيُّر المناخ يؤثر على الاقتصاد بشكل عميق، ويتجلى ذلك في:
ارتفاع أسعار الغذاء نتيجة تراجع إنتاج المحاصيل الرئيسية.
تضرر شبكة الكهرباء بفعل موجات الحر والطلب الزائد على التبريد.
اضطراب سلاسل التوريد بسبب ارتفاع حرارة المحيطات، مما يهدد الملاحة البحرية.
زيادة تكاليف التأمين، حيث أصبحت بعض الممتلكات غير قابلة للتأمين في دول مثل أستراليا.
خسائر مرتفعة للشركات بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام والسياسات البيئية الجديدة، مثل ضرائب الكربون.
طرق المواجهة: من التمويل إلى العدالة المناخيةأكد التقرير أن التصدي لتغيُّر المناخ يتطلب تضافر الجهود، وأبرز السُبل لذلك تشمل:
التمويل المناخي: تحتاج الدول النامية إلى 127 مليار دولار سنويًا بحلول 2030 لمواجهة آثار تغيُّر المناخ.
التخفيف والتكيف: عبر السياسات الحكومية الداعمة للفئات المتأثرة، وإعادة تأهيل العاملين في القطاعات الملوِّثة.
تحسين نظم الغذاء والمياه: للحد من الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في الاستهلاك والموارد.
تعزيز الوعي البيئي: على مستوى الأفراد والمجتمعات.