طلاب البادي في الخوخة.. رحلة شاقة للتعليم في ظل مخاطر الحرب
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يواجه طلاب مدرسة البادي في شرق الخوخة تحديات كبيرة للحصول على التعليم الذي يعد حقاً أساسياً وضرورياً لبناء مستقبل أفضل.
يقطع الطلاب يومياً مسافات طويلة تتجاوز الخمسة كيلومترات تحت أشعة الشمس للوصول إلى أقرب مدرسة وهي مدرسة من الخيام المتهالكة.
وتتكون المدرسة، التي نصبت خيامها في فناء واسع من خمس خيام فقط، فيما يجلس طلاب آخرون في العراء من أجل التحصيل العلمي.
يقول أحد الطلاب لنيوزيمن، إنهم يذهبون إلى المدرسة كل يوم رغم صعوبة الطريق والخطر الذي يهددهم نظرا لحبهم التعليم.
ويرى أن مخاطر عدة تهدد حياتهم، أولها الألغام التي زرعت في الطرق التي يعبرونها وإمكانية الاستهداف خصوصا أن مليشيات الحوثي لها يد إجرامية في استهداف التجمعات المدنية.
وفي داخل فصولها المترتبة يجلس الأطفال على الأرض في صمت لتلقي الدروس فيما يتقون أشعة الشمس بالخيام المكونة من قطع القماش.
ويشكو أحد المدرسين من صعوبة الظروف التعليمية خصوصا نقص المعلمين والكتب والأثاث المدرسي، مشيرا إلى أنهم لا يستطيعون تغطية جميع المواد الدراسية للصفوف الابتدائية بشكل كاف.
ورغم المصاعب إلا أن هذا الإصرار على التعلم يشير إلى رغبة هؤلاء الطلاب في تغيير وضعهم والانتفاض ضد قوى الظلام والجهل التي حاولت المليشيات غرسها قبل طردها من المنطقة.
إن هذه المدارس هي شعلة من الضوء في ظلام الحرب، وهي رسالة قوية إلى كل من يحارب التعليم والثقافة. كما أن هؤلاء الأطفال هم أبطال حقيقيون يستحقون كل الدعم والتشجيع لمواصلة رحلتهم الشاقة للتعليم في ظل الحرب.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
صواريخ الاحتلال تقتل فرحة العيد بغزة في يومه الأول
غزة- تلطخت ملابس الأطفال الجديدة التي ارتدوها في أول أيام عيد الفطر بلون الدم القاني، بعدما وصلوا لتلقي العلاج في مجمع ناصر الطبي، إثر إصابتهم بشظايا صاروخ إسرائيلي استهدف خيام النازحين غربي مدينة خان يونس.
كانت لحظات صعبة غابت فيها ضحكات الأطفال، وتبدلت فرحتهم بصرخات ألم، وسيطرت عليهم علامات الفزع وهم يبحثون عن ذويهم بعدما تفرق جمعهم.
على جانب آخر من المستشفى، أطبق الصمت حول جثامين مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الذين تمكنت الطواقم المختصة من انتشالهم، بعدما أعدمتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل 8 أيام في أثناء استجابتهم لنداء استغاثة أطلقته العائلات المحاصرة غربي محافظة رفح.
مَر اليوم الأول من العيد ثقيلا على قطاع غزة، الذي ودّع فيه أكثر من 50 شهيدا سرق الاحتلال حياتهم، وأطفأ البهجة من قلوب ذويهم.
تبدو التفاصيل قاسية في العيد الثالث الذي يمر على الفلسطينيين وهم في أتون الحرب، حيث غابت تكبيرات العيد عن معظم مساجد غزة المدمرة، في حين تمكن عدد قليل من إقامة الصلاة داخل مراكز الإيواء على عجل، خشية من قذائف الاحتلال التي عمّت المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية لقطاع غزة.
إعلانوفي مقبرة الفالوجا غرب مخيم جباليا، تجمع عدد من ذوي الشهداء حول قبور أبنائهم التي جاؤوا لزيارتها، بعدما غيبتهم آلة العدوان الإسرائيلية وافتقدوهم في "لمة العيد".
يقول الشاب حسن وهو يغادر أسوار المقبرة: "فقدت خلال الحرب اثنين من إخوتي، و15 شهيدا من الدرجة الأولى، والمناسبات تفتح جروحا غائرة تركها عدوان الاحتلال ولا يمكن لها أن تندمل".
ويشير حسن -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن "الحزن لم يفارق ذوي الشهداء، وفي كل بيت تفاصيل مؤلمة من الفقد ليس من السهل تجاوزها".
حصار مطبقغابت مظاهر العيد عن قطاع غزة الذي تفرض عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارا مطبقا منذ الأول من مارس/آذار الحالي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وحال إغلاق المعابر دون توفر أيّ من السلع الأساسية في الأسواق.
واعتاد معظم أهالي غزة تناول السمك المملح "الفسيخ" في وجبة الإفطار صباح اليوم الأول للعيد، لكن إغلاق المعابر اضطرهم لاستبداله بمواد غذائية معلبة، بدأت تشح من الأسواق.
وتغيب أي من اللحوم الحمراء والدواجن عن موائد الفلسطينيين في قطاع غزة، في حين اضطرت جميع المطاعم التي اعتاد الأطفال التردد عليها في الأعياد إلى إغلاق أبوابها.
وبموجب البروتوكول الإنساني المتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض دخول 600 شاحنة مساعدات يوميا و50 شاحنة وقود، غير أن الاحتلال منع منذ بداية الشهر الحالي دخول ما مجموعه 18 ألف شاحنة مساعدات، و1500 شاحنة وقود، مما فاقم الكارثة الإنسانية التي تهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني، متسببا في انعدام الأمن الغذائي لأكثر من 85% من سكان غزة بسبب توقف المساعدات والمبادرات الخيرية.
وفي شوارع غزة المدمرة، بدا الفرح على وجوه الأطفال الذين يتأرجحون بألعاب بدائية، حيث اتخذ الشبان منها مهنة موسمية بعدما أفقدتهم الحرب مصدر دخلهم.
إعلانكما تولى مبادرون مهمة إدخال الفرح على الأطفال في العيد، حيث انتشر عددا من المهرجين بين المناطق السكنية المدمرة لإسعاد الصغار، الذين لم يسلم أي منهم من ويلات الحرب، على أمل أن تتوقف الحرب قريبا.
في المقابل، تخشى الأمهات -اللواتي كن يأملن تجدد وقف إطلاق النار مع حلول العيد- من خروج أبنائهن للشارع والاحتفال بالعيد، وذلك بسبب القصف العشوائي والمباغت من الطائرات الحربية الإسرائيلية.
يُذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت جميع المتنزهات والمشاريع السياحية في قطاع غزة، التي يقرب عددها من 5 آلاف منشأة، وتسبب عدوان الاحتلال في فقدان 15 ألفا و265 عاملا في نشاط السياحة لوظائفهم، وذلك حسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء.