للتهرب من دفع المرتبات.. خطة حوثية لتصفير خزينة الدولة بمشاريع وهمية
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
كشفت تكلفة المشاريع الاستثمارية التي أعلنت عنها ميليشيات الحوثي رسمياً في وسائل إعلامها خلال الأيام الماضية حقيقة حجم الأموال التي تمتلكها خزينة الدولة في صنعاء والتي تكفي لصرف مرتبات جميع الموظفين لعدة سنوات.
وظلت القيادات الحوثية على مدى سنوات وهي تقدم "فراغ الخزينة وعدم وجود سيولة مالية بسبب حصار العدوان" لتبرير نهب المرتبات وتفاقم الأوضاع المعيشية.
وعلى مدى الأيام الماضية، قام القيادي البارز مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بوضع أحجار أساس لعدة مشاريع تحمل اسم استثمارية وخدمية في عدة محافظات خاضعة لسيطرتهم؛ وبمبالغ طائلة من أجل التغطية على عمليات استنزاف الخزينة العامة وتصفيرها من أجل التهرب من مسؤولية صرف المرتبات للموظفين.
مشاريع وهمية
بشكل مفاجئ ظهر "المشاط" في محافظة عمران، شمال صنعاء، وهو يفتتح ويضع حجر الأساس لأكثر من 101 مشروع تحت مسمى دعم الخدمات والتنمية؛ بتكلفة وصلت إلى 3 مليارات و200 مليون ريال يمني وكذا بقيمة 3.5 مليون دولار. عقب ذلك انتقل القيادي الحوثي صوب محافظة صعدة -المعقل الرئيسي للميليشيات الحوثية في اليمن- حيث قام بافتتاح ووضع حجر الأساس لعدة مشاريع بكلفة وصلت إلى ثلاثة ملايين و900 ألف دولار.
وفي صنعاء قام "المشاط" بافتتاح مشاريع فيها بتكلفة إجمالية خمسة مليارات و293 مليون ريال، وسط تأكيدات على استمرار تمويل هذه المشاريع البعيدة التي لا تسهم في تحسين أي أوضاع معيشية للسكان.
مصادر في وزارة المالية أكدت أن هناك أوامر بصرف مبالغ مالية طائلة من حسابات الحكومة في البنك المركزي في صنعاء؛ وأن هذه الأموال وصفقات المشاريع يتم تمريرها دون مناقشة سواء من حكومة الحوثي أو البرلمان. لافتة إلى أن هناك استنزافا كبيرا في المصروفات تحت غطاء البرنامج الاستثماري في حين أن بند المرتبات لا يتم ضخ إليه أموال الإيرادات التي تضاعفت خلال الهدنة الأممية وحتى اليوم.
وأضافت المصادر إن هناك تعمدا من أجل تصفير خزينة الدولة على الرغم من أن الأموال التي حددت لهذا المشاريع وبعضها غير ضروري يكفي لتغطية بند المرتبات وتحسين مستوى الظروف المعيشية للموظفين الذين حرموا من مرتباتهم دون أي مبرر.
تضليل الرأي العام
عقب انتهاء الهدنة الأممية في أكتوبر 2022، تحصلت الميليشيات الحوثية على امتيازات اقتصادية، خصوصا فتح ميناء الحديدة وتسهيل حركة نقل البضائع والمشتقات النفطية لمناطقها؛ وهو ما أسهم بشكل كبير في ارتفاع الإيرادات المحصلة إلى جانب الضرائب والجمارك التي تفرضها على التجار.
وكشفت الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، عن عمليات قامت بها الميليشيات الحوثية بحق إيرادات الدولة العامة والضرائب والجمارك خلال عامين. وأن المبالغ التي جرى الاستحواذ عليها وصلت إلى أكثر من 9 مليارات دولار منذ مطلع 2022 حتى منتصف العام الحالي 2023.
وقال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن "ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران تحاول تضليل الرأي العام اليمني بالتنصل من جريمة نهب ووقف صرف مرتبات المعلمين وموظفي الدولة في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها.
وأضاف الوزير إن الميليشيات الحوثية تطالب الحكومة الشرعية بصرف المرتبات، فيما هي تواصل نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي ومئات المليارات من الإيرادات العامة وعوائد واردات المشتقات النفطية".
وأوضح الإرياني أن ميليشيا الحوثي صعدت منذ الهدنة الأممية العام 2022 عمليات النهب المنظم للإيرادات العامة، والإيرادات الضريبية والجمركية للمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، وقامت ببيع النفط والغاز الإيراني "المجاني" في الأسواق المحلية بأسعار مضاعفة، وضاعفت جباياتها غير القانونية على القطاع الخاص.
وأشار إلى أن إجمالي الإيرادات التي نهبتها ميليشيا الحوثي تفوق بند المرتبات الحكومية البالغ 927 مليار ريال يمني. مطالبا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي بممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي لوقف سياسات التجويع والإفقار الممنهج بحق المواطنين، ونهبها المنظم لإيرادات الدولة وتخصيصها لصرف مرتبات الموظفين بانتظام وفق قاعدة بيانات الخدمة المدنية للعام 2014، بدلا من توجيهها لصالح ثراء قياداتها وما يسمى "المجهود الحربي".
إخفاء الإيرادات
وظلت الميليشيات الحوثية ترفض مناقشة الحسابات الختامية والموازنات العامة للدولة على مدى سنوات الماضية من أجل إخفاء حجم الأموال الحقيقية التي تغطي ميزانية صرف المرتبات وتوفير حياة كريمة للمواطنين في مناطق سيطرتهم.
وكشفت مصادر اقتصادية أن تقدير إجمالي الإيرادات التي حصلت عليها المليشيات الحوثية خلال العام 2022 من الموارد الحكومية الرسمية بلغ تريليون و740 مليار ريال دون الجبايات والتحصيلات الإجبارية التي تمارسها بحق المواطنين والتجار والقطاع الخاص.
وأوضحت المصادر أن الميليشيات حصلت على نحو 928 مليارا و948 مليون ريال من الباب الأول للموازنة العامة للدولة، وهذه الإيرادات تشمل الضرائب والجمارك والزكاة. كما أنها حصلت على 811 مليارا و124 مليون ريال من دخل الملكية ومبيعات السلع والخدمات والتحويلات المتنوعة. إلى جانب المليارات من الرسوم الإدارية والغرامات والجزاءات والمصادرات.
وكان عضو برلمان صنعاء أحمد سيف حاشد أكد في تصريحات له أن هناك إصرارا على إخفاء الموازنات العامة والحسابات الختامية عن مجلس النواب من قبل السلطة الحاكمة في صنعاء -في إشارة إلى جماعة الحوثي-. لافتا إلى أن هناك توجيهات عليا لأعضاء المجلس من عدم فتح نقاش الموازنة العامة أو مطالب صرف المرتبات المنقطعة.
تصفير الخزينة
ومع تنامي هذه الإيرادات؛ وجدت الميليشيات نفسها أمام ضرورة صرف المرتبات المنقطعة منذ نحو 9 سنوات؛ بعد سقوط كل المبررات والحجج وفشل سياسة التهديد والتركيع التي مارستها بحق المواطنين في مناطق سيطرتها. الأمر الذي دفعها إلى سرعة التحرك من أجل مواجهة تصاعد الاحتجاجات التي تقودها المكونات المدنية في مقدمتها "نادي المعلمين" للضغط على القيادات من أجل صرف المرتبات بشكل شهري ومنتظم.
حجم الأموال المعلنة يكشف أن الميليشيات الحوثية ظلت لسنوات تنهب أموال الشعب وتسخرها لمصالحها الشخصية دون المراعاة للتدهور المستمرة للأوضاع المعيشية وارتفاع معدلات المجاعة والفقر والبطالة بالبلد الذي صنف مؤخرا بأن أزمته الأسوأ على مستوى العالم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المیلیشیات الحوثیة میلیشیا الحوثی صرف المرتبات ملیون ریال فی صنعاء أن هناک من أجل
إقرأ أيضاً:
شركة الجسر العربي: الإيرادات ارتفعت.. ونستهدف زيادة رأس المال إلى 120 مليون دولار
ترأس الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، بحضور المهندسة وسام التهتموني وزير النقل الأردني، وحازم راضي رئيس مجلس إدارة شركة الجسر العربي للملاحة، ممثلا عن وزير النقل العراقي المهندس رزاق السعداوي، وأعضاء مجلس إدارة الشركة الاجتماع الـ84 للشركة، حيث شهد الاجتماع المصادقة على النتائج المالية للشركة للعام 2024، واستعراض نشاطات الشركة وأهم إنجازاتها في عام 2024.
قال عدنان العبادلة، مدير عام شركة الجسر العربي للملاحة التابعة لوزارة النقل، إنّ الشركة حققت زيادة في الإيرادات من خلال خطط عمل معدة مسبقا لتحديث وتطوير أسطول بواخر الشركة وتنويع مصار الدخل، ورفع مستوى الخدمات المقدم على متن اسطول الشركة الحديث والاهتمام بالمسافرين والسياح وشركات النقل وإدخال جيل جديد من البواخر بمواصفات تتناسب مع الأرصفة ومع الظروف التشغيلية والجوانب التسويقية الأمر الذي ساهم في تنويع وزيادة مصادر دخل الشركة.
وأضاف العبادلة في بيان صادر عن وزارة النقل، أنّ إيرادات تأجير الوحدات البحرية ارتفعت بأكثر من 90%، وأصبحت شركة الجسر العربي الأولى في تأجير وحداتها البحرية بمنطقة البحر الأحمر نتيجة لكفاءة كوادرها وثقة الشركات في المنطقة بالجسر العربي.
تنفيذ العديد من المشاريع الاستثماريةوأكمل أنّ الشركة ستواصل نهج تطوير ورفع مستوى خدماتها، وستعمل على زيادة رأسمالها من الأرباح المحققة ليصبح 120 مليون دولار، ما يؤكد مدى قوة وصلابة الشركة المالية، حيث ستعمل الشركة وضمن خططها المستقبلية على تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية بالتشارك مع القطاع الخاص والحكومي.
إنشاء محطة للركاب وأرصفة وفق أعلى المواصفات الفنيةونوه بأنّ الشركة تستهدف تطوير وإنشاء محطة للركاب وأرصفة وفق أعلى المواصفات الفنية، إضافة إلى استحداث خطوط ومسارات جديدة لنقل البضائع من خلال المواني المصرية المطلة على البحر المتوسط، مستفيدة من التطور الهائل الذي تشهده مصر في إنشاء الطرق والمواني، خاصة مواني البحر الأحمر، كما أنّ الشركة تدرس إمكانية انشاء حوض جاف للسفن يخدم أسطول الشركة والبواخر المارة في البحر الأحمر.
أعلى معدل نقل شحن وبضائعوأوضح أنّ الشركة حققت خلال عام 2024 العديد من الأرقام والإنجازات التاريخية التي لم تتحقق منذ تأسيس الشركة قبل 40 عاما، رغم الظروف والأحداث التي شهدتها منطقة عمل الشركة في 2024 حيث استطاعت الشركة بفضل خطط العمل والاستراتيجيات التنفيذية التي انتهجتها من تحقيق أعلى نتائج إيجابية، ووصلت إلى أعلى معدل نقل شحن وبضائع منذ تأسيسها.
3 وحدات بحرية جديدةوأضاف «العبادلة»، أنّ الشركة استطاعت تحقيق أعلى إيرادات في تاريخها والتي تجاوزت 86 مليون دولار وبزيادة بلغت 48% عن العام الماضي، كما أدخلت 3 وحدات بحرية جديدة في عام 2024 وتملكت أحدث بواخر الشحن في منطقة البحر الأحمر ورفعت طاقتها الاستيعابية من الشحن لتتجاوز 300 شاحنه يوميا بفضل الجيل الجديد من البواخر، كما سيتم إدخال الباخرة الجديدة «الحسين» إلى الخدمة قبل نهاية مارس من هذا العام، ليصل عدد وحدات الأسطول إلى 10 وحدات وهو أعلى عدد وحدات تتملكه الشركة لتلبية الطلب المتزايد على خدماتها.