الحكومة تطفئ شمعتها الثانية... ماذا كان حلّ بلبنان لو لم تكن حاضرة؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
من يرشق الحكومة اليوم بشتى أنواع الجارة، الكبير ومنها والصغير، يعرف في قرارة نفسه أنه يتجّنى عليها، خصوصًا أن وراء أكمة هذه المواقف العدائية ما وراءها من كمّ ليس له نهايات من "الاجندات" السياسية غير البريئة.
ما تقوم به الحكومة من إجراءات وما تصدره من مراسيم هي قرارات الحدّ الأدنى من أجل تسيير شؤون المواطنين، ومن أجل تمكينهم من مواصلة حياتهم شبه الطبيعية.
لم تكن حكومة الرئيس ميقاتي المستمرّة بالقيام بمهامها بقوة القانون ومفاعيل الدستور لتقوم بما تقوم به لو لم تكن تؤمن بأن الغد سيكون أفضل من اليوم والأمس، على رغم ما تتعرّض له من حملات التجنّي والافتراء. كما لم تكن لتقوم بما تقوم به لو أن نواب الأمة قاموا بدورهم الدستوري وسارعوا إلى انتخاب رئيس للبلاد من دون الأخذ في الاعتبار أي أمر آخر. الحكومة الحاضرة تتصدّى بكل اندفاع، ومن دون أن تثبط همّتها ما يضعه البعض من عراقيل، لكل المشاكل الكثيرة، التي يتعرّض لها الوطن في غياب أي مسؤولية لدى هؤلاء، الذين لا همّ لهم سوى التصويب على ما تبذله من جهود لـ "فرملة" الانهيار، ولمنع الوصول إلى قاع الهوّة.
فلو لم تقم الحكومة بما يمليه عليها واجبها الوطني فماذا كان سيحّل بالمواطنين الذين يعيشون كل هذه الأزمات المتراكمة والمتوالدة؟ كيف كان يمكن تأمين التغطية المالية اللازمة لدواء الأمراض المزمنة والمستعصية؟ كيف كان سيواجه الطلاب معضلة همّ العام الدراسي؟ ماذا كان سيحّل بهم لو لم تصدر عنها قرارات تتعلق بموازنة العام 2023، وبالتالي موازنة العام 2024؟ كيف كان المواطنون سيواجهون الأزمات المالية المتتابعة لو لم يقرّ برنامج "بلومبرغ"؟ كيف كان استعاد جنسيتهم من يحق لهم بها من المغتربين؟
هذه الحكومة وجدت نفسها موضوعة في زاوية الأزمات وبين أيديها كرة نار. فلو تخّلت عن مسؤوليتها كما فعل غيرها فهل كان اللبنانيون اليوم قادرين على الاستمرار، وهو استمرار الحدّ الأدنى، وهو أقل ما يمكن فعله تجاه مواطن متروك لقدره؟ ما قاله الرئيس نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة يختصر ما يعانيه الوزراء في وزاراتهم. "فهم يتحملون المسؤوليات بجدارة ويقومون بواجباتهم تجاه الوطن ويؤمنون استمرارية الخدمة" . وأكد "اننا نصرّف الاعمال ولا نتصرف بالوطن". نحن نتحمّل المسؤولية ولا نصادر السلطة، ولا نريد ان نكون بديلا لاحد. فتحمّل المسؤولية ليس مسألة سهلة، ويشهد الجميع على أننا نقاوم ونسعى قدر المستطاع لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.".وتابع: "هناك ملفات اقتصادية واجتماعية صعبة جدا، أهمها تفلّت اسعار السلع والمواد والخدمات والاقساط الجامعية والمدرسية وفواتير الاستشفاء واسعار التأمين والحاجات الاساسية.
الحكومة مسؤولة عن الامن الاقتصادي والصحي والغذائي، وادعو الوزارات والجهات المعنية الى مراقبة الاسعار وحماية المواطنين من اخطار الجشع وانزال العقوبات بالمخالفين الذين يبتزون الناس ويستنزفون قدراتهم.
وقال : "مع بدء العام الدراسي، فإننا نتابع صرخة الاهالي من غلاء الاقساط في المدارس وارغامهم على الدفع بالدولار بنسب متفاوتة لا معايير واضحة لها".
وبعد هذا الكلام الصادر عن رجل دولة مسؤول في مرحلة تكاد تكون الأخطر على مستوى ما يتعرّض له الوطن من أزمات تصعب مواجهتها نرى من لا يزال يهوى مقارعة طواحين الهواء، وشهر سيف التهديم والتهشيم، وهو لا يترك مناسبة إلا ويصّوب سهامه السامّة نحو صدر الحكومة، التي لا تزال تعمل بـ "اللحم الحي"، وتحاول القيام بالمستحيل لكي تبقى للمواطن كرامته الغالية كثيرًا على قلبه. باختصار، فإن ما تقوم به الحكومة من خطوات تجاه مواطنيها انما تقوم بما ينسجم مع مبادئها، على أمل أن ما ينتظر اللبنانيين بعد انقشاع هذه الغيمة السوداء عن سمائهم أفضل بكثير مما يعيشونه اليوم، وهو سيكون ثمرة جهادهم وصبرهم وتحمّلهم. وما يتحمّلونه لم يسبق لشعب آخر أن تحّمله وبقي صامدًا كما يفعل كل لبناني في آخر قرية من قرى لبنان التي تقاوم الأعاصير وتتحدّى الظروف الصعبة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ما تقوم کیف کان لم تکن
إقرأ أيضاً:
أمريكية تعتدي على فلسطيني وزوجته الحامل.. ماذا حدث؟ (شاهد)
أظهر مقطع فيديو تداولته وسائل إعلام؛ اعتداء سيدة أمريكية على زوجين فلسطينيين في مدينة ويتون بولاية إلينوي الأمريكية.
وبدأ الحادث بتوجيه الشتائم للزوجين الفلسطينيين، ثم تحول إلى اعتداء جسدي وثقته الكاميرات.
UPDATE: A Polish American woman who attacked an Arab couple in Chicago for wearing a Palestine hoodie has been charged with a hate crime.
Alexandra Szustakiewicz, 64, of Darien, Illinois, was charged with two felony counts of a hate crime and one count of misdemeanour disorderly… pic.twitter.com/uGjfktwvVO — 5Pillars (@5Pillarsuk) November 19, 2024
ووثقت زوجة الفلسطيني وسيم زهران الفيديو، الذي أظهر السيدة وهي تحاول صفعه، قبل أن تهاجم زوجته الحامل. وقد غادرت المعتدية المكان قبل وصول شرطة داونرز غروف، إلا أنها اعتقلت الأحد الماضي، ووجهت إليها السلطات تهمتان بارتكاب جريمة كراهية، بالإضافة إلى تهمة السلوك غير المنضبط.
من جهته، أكد متحدث باسم مطعم "بانيرا بريد" الذي شهد الواقعة أن الإدارة تعمل على متابعة الحادث مع فريقها.
ازدياد جرائم الكراهية
وبعد معركة طوفان الأقصى، تزايد الاعتداء على المسلمين والفلسطينيين في أمريكا٬ ففي 30 تموز/يوليو الماضي٬ قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، إن التمييز والهجمات ضد المسلمين والفلسطينيين ارتفعت بنسبة 70% في الولايات المتحدة في النصف الأول من العام الجاري، بسبب تزايد معاداة المسلمين إثر حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
وفي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، تلقى المجلس 4951 شكوى متعلقة بوقائع معاداة للمسلمين والفلسطينيين، بزيادة قدرها 70% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.
وأضاف المجلس أن غالبية الشكاوى كانت حول التمييز في مجالات الهجرة واللجوء والتوظيف والتعليم، بالإضافة إلى جرائم الكراهية.
وفي عام 2023، وثق المجلس 8061 شكوى مشابهة على مدار العام، بما في ذلك حوالي 3600 شكوى في الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد اندلاع الحرب.
ومن هذه الحوادث أيضا تعرض طفل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر ستة أعوام للطعن حتى الموت في ولاية إلينوي في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وفي شباط/ فبراير الماضي، وقعت حادثة طعن أخرى استهدفت أمريكيًا من أصل فلسطيني في ولاية تكساس.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، أُطلق النار على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت، بينما شهد شهر أيار/مايو الماضي محاولة لإغراق طفلة فلسطينية أمريكية تبلغ من العمر ثلاث سنوات.
وتثير هذه الحوادث تساؤلات متزايدة حول تصاعد جرائم الكراهية والعنف العنصري، وسط دعوات لاتخاذ إجراءات قانونية ومجتمعية عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة.