من يرشق الحكومة اليوم بشتى أنواع الجارة، الكبير ومنها والصغير، يعرف في قرارة نفسه أنه يتجّنى عليها، خصوصًا أن وراء أكمة هذه المواقف العدائية ما وراءها من كمّ ليس له نهايات من "الاجندات" السياسية غير البريئة. 
ما تقوم به الحكومة من إجراءات وما تصدره من مراسيم هي قرارات الحدّ الأدنى من أجل تسيير شؤون المواطنين، ومن أجل تمكينهم من مواصلة حياتهم شبه الطبيعية.


لم تكن حكومة الرئيس ميقاتي المستمرّة بالقيام بمهامها بقوة القانون ومفاعيل الدستور لتقوم بما تقوم به لو لم تكن تؤمن بأن الغد سيكون أفضل من اليوم والأمس، على رغم ما تتعرّض له من حملات التجنّي والافتراء. كما لم تكن لتقوم بما تقوم به لو أن نواب الأمة قاموا بدورهم الدستوري وسارعوا إلى انتخاب رئيس للبلاد من دون الأخذ في الاعتبار أي أمر آخر.    الحكومة الحاضرة تتصدّى بكل اندفاع، ومن دون أن تثبط همّتها ما يضعه البعض من عراقيل، لكل المشاكل الكثيرة، التي يتعرّض لها الوطن في غياب أي مسؤولية لدى هؤلاء، الذين لا همّ لهم سوى التصويب على ما تبذله من جهود لـ "فرملة" الانهيار، ولمنع الوصول إلى قاع الهوّة. 
فلو لم تقم الحكومة بما يمليه عليها واجبها الوطني فماذا كان سيحّل بالمواطنين الذين يعيشون كل هذه الأزمات المتراكمة والمتوالدة؟ كيف كان يمكن تأمين التغطية المالية اللازمة لدواء الأمراض المزمنة والمستعصية؟ كيف كان سيواجه الطلاب معضلة همّ العام الدراسي؟ ماذا كان سيحّل بهم لو لم تصدر عنها قرارات تتعلق بموازنة العام 2023، وبالتالي موازنة العام 2024؟ كيف كان المواطنون سيواجهون الأزمات المالية المتتابعة لو لم يقرّ برنامج "بلومبرغ"؟ كيف كان استعاد جنسيتهم من يحق لهم بها من المغتربين؟  
هذه الحكومة وجدت نفسها موضوعة في زاوية الأزمات وبين أيديها كرة نار. فلو تخّلت عن مسؤوليتها كما فعل غيرها فهل كان اللبنانيون اليوم قادرين على الاستمرار، وهو استمرار الحدّ الأدنى، وهو أقل ما يمكن فعله تجاه مواطن متروك لقدره؟    ما قاله الرئيس نجيب ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة يختصر ما يعانيه الوزراء في وزاراتهم. "فهم يتحملون المسؤوليات بجدارة ويقومون بواجباتهم تجاه الوطن ويؤمنون استمرارية  الخدمة" . وأكد "اننا نصرّف الاعمال ولا نتصرف بالوطن". نحن نتحمّل المسؤولية ولا نصادر السلطة، ولا نريد ان نكون بديلا لاحد. فتحمّل المسؤولية ليس مسألة سهلة، ويشهد الجميع على أننا نقاوم ونسعى قدر المستطاع لتجاوز هذه المرحلة الصعبة.".وتابع: "هناك ملفات اقتصادية واجتماعية صعبة جدا،  أهمها تفلّت اسعار  السلع والمواد والخدمات  والاقساط الجامعية والمدرسية وفواتير الاستشفاء واسعار  التأمين والحاجات الاساسية. 
الحكومة مسؤولة عن الامن الاقتصادي والصحي والغذائي، وادعو  الوزارات والجهات المعنية الى  مراقبة الاسعار وحماية المواطنين من اخطار  الجشع  وانزال العقوبات بالمخالفين الذين يبتزون الناس ويستنزفون قدراتهم. 
وقال : "مع بدء العام الدراسي، فإننا نتابع صرخة الاهالي من  غلاء الاقساط في المدارس وارغامهم على الدفع بالدولار بنسب متفاوتة لا معايير واضحة لها".  
وبعد هذا الكلام الصادر عن رجل دولة مسؤول في مرحلة تكاد تكون الأخطر على مستوى ما يتعرّض له الوطن من أزمات تصعب مواجهتها نرى من لا يزال يهوى مقارعة طواحين الهواء، وشهر سيف التهديم والتهشيم، وهو لا يترك مناسبة إلا ويصّوب سهامه السامّة نحو صدر الحكومة، التي لا تزال تعمل بـ "اللحم الحي"، وتحاول القيام بالمستحيل لكي تبقى للمواطن كرامته الغالية كثيرًا على قلبه.    باختصار، فإن ما تقوم به الحكومة من خطوات تجاه مواطنيها انما تقوم بما ينسجم مع مبادئها، على أمل أن ما ينتظر اللبنانيين بعد انقشاع هذه الغيمة السوداء عن سمائهم أفضل بكثير مما يعيشونه اليوم، وهو سيكون ثمرة جهادهم وصبرهم وتحمّلهم. وما يتحمّلونه لم يسبق لشعب آخر أن تحّمله وبقي صامدًا كما يفعل كل لبناني في آخر قرية من قرى لبنان التي تقاوم الأعاصير وتتحدّى الظروف الصعبة. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ما تقوم کیف کان لم تکن

إقرأ أيضاً:

عبد الله المري يشهد حفل تخريج الدفعة الثانية من مدارس حماية

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة %83 من أسطول مركبات «أجرة الشارقة» هجينة وصديقة للبيئة شرطة أبوظبي تنفذ «برد صيفهم» للعمال

شهد معالي الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، حفل تخريج الدفعة الثانية من طلاب وطالبات مدارس حماية للسنة الدراسية 2023-2024، والبالغ عددهم 204 خريجين وخريجات، وذلك في أكاديمية شرطة دبي، بحضور مساعدي القائد العام، ومديري الإدارات العامة ومراكز الشرطة وأولياء أمور الطلبة.
وهنَّأ معالي الفريق المري، موظفي شرطة دبي وأبنائهم بمناسبة التخرج، متمنياً لهم النجاح والتوفيق في حياتهم، مؤكداً أن مدارس حماية مبادرة من سلسلة المبادرات التي تعتمدها شرطة دبي لإسعاد موظفيها، مشيراً إلى دعم شرطة دبي الكامل لأبنائه الطلبة في مختلف المراحل الدراسية، وفق رؤية القيادة الرشيدة، القائمة على الاستثمار في الإنسان، وخلق بيئة عمل إيجابية وسعيدة لهم، ما يسهم في تعزيز روح المبادرة والإبداع.
وأوضح معاليه أن تخريج هذه الكوكبة من طلبة مدارس حماية فخر للقيادة بما حققته من مكاسب تعليمية لأبناء العاملين فيها وتخفيف الأعباء عن كاهل موظفي الشرطة، وتعزيز مبدأ الانتماء والتعاون المؤسسي وإسعاد الموظفين ورفع نسبة الرضا الوظيفي.

دعم العاملين
وأوضح العميد الدكتور سلطان الجمال مساعد القائد العام لشؤون الأكاديمية والتدريب بالوكالة أن إنشاء مدراس حماية في عام 2018، دعماً للعاملين في شرطة دبي من عسكريين ومدنيين وتخفيف العبء عن كاهلهم وإسعادهم، لافتاً إلى أن القيادة في شرطة دبي حرصت على تسخير العديد من ممكناتها لدعم مدارس حماية، من خلال تعزيز التكامل مع كافة القطاعات، ما ساهم في جعل المعرفة التعليمية والمهارات التي اكتسبها الطلبة قيمة مضافة لهذا الجيل، إلى جانب الشراكات مع مختلف الجهات في قطاع التعليم، بهدف جعل مدارس حماية ريادية في تأهيل جيل مُسلح بالعلم والمعرفة والمهارات المختلفة.

الارتقاء بالتعليم
قال المقدم عبد الله السويدي، مدير مكتب مدارس حماية، إن مدارس حماية في مختلف الحلقات عملت بجهد كبير في سبيل الارتقاء بمنظومة التعليم فيها، بدعم ومتابعة من معالي القائد العام لشرطة دبي، ما أسهم في تحقيق المدارس للعديد من الإنجازات سواء على المستوى الفردي للطلبة أو على مستوى المدارس.
وأضاف السويدي: استطاعت مدراس حماية منذ عام 2018 من جذب نخبة من المعلمين والمعلمات والطاقم الإداري والإشرافي، حيث تم اختيارهم بعناية من أجل بناء جيل قادر على أن يكتسب العديد من المهارات التعليمية والمعرفية وكذلك الجوانب المتعلقة بالمشاركة في الفعاليات والدور المجتمعي والتطوعي، حيث إن ما يميز طلبة حماية أنه تم تخصيص برامج تُعنى بإشراك الطلبة في مختلف الأحداث والفعاليات الكبرى، ومختلف المبادرات والأنشطة التي تنظمها شرطة دبي، بالإضافة إلى الأنشطة الصيفية.

مقالات مشابهة

  • موعد حفل ويجز في مهرجان العلمين بدورته الثانية.. يختتم الفاعليات
  • «إكسترا نيوز»: القضية الفلسطينية ودعم غزة حاضرة بقوة في مهرجان العلمين
  • رسالتان وراء الاهتمام الدولي بلبنان
  • عبد الله المري يشهد حفل تخريج الدفعة الثانية من مدارس حماية
  • محمد الباز: طلة الحكومة الأولى في اجتماعتها اليوم مبشرة
  • تكريم نادية مصطفي في مهرجان الزمن الجميل بلبنان.. وابنتها تغني «ست الحبايب»
  • ماذا تريد الحكومة من المواطن؟
  • الأقباط في تشكيل الحكومة والمحافظين.. المواطنة حاضرة بقوة بالجمهورية الجديدة
  • آخر تصريح إسرائيليّ يتعلّق بلبنان: نعرف كيف نُقاتل
  • شاهد بالفيديو.. ماذا قال البرهان في وادي سيدنا بحضور ياسر العطا؟