"عيد النيروز" قصة التقويم الرسمي للدولة حتى 1875.. وأبرز مظاهر الاحتفال بالعام الجديد
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الثلاثاء المقبل ببداية العام القبطي الجديد 1740 وهو ما يسمي بعيد الشهداء والمعروف باسم عيد النيروز، حيث تقام القداسات والاحتفالات بكافة الكنائس بالإيبارشيات والقطاعات الرعوية في مصر وكل بلاد المهجر.
ويصلى الآباء المطارنة والأساقفة عشية رأس السنة القبطية الجديدة مساء الاثنين المقبل وهو آخر أيام السنة القبطية 1739، وتقام الصلوات بالطقس الفرايحي وفقًا لطقس الكنيسة التي تقام صلواتها بنغمة الفرح من بدء السنة القبطية وحتى موعد عيد الصليب الذي يحتفل به يوم ١٧ توت ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
ويقول ماجد كامل الباحث في التراث القبطي إن الكنيسة القبطية تحتفل في الحادي عشر من سيتمبر في كل عام بعيد النيروز؛ وعيد النيروز هو بداية التقويم القبطي أو ما يقابل رأس السنة؛ والأصول الأولي لهذا التقويم يرجع إلي العصر الفرعوني وبالتحديد إلي الإله (تحوت Thot ) وهو إله الحكمة ؛ ورب القلم؛ ومخترع الكتابة ؛ومقسم الزمن؛ وكان رمزه الطائر إيبيس IBISالمعروف عند المصريين بأسم أبو منجل.
ولذلك كانوا يحنطونه بعد موته تكريما للمعاني التي يمثلها عندهم وكرمز لهذه المعاني؛ أما عن الأصل اللغوي لكلمة نيروز ؛فهناك رأيان؛ الرأي الأول يرجعه إلي أصل فارسي ومعناه "اليوم الجديد " باللغة الفارسية . أما الرأي الآخر فيرجعه إلي أصل قبطي ؛فكلمة "نياروو" معناها أنهار باللغة القبطية؛ ولما كان هذا هو موسم الاحتفال باكتمال فيضان نهر النيل لذا نظم المصري القديم هذه الاحتفال كرمز للوفاء للنيل.
وتابع قائلا، وعندما دخل اليونان مصر أضافوا اليها حرف السين علامة أسم الفاعل في اللغة اليونانية فأصبحت "نياروو –س" وحرفت مع الزمن إلي النيروز ؛ وعودة إلي الأصل التاريخي لهذا العيد ؛حيث يذكر علماء المصريات أن المصري القديم هو الذي قام بوضع هذا التقويم ؛وكان ذلك حوالي عام 4241 ق.م عندما لاحظوا ظاهرة الشروق الاحتراقي لنجم الشعري اليمانية ؛والمعروف في اللغة اليونانية بأسم "سيروس SIRIUS" قبل شروق الشمس مرة كل عام ؛ وكان المصريون يسمونه "سبدت" وهو ألمع نجم في السماء؛ ويبعد حوالي 8 ونصف سنة ضوئية عن الأرض ؛وقد قسموا السنة إلي ثلاثة فصول كبيرة هي: فصل الفيضان ( آخت)، وفصل البذر والزرع (برت)، وفصل الحصاد (شمو).
ويضيف ماجد كامل إنهم قسموا السنة إلي 12 شهرا؛ كل شهر ثلاثون يوما ؛ وأضافوا المدة الباقية وهي خمسة أيام وربع ؛وجعلوها شهر بذاته؛ أسموه بالشهر الصغير أو (النسيء) وبذلك أصبحت السنة القبطية 365 يوما في السنوات البسيطة ؛366 يوما في السنوات الكبيسة، وعندما جاءت المسيحية إلي مصر حوالي عام 61م تقريبا ؛ ومع ظهور عصر الشهداء ؛أراد الأقباط أن يخلدوا ذكري دماء هؤلاء الشهداء ؛فاتخذوا من تاريخ إعتلاء دقلديانويوس عرش الأمبراطورية الرومانية وهو 284م ؛ بداية التقويم لعصر الشهداء ؛فإذا حذفنا 284 من 2010 تصبح 1728 للشهداء ؛ ولقد أستمرت الحكومة المصرية تتبع هذا التقويم كالتقويم الرسمي للدولة حتي ألغاه الخديوي إسماعيل عام 1875 م وكان يقابلها عام 1539 للشهداء ؛وأستبدله بالتقويم الميلادي الذي مازال متبعا حتي الآن كالتقويم الرسمي للدولة . غير أن الفلاح المصري مازال يتبع التقويم القبطي حتي الان في الزراعة.
ويشير الباحث القبطي ماجد كامل إلى أن العلامة المقريزي كتب عن احتفلات هذا العيد في شيء من التفصيل في موسوعته فقال عنه (هو أول السنة القبطية بمصر ؛وهو أول يوم من "توت " وسُنتهم فيه إشعال النيران ؛والتراش بالماء ؛وكان من مواسم لهو المصريين قديما وحديثا، وكانت تتعطل فيه الأسواق وتفرق فيه الكسوة لرجال أهل الدولة وأولادهم ونسائهم وحوائج النيروز من فاكهة الموسم البطيخ والرمان والموز والبلح، وكثيرا كان الخليفة يتدخل فيصدر أمره بمنع إيقاد النيران ليلة النيروز ومن صب الماء في نهاره عندما يزيد الأمر عن حده فيأخذ من يخالف ليحبسوه وآخرين فيطاف بهم علي الجمال لجرسهم "أي فضحهم ".
ويوضح "كامل" أنه من أشهر الحوادث المرتبطة بالنيروز في التاريخ الكنسي ما جاء في سيرة البابا يؤانس السادس عشر البطريرك (103) من سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية والشهير بالطوخي (1676-1718 م) أن فيضان النيل جاء منخفضا ؛فتوجه الأب البطريرك إلي كنيسة السيدة العذراء بالمعادي حاليا وهي أحدي المحطات الهامة في رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر ؛فمنها توجهت العائلة المقدسة إلي الصعيد ومعه مجموعة من الأباء الكهنة في يوم عيد النيروز؛ وصلي القداس هناك ؛ثم صلي علي ماجور به قليل من الماء وسكبه في نهر النيل ؛ وكرر هذا الأمر عدة أيام متواصلة ؛ فتحنن الله برحمته علي شعبه ؛وفاض النيل في اليوم الثاني عشر من شهر توت .
ويقول إنه من أشهر الجمعيات التي تحتفل بعيد النيروز جمعية التوفيق القبطية والتي تأست عام 1891 ؛ ولقد سنت هذه الجمعية سنة جميلة لم تحيد عنها وهي أن يكون خطيب الحفل الرئيسي من الأخوة المسلمين؛ ففي احتفلات عيد النيروز 1920 كان خطيب الحفل الرئيسي هو الزعيم الوطني الخالد سعد زغلول ؛وخطب بعده الشيخ مصطفي القاياتي والدكتور محجوب ثابت والأستاذ رياض الجمل ؛وفي احتفلات عيد انيروز عام 1923 تحدث سعد زغلول بعد عودته من المنفي عن دور الأقباط في الثورة وكفاحهم ضد المستعمر ؛وعن أهمية الوحدة الوطننية بين المسلمين والأقباط ؛وكان من بين ما قاله ( أن النهضة الأخيرة أوجدت هذا الاتحاد المقدس بين الصليب والهلال ...... ليس هناك إلا مصريين فقط .... ولولا وطنية الأقباط وإخلاصهم الشديد لقبلوا دعوة الأجنبي لحمايتهم وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدل النفي والسجن والاعتقال؛ لكنهم فضلوا أن يكونوا مصريين يسامون الحسف ويذوقون الموت والظلم علي أن يكونوا محميين بأعدائهم وأعدائكم – هذه المزية يجب علينا أن نحفظها وأن نبقيها دائما في صدورونا) .
وفي احتفالات عيد النيروز عام 1924 حضر الاحتفال النحاس باشا رئيس الوزراء ؛ وفي احتفالات عام 1952 بعد اندلاع ثورة يوليو المجيدة بشهرين حضر الاحتفال محمد نجيب ؛وعلي ماهر باشا رئيس الوزراء في ذلك الوقت ؛وتسجل وثائق الجمعية أسماء نجيب الهلالي ؛ صبري أبو علم ؛ عبد السلام فهمي جمعة ؛ عبد المنعم الصاوي ؛ الدكتور رفعت المحجوب ؛ د .نعمات أحمد فؤاد وغيرهم من ضمن الشخصيات الخالدة التي كانت تخطب في احتفالات عيد النيروز .
ويشير الباحث ماجد كامل إلى أنه في هذا اليوم "عيد النيروز" يقبل الأقباط علي أكل البلح الأحمر والجوافة والعنب اأحمر ؛ وذلك لما كانت لهذه الفواكه من رموز ومعاني تشرح معني النيروز؛ فالبلح لونه أحمر رمز لدم الشهيد ؛وقلبه ابيض رمز لطهارته؛أما قلب البلحة فهو صلب رمز وإشارة لقوة وثبات إيمان الشهيد . أما الجوافة فأن لونها أبيض رمز الطهارة وبذورها صلبة رمز الثبات علي الإيمان . وفي نفس هذا المعني يمكن أن نضيف العنب الأحمر؛ فالأحمر رمز الدم ؛ والبذور الصلبة رمز ثبات الإيمان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عید النیروز
إقرأ أيضاً:
ما معنى الاحتفال برأس السنة الميلادية وما حكمه؟.. دار الإفتاء توضح
ما معنى الاحتفال برأس السنة الميلادية وما حكمه؟ سؤال يشغل ذهن البعض مع اقتراب نهاية عام 2024، واستقبال عام 2025 ميلاديا، فهل يجوز الاحتفال برأس السنة الميلادية؟ سؤال أجابته دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي.
معنى الاحتفال برأس السنة الميلادية وما حكمه؟قالت دار الإفتاء إن الاحتفال برأس السنة الميلادية مناسبة تتناولها مقاصد: اجتماعية، ودينية، ووطنية؛ فإنَّ الناس يودِّعون عامًا ماضيًا ويستقبلون عامًا آتيًا حسب التقويم الميلادي الـمُؤَرَّخ بميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، والاختلاف في تحديد مولده عليه السلام لا يُنَافي صحَّة الاحتفال به؛ فإنَّ المقصودَ إظهار الفرح بمضي عام وحلول عام، وإحياء ذكرى المولد المعجز لسيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، مع ما في ذلك من إظهار التعايش والمواطنة وحسن المعاملة بين المسلمين وغيرهم من أبناء الوطن الواحد، ومن هنا كان للاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة عدة مقاصد، وكلُّها غيرُ بعيد عن قوانين الشريعة وأحكامها.
فأما المقصد الاجتماعي: فهو استشعار نعمة الله في تداول الأيام والسنين؛ ذلك أنَّ تجدُّد الأيام وتداولها على الناس هو من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ فإن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشر، ومرور الأعوام وتجددها شاهد على هذه النعمة، وذلك مما يشترك فيه المجتمع الإنساني ككلّ، فكان ذلك داعيًا لإبراز معاني التهنئة والسرور بين الناس، ولا يخفى أن التهنئة إنما تكون بما هو محلّ للسرور؛ وقد نص الفقهاء على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط. دار الكتاب الإسلامي): [قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه: أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ.
وأما المقصد الديني: فهو يوافق مولد نبي من أنبياء الله تعالى وهو سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام، ولمولده منزلة وقدسية خاصة في الإسلام؛ فإنه المولد المعجز الذي لا مثيل له في البشر؛ حيث خُلِقَ من أم بلا أب، قال تعالى: ﴿إنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [آل عمران: 59]، وقد صاحب مولدَه من الآيات الكونية والمعجزات الإلهية ما لم يتكرر في غيره؛ حتى ذكروا أن الله تعالى أجرى النهر في المحراب للسيدة البتول مريم عليها السلام، وأوجد لها التمر في الحال من جذعٍ يابس في الشتاء في غير وقت بدوِّ ثمره؛ كي يطمئن قلبها وتطيب نفسها وتَقَرَّ عينها، بعد ما ألجأها ألم الولادة والطلق إلى جذع النخلة تستند إليه وتستتر به، وبهذا يُرَدُّ على منكري الاحتفال بمولد سيدنا عيسى عليه السلام متعلِّلين بأنه في غير وقته؛ لأن بدوَّ التمر إنما يكون في الصيف وهو وقت تأبير النخل، لا في الشتاء، متناسين أن الإعجاز الإلهي قد احتف بهذا المولد المبارك المجيد في زمانه وأوانه، كما حف به في ملابساته وأحواله.
حكم الاحتفال برأس السنة الميلاديةوالفرح بيوم مولده المعجز هو أمر مندوب إليه؛ فإن القرآن الكريم قد خلّد ذِكْرَه بتفاصيله في سورة مريم، وأمر حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم بتذكُّرِه فقال: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا﴾ إلى قوله تعالى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 16-33]، والمسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، وهم كما يفرحون بمولد النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يفرحون بأيام ولادة الأنبياء والرسل أجمعين، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنهم أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام وبركة على العالمين، وقد نص الله تعالى على ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى عليه السلام: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال على لسان سيدنا عيسى عليه السلام: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33].
كما أن في الاحتفال به امتثالًا للأمر القرآني بالتذكير بأيام الله تعالى وما فيها من نعم وعبر وآيات؛ قال تعالى: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5].
حكم مشاركة غير المسلمين في الاحتفال برأس السنة الميلاديةفإنّ مِن أيام الله التي تستلزم الشكر عليها ويُشرَع التذكير بها: أيامَ ميلاد الأنبياء عليهم السلام، وفي هذا ردٌّ واضح وبرهان لائح على من يمنع الاحتفال بذكرى يوم المولد تحت دعوى أنه يوم لا يتكرّر، وهذا باطل؛ لأنه يستلزم تعطيل الأمر الإلهي بالتذكير بأيام الله؛ إذ الأمر بالتذكير بها هو في حقيقته أمرٌ بتجديد تذكرها، ومن بداهة العقول أن تجدد الذكرى التي مضت لن يكون في ذات يومها، بل في يوم لاحق عليها؛ ضرورة أن المعنى الشخصي لا يبقى زمانين ولا يقوم بمحلين، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده صلى الله عليه وآله وسلم واحتفالًا بيوم ميلاده الشريف؛ فعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ» رواه مسلم.
وأما المقصد الوطني: فهو عيدٌ لشركاء الوطن من غير المسلمين، وقد أقرّ الإسلام أصحاب الديانات السماوية على أعيادهم؛ كما جاء في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَإِنَّ عِيدَنَا هَذَا اليَوْمُ».
والشراكة في الوطن تستلزم التلاحم والتشارك بين أفراده حتى لو اختلفت أديانهم ومعتقداتهم، وقد جاء الشرع بعوامل استقرار الأوطان؛ فإن الوطنية معنًى كليٌّ جامع يحوي العديد من حلقات الترابط الإنساني؛ كالجوار، والصحبة، والأخوة، والمعاملة، ولكل رابطة حقٌّ تصب مراعاتُه في صالح استقرار الأوطان والتلاحم بين أهل الأديان، وقد حثت الشريعة على كل حق منفردًا، وكلما زادت الروابط والعلاقات كلما تأكدت الحقوق والواجبات، فإذا اجتمعت هذه الروابط كلها في المواطنة كانت حقوقها آكد وتبعاتها أوجب.
وشددت بناءً على ذلك: فالاحتفال برأس السنة الميلادية الـمُؤَرَّخ بيوم ميلاد سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام بما يتضمنه من مظاهر الاحتفال جائز شرعًا، ولا حرمة فيه ما دام أنّ ذلك لا يُلزِم المسلمين بطقوسٍ دينيةٍ أو ممارسات عبادية تخالف عقائد الإسلام.