عدن الغد:
2025-04-28@17:18:18 GMT

اليمن: من نزوح إلى آخر وشتات يمزق عائلات

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

اليمن: من نزوح إلى آخر وشتات يمزق عائلات

(عدن الغد) الأناضول:

تعصف بـاليمن عدة أزمات منها النزوح المتكرر من المناطق التي شهدت صراعاً دموياً للعام الثامن، والتي أدت إلى نزوح نحو 4 ملايين ونصف مليون، أغلبهم من الأطفال والنساء بمعدل 80%، وفقًا لتقرير أممي سابق.

وتحتل مدن ومحافظات يمنية الصدارة في أعداد النازحين جراء المعارك العنيفة بين القوات الحكومية والحوثيين، والتي أدت إلى وجود عدد كبير من مخيمات النزوح في محافظات مثل مأرب (شرق) الغنية بالنفط، وتعز (جنوب غرب) ذات الكثافة السكانية.

بالإضافة إلى مدينة الحديدة (غرب) ذات الأهمية الاقتصادية على ساحل البحر الأحمر، فضلاً عن المحافظات الجنوبية، إضافة إلى المديريات المحررة بمحافظة حجة (شمال غرب) والحدودية مع السعودية.

نكبة النازحين

وفي واحدة من المآسي الإنسانية وسط صحراء قاحلة مترامية الأطراف وأكواخ وخيام متداعية لأكثر من 150 أسرة نازحة من عزلة منطقة المخازن، إحدى ضواحي ريف مدينة ميدي الساحلية، أقصى شمال غرب محافظة حجة، يكابد الأطفال والنساء، فضلاً عن كبار السن، مرارة النزوح والتهجير للسنة الثامنة تحت ظروف بيئية واقتصادية قاسية.

يخطو محمد متنبك (38 عاماً)، مترجلاً نحو كوخه المتهالك جراء الرياح الشديدة والأمطار، علاوة على الكثبان الرملية في انتظار انفراجة وأمل في العودة لمسقط رأسه، رفقة زوجته وأبنائه السبعة، ومعه مئات النازحين، جلّهم من الأطفال.

وفي حديثه عن رحلة نزوحه، يقول متنبك، لـ"الأناضول": "قررنا المغادرة بعد أيام من الخوف والرعب بسبب القصف المدفعي، والاشتباكات الدائرة حول ميدي منتصف السنة الأولى للحرب".

وأضاف: "وسط بكاء الأطفال ودموع النساء، مترجلين على أقدامنا، والبعض منا يمتطي الدواب تحت جنح الليل، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة وضواحيها، تاركين وراءنا منازلنا ومصادر رزقنا نحو المجهول".

وصف الرجل مسيرة النزوح بأنها "اللحظات الأصعب، والنكسة التي غيرت مجرى حياتي ومستقبل أطفالي".

وأوضح أنّ "ثمانية أعوام من النزوح والتنقل إلى أربع مناطق مختلفة، بدءًا من مسقط رأسي بعزلة المخازن، مرورًا بمديرية حيران، ووصولاً إلى مديرية عبس، ثم العودة لعزلة بني فايد على بعد أكثر من 10 كليومترات من ميدي".

 

أكواخ لا تصمد 6 أشهر

ويشكو النازحون، ومتنبك واحداً منهم، من تردي الأوضاع المعيشية بالإضافة إلى تهدم أكواخهم وخيامهم نتيجة العوامل الطبيعية، فضلاً عن تزايد شدة الغبار في فترة الظهيرة تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة في ضوء غياب السلطات الحكومية والمنظمات الإنسانية.

وبيّن متنبك أن "معظم النازحين يلجؤون إلى استخدام الأكواخ المبنية من القش وأغصان الأشجار، إضافة إلى الطين، رغم تهدمها وسقوطها بعد صمودها فترة زمنية تصل إلى أكثر من ستة أشهر تقريبًا، بفعل الظروف المناخية القاسية".

وأشار بيده إلى الأضرار التي لحقت بكوخه، قائلاً: "خلال الأربعة أعوام الماضية قمت ببناء خمسة أكواخ لعائلتي".

وأوضح أن كوخه الحالي "آيل إلى السقوط، وبحاجة إلى ترميم أو بناء كوخ جديد".

وعن أسباب استخدام الأكواخ من الأغصان بدلاً من الطوب، قال: "أوضاعنا الاقتصادية في تردّ، وتكاليف أدوات البناء وأجور العمال غالية جداً، علاوة على ذلك الأرض ليست أرضنا".

ويستغرق بناء الكوخ قرابة عشرة أيام، بعد تجميع القش والأغصان من مناطق غير آمنة تحتوي على مخلفات الحرب والألغام، بالإضافة إلى تأمين الحبال والطرابيل (أغطية أو سواتر)، وتصل تكاليف بنائه إلى 400 دولار.

ووفقًا للتقرير الصادر عن إدارة مخيمات النازحين (حكومي) في 7 فبراير/شباط الماضي، فإنّ أكثر من 3 ملايين نازح يتوزعون في 13 محافظة، و646 مخيمًا، و927 تجمعًا سكانياً، ويقدر عدد النازحين في محافظة حجة لوحدها بأكثر من 19 ألف نازح.

فقدوا مصادر رزقهم

من جهته، أوضح حسن جربحي، أحد أعيان مديرية ميدي، أن "عدد النازحين في المديرية بلغ أكثر من 500 أسرة نازحة، منهم قرابة 200 أسرة تعيش فقرًا مدقعًا".

وذكر جربحي، لـ"الأناضول"، أنّ "جزءًا كبيرًا من النازحين يعيشون في خيام ومساكن لا يتوافر فيها أبسط مقومات الحياة"، وأنّ "أغلبهم يكافحون لتأمين قوتهم وسد جوعهم من خلال الأعمال الشاقة وبأجرة يومية".

ويعود المعلم عبد الله هادي، بذاكرته إلى اللحظات الأولى للنزوح، ويقول: "بعد 40 يومًا من دخول الاشتباكات إلى ميدي، غادرت جميع الأسر وبينهم أسرتي إلى المخيمات".

وأشار هادي، في حديثه لـ"الأناضول"، إلى أنه "فقدَ أصدقاء له، فضلاً عن سقوط ضحايا من النساء والأطفال". وأضاف أن "النازحين فقدوا مصادر رزقهم، وأغلبهم يعمل في الزراعة ورعي الماشية، إضافة إلى تربية النحل". ولفت هادي إلى أن "نحو 350 مزرعة تحولت إلى صحراء قاحلة، ولا نستطيع الوصول لها نتيجة الألغام الأرضية ومخلفات الحرب من مقذوفات غير منفجرة".

 

للعام الخامس لم ير الطفل والديه

وفي السياق، تحدثت تقارير دولية عن عدد لا يحصى من الأطفال الأشد تضررًا نتيجة النزوح وويلات الحرب على الصحة النفسية، ومن هؤلاء الطفل نايف هادي محمد.

ويعيش نايف (12 عامًا) بعيدًا عن والديه وأخواته للعام الخامس، وأوضح جده محمد أبكر، لـ"الأناضول": "يعاني حفيدي من الوحدة والاكتئاب وتدهور في صحته النفسية، علاوة عن ذلك توقفه عن التعلم للسنة الثالثة بسبب فراقه أسرته".

الجد أبكر (72 عامًا)، أفاد بأنّ المعارك "العنيفة" التي دارت بين طرفي النزاع أواخر مارس/ آذار 2019 في قرى عزلة بني حسن، شمالي حجة، أحالت أسراً نازحة إلى النزوح والتشتت مجددًا، ومنها عائلة نايف.

ومنذ ذلك الحين يمكث نايف مع جده وسط كوخ مهترئ، ويفصله الحصار وخطوط التماس عن عائلته التي تقطن أحد مخيمات مديرية عبس، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ويأمل جده في انتهاء الحرب وإعادة لمّ شمل العائلة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

النظر في دعوى إلغاء ترخيص قناة الرحمة.. بعد قليل

تنظر محكمة مفوضي القضاء الإداري الدائرة الثالثة للبث الفضائي، اليوم الأحد، في القضية الرامية إلى إلغاء ترخيص قناة «الرحمة» الفضائية.

وتطالب الدعوى التي رفعها الدكتور هاني سامح المحامي برقم 41878 لسنة 79 قضائية، بسحب ترخيص القناة، وحظر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتجميد أنشطتها، مع فتح تحقيق مع مقدمي برامجها، بزعم الترويج لخطاب الكراهية والتطرف الديني.

وأوضحتِ الدعوى أن القناة تتبنى خطابًا دينيًّا متشددًا، وتستضيف شخصيات مثيرة للجدل مثل الداعية الكويتي عثمان الخميس، والداعية المصري أبو إسحق الحويني، الذي أثارت تصريحاته حول العبودية و"الاقتصاد الداعشي" نقاشًا حادًّا.

كما سلطتِ الدعوى الضوءَ على اتهامات للقناة بالترويج للداعية محمد حسين يعقوب، المعروف بزواجه المتكرر من فتيات صغيرات، حيث وصل عدد زيجاته إلى أكثر من 22 زيجة، فضلاً عن واقعة رفض الإعلامية ميار الببلاوي طلبه للزواج منها، مما تسبب في استبعادها من القنوات السلفية.

وأشارتِ الدعوى إلى دور القناة في الترويج لأفكار الداعية محمد حسان، الذي أشير إلى ترويجه لشهادة دكتوراه غير معترف بها، واتُهم بتشجيع الجهاد في سوريا، مما أدى إلى انضمام شباب مصريين للصراع هناك وسقوطهم ضحايا.

وأكدتِ الدعوى أن القناة تخالف الدستور المصري الذي يمنع تأسيس وسائل إعلام ذات طابع ديني أو مذهبي، فضلاً عن انتهاكها لقانون تنظيم الإعلام لسنة 2018 وقانون تنظيم الخطابة لسنة 2014.. مطالبةً بإغلاق القناة ومحاسبة العاملين فيها لعدم امتلاكهم تراخيص رسمية.

واعتبرتِ الدعوى أن إغلاق قناة "الرحمة" يمثل خطوة محورية لتعزيز قيم الدولة المدنية والاعتدال، في إطار مواجهة الخطابات التي تستغل الدين لنشر التطرف والتشدد.

اقرأ أيضاًبعد عودة الدراسة.. ازدحام مروري على أغلب طرق ومحاور القاهرة والجيزة

اليوم.. محاكمة رجل أعمال متهم بقتل زوجته فى التجمع الخامس

مقالات مشابهة

  • تقرير: أكثر من 4 آلاف نازح داخلي منذ بداية العام الجاري
  • عودة النازحين السودانيين-مناورة سياسية فوق أنقاض وطن ممزق
  • السودان يشهد أكبر «أزمة نزوح» في العالم
  • مليشيا تقصف مخيمات النازحين ومحطات الكهرباء وتهرب من امام الجيش في كل مكان
  • قيادي حوثي يوجه انتقادا لاذعاً للحوثيين ويوكد ان القرارات التي ورطت اليمن جاءت بدوافع طائفية ضيقة بعيدًا عن المصلحة الوطنية العليا
  • بسبب الملصق الإلكتروني.. تحرير 941 مخالفة خلال 24 ساعة
  • النظر في دعوى إلغاء ترخيص قناة الرحمة.. بعد قليل
  • مستوطنون يقتحمون الخليل والاحتلال يجبر عائلات على النزوح من جنين
  • غدًا.. النظر في دعوى إلغاء ترخيص قناة الرحمة
  • موقع الحرب الأمريكي: ما هي الدفاعات الجوية التي يمتلكها الحوثيون في اليمن فعليًا؟ (ترجمة خاصة)