ألمانيا ـ حزب "البديل" ظاهرة عابرة أم قوة سياسية متجذرة؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
زعماء ائتلاف "إشارة المرور" (أولاف شولتس روبرت هابيك وكريستيان ليندنر) في البرلمان بتاريخ السادس من أيلول/سبتمبر 2023.
في خطاب ألقاه أولاف شولتس أمام البرلمان "بوندستاغ" (الأربعاء السادس من سبتمبر/ أيلول 2023)، اتهم المستشار الألماني حزب "البديل من أجل ألمانيا" بأنه يعمل بشكل متعمد على ضرب الأسس التي يقوم عليها ازدهار البلاد.
يشكك برنامج حزب البديل من أجل ألمانيا للانتخابات الأوروبية في العام المقبل في جدوى الاتحاد الأوروبي. بيد أن الحزب اليميني الشعبوي ليس الوحيد في البرلمان الأوروبي الذي يسير على هذا الدرب.
ما هي نظرية "الاستبدال العظيم" الرائجة في صفوف حزب البديل؟حذر "مكتب حماية الدستور" الاستخبارات الداخلية من تزايد تأثير التيارات المناهضة للدستور داخل "حزب البديل من أجل ألمانيا"، مشيراً إلى تراجع نفوذ المعسكر المعتدل الذي تجلى في قائمة مرشحي الحزب للانتخابات الأوروبية المقبلة.
وأضاف أن هذا الحزب يسعى لحل الاتحاد الأوروبي رغم أن ازدهار ألمانيا مرتبط بشكل وثيق بالتكتل القاري. وقال شولتس بمناسبة خطاب تقديم مشروع ميزانية الحكومة أمام البرلمان: "سنتمكن من مواجهة أولئك الذين يريدون تحقيق مكاسب سياسية من خلال إثارة الذعر أو سيناريوهات التدهور".
تخصيص شولتس فقرة كاملة في خطابه لحزب "البديل" مؤشر على تنامي القلق لدى النخب السياسية الديموقراطية في ألمانيا تجاه حزب صنفه مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في خانة اشتباه بالتطرف ومن ثم فهو يخضع لمراقبة الجهاز.
غير أن صحيفة "نويه تسوريخه تسايتونغ" (السادس من سبتمبر/ أيلول 2023) حملت جزء من المسؤولية للأحزاب التقليدية التي عجزت عن وقف الهجرة غير النظامية، التي لم تعد تحظى بقبول غالبية السكان. وإذا عجزت الأحزاب التقليدية عن التحرك، فسوف يستمر حزب البديل من أجل ألمانيا في اكتساب الشعبية. "إن التوصل إلى ميثاق لسياسة جديدة للهجرة لا يقل أهمية عن ميثاق الحد من البيروقراطية". تقول الصحيفة.
المعارضة المسيحية تستبعد أي تحالف مع "البديل"
أكد زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي فريدريش ميرتس في أكثر من مناسبة استبعاده التحالف أو التعاون مع حزب "البديل" على كل المستويات السياسية. وفي آخر تصريح له حول الموضوع للقناة الأولى للتلفزيون الألماني (27 آب/أغسطس 2023) قال ميرتس: "لدينا قرارات واضحة في حزبنا: لا تعاون مع حزب البديل، لا في برلمانات الولايات ولا في المجالس المحلية". وسبق أن أثار ميرتس في تصريحات سابقة وصفت بالغامضة، حول إمكانية التعاون مع حزب البديل على مستوى البلديات، تصريح فسر على أنه نوع من التمييع لعقيدة الحزب التي تحرم أي شكل من أشكال التعاون مع اليمين المتطرف الشعبوي. تصريحات ميرتس أثارت في حينها موجة من الانتقادات امتدت إلى صفوف حزبه. وكان ميرتس قال في تلك التصريحات إنه "في حال انتخاب رئيس دائرة بلدية من حزب البديل في ولاية تورينغن وعمدة من حزب البديل في ولاية سكسونيا-آنهالت، فهذه هي الانتخابات الديمقراطية، وعلينا أن نقبل بهذا، ويتعين بالطبع على البرلمانات المحلية أن تبحث عن طرق حول كيفية العمل على تشكيل إدارة المدينة والولاية والدائرة بشكل مشترك".
"نويه تسوريخه تسايتونغ" (25 تموز/يوليو 2023)، ذهبت في اتجاه آخر واعتبرت أن الواقعية السياسية قد تجبر في المستقبل الأحزاب المحافظة على التعاون بشكل من الأشكال مع "البديل" خصوصاً إذا استمر في اكتساب مزيد من القوة. "ربما تعود الشعبية المتزايدة لحزب البديل من أجل ألمانيا في المقام الأول إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الحكومة الاتحادية في برلين. غير أن ذلك يؤثر في كينونة وجوهر الحزب الديمقراطي المسيحي، فإذا تفوق عليه البديل بنسبة نقطتين مئويتين فقط، وتراجع هو في الاتجاه المعاكس بنفس النسبة، فسيتم خلط جميع الأوراق. لذلك كان نداء ميرتس لمزيد من الواقعية في التعامل مع الحزب على مستوى البلديات معقولاً. وفي نهاية المطاف، يتعين على السياسة أن تأخذ في الاعتبار الأغلبية المحلية التي تحددها الديمقراطية. إن حزب البديل الذي يتجنبه الجميع دون استثناء، يمكن أن يصبح في يوم من الأيام قوياً إلى الحد الذي سيمكنه من تجاوز هذا التجاهل".
هل أصبح حزب البديل اليميني الشعبوي المعادي للهجرة "صانع الملوك" في ألمانيا؟قوة "البديل" من ضعف الأحزاب العتيدة؟
يعتقد الكثير من المراقبين للمشهد السياسي الألماني أن الشعبية المتنامية لحزب البديل، لا تكمن في قوته الذاتية وإنما في ضعف الأحزاب التقليدية العتيدة التي لا تملك حلولاً للأزمات الكبرى التي تهز المجتمع الألماني والعالم. فكل من كان يعتقد أن حزب "البديل" مجرد ظاهرة عابرة عليه أن يعترف اليوم بأن هذا التنظيم السياسي يكتسب قوة متنامية وزخماً متزايداً في معظم المناطق الألمانية. النجاحات الانتخابية والشعبية المتزايدة وفق استطلاعات الرأي ترافقها ردة فعل كل الأطياف السياسية في مزيج بين الذعر والعجز.
وتتعالى أصوات من اليسار تدعو لتصنيف الحزب الشعبوي في خانة الفاشية بل وحظره، إذا اقتضى الأمر. غير أن خطوة كهذه ستزيد من شعبيته وتجعله "ضحية للنظام القائم". فالأسلوب الصحيح هو مقارعته بأدوات الصراع الديموقراطي والتباري الفكري وفق ضمانات دولة العدل والقانون. وذلك ما سيضمن فعلاً تماسكاً أفضل للمجتمع الألماني. وهذا ما ذهبت إليه صحيفة "كولنه شتات أنتسايغر" (السادس من أيلول/سبتمبر2023) التي كتبت معلقة "إذا كان المستشار أولاف شولتس يسعى حقاً لبلورة ميثاق يكون ذا فائدة للتماسك الاجتماعي ويرسل أيضاً إشارة واضحة إلى أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا، فيتعين عليه أن يشرك التكتل المسيحي في مشروعه. وإذا ما تبين أن تصاعد شعبية حزب البديل في استطلاعات الرأي، هو أمر مؤقت، فسوف يكون لزاماً على ألمانيا أن تعتاد على ائتلافات متعددة الشركاء".
ارتباك هوية المحافظين وتقدم "البديل"؟
هناك من يعتبر أن الارتباك في الهوية والعقيدة السياسية للتكتل المسيحي الذي يضم الحزب الديموقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري) سبب في تقدم حزب "البديل"، حيث كان التكتل يعتبر نفسه سداً منيعاً في وجه اليمين المتطرف. غير أن تنامي قوة الأخير تشكل تحدياً غير مسبوق للمشهد السياسي الألماني كما تم ترسيخه بعد الحرب العالمية الثانية. فلعقود تظلت مقولة شهيرة لفرانز جوزيف شتراوس، أحد الوجوه التاريخية للحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري)، مرجعية أساسية للمعسكر المحافظ في ألمانيا بشكل عام. وهي مقولة تقوم على عدم وجود أي قوة سياسية تتمتع بالشرعية الديمقراطية على يمين التكتل المسيحي، غير أن النجاحات الانتخابية المتتالية لحزب "البديل" باتت تضع مقولة شتراوس على المحك.
وبهذا الصدد كتب غريغور بيتر شميتز، رئيس تحرير أسبوعية "شتيرن" (17 حزيران/يونيو 2023) محذراً من إن ألمانيا ليست دولة غربية عادية، بل هي دولة ذات تاريخ خاص للغاية. "عبارة لن يحدث ذلك مرة أخرى هي جزء من الثوابت والضرورات التأسيسية للجمهورية الاتحادية، لذا فإن التسامح تجاه اليمين المتشدد ليس خياراً وارداً. ينصح المؤرخ أندرياس فيرشينغ بالتعامل مع الشعبويين بالقول: "ينمو رأس المال السياسي حين يقول شخص ما يعنيه ويفعل ما يقوله".
فاز روبرت زيسلمان برئاسة بلدية زونيبرغ في ولاية تورينغن ليصبح بذلك أول عضو من حزب البديل يتسلم هذا المنصب
سابقة: الفوز بأول بلدية ألمانية
روبرت زيسلمان هو اسم أول رئيس لدائرة بلدية من حزب البديل من أجل ألمانيا، ويتعلق الأمر ببلدية زونيبرغ في ولاية تورينغن في شرق ألمانيا. الحدث خلق في حينه ضجة إعلامية وسياسية كبيرة بعد ما تم انتخاب زيسلمان في نهاية يونيو/ حزيران الماضي. وأثارت هذه السابقة ضجة وغضباً في كل أنحاء ألمانيا. ويضم مجلس بلدية زونيبرغ أربعين عضواً إلى جانب رئيس المجلس، ويمتلك الحزب المسيحي الديمقراطي أقوى كتلة في المجلس بعشرة أعضاء يليه حزب البديل بتسعة أعضاء. ويشغل زيسلمان منصبه الجديد بالفعل منذ أوائل يوليو/ تموز الماضي بموجب اللوائح البلدية في تورينغن، وقام المكتب الإداري المحلي في الولاية بمراقبة ولائه للدستور وأسفرت المراقبة عن إمكانية شغل زيسلمان لمنصب رئيس دائرة زونيبرغ.
صحيفة "برلينه تسايتونغ" (21 حزيران/يونيو 2023) كتبت معلقة "يطارد شبح حزب البديل من أجل ألمانيا البرامج الحوارية في ألمانيا، ويفرض نفسه على مؤتمرات الأحزاب وفي قاعات تحرير وسائل الإعلام. في مرحلة ما كان يمكن تجاهل هذا الحزب، فخلال الانتخابات الاتحادية، تراجع الحزب بنسبة 2.3 نقطة مئوية مقارنة بنتائجه في عام 2017. بدا الأمر وكأنه قد استقر عند ذلك الحد، وربما سيختفي تماماً مرة أخرى وفق يعض المضاربات، كان هذا هو الأمل الخفي للكثيرين (..) لكن الخوف من "البديل" عاد بسبب استطلاعات الرأي الثابتة التي حقق بموجيها حوالي 20 في المائة".
حسن زنيند
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: ألمانيا حزب البديل من أجل ألمانيا اليمين الشعبوي المستشار الألماني أولاف شولتس الهجرة إلى ألمانيا حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الفاشية اليمين المتطرف النازية عنصرية ألمانيا حزب البديل من أجل ألمانيا اليمين الشعبوي المستشار الألماني أولاف شولتس الهجرة إلى ألمانيا حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الفاشية اليمين المتطرف النازية عنصرية من حزب البدیل فی ألمانیا السادس من فی ولایة غیر أن
إقرأ أيضاً:
السعودية تقود البديل العربي لخطة ترامب بشأن غزة
يمن مونيتور/ (رويترز)-(فرانس برس):
يقود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الجهود العربية لإيجاد اقتراح يواجه خطة دونالد ترامب لبناء “ريفييرا الشرق الأوسط” التي أثارت غضب زعماء الشرق الأوسط، وتبني المملكة جبهة عربية موحدة نادرة. وهناك خطة مصرية تلوح في الأفق، لكنها تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية إدارة إعادة بناء غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن 10 مصادر إن السعودية تقود جهودا عربية عاجلة لإيجاد خطة بشأن مستقبل غزة في مواجهة طموح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحويل القطاع إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” وإخلائه من سكانه الفلسطينيين.
ومن المقرر مناقشة الأفكار المبدئية خلال اجتماع في الرياض هذا الشهر تشارك فيه مع السعودية كل من مصر والأردن والإمارات. وقالت خمسة من المصادر إن المقترحات قد تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج واتفاقا لتنحية حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جانبا.
تنتاب السعودية وحلفاءها بالمنطقة العربية حالة من الفزع من خطة ترامب “لتطهير” غزة من الفلسطينيين وإعادة توطين معظمهم في الأردن ومصر، وهو الطرح الذي رفضته القاهرة وعمّان على الفور وتنظر إليه معظم دول المنطقة على أنه سيزعزع الاستقرار بشدة.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء البريطانية إن الفزع تفاقم في السعودية لأن الخطة ستنطوي على رفض طلب المملكة بمسار واضح للدولة الفلسطينية شرطا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق أيضا لاتفاق عسكري طموح بين الرياض وواشنطن، والذي سيعزز بدوره أنظمة دفاع المملكة في مواجهة إيران.
وتحدثت رويترز إلى 15 مصدرا في السعودية ومصر والأردن وغيرها لتكوين صورة للجهود الحثيثة التي تبذلها دول عربية لوضع المقترحات القائمة في خطة جديدة يمكن تسويقها للرئيس الأمريكي، مع حتى عدم استبعاد احتمالية تسميتها “خطة ترامب” للفوز بموافقته.
ورفضت جميع المصادر الكشف عن هوياتها نظرا لحساسية المسألة على الصعيدين الدولي أو المحلي ولأنه غير مخول لها بالتحدث علانية.
وقال مصدر حكومي عربي إن أربعة مقترحات على الأقل تمت صياغتها بالفعل بشأن مستقبل غزة، لكن مقترحا مصريا يبدو حاليا الأساس للمسعى العربي لطرح بديل لفكرة ترامب.
وبخصوص المقترح المصري لمواجهة خطة ترامب لتهجير غزة، قالت ثلاثة مصادر أمنية مصرية، لـ”رويترز”، إن أحدث مقترح مصري يتضمن تشكيل لجنة فلسطينية لحكم قطاع غزة من دون مشاركة حركة حماس، وتعاوناً دولياً في إعادة الإعمار من دون تهجير الفلسطينيين، إضافة إلى المضي نحو حل الدولتين.
في حين أوضح مصدر حكومي عربي أن ممثلين عن السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر، إضافة إلى الفلسطينيين (5+1)، سيراجعون ويناقشون الخطة في الرياض قبل تقديمها في القمة العربية المقرر عقدها في 27 فبراير/شباط الجاري. وسيلعب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما يبدو، دوراً رئيسياً، وفقاً لـ”رويترز”.
ومن الأردن، نقلت الوكالة نفسها عن مصدر قوله: “نقول للأميركيين إن لدينا خطة عملية. سيكون اجتماعنا مع محمد بن سلمان حاسماً. فهو يقود الجهود”.
وكان ترامب أكد مراراً في تصريحات نيته تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، مع عدم السماح بعودتهم بعد إعمار القطاع المحاصر وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وهو ما رفضته الدولتان العربيتان، إضافة إلى التنديد الدولي الواسع الذي لاقته الخطة المثيرة للجدل.
وفيما لقيت الخطة ترحيباً إسرائيلياً، أدلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتصريحات أثارت غضباً سعودياً، دعا فيها إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية رداً على اشتراط الرياض أي تطبيع مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية. كما هاجم نتنياهو مصر واتهمها بتحويل قطاع غزة إلى سجن مفتوح.
شروط إسرائيلية ورفض خليجي
وترفض إسرائيل أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم غزة أو توفير الأمن هناك. كما تقول الدول العربية والولايات المتحدة إنها لا تريد نشر قوات على الأرض للقيام بذلك.
وقالت دول الخليج، التي طالما ضخت أموالا لإعادة الإعمار في غزة، إنها لا تريد القيام بذلك هذه المرة دون ضمانات بأن إسرائيل لن تدمر مرة أخرى ما تبنيه.
وقال مسؤول أردني إن الملك عبد الله أكد لترامب في اجتماعهما في البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي أنه يعمل مع السعودية ومصر على خطة قابلة للتنفيذ في غزة.
وقال العاهل الأردني في تصريحات بثها محطات التلفزيون بعد الاجتماع إنه سيجري مراجعة خطة مصرية “وسنذهب إلى السعودية لمناقشة كيف يمكننا العمل مع الرئيس والولايات المتحدة”.
إعادة الإعمار
سيتم إنشاء 20 منطقة إسكان مؤقت. وستعمل نحو 50 شركة مصرية وأجنبية أخرى من أجل إنجاز ذلك.
وقال مصدر إقليمي لرويترز مطلع إن التمويل سيشمل أموالا دولية وخليجية. وقال المسؤول الحكومي العربي إن صندوقا محتملا لهذا الغرض قد يطلق عليه اسم (صندوق ترامب لإعادة الإعمار).
وقال المسؤول إنه ما زال يتعين حسم القضايا الأصعب حول حكم غزة والأمن الداخلي.
وذكر المسؤول العربي والمصادر المصرية الثلاثة أن إجبار حماس على التخلي عن أي دور في غزة سيكون ضروريا.
وسبق أن قالت حماس إنها مستعدة للتخلي عن حكم غزة للجنة وطنية، لكنها تريد أن يكون لها دور في اختيار أعضائها ولن تقبل نشر أي قوات برية دون موافقتها.
وقالت المصادر المصرية الثلاثة إنه على الرغم من عدم وجود شيء جديد في الخطة فإنهم يعتقدون أنها كافية لتغيير رأي ترامب ويمكن فرضها على حماس والسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس.
“غير راض“
كان الانزعاج السعودي بشأن غزة قد بدأ يتزايد بالفعل قبل تصريحات ترامب.
وقالت المملكة مرارا إن التطبيع مع إسرائيل مشروط بوضع مسار لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وتمسكت السعودية أكثر بموقفها مع تنامي الغضب الشعبي بسبب الدمار والقتل في غزة. واتهم ولي العهد إسرائيل علنا بالإبادة الجماعية خلال قمة إسلامية في نوفمبر تشرين الثاني وأكد على الحاجة إلى حل الدولتين.
وقال مصدران مخابراتيان إقليميان إن الإحباط شديد في المملكة بسبب الحرب.
وبدت الولايات المتحدة مستعدة لتخطي مطلب الرياض بإقامة دولتين. وردا على سؤال قبل يوم من تصريحاته بشأن غزة عما إذا كان من الممكن المضي قدما في اتفاق للتطبيع دون حل الدولتين، قال ترامب “السعودية ستكون متعاونة جدا”.
وعقد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اجتماعات في الرياض في أواخر يناير كانون الثاني. وقال دبلوماسيان كبيران إن ويتكوف وضع جدولا زمنيا مدته ثلاثة أشهر لعملية التطبيع.
لكن الإحباط السعودي سرعان ما تحول إلى دهشة ثم غضب بعد إعلان ترامب فكرته بشأن غزة. وقال مصدر مقرب من الديوان الملكي السعودي عن رد فعل الأمير محمد “إنه غير راض”.
واتضح مستوى الغضب سريعا عبر وسائل الإعلام الرسمية التي تبث تقارير إخبارية تنتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا. ويقول محللون إن وسائل الإعلام الرسمية غالبا ما تكون مؤشرا على وجهة النظر السعودية الرسمية.
ووصف عزيز الغشيان، وهو محلل سعودي مطلع على التفكير الرسمي في المملكة، المزاج السائد بين كبار المسؤولين السعوديين قائلا “إنهم غاضبون”.
وأضاف “هذا أمر مثير للغضب. إنه أكثر من الإحباط، نتحدث عن مستوى آخر”.
ويقول العديد من الخبراء إن ترامب ربما يستخدم حيلة مساومة قديمة من قواعده الدبلوماسية تتمثل في اتخاذ موقف متطرف كبداية للمفاوضات. وكثيرا ما أصدر خلال ولايته الأولى تصريحات بشأن السياسة الخارجية كانت تعتبر على نطاق واسع نوعا من الشطط، وكثير منها لم يتحقق البتة.
غير أنها أدت إلى تعقيد محادثات التطبيع.
وقال رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل، الذي لا يشغل أي منصب حكومي حاليا، في مقابلة مع شبكة سي.إن.إن الأسبوع الماضي إن ترامب إذا زار الرياض، “أنا متأكد من أن القيادة هنا ستوجه له الكثير من الانتقادات اللاذعة”.
وردا على سؤال عما إذا كان يرى أي احتمال لإحراز تقدم في محادثات التطبيع مع إسرائيل، قال “لا على الإطلاق”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةذهب غالي جدا...
نعم يؤثر...
ان لله وان اليه راجعون...
اخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...
اشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...