هل تفكك إستراتيجية الصين الرقمية "درع السيليكون" الذي يحمي تايوان؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
الدوحة - صفا
منح تطور صناعة أشباه الموصلات لتايوان درعا اقتصاديا متينا يحميها من أي عدوان، وجعلها تحت حماية قوية، وقد تم التعارف على هذه الحماية باسم "درع السيليكون"، فما أهمية تايوان العالمية؟ ولماذا تشكّل المنطقة محور صراع دولي؟
وقبل الحديث عن أهمية تايوان العالمية لا بد من ذكر تاريخها مع صناعة رقائق السيليكون، حيث بدأت حكومة تايوان في ثمانينيات القرن الماضي في تطوير تلك الصناعة، مستغلة ما تملك من مقومات من أراض رخيصة، ورأس مال جاهز، وأيدي عاملة متعلمة ومتدربة تدريبا عاليا، وقابلة للعمل بأجور رخيصة جدا.
لكن تايوان كانت تفتقد لعنصر واحد وهو الخبرة، وهنا جاء دور (موريس تشانغ) الذي يعدّ من المخضرمين في مجال التقنية في الولايات المتحدة الأميركية. حيث أتى بفكرة تصنيع رقائق السيليكون بدلا من تصميمها.
ومن هناك بدأت رحلة تايوان التي تعدّ اليوم العمود الفقري لصناعة رقائق السيليكون المستخدمة في جميع الصناعات التقنية.
أهمية رقائق السيليكون للعالم
لا يمكن للعالم المتطور الاستمرار دون أشباه الموصلات المستخدمة في الصناعات الإلكترونية القادمة من تايوان، التي تنفرد بإنتاج أكثر الرقائق نقاوة على وجه الأرض.
وتصنع تايوان 60% من رقائق السيليكون في العالم، و90% من رقائق السيليكون الأعلى نقاوة، وهذا ما يمنحها هيمنة عالمية في صناعة أشباه الموصّلات.
ولا يتجاوز حجم الرقاقة الواحدة حجم ظفر الأصبع، لكنها تحتوي على مليارات "الترانزستورات" المجهرية، وهو ما يزيد من تعقيد صناعتها التي تعدّ أقرب لفنّ قائم بذاته.
وأشهر شركة لصناعة الرقاقات هي شركة "تي إس إم سي" (TSMC)، التي توفر منتجاتها لجميع الشركات التقنية العالمية، فشركة "آبل" (Apple) -مثلا- لا يمكنها الاستغناء عن علاقاتها مع "تي إس إم سي"، وإلا ستختفي هواتف آيفون من أيدي المستخدمين.
من ناحية أخرى تستخدم رقائق السيليكون في الصناعات العسكرية المتقدمة، خاصة في الجيشين الصيني والأميركي، كما تستخدم في الصناعات الطبية الحديثة، وكل ما يتعلق بالأجهزة التقنية الحديثة كذلك، وهو ما يعزز من الصراع على تايوان، حيث يمكن لإيقاف صناعة رقائق السيلكون أن تشلّ حركة العالم أجمع.
درع السيليكون
بعد تعرّف أهمية صناعة رقائق السيليكون، هل يمكن تخيل ماذا سيحدث لو تعرضت تايوان للحرب؟ وما الذي سيحل باقتصادات جميع دول العالم؟ وهل سنعود إلى عصر ما قبل الأجهزة الحديثة؟
وهنا يبرز مصطلح "درع السيليكون" الذي يعكس الأهمية الإستراتجية لتايوان بفضل صناعة الرقائق، حيث قدّر الخبراء بأنه في حال دُمّرت تلك الصناعة؛ فإن الضرر الاقتصادي الذي سيحصل في العالم سيزيد عن تكاليف مكافحة جائحة كوفيد-19.
ويمكن تشبيه أهمية صناعة الرقائق الإلكترونية في القرن 21 باكتشاف النفط قبل 100 عام، وما جلبه من أهمية ودور إستراتيجي للدول المنتجة للنفط.
صراع دولي حول أرض السيليكون
يعدّ النزاع الصيني الأميركي على تايوان من أكبر النزاعات في العالم، الذي من الممكن أن يسبب تحولا جذريا في شكل العالم الحالي، في حال فوز أحد الأطراف.
وتسعى الصين لضم جزيرة تايوان التي تراها أرضا صينية، وتسعى لتحقيق ذلك بشتى الطرق السلمية دون أن تستبعد الحل العسكري من حساباتها.
وبقيت تايون حجرة عثرة في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، رغم مرور نصف قرن على بيان شانغهاي الذي نص على إعادة فتح العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، بعد اتفاق الجانبين بأن هناك صينا واحدة فقط.
درع السيليكون في مواجهة الصين
تعاونت الصين مع تايوان اقتصاديا بداية من 2005 مما حقق ازدهارا اقتصاديا للطرفين، لكن في ظل سعي الصينيين إلى تخفيف الاعتماد على المصنّعين التايوانيين بدأت العلاقات في الفتور، حيث تطمح الصين إلى ضم تايوان لأراضيها، والاستفادة من صناعات رقائق السيليكون، وفرض هيمنتها الاقتصادية.
لكن من ناحية أخرى تعدّ صناعة أشباه الموصلات رادعا لأي هجوم ضد تايون؛ فبسبب أهميتها الإستراتيجية وتأثيرها الكبير في التقنية في العالم، ستسارع دول العالم لحماية المنطقة.
ويسلط تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث منتدى المحيط الهادئ في هونولولو، الضوء على القلق المتزايد في الولايات المتحدة وأوروبا ومنطقة المحيط الهادئ الهندية، بشأن سياسات الصين التقنية في عهد الرئيس شي جين بينغ.
ويتتبع التقرير استراتيجية شي على مدى العقد الماضي، وتسارعها خلال جائحة كوفيد – 19، ويخلص إلى أن "إستراتيجية الصين الرقمية" مصممة لمنح الصين ميزة تنافسية على الغرب، من خلال التحول الرقمي للقواعد والمؤسسات والبنية التحتية، وتحدي ما يعدّه الرئيس الصيني نظاما عالميا مهيمنا تقع صناعة أشباه الموصلات بتايوان في قلبه.
ويشير تقرير منتدى المحيط الهادئ إلى أن هذه الإستراتيجية تمثل اختبارا حقيقيا لقدرة الصين على رعاية الاختراع الرقمي.
ومع التقدم في تحقيق الصين لاستراتيجيتها الرقمية، تبرز العديد من التساؤلات حول مستقبل "درع السيليكون"، وهل تنجح الصين في تقليل الاعتماد على تايون مستقبلا؟
المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: تقنية الصين تايوان صناعة أشباه الموصلات أشباه الموصلات صناعة أشباه فی العالم
إقرأ أيضاً:
تحدي عدم الشراء.. إستراتيجية فعالة لكبح الإنفاق وزيادة المدخرات
يعد "تحدي عدم الشراء" طريقة بسيطة لكنها فعالة للحد من الإنفاق غير الضروري وزيادة المدخرات، كما أشارت فوربس في تقريرها الذي استعرض تجربة الكاتبة آمي سلينكر سميث مع هذا النهج.
يعتمد التحدي على الامتناع عن شراء فئة معينة من المنتجات لفترة زمنية محددة، مما يساعد على كسر أنماط الاستهلاك المعتادة وإعادة التفكير في الأولويات المالية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 26 طرق فعالة لزيادة ثروتكlist 2 of 26 طرق فعالة لزيادة ثروتكend of listوأوضحت فوربس أن الكاتبة سلينكر سميث، بدأت التجربة بالامتناع عن شراء الملابس لمدة 6 أشهر، مما ساعدها على إعادة استخدام ما لديها بطرق جديدة بدلًا من شراء المزيد، لتتجاوز مدخراتها خلال 9 أشهر ألفي دولار.
تقليل الاستهلاك وكسر دورة الشراءوأوضحت سلينكر سميث أن أولى خطواتها في التحدي كانت مراجعة نفقاتها، حيث وجدت أنها كانت تنفق بين 500 و750 دولارًا كل 3 أشهر على الملابس، رغم أن خزانتها ممتلئة بالفعل.
وقررت الامتناع عن شراء أي ملابس جديدة لمدة نصف عام، وأخبرت زوجها وصديقتها المقربة بذلك ليبقياها على المسار الصحيح.
في البداية، كان التوقف عن الشراء صعبًا، لكنها مع مرور الوقت أصبحت أكثر وعيًا بعاداتها الاستهلاكية.
إعلانبعد مرور 6 أشهر، قررت تمديد التحدي، واستمرت حتى 9 أشهر دون شراء أي قطعة جديدة، باستثناء فستان صيفي اشترته خلال إجازة، لكنها أدركت لاحقًا أنه كان قرارًا متسرعًا، حيث تبرعت به بعد عام.
هذه التجربة ساعدتها على إعادة تقييم قرارات الشراء، وتبني أسلوب أكثر وعيًا في التسوق.
فوائد غير متوقعة لتحدي عدم الشراءوبعد نجاح التحدي مع الملابس، امتدت التجربة إلى مجالات أخرى من الإنفاق، بما في ذلك:
تحدي عدم شراء البقالة: الامتناع عن شراء بعض السلع غير الضرورية والتركيز على استهلاك المخزون المتوفر في المنزل. تحدي التوقف عن تناول الطعام في الخارج: تجربة الحد من المطاعم وزيادة الاعتماد على الطهي المنزلي. تحدي المنتجات الشخصية: تقليل شراء مستحضرات العناية والتجميل، والاكتفاء بالموجود بالفعل.بدلاً من محاولة ضبط الميزانية بأساليب تقليدية، يمكن للأفراد التركيز على فئات معينة من الإنفاق وتقليلها تدريجيًا، مما يساعد في خلق عادات مالية أكثر انضباطًا
إنشاء معايير جديدة للتسوقوبعد إنهاء التحدي، أصبحت الكاتبة تتبع معايير أكثر صرامة عند التسوق، حيث تبحث عن:
جودة عالية تدوم لسنوات. ألوان وأشكال تتماشى مع الملابس الموجودة في خزانتها. قطع تحتاج إليها فعلًا بدلاً من عمليات الشراء الاندفاعية.وتُشير الكاتبة إلى أن هذا النهج ساعدها في تقليل عدد المرات التي تحتاج فيها إلى التسوق، كما قلل من الفوضى وزاد من إحساسها بالسيطرة المالية.
الانضباط المالي من خلال التحدياتوتؤكد فوربس في تقريرها أن تحدي "عدم الشراء" يعد وسيلة سريعة وفعالة للحد من الإنفاق العشوائي وتحقيق وفرة مالية ملموسة. فبدلاً من محاولة ضبط الميزانية بأساليب تقليدية، يمكن للأفراد التركيز على فئات معينة من الإنفاق وتقليلها تدريجيًا، مما يساعد في خلق عادات مالية أكثر انضباطًا.
في نهاية المطاف، يتيح هذا النهج للأفراد إعادة تقييم أولوياتهم المالية، وتقليل الإنفاق غير الضروري، وزيادة المدخرات لتحقيق أهداف مالية طويلة الأجل، مثل الاستثمار أو التقاعد المبكر.
إعلان