كتب صلاح سلام في "اللواء": زيارة سيد بكركي إلى الجبل تُعتبر إنجازاً لسياسة الإنفتاح والتهدئة والحوار، التي ينتهجها شيخ العقل أبي المنى في التعاطي مع الملفات الوطنية في المرحلة الصعبة التي يمر بها البلد، في ظل هذه الإنقسامات العامودية، والخلافات المستحكمة بين الأطراف السياسية والحزبية، والتي أدّت إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسية، وتمديد فترة الشغور الرئاسي.



مصالحة الجبل نجحت وصمدت، رغم الرياح الداخلية والخارجية التي عصفت بالوضع السياسي، وتسببت بإهتزازات متكررة، كان آخرها سلسلة الإنهيارات الإقتصادية والإجتماعية والمالية، خاصة بعد إنتصار الثورة المضادة على إنتفاضة ١٧ تشرين ٢٠١٩، وما أعقبها من الإنفجار الزلزالي في مرفأ بيروت.
ولكن المشكلة أن تلك المناخات الإيجابية لم تصل إلى الساحة السياسية المشتعلة منذ فترة، بخطابات نارية، طغت عليها المزايدات الشعبوية، وعطّلت مفاصل الدولة، وفاقمت حالة الضياع والتسيّب المالي والإقتصادي، وغيّبت السلطة الشرعية، وأطلقت يد المنظومة الفاسدة في نهب موارد الدولة، وإفلاس الخزينة.

الدعوات الجنبلاطية المتكررة للذهاب إلى «تسوية ما»، عبر فتح قنوات الحوار بين محوري المعارضة والممانعة، للتوصل إلى صيغة متوازنة تكون قادرة على فتح أبواب قصر بعبدا، لم تلقَ التجاوب المطلوب من القوى السياسية الأخرى، الأمر الذي أبقى أبواب الأزمة السياسية مفتوحة على مصراعيها، في حين بقي قصر بعبدا مقفلاً.
فهل يُحضر لودريان مفتاح بعبدا معه من باريس، أم أن أجواء مصالحة الجبل ستصل إلى طاولة برّي للحوار والإنتخاب، وتساعد المسار على الوصول إلى «حل ما»؟

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكدت ندوة نظمها المنتدى اليمني الأوروبي، أن تشرذم الأحزاب اليمنية لا يخدم أحداً سوى الحوثيين، الذين يستفيدون من غياب رؤية وطنية موحدة، بل يعزز من هيمنة وسيطرة الجماعة المسلحة على البلاد.

وأكد المشاركون في الندوة التي أقيمت فعالياته بالعاصمة البلجيكية بروكسل وحضرها قادة حزبيون وخبراء سياسيون، إلى تعزيز الحوار بين القوى السياسية، وتشكيل تكتل وطني قادر على استعادة الدولة وفرض نفسه في أي مفاوضات قادمة.

وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس المنتدى، خليل مثنى العمري، إن الندوة والتي شارك فيها، قادة أحزاب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية.. تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية في اليمن، وسبل استعادة دورها في الحياة العامة.

من جانبه، انتقد عبد الرحمن السقاف، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ما وصفه بـ”اختلال موازين القوى في البلاد”، مشددًا على ضرورة احتكار الدولة للقوة العسكرية.

وأضاف أن “الشعبوية المنتشرة في البلاد تؤدي إلى تخريب الوعي السياسي العقلاني، وتحوّل الأكاذيب إلى حقائق، مما يفاقم الأزمات ويؤجج الصراعات الإعلامية”، لافتًا إلى أن “هناك فرقًا كبيرًا بين النقد العقلاني للأحزاب وبين تدمير الوعي السياسي”.

بدوره، قال عبد الله نعمان، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، إن تجربة “اللقاء المشترك” بين الأحزاب السياسية اليمنية كانت نموذجًا سياسيًا ناجحًا، لكنه انتقد مشاركتها في حكومة الوفاق الوطني، معتبرًا أنها “أخطأت بقبول تقاسم الوظائف العامة على حساب الكفاءة”، مما أتاح لجماعة الحوثي استغلال الوضع لإسقاط الدولة.

وأضاف: “الأحزاب السياسية تلعب أدوارًا مختلفة في زمن الحرب مقارنة بأوقات السلم، حيث يصبح الشعب كله جبهة واحدة لمواجهة الأخطار”، مشيرًا إلى أن “الحرب شوهت صورة الأحزاب السياسية”، وأنه “عندما تتحدث المدافع، تصمت السياسة”، وانه من الصعوبة الحديث عن مستقبل الاحزاب في ظل الوضع المسلح الحالي.

من جانبه، أكد عبد الرزاق الهجري، القائم بأعمال الأمين العام لحزب الإصلاح، أن الأحزاب اليمنية تأثرت بالوضع السياسي الراهن، لكنها تشهد “انفتاحًا ونقاشًا داخليًا إيجابيًا بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي”.

وقال: “ليس من مصلحة المنظومة السياسية أن تغيب القوى المؤثرة عن المشهد”، مشددًا على ضرورة أن “تتنافس الأحزاب وهي قوية، بدلًا من أن تتصارع وهي ضعيفة”، مضيفًا أن “الشرذمة السياسية تُضعف الجميع”.

بدوره، أكد القيادي في المؤتمر الشعبي العام رئيس كتلته البرلمانية عبد الوهاب معوضة أن جماعة الحوثي نفذت “انقلابًا شاملًا” واستولت على مؤسسات الدولة.

وأضاف: “يحاول الحوثيون تصوير العمل السياسي كجريمة، ويروجون لفكرة أن الحل الوحيد لليمن هو حكم الولي الفقيه”، مشيرًا إلى أن “الأحزاب بحاجة إلى إعادة تنظيم جهودها من خلال التكتل الوطني لتوحيد القوى السياسية”.

من جهته، قال عبد الله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، إن القوى السياسية اليمنية يجب أن تتوحد لاستعادة الدولة.

وأضاف: “إذا ظللنا نبكي على اللبن المسكوب، فلن نبني بلدًا”، مشيرًا إلى أن “الصراعات السياسية أضعفت الجميع، وأتاحت للحوثيين الفرصة للتمدد”.

وأوضح أن “المقاومة الوطنية قدمت 1,500 شهيد، ووصلت إلى مشارف الحديدة، لكن اتفاق ستوكهولم جاء ليعرقل تقدمها”، مؤكدًا أن “الخلاف مع الحوثيين وجودي، لأنهم يرون أنفسهم أصحاب حق إلهي في الحكم”.

وأضاف أبو حوريه “المقاتلين في الميدان لاستعادة البلاد من الحوثيين هم الأبطال الحقيقيين أكثر من السياسيين والأمل بهم لاستعادة الدولة” .

مقالات مشابهة

  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • حزب المصريين: توجيهات الرئيس بتوسيع دائرة الحوار الوطني لمواجهة التحديات
  • حزب المصريين: الحوار الوطني خلق مساحات مشتركة بين جميع الأطياف
  • حكومة الإقليم تشكر الكتل السياسية التي ساهمت بتمرير تعديل الموازنة
  • حزمة مطالب من إدارة الحوار الوطني على طاولة الحكومة.. هذه أهمها
  • مدبولي: توجيه رئاسي بتوسيع دائرة الحوار الوطني ليشمل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية
  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين
  • برلمانية: المكونات السياسية أكدت أهمية الوقوف بقوة خلف القيادة
  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • وزير الخارجية المصري في قصر بعبدا