لاشك أن تقوى الله سبحانه وتعالى هي الحل لكل المشاكل وبها النجاة في الدنيا والآخرة ، فإن كان هذا معلومًا للجميع ، فهذا لا يعني أن معرفة كيف يتقي العبد ربه أمر معروف ، كما أنه من أهم ما ينبغي أن يشغل الإنسان ، خاصة مع كثرة النصوص الواردة بالكتاب العزيز  والسُنة النبوية الشريفة ، التي تحث وتوصي بتقوى الله عز وجل ، من هنا تأتي أهمية معرفة كيف يتقي العبد ربه ؟.

فعل يسبب لك الفقر طوال حياتك ويجره إليك جرا.. علي جمعة: احذره 7 أفعال بين المغرب والعشاء نهى عنها الرسول ويقع فيها كثيرون.. فاحذرها كيف يتقي العبد ربه

قال  الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أول درجات التقوى : "الإيمان" فلا يُتصور من أحدٍ من العالمين يتقي الله وهو لا يؤمن به.

وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال (كيف يتقي العبد ربه أو بصيغة أخرى كيف يتقي الإنسان ربه حيثما كان ؟ )، أن ثانيًا: "ذكر الله" لا يمكن أن تتقي الله إلا إذا ذكرته؛ فإن كنت قد نسيت الله فكيف تتقيه؟ فلابد من ذكر الله.
والمؤمن بربه أحد اثنين: ذاكرٍمتيقظ، أو ناسٍ غافل، فلابد عليك- عبد الله- أن تكون ممن آمن بالله وذكر الله كثيرا.

وأضاف أن ثالثًا: "استحضار خشية الله ورهبته وخوفه" لا يمكن أن تتقي الله رب العالمين إلا إذا استحضرت الخوف والخشية والرهبة من جلاله – سبحانه وتعالى - ، أما إذا لم تستحضر ذلك وذكر لسانك دون أن يذكر قلبك، ولا أن يخشع لرب العالمين فلابد أنك تقع -نسيانًا- في الذنب وفي المعصية، أو تغلبك شهوتك فتأتي ذلك عامدًا متعمدًا؛ لأنك لم تستحضر خشية الله ورهبته وخوفه في قلبك.

تقوى الله

يعد أفضل ما يتزوّد به المسلم في حياته الدنيا هو تقوى الله ومخافته، وقد يتوقف الكثير من الناس عند هذا الأمر ملياً فبين متسائلٍ عن ماهية التقوى وحقيقتها، إلى من يسأل عن كيفية اتقاء الله، وكيف يكون متقياً لله تعالى، وهو ما قام العلماء الثقات بتفصيله وبيانه في الكثير من الكتب والمواطن العلمية من خلال جلساتهم الحوارية وغيرها.

وورد أن التقوى أمرٌ قلبيٌ لا يظهر حقيقةً للعيان إلّا إنّ العمل الصالح هو ما يُثبت ذلك أو ينفيه، أمّا كيف يتقي العباد ربهم فإن ذلك يحتاج إلى تفصيلٍ وبيانٍ سيتم بحثه في هذه المقالة. معنى تقوى الله للتقوى عدّة معانٍ في المفهوم اللغوي وعند العرب، كما لها عدّة تعريفاتٍ اصطلاحيةٍ.

معنى التقوى 

وعن معنى التقوى لغةً واصطلاحاً: التقوى في اللغة: هي كلمة مصدرها الفعل اتّقى، وتعود إلى الأصل وُقى، والأمر فيها اتَّقِ، وتُصرف على: اتّقاءً، وتُقاةً، وتُقْيةً، وهو مُتّقٍ، والمفعول مُتّقى، يُقال: اتّقى الله؛ أي أنّه صار تقيّاً خوفاً من الله ومن عقابه، وخاف الله فتجنب فعل ما نهى عنه، وامتثل لأوامره، واتّقى الشيء، أو اتقى فعل شيء،.

وجاء أن اتّقى الشيء بكذا: حذره وخاف منه فتجنّبه، وكان يتّقي شرّ أحدٍ: إذا تجنّب شرّه ويحذر منه، واتّقاني بحقّي: أعطانيه خوفاً، واتّقى بالشيء: جعله له وقايةً وحمايةً ممّا يحذر أو من شيءٍ آخرٍ، وهو اسم تفضيل من الفعل وقَى، ويعني الأكثر خشيةً وخوفاً، يُقال: فلان ما أتقاه لله؛ أي ما أخشاه له.

وورد أن التقوى اصطلاحاً: هي أن يجعل المسلم بينه وبين ما يخافه ويحذره من نيل عقوبة الله وغضبه وقايةً تحول دون ذلك، وتقوى الله تكون بالعمل، والعبادة، والطاعة، واجتناب المعاصي والآثام، أو هي عبادة الله تعالى، من خلال القيام بما أمر به من الأعمال والعبادات، وترك ما نهى عنه من النواهي بداعي الخوف منه، رغبةً فيما وعد به من النعيم، وخشيةً واتقاءً له، وتعظيماً لحرماته، ومحبةً له ولرسوله الذي ختم به الرسالة.

فضل تقوى الله

يظهر فضل التقوى على حياة المتقي جلياً من خلال الكثير من الأمور، وأبرز هذه الأشياء التي تظهر فيها ثمرات وآثار وفضائل التقوى ما يأتي: 

الذي يتقي الله يكون في معية الله في جميع أوقاته وأحواله، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).التقي ينال رضى الله، ويستحقّ محبته؛ ويصل بالنتيجة إلى ما وعده الله به من نعيم الدنيا، والفوز في الآخرة.كما أنّ الله يكون معه في الدنيا يدفع عنه الشرور والمصائب، فقد جاء في الحديث القدسي أنّ الله -تعالى- قال: (من عادَى لي وليّاً فقد آذنتُه بالحربِ، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أُحبَّه، فإذا أحببتُه: كنتُ سمعَه الَّذي يسمَعُ به، وبصرَه الذي يُبصِرُ به، ويدَه التي يبطِشُ بها، ورِجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه ترَدُّدي عن نفسِ المؤمنِ، يكرهُ الموتَ وأنا أكرهُ مُساءتَه).التقي محميٌ بأمر الله من ضرر الشيطان، فيتحصّن المسلم بتقوى الله من وساوس الشيطان، وشروره، وكيده. تيسيير أمور المتقين، حيث قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا).يُعينه الله على التفريق بين الحقّ والباطل، قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ ذُو الفَضلِ العَظيمِ).الوقاية من ضرر أعدائه من أهل الكفر والمعاصي، قال الله تعالى: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).نيل العلم بسهولة، قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).قبول الأعمال؛ فالله يقبل الأعمال التي يكون الدافع بفعلها تقوى الله ومخافته. تكفير الذنوب والسيئات. نيل جميع ما تشتهيه نفسه فإن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة تقوى الله قال الله تعالى ی الله

إقرأ أيضاً:

في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق أن قول الله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ} [الأنبياء: 87]، وهذه الآية العظيمة تحمل معاني عميقة تدعونا للتدبر والتفكر في سيرة نبي الله يونس عليه السلام ودروسه المستفادة.

فهم معاني النص القرآني

وضح جمعة أن "نقدر" هنا لا تعني عدم القدرة، بل تعني التضييق. فقد ظن نبي الله يونس أن الله لن يضيّق عليه بعد أن ترك قومه مغاضبًا. وهذا الظن لم يكن شكًّا في قدرة الله، بل جاء نتيجة لطول ما اعتاد عليه من لطف الله وكرمه.

في هذا الموقف الحرج، عندما كان في بطن الحوت محاطًا بالظلمات من كل جانب، لم يفقد يونس عليه السلام الأمل. بل لجأ إلى ذكر الله بالدعاء الذي أصبح نموذجًا للمؤمنين: {لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}.

تواضع الأنبياء

وتابع: نجد أن نبي الله يونس، رغم مكانته العظيمة كنبي من أنبياء الله، يعترف أمام ربه بالظلم. وهنا يدعونا الدكتور علي جمعة للتأمل: كيف يتكبر الإنسان على ربه، ويعتقد أنه لم يعص الله قط؟

قيمة الصبر والدعاء

وأضاف : الآية الكريمة تستكمل: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}. هذا وعد إلهي، ليس فقط ليونس عليه السلام، بل لكل مؤمن يلجأ إلى الله بالدعاء والتوبة.

وأكد جمعة على أهمية الصبر، ليس فقط على البلاء، بل على الطاعات والعبادات والعمل. ويذكرنا بالحديث النبوي: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".

الصبر منهج حياة

يدعو الدكتور علي جمعة إلى التمسك بمنهج الصبر في كل نواحي الحياة:

الصبر على العمل: أدّ عملك بإتقان وإخلاص.

الصبر على الناس: لا تكن إمعة، بل تمسك بالقيم حتى لو خالفك الناس.

الصبر على الدعاء: استمر في دعائك ولا تستعجل الإجابة، فالله أعلم بالوقت المناسب للإجابة.

الصبر على البلاء: تذكر أن البلاء امتحان، وأن الجزاء عند الله عظيم للصابرين.

 

 

قصة نبي الله يونس درس في التواضع والصبر واللجوء إلى الله. وهي دعوة لنا جميعًا لمراجعة أنفسنا، والعودة إلى الله في كل حين. يقول الدكتور علي جمعة: "اصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، وتمسك بمنهج الأنبياء، فإن الله ينجي المؤمنين كما أنجى نبيه يونس من الظلمات".

 

مقالات مشابهة

  • هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبها
  • الموساد الإسرائيلي يوصي بمهاجمة إيران للرد على أنصار الله
  • مختار جمعة: مراتب النوم في لغة القرآن دليل على بلاغته الفريدة
  • التقوى.. سر مفتاح الخير ومغاليق الشر
  • علي جمعة: التقوى مفتاح كل خير ومغلاق كل شر
  • كنوز صلاة الفجر .. 7 أمور لا تهدر ثوابها
  • علي جمعة: الصدق الذي نستهين به هو أمر عظيم
  • كيف نثبت على الحق في زمن الاختلاط وندعو للسلام؟
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟
  • أبيات شعر جميلة عن يوم الجمعة