عربي21:
2024-09-29@14:16:04 GMT

المشهد السوداني المعقد

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

منذ منتصف نيسان/ أبريل يشهد السودان اشتبكات عسكرية مستمرة بين القوات السودانية تحت قيادة عبد الفتاح البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي. وعلى الرغم من أنه لا تقدم عسكريا لطرف على حساب آخر، إلا أن الأطراف المتصارعة تسعى إلى تعزيز ترسانتها العسكرية وترفض الحلول والمبادرات السياسية المقترحة.

وتتجاهل هذه الأطراف الأزمة الإنسانية والبشرية لبلد كان يعاني من الفقر والبطالة قبل بداية الاشتباكات.

لقد نتج عن هذه المواجهات قتل الآلاف من المدنيين وتشريد أكثر من عشر السكان بالإضافة إلى انتهاكات يرتكبها المسلحون تجاه سكان القرى والبلدات السودانية، كما خرجت 80 في المائة من المرافق الصحية عن الخدمة وانعدمت الخدمات العامة من كهرباء أو ماء أو مواصلات.

في الأيام الأخيرة، يشهد السودان تحولاً استراتيجياً في مشهد الصراع الداخلي، حيث تعمل الأطراف المتصارعة على رسم خارطة تحالفات إقليمية لتغيير المشهد العسكري على الأرض. ويبدو أنّ معالم هذه التحالفات بدأت تتوضح شيئا فشيئاً من خلال الزيارات الخارجية التي يقوم بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وعليه فلا بد من تحليل هذه الزيارات لفهم إمكانية الحلول المستقبلية للسودان أو على الأقل لمحاولة فهم ما يجري هناك.

في الأيام الأخيرة، يشهد السودان تحولاً استراتيجياً في مشهد الصراع الداخلي، حيث تعمل الأطراف المتصارعة على رسم خارطة تحالفات إقليمية لتغيير المشهد العسكري على الأرض. ويبدو أنّ معالم هذه التحالفات بدأت تتوضح شيئا فشيئاً من خلال الزيارات الخارجية التي يقوم بها قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان
في البدء حطت طائرة البرهان في مطار القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويبدو أن البرهان استغل أحداث الصراع الأولى مع قوات الدعم السريع. إذ إن الساعات الأولى للاشتباكات حملت رسالة واضحة لمصر بأنّ نفوذها في السودان بدأ يتقلص، كما أنه قد ينتهي إذا ما سيطرت قوات الدعم السريع على المشهد العسكري في السودان، وقد جاءت هذه القراءة نتيجة مقاطع الفيديو الكثيرة التي أظهرت جنودا مصريين تم احتجازهم في قاعدة مروي الجوية في شمال السودان.

يفهم البرهان جيداً أهمية التحالف مع مصر لأن ذلك سيوفر له حماية الجبهة الشمالية، وقد يوفر له دعما جويا سريا مصريا لاستهداف قوات الدعم السريع ومخازن أسلحتها.

ويستغل البرهان إحساس مصر بضعف نفوذها في السودان بعد الإطاحة بعمر البشير، هذا النفوذ الضعيف الذي وصل إلى مرحلة قامت فيها مصر بالاستعانة بأطراف دولية أخرى للإفراج عن محتجزين مصريين لدى قوات الدعم السريع. ويبدو كذلك أن البرهان بحث في القاهرة سبل الحصول أسلحة لمواصلة الحرب ضد قوات الدعم السريع، خصوصاً أنّ هناك أطرافاً إقليمية كالإمارات تدعم حميدتي بالأسلحة.

وهذا بالضبط ما كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال التي تحدثت عن طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي بداية حزيران/ يونيو الماضي وتأكد أنها كانت تحمل أسلحة وذخيرة، في الوقت الذي كانت تُظهر فيه وثائق رسمية أن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين. وكذلك الأمر التحليل الذي طرحه الأكاديمي السوداني "تاج السر عثمان" عندما تحدث عن الدور الذي يلعبه السفير الإماراتي في السودان وتحركاته، وكيفية دفع قيمة الأسلحة عبر الذهب.

لا حلول تلوح في الأفق بالنسبة إلى المعضلة في السودان، إذ أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يؤمنان بالتفاوض المباشر دون الشروط المسبقة، بل يسعى الطرفان إلى طرح مبادرات تدعم رؤيتهم ومصالحهم في السودان كما أنهما يدفعان بالحلول العسكرية إلى الأمام كذلك، من خلال البحث عن الدعم العسكري من الحلفاء الإقليميين
ويبدو أن برمجة زيارات البرهان إلى الدوحة أولاً وإلى السعودية ثانياً ما هو إلا لتقوية الموقف التفاوضي بالحصول على دعم إقليمي من القوى الإقليمية المؤثرة مثل قطر والسعودية. وهناك أحاديث تفيد بأن البرهان يبحث عن دعم إقليمي لتشكيل حكومة تصريف أعمال يمكن أن يناقش تفاصيلها مع المسؤولين في السعودية. بالطبع هذه المبادرة تأتي كرد على أنباء تتحدث عن طرح حميدتي مشروع تحويل السودان إلى دولة فيدرالية، هذا المشروع الذي يهدف إلى تغيير نظام الحكم في السودان والتقليل من سلطة النظام المركزي لصالح مناطق نفوذ محلية ضمن المحافظات السودانية.

في الحقيقية تشير تركيبة الوفد المرافق للبرهان إلى مصر ومن ثم إلى الدوحة، إلى الاستراتيجية المزدوجة ورؤية البرهان للحل المستقبلي للبلاد. إذ أنه يصطحب معه وزير الخارجية "علي الصادق" فيما يبدو لمناقشة الحل السياسي والمبادرات السياسية، ورافقه كذلك مدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل لمناقشة التطورات العسكرية.

لا بد من القول أخيراً إنه لا حلول تلوح في الأفق بالنسبة إلى المعضلة في السودان، إذ أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لا يؤمنان بالتفاوض المباشر دون الشروط المسبقة، بل يسعى الطرفان إلى طرح مبادرات تدعم رؤيتهم ومصالحهم في السودان كما أنهما يدفعان بالحلول العسكرية إلى الأمام كذلك، من خلال البحث عن الدعم العسكري من الحلفاء الإقليميين. ومع علمهم المسبق بأنه لا تقدم عسكريا لطرف على حساب آخر، إلا أنهما مستمران في تعزيز هذا الصراع متجاهلين الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي يعاني منها الشعب السوداني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السودان البرهان حميدتي الصراع الحلفاء السودان حلفاء صراع حميدتي البرهان سياسة سياسة عالم الفن صحافة سياسة صحة مقالات رياضة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع الجیش السودانی عبد الفتاح فی السودان من خلال

إقرأ أيضاً:

البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إرادة الشعـب السوداني ستنتصر

متابعات: السوداني

خاطب رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان اليوم أعمال الدورة (79) للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مؤكداً أن إرادة الشعـب السودانـي ستنتصر في هذة الحرب التي شنتها المليشيا الإرهابية المتمردة بتعاون ودعم دولى.

وقال البرهان: “إن خارطة إنهاء الحرب في السودان واضحة المعالم تتمثل في إنهاء العمليات القتالية وإنسحاب المليشيا من المناطق التي إحتلتها وشّردت أهلها وتجريدهم من السلاح ليتمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم”.

وجدد الحرص على هزيمة ودحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم ومساندة، مناشداً المنظمة الأممية وصف مليشيا الدعم السريع وصفاً حقيقياً بأنها قوة مسلحة تمردت على الدولة وأرتكبت جرائم ترقى لتصنيفها كجماعة إرهابية.

وأكد البرهان إلتزام القوات المسلحة بعملية التحول الديمقراطي وحق الشعب السوداني في إختيار من يحكمه. وقال: “لذلك هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة في 2019م في تسليمها للسلطة لأي حكومة توافقية أو منتخبة ولن تسمح بعودة النظام السابق الذي رفضه الشعب إلى سدة الحكم وتؤكد إلتزامها بالمساهمة الإيجابية في تسهيل عملية الإنتقال إلى الحكم المدني”.

وجدد رئيس مجلس السيادة إلتزام الحكومة بالبحث عن السلام مع كل المجموعات التي لا زالت تحمل السلاح مع إلتزامنا بإكمال إتفاق سلام جوبا الموقع في 2020م. منوهاً إلى حجم التحديات والتآمر الذي يتعرض له السودان بدعم سياسي ولوجستي محلي وإقليمي في تحدي صارخ للقانون والإرادة الدولية. وأضاف: “أتساءل لماذا لم تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها وإرتكاب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية”، مجدداً عزم الحكومة وحرصها على تسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية.

وفيما يلي نص كلمة السيد رئيس مجلس السيادة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة
نيويــــورك 26 سبتمبـــــر 2024م

بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس
معالي السيد/ الأمين العام للأمم المتحدة
السادة أصحاب الفخامة الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات
السيدات والسادة الحضور جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخاطبكم اليوم بإسم شعب وحكومة السودان وبدءاً يسعدني أن أهنئي السيد رئيس الدورة الحالية وفريقه متمنياً لهم التوفيق في ظل تزايد مهددات الأمن والسلم الدوليين هذه المهددات التي وضعت منظمتنا على المحك وتضررت مبادئ الحرية والسلام والعدالة وأُنتهك القانون الدولي .
إذ أن السودان يُؤمن ويدعم دور الأمم المتحدة ويدعم المبادرات الراعية لإصلاح وتطوير عمل أجهزتها وخاصة مجلس الأمن لترسيخ التُعددية والأمن الجماعي وصيانة حقوق الإنسان ومواجهة تحديات التغير المناخي والإرهاب المحفز عرقياً وأيدولوجياً .

الحضــور الســـادة والسيــــدات
يرحب السودان بموضوع الدورة (الوحدة في التنوع لتعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية ) كما يرحب بالأولويات التي حملتها رؤية رئيس الدورة الحالية . أيضاً يُؤمن على ضرورة تنفيذ مخرجات قمة المستقبل خاصة ما يلي إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن ليتمكن من وضع حد للأزمات وإستمرارها مما يهدد السلام الدولي والتوافق بين الأمم والشعوب.

الحضــــور الكريــــــم
إن تنامي التصرفات الإنفرادية خارج نطاق الأمم المتحدة بما يتنافى مع الميثاق والقانون الدولي وإستخدام وسائل وآليات الإكراه السياسي والإقتصادي لتحقيق أهداف سياسية تساهم بشكل رئيسي في زعزعة الإستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي وإشعال الحروب كما أن الإنتقائية وإزدواجية المعايير باتت السمة الغالبة في العلاقات الدولية .

السيــــــد الرئيــــــــس
لعلكم تدركون حجم التحديات والتآمر الذي يتعرض له بلدي السودان جراء حرب شنتها مجموعة تمردت على الدولة بدعم سياسي ولوجستي محلي وإقليمي وتابعتم حجم الجرائم والفظائع والإنتهاكات التي إرتكبتها تلك المجموعة المتمردة ضد الشعب السوداني وكيان الدولة السودانية حيث بدأت هذه الحرب بمحاولة للإستيلاء على السلطة بقوة السلاح وسرعان ما تغيرت إلى حرب شاملة ضد الشعب السوداني ودولته وأستحقت من خلال ما رصد لها من جرائم تطهير عرقي وتهجير قسري وإبادة جماعيه إرتكبتها مليشيا الدعم السريع أن تُصنف كجماعة إرهابية فهي تمارس جميع هذه الجرائم بإستمرار وبكل أسف تجد الدعم والمساندة من دول في الإقليم تمدهم بالمال والمرتزقه لتحقيق مكاسب سياسية وإقتصادية في تحدي صارخ للقانون والإرادة الدولية .
إن جرائم هذه المجموعة الإرهابية طالت حتى مقار البعثات الدبلوماسية والمنظمات ومنقولاتها حتى الأمم المتحدة لم تسلم مقارها ومنقولاتها وظلت هذه المجموعة الإرهابية المملوكة لآل دقلو تتحدى القوانين والإلتزمات الدولية دون الإكتراث من العواقب و ما رفضهم لمقررات إعلان جدة ورفضهم لقرارات مجلس الأمن بحظر توريد السلاح إلى دارفور وإستمرارهم في التطهير العرقي في دارفور وآخر تحدي لهذه القرارات واضح في عدم الإمتثال للقرار الخاص بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور .

السيــد الرئيـــس
أنا أتساءل هنا لماذا لم تتخذ المنظومة الدولية إجراءً حاسماً ورادعاً حيال هذه المجموعة ومن يقف خلفها رغم كل ما ذكرت وشاهد العالم من إرتكاب لجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ورفض تنفيذ قرارات مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية هذا الأمر يعزز ما ذكرته من ضرورة إصلاح مجلس الأمن حتى لا تصبح إزدواجية المعايير والإفلات من العقاب والمساءلة سمة من سمات هذه المنظمة .

الســـادة والسيـــــدات
هذا العدوان المدمر الذي تقوده مليشيا الدعم السريع مسنودة بدول في إقليمنا وفرت لهم الدعم المالي وسهلت لهم تجنيد وترحيل المرتزقة والسلاح مماتسبب في قتل عشرات الألاف وتهجير ملايين السودانيين من مواطنهم حيث أنهم يهربون من كل مكان تذهب إليه هذه المجموعات الإجرامية ويلجأون إلى مناطق الحكومة وأماكن سيطرة القوات المسلحة حيث يعيش ملايين السودانيين الأن في أمان ، إن إستمرار الهجمات الممنهجة التي تقوم بها هذه المليشيا يزيد يومياً من معاناه مواطنينا في كل مكان لذلك سعينا مبكراً لإيجاد الحلول حيث كان إعلان جدة في مايو 2023م كافي لوقف الحرب وعودة الحياة لكن القوى السياسية والإقليمية الداعمة لهذه الحرب كانت ترى غير ذلك وأدى ذلك إلى الوضع الذي نعيشه اليوم وفي سبيل تخفيف ورفع المعاناة عن المواطنين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية فتحنا حدودنا ومطاراتنا وأزلنا كل القيود والإجراءات التي يمكن أن تُعطل دخول المساعدات إلى المحتاجين .

السيــد الرئيــس الحضــور الكـــرام
إن حكومة السودان ماضية بعزم في سياستها لتسهيل العمل الإنساني وحماية القوافل والطواقم الإنسانية والطبية وتؤكد إلتزامها التام بالقانون الدولي الإنساني وإجراءات حماية المدنيين الذي تقع على عاتقنا مسئولية حمايتهم حيث يتعرض النساء والأطفال في مناطق سيطرة المليشيا لكل أنواع الإنتهاكات ووصل الأمر أحياناً إلى بيعهم في الأسواق.

إن الأزمة الإنسانية التي يعيشها جزء كبير من شعبنا الأن بسبب عدوان مليشيا دقلو تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي والمنظمات والإيفاء بالإلتزامات الدولية المعلنة في تقديم العون المطلوب واللازم لملايين الفارين والنازحين واللاجئين ومن جانبنا فعلنا وسنفعل كل ما من شأنه إيصال المساعدات إلى المحتاجين وفي هذا المقام لا بد أن نشكر كل دول الجوار التي إستقبلت الفارين واللاجئين والدول والمنظمات التي قدمت المساعدة للشعب السوداني وأذكر منها الأشقاء في مصر وقطر وتركيا وأرتريا والكويت وجنوب السودان وأخص بالشكر من المنظمات مركز الملك سلمان واليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي.

السيــد الرئيــس الحضـــور الكريـــم
إننا أمام تحدي كبير وهذه المنظمة الأممية يجب أن تضطلع بمسئولياتها في حماية الدول النامية من أطماع الدول التي ما زالت تعتقد أنها ستتحكم في مقدرات الشعوب بما تملكه من قوة أو مال نقول لهم إن الشعوب إرادتها أقوى من كل ذلك وستنتصر إرادتها . إن كثير من الأزمات ومن ضمنها ما نعيشه اليوم في بلدي أسبابها ما ذكرت في مقدمة خطابي من إزدواجية المعايير والإكراه السياسي والإبتزاز الإقتصادي وعجزنا كمنظومة منوط بها حفظ الأمن والسلم الدوليين من ردع من يتحدى الإرادة الأممية .

السيـــد الرئيـــس
إن سوق المبادرات وتجيير وتوجيه مقترحات الحلول لخدمة جهات معينة أو لتلبية مصالح دول أصبحت هذه الأساليب غير مقبولة وليست ذات جدوى في دولنا النامية التي تكثر فيها النزاعات المفتعلة فالمكلية الوطنية للحلول هي الطريق الأمثل للمعجالة . إننا في السودان سعينا منذ بداية العدوان على الدولة في سبل وقف الحرب وإنهائها لتجنيب البلاد الدمار الذي تتعرض بسبب إعتداءات مليشيا دقلو أخوان على الشعب والبلاد لذلك إنخرطنا في كثير من المبادرات البناءة وما زال يحدونا أمل في مساعدتنا على إيقاف هذه الحرب بما يضمن كرامة الشعب وسيادة الدولة وعدم العودة مرة أخرى للحرب مع وجوب المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب لذلك فإن خارطة إنهاء الحرب في السودان واضحة المعالم.
فأولاً يجب أن تنتهي العمليات القتالية ولن يتم ذلك إلا بإنسحاب المليشيا المتمردة من المناطق التي إحتلتها وشّردت أهلها وتجميعهم في مناطق محددة وتجريدهم من السلاح ليتمكن المواطنين من العودة إلى مناطقهم حيث يسهل وصول المساعدات إليهم وتفتح الطرق والمطارات وتعمل وسائل الإنتاج .
ثانياً يعقب ذلك عملية سياسية شاملة تعيد مسار الإنتقال السياسي الديمقراطي ووضع الحلول المستدامة بملكية وطنية تمنع تكرار الحروب والإنقلابات العسكرية .

السيــد الرئيــس الحضــور الكـــرام
هنا أؤكد أن القوات المسلحة السودانية وهي من أقدم مؤسسات الدولة وتعمل بمهنية تامة دون الإرتهان لأي كيان سياسي ملتزمة تماماً بعملية التحول الديمقراطي وحق الشعب السوداني في إختيار من يحكمه لذلك هي حريصة على الوفاء بإلتزامها الأول الذي ضربته بعد ثورة ديسمبر المجيدة في 2019م في تسليمها للسلطة لأي حكومة توافقية أو منتخبة ولن تسمح بعودة النظام السابق الذي رفضه الشعب إلى سدة الحكم وتؤكد إلتزامها بالمساهمة الإيجابية في تسهيل عملية الإنتقال إلى الحكم المدني ، كما نُجدد إلتزام الحكومة بالبحث عن السلام مع كل المجموعات التي لا زالت تحمل السلاح مع إلتزامنا بإكمال إتفاق سلام جوبا الموقع في 2020م.
وفي ظل هذه الحرب ظلت القوات المسلحة ملتزمة بالقانون الدولي والإنساني وإتفاقيات وبروتوكلات جنيف وبذل أقصى الجهود لحماية المدنيين وتسهيل المساعدة في إيصال العون الإنساني لمختلف مناطق السودان وأقول لكم السيد الرئيس إننا في حكومة السودان مستعدون للإنخراط في أي مبادرة تنهي هذه الحرب متى ما كانت هذه المبادرة تدعم الملكية الوطنية للحل وتنهي إحتلال المليشيا المتمردة للمناطق المختلفة و بما يضمن كرامة الشعب وسيادة الدولة على أراضيها كخطوة أولى و ضرورية لإستعادة المسار الديمقراطي ولن يكون مقبولاً لحكومة وشعب السودان مشاركة أي دولة أو منظمة دعمت الحرب أو شاركت في قتل السودانيين وتشريدهم سواءً بالإمداد بالسلاح أو تسهيل عبوره أو قدمت الدعم السياسي أو أي من أنواع الدعم في ما يلي العدوان على الدولة السودانية وشعبها وهنا أؤكد أننا ماضون في هزيمة ودحر هؤلاء المعتدون مهما وجدوا من دعم ومساندة .
السيد الرئيس لزاماً أن نشكر الدول والمنظمات والمجموعات الحقوقية أو الطوعية التي وصفت ما يجري في السودان وصفاً صحيحاً وأُحي وأشُيد بمخرجات قمة المنامة وقمة البحيرات برواندا وإجتماع منظمة التعاون الإسلامي بياوندي حيث جميعها وصفت ما يجري بأنه تمرد من مليشيا على الدولة السودانية وأننا يا سيادة الرئيس نريد من هذه المنظمة الأممية حتى نكبح جماح الجماعات المسلحة ونردع أي محاولة في المستقبل يمكن أن تحدث في دول أخرى يجب علينا أن نُوصف تمرد مليشيا الدعم السريع وصفاً حقيقياً بأنها قوة مسلحة تمردت على الدولة وأرتكبت جرائم ترقى لتصنيفها كجماعة إرهابية وهذا من واجب هذه المنظمة.

السيـــد الرئيـــــس
قبل أن أختم حديثي نؤكد في حكومة السودان موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ضمن حدود ال (67) والإنهاء الفوري للعدوان على غزة ونوصي بقبول عضوية فلسطين الكاملة في هذه المنظمة .
ختاماً أجدد شكر شعب وحكومة السودان لكل من وقف إلى جانبه في هذه المحنة التي يتعرض لها فما زال الإحتياج لإستمرار المساعدات وتقديم الدعم لملايين المحتاجين مطلوب ولك الشكر والتقدير السيد الرئيس والحضور الكرام .

وأقــول بـــأن إرادة الشعــــب السودانــي ستنتصــــــر

   

مقالات مشابهة

  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم
  • معارك الجيش السوداني والدعم السريع تشعل الخرطوم
  • «البرهان»: تورط الإمارات في تسليح قوات الدعم السريع «استعمار بوجه جديد»
  • حميدتي مستعد لوقف إطلاق النار.. والبرهان يشترط إنهاء احتلال الدعم السريع
  • البرهان من على منبر الامم المتحدة يعلن خارطة إنهاء الحرب واحتلال الدعم السريع لأراضي السودان
  • من على منبر الأمم المتحدة.. قائد الجيش السوداني يتهم دولا بدعم قوات حميدتي
  • البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إرادة الشعـب السوداني ستنتصر
  • الجيش السوداني يشنّ غارات ضد قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • لاستعادة العاصمة من قبضة الدعم السريع.. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق بالخرطوم
  • في أكبر عملية عسكرية لاستعادة العاصمة الخرطوم .. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق على قوات الدعم السريع