موقع النيلين:
2025-03-10@08:50:03 GMT

???? زحف الزومبي في معارك المدرعات Zombei’s Crawling

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

???? زحف الزومبي في معارك المدرعات Zombei’s Crawling


مع استمرار الحرب تضيع ملامح مؤشراتها بعد ظهور بعض الأحداث التي قد تبدو وكأن هناك تغييرا ما قد حدث للاستراتيجيات المحركة للعمليات العسكرية على الأرض. ولكن التأمل بعمق ودراسة كل المؤشرات تؤكد حقيقة التحليلات السابقة كما تؤكد أن الحرب حتى الآن لم يحدث فيها تغيير جوهري.

منذ البداية اتخذ الدعم السريع (المحلول) استراتيجية خاطئة بالانتشار الواسع في ولاية الخرطوم على مساحة 23 ألف كلم مربع عطلت فعليا التفوق العددي لقواته التي كانت تفوق المائة وعشرة ألف من جنود النخبة المدربين وأصحاب الخبرة في الحرب.

ظهر هذا التعطيل في فشل الدعم السريع في اسقاط أي منطقة عسكرية داخل ولاية الخرطوم أو القيادة العامة مما اضطره للانتقال للهجوم على الأسلحة الفنية والمعسكرات ضعيفة الحماية واستطاع تحقيق بعض النجاحات في الاستراتيجية واليرموك والاحتياطي المركزي ولكن بعد استنزاف كبير جدا لقواته.

من يقود عملية التخطيط العسكري للدعم السريع رجع لبعض التعقل في التفكير وإلى الخطة الأساسية للدعم السريع بعد فشل هجومه الأول وذلك بالتركيز على تحييد الطيران واسقاط واحد من اهم ثلاثة معسكرات للجيش وهي وادي سيدنا والمهندسين والمدرعات وقام خلال الأسبوع الثالث من شهر مايو بمحاولة هجوم متزامن على المعسكرات الثلاثة ولكنه فشل لعدم القدرة على الحشد وضعف السيطرة من قيادة الدعم السريع.

من هنا بدأ الانهيار في قوات الدعم السريع مما اضطر قيادته الى تحول نوعي في استراتيجية العمليات العسكرية تهدف إلى الاستفادة من انتشاره في بيوت المواطنين والمرافق الخدمية والمستشفيات بالتحول الكامل من استراتيجية الهجوم إلى استراتيجية الدفاع ونصب الشراك والكمائن عبر استخدام القناصين والمدافع المضادة للدروع والرشاشات ذات الكثافة النارية العالية وتحويل كل شارع وميدان إلى أرض للقتل يعوق تقدم أي تحرك لقوات المشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية. وتطلبت هذه الاستراتيجية أعداد كبيرة من المقاتلين خصوصا بعد الاستنزاف الذي حصل لقوات النخبة خلال الفترة الأولى للحرب. وتفتقت عبقرية قادته الميدانيين إلى استباحة بيوت المواطنين الآمنين ودعوة كل النهابين والكسابة ومنحهم أموال البنوك وبيوت المواطنين (غنيمة) بشرط القتال معهم. وتبع ذلك تجنيد واسع داخل الخرطوم نفسها للمتفلتين والمجرمين وأصحاب السوابق الذين قامت باطلاقهم من السجون.

بدأ تنفيذ هذه الاستراتيجية عمليا منذ الرابع من يوليو 2023م بعد آخر هجوم على الاحتياطي المركزي أم درمان. ونجح الدعم السريع في نصب كمين لمتحرك للجيش في بحري كما تم استدراجهم بذكاء من قبل قادة الجيش إلى مذبحة لقواتهم قرب منطقة الباقير. بعدها هدأت المعارك تماما ولأكثر من شهر في كل المحاور عدا العمليات الخاصة التي يقوم بها الجيش وذلك حتى بدأت قوات الدعم السريع هجمات مكثفة في موجات شرسة ومتتابعة نحو سلاح المدرعات. ورغم فشل الهجوم لثلاث أيام وليال في تحقيق أي تقدم داخل المدرعات ورغم الموت البشع والكثيف الذي يشبه موت الفراش الحائر في نيران منتصف الليل فقد استمر الهجوم على المدرعات بعد هدنة أحدثتها مفاجأة خروج الفريق أول عبدالفتاح البرهان من القيادة العامة.

حتى نهار هذا اليوم مازالت معارك المدرعات مستمرة بسبب الفزع القادم لقوات الدعم السريع من خارج السودان وخصوصا ليبيا يقوده أبناء الماهرية أخص الحلقات الأسرية حول قائد الدعم السريع حميدتي. لقد أمتدت المساحة التي تنتشر فيها جثث جنود الدعم السريع بصورة تذكرك بأفلام ومسلسلات الزومبي الأمريكية. وتجعلك تتساءل عمن يقودهم لهذه المحرقة باصرار عجيب وبأي خطاب يستطيع اقناعهم بالدخول في هذا الاستنزاف المحقق؟.

في الحقيقة فان نجاح الدعم السريع (اذا حدث) في الاستيلاء على المدرعات فسيحدث تغييرا نوعيا في المعارك الدائرة في الخرطوم وسيصعب مهمة الجيش في تطهيرها وانهاء التمرد. ولكن الخسائر التي يتعرض لها التمرد يوميا والاستنزاف المستمر يقلل من أهمية أي نصر قد يستطيعون تحقيقه. مما يعزز فرضية الايادي الأجنبية التي تدير هذه الحرب وتسعى للتدمير الممنهج للدعم السريع والجيش السوداني معا دون أي اهتمام بنتائج الحرب أو إطالتها لأكبر زمن ممكن.

فيما عدا ذلك فإن المعركة في ولاية الخرطوم كما هي بكل مؤشراتها التي تؤكد فقدان الدعم السريع (حتى الآن) لزمام المبادرة واستعداده بين بيوت المواطنين في وضعية الدفاع التي يمكن أن تقوم بتعطيل الجيش قبل الاجتياح النهائي وتطهير الخرطوم.

أسامة عيدروس
8 سبتمبر 2023م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان ومشهد اللا يقين

يشكل مستقبل السودان هاجسا لكل دول وشعوب جواره المباشر؛ نظرا لتأثيره الكبير على أوضاع داخلية هنا أو هناك، وربما هذا ما يفسر بيانات وزارت الخارجية الصادرة مؤخرا من كل من مصر والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت بشأن رفض تكوين حكومة ثانية في السودان، وكذلك التواصل الأخير بين تشاد وبور تسودان.

على الصعيد الدولي، السودان محل اهتمام وقلق، كانت آخر تجلياته جلسة مجلس الأمن الأخيرة وانخراط بريطانيا في الدعوة لمؤتمر دولي حول السودان في إبريل القادم بهدف وقف الحرب.

هنا يكون التساؤل المطروح هو، هل انتصارات الجيش الراهنة أو سيطرته المتوقعة على العاصمة الخرطوم، تؤسس لوقف الحرب والوصول إلى منصة تفاوض بدعم دولي، أم تؤسس لانقسام السودان بعد إعلان ميثاق “تأسيس” في نيروبي بين كيانات سياسية، ينتمي معظمها إلى دارفور برعاية الدعم السريع؟

آفاق العمليات العسكرية للجيش وامتدادها لدارفور من عدمه، ستحدد ملامح السودان القادم، والتي قد تكون مرتبطة بطبيعة قدرات الجيش المتبقية بعد معاركه في شرق ووسط وعاصمة البلاد، وموقفه من الاستمرار حتى تحرير دارفور في ضوء أمرين: الأول وساطة تركية مع دولة الإمارات، لم يعلن عن فحواها، ترجح أن يكون هناك اتفاق غير معلن بشأن توقف العمليات العسكرية للجيش بعد تحرير الخرطوم كاملة، أما الأمر الثاني، فهو سرديات حلفاء الجيش من المحسوبين على نظام الرئيس عمر البشير والمستدعاة حاليا بالاكتفاء بمثلث شرق ووسط وشمال السودان، والتخلي عن دارفور كما تم التخلي عن جنوب السودان، باعتبار هؤلاء هم الأغيار على المستوي العرقي.

في هذا السياق، فإن تحرير الخرطوم يعني البدء في تدشين معادلة السلطة وأطرافها في المرحلة القادمة، وهي مسألة محل صراع رغم زيادة وزن الجيش إلى حد كبير بعد انتصاراته الأخيرة، وهو الأمر الذي دفع قياداته إلى طرح تعديل الوثيقة الدستورية من جانب واحد، دون استبصار أن وجود الشريك السياسي للجيش والممثل الواقعي للقوى السياسية السودانية أمر مفصلي في صناعة استقرار مرحلة ما قبل الانتخابات.

قد تكون تقديرات الجيش في هذه الخطوة قد تأسست على عدد من العوامل الداخلية والخارجية، منها أن الطلب علي الأمن مقابل الحرب بات أولوية عند غالبية السودانيين، كما أن مخاوف المجتمع الدولي من انهيار السودان، قد باتت أولوية على ما عداها، وبالتالي، فالجيش قد يكون قادر في هذه المرحلة وحيدا، ودون شراكات سياسية على تمرير أطروحاته وتقديراته بشأن اليوم التالي للحرب، فضلا عن عدم اهتمام إدارة دونالد ترامب، حتى اللحظة بملف الحرب السودانية، وعدم تعيين مبعوث للإدارة الجديدة في السودان خلفا لتوم بيريليو، بما يعطي هامش حركة لبور تسودان، خصوصا مع التوجهات الجديدة نحو روسيا ومنحها منفذا بحريا على البحر الأحمر.

من هنا نستطيع أن نفهم دعم رمطان العمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لخطة الجيش، التي سبق وتم إعلان ملامح منها في كلمات الفريق عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال العامين الماضيين، بينما تم استكمال هذه الملامح بتعديل الوثيقة الدستورية من جانب واحد، على الرغم من طبيعتها البنيوية التعاقدية مع الأطراف المدنية، حيث تم تجريم معظم الفاعلين السياسيين المدنيين، خصوصا المشاركين في حكومة د. عبد لله حمدوك، الأمر الذي يوقع الجيش في مأزق ممتد مستقبلا.

حالة اللا يقين على المستويين العسكري والسياسي في السودان، خصوصا بشأن مستقبل التفاعل مع دارفور، وعملية الإحلال المحتملة لمعسكرات الدعم السريع في الخرطوم بفصائل مسلحة تحالفت مع الجيش، فضلا عن عدم وجود اتجاهات داخل الجيش لمصالحة وطنية شاملة حتى الآن، يجعل التطورات السودانية في معظمها، تتجه نحو استمرار الحرب مع إمكانية توسيع رقعتها الجغرافية، وتجذيرها للانقسام الاجتماعي وذلك في السياقات التالية:-

١- في حالة عجز المجهودات الإقليمية والدولية في تحجيم محاور دعم قوات الدعم السريع العربية والإفريقية ونجاح تأسيس إعلان هياكل الحكومة التنفيذية ووجود أطراف داعمة لها مستفيدة من موارد دارفور، فإن الحرب السودانية ستتوسع لتمتد إقليميا، حيث سوف يتمركز حميدتي وقواته في إقليم دارفور، بما يحمله ذلك من إمكانية إعلان انفصال من جانب واحد، وهو التطور الذي سوف ينتج تحالفات معادية له بالتعاون مع الجيش، بما يعني تحول إقليم دارفور إلى بؤرة صراع مسلح ممتد، كما سيفتح الباب أمام حميدتي على طلب دعم من ليبيا التي تملك حدودا مع السودان بطول ٤٠٠ كيلو مترا، وتتداخل مع قبائل جنوب ليبيا الزوي والمجبرة بعلاقات نسب ومصاهرة، حيث سبق وأن حدث تعاون عسكري بين حميدتي وحفتر في الصراعات الليبية، وهو تطور يعني مزيدا من الضغوط الأمنية على شرق وجنوب ليبيا التي تستضيف حاليا حوالي ربع مليون لاجئ سوداني. وفي السياق ذاته، فإن التداخل القبلي التشادي السوداني يبدو مؤثرا على التفاعلات داخل القصر الرئاسي التشادي، وطبيعة علاقته بالمعارضة التشادية المسلحة.

٢- في حالة اتجاه الجيش بعد تحرير الخرطوم نحو إعلان حكومة تسيير أعمال مع استبعاد الشركاء السياسيين، وعدم الوقوف على مسافة واحدة من الأطراف، وكذلك تولي الفريق البرهان السلطة في المرحلة الانتقالية، فإن ذلك سوف ينتج تململا سياسيا داخليا، من المرجح أن يتم الاستفادة منه إقليميا لإضعاف الجيش.

عدم تكوين أطر تشريعية مناسبة منتجة لدستور ونظم إاتخابية متوافق عليها، فإنه من المرجح أن يقع الجيش في براثن المتحالفين معه في معاركه ضد الدعم السريع، أي أن يتم إعادة إنتاج الدعم السريع في الخرطوم، ولكن تحت رايات ومسميات أخرى، بما يهدد القوات المسلحة السودانية كمؤسسة.

٣- في حالة وجود إدراك مصري وعربي بضرورة الدفع نحو مصالحة وطنية شاملة في السودان كبديل عن حرب ممتدة، وانقسامات مستقبلية في السودان، فإنه من المطلوب تبني برنامج محدد يتضمن النقاط التالية:-

أن يكون الدعم للجيش مشروطا بتبني خيار المصالحة الوطنية الشاملة في السودان، وكذلك الضغط عليه في إطار الحلول التفاوضية بعد تحرير الخرطوم.

التحرك الدبلوماسي المصري والعربي على المستوى الدولي؛ لتجفيف منابع التسلح والدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع، تأسيسا على كونها قوة مسلحة، لم تستطع أن تقدم نموذجا، يمكن مساندته عبر ممارستها لانتهاكات واسعة النطاق ضد المدنيين، بما تضمنته من اغتصاب للنساء .
دعم عملية بلورة لمعادلات سياسية لليوم التالي للحرب بمشاركة الجميع، عبر تبني الحوارات السودانية الداخلية وتوفير المنصات المطلوبة لها، والدعم السياسي لهذه العملية المنتجة لفترة انتقالية متوافق عليها، بما يشمله ذلك من الدفع لاتفاق على نظام سياسي مناسب للمكونات السودانية، وحالة ضعف الأحزاب وانقساماتها.
الدفع نحو عملية انتخابية واضحة الإجراءات، من حيث عدالة البيئة الانتخابية، وموائمة النظام السياسي لعمليات التمثيل السياسي والعرقي والجندري بالسودان.
الدفع نحو تدشين التوافق المدني والعسكري عبر تقديم الخبرات والدعم الفني، فيما يخص العلاقات المدنية العسكرية حول العالم ومساراتها الحديثة، بما يتضمنه ذلك من توافق وطني بشأن آليات تأسيس جيش قومي، وطبيعة صلاحيات الجيش في الفترة الانتقالية، وما بعدها، وعمليات الإدماج والتسريح، وأجندتها الزمنية، وكذلك تغيير نظام التجنيد؛ ليكون إجباريا، فيتم تمثيل الشعب السوداني على نحو واقعي.
وفي الأخير، الانشغال أو التقاعس عن تقديم هذه المجهودات المستمرة؛ للحفاظ على وجود دولة السودان على كامل ترابها الوطني، يعد مجازفة كبرى بالأمن القومي المصري، خصوصا والأمن الإقليمي عموما.

نقلا عن مصر 360  

مقالات مشابهة

  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
  • مناوي: قائد الدعم السريع هدد بإحراق الخرطوم قبل اندلاع الحرب
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • شاهد بالفيديو.. اللاعب علاء الدين طيارة ينبه جنود الدعم السريع لمواعيد تحرك الجيش والأوقات التي يكثف فيها هجماته في رمضان وساخرون: (انت بعد الحرب تنتهي مفروض يربطوك في سوخوي وتموت خلعة بس)
  • قاعة الامتحانات الكُبرى بجامعة الخرطوم بين إعمار البروفيسور أليك بوتَّر وتدمير قوات الدعم السريع
  • إعلام سوداني: طائرات الجيش استهدفت ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني يتقدم في الخرطوم ويقترب من قوات المدرعات
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
  • طائرات الجيش السوداني تستهدف ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
  • السودان ومشهد اللا يقين