أفضل الذكر بالترتيب.. معناه وكيفيته وهل يجوز بالسبحة؟
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
يتساءل الكثيرون عن أفضل الذكر بالترتيب، خاصة في ساعة الثلث الأخير من الليل، حيث يبادر البعض إلى إحسان العبادة وقيام الليل لعلهم يدركون ثمرة هذا الوقت المعروف بموعد النزول الإلهي، لذا نرصد في التقرير التالي أفضل الذكر بالترتيب.
أفضل الذكر بالترتيبوبحسب دار الإفتاء فإن الذكر هو ما يجري على اللسان والقلب، فإن أريد به ذكر الله تعالى يكون المقصود به هو التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن إلى غير ذلك، والذكر حقيقة يكون باللسان، وهذا يثاب عليه صاحبه، فإذا أضيف إليه الذكر بالقلب كان أكمل الذكر، أما الذكر بالقلب: هو التفكر في أدلة الذات والصفات والتكاليف وفي أسرار المخلوقات إلى غير ذلك.
وفي فضل الذكر قد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل الذكر ومجالسه وأهله، ولكننا لا نتعرض إلا للقدر المطلوب في الفتوى وهو مدى اشتراط الطهارة من الحدث الأصغر بالوضوء للذكر ومجلسه فنقول: إنه قد ورد عن المهاجر بن قنفذ أنه سلَّم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه حتى فرغ من وضوئه، فرد عليه وقال: «إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِي أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلَّا أَنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ»، رواه أحمد وابن ماجه وأخرجه أبو داود والنسائي.
كما نقول إنه ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الله على كل أحيانه. رواه الخمسة إلا النسائي.
كما أكدت دار الإفتاء أن اشتراط الوضوء للذكر غير صحيح، ويجوز شرعًا لمن اشترطه لنفسه أن يذكر الله تعالى في جميع أحيانه متوضئًا أو على غير وضوء إلا في الأحوال المستثناة سابقًا، ولا يجوز شرعًا اشتراط الوضوء على الناس للذكر؛ لأن هذا الاشتراط يكون تشريعًا لم يقل به الشارع. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
يشعرك بلذة الصلاة.. علي جمعة يكشف كيف نصل لـ الخشوع في الذكر عجائب كثرة الذكر.. 10 أمور فيها ثواب عظيم أفضل الذكر بالليل القرآن أم الصلاة؟يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر في أفضل الذكر بالليل القرآن أم الصلاة، حيث ما يجد العابد قلبه، فهناك ناس تجد قلبها في الذكر، وهناك ناس تجد قلبها في الصلاة على النبي ﷺ ، وهناك ناس تجد قلبها في الذكر بتلاوة القرآن، وهناك ناس تجد قلبها في الاستغفار ... وهكذا ، فماذا أختار؟، أختار ما أجد فيه قلبي فإن الأمر أمر عبادة، نريد فيه أن نتقرب إلى الله، وهذه أرزاق فهناك من يجد قلبه في القيام، وأخر يجد قلبه في الركوع فيُطيل الركوع، وغيره يجد قلبه في السجود، ومن يجد نفسه في الصيام وكل ما يصوم يخشع، والثاني كل ما يصلي يخشع، والثالث كل ما يذكر يخشع، والرابع كل ما يتصدق يخشع، فالإنسان عليه أن يعامل ربه بما أقامه فيه لأنها أرزاق، فربنا مقسّم الأرزاق، فليس هناك تفاضل في الحقيقة، إنما هي حالات كل واحد بالحالة التي أقامه الله فيها.
ما حكم استعمال السبحة في الذكر؟تقول دار الإفتاء المصرية في جواب سائل يقول: ما حكم استعمال السبحة في الذكر؟، إن التسبيح بالسبحة جائزٌ، بل ومندوبٌ إليه شرعًا؛ لأنه وسيلةٌ إلى ذكر الله تعالى، والوسائل لها أحكام المقاصد؛ فوسيلة المندوب مندوبة، وقد أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وورد عن الصحابة والتابعين من غير نكير، ولا عبرة بمن يدَّعي بِدْعِيَّتَهُ، ولا ينبغي الالتفات إلى هذه الأقوال التي لا سند لها من عقلٍ أو نقل.
كيفية الذكرويأتي الذكر على ثلاثة أشكال ويتحقق بها:
1. ذكر القلب: ويتضح بالخضوع لله سبحانه، والاعتقاد بوحدانية، واستحقاقه للعبادة، واليقين بكمال صفاته وجلال أسمائه - جل وعلا-، ويكون بالاستسلام له في سائر الشؤون، وصدق التوكل عليه، والخوف منه، ورجائه.
2. ذكر الجوارح: ويظهر في الامتثال بطاعة الله سبحانه، والانتهاء عن نواهيه، وحفظ السمع والبصر عمّا حرّم، والغضب عند انتهاك حرماته، والانشغال عمومًا بعبوديّته تعالى.
3. ذكر اللسان: ويكمن بتلاوة القرآن الكريم ودوام شكره والثناء عليه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإفشاء السلام، وتعليم الجاهل والإصلاح بين الناس، وغير ذلك من الأعمال الصالحة التي تُؤدى باللسان.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكر أفضل الذكر فضل الذكر فی الذکر ذکر الله
إقرأ أيضاً:
الأزهري يُحيي روحاً أصيلة
تحية تقدير وإعزاز للعالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، على تدشين مبادرة «عودة الكتاتيب» والتي تأتي ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، فالكتاتيب المصرية كان لها دور ريادي في تنشئة أجيال عظيمة على قيم القرآن الكريم ومبادئ الإسلام السمحة وخرج من الكتاتيب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فتركوا بصمات لا تمحى وخلد التاريخ أسماءهم.
نعم يا معالي الوزير صدقت فعودة الكتاتيب للقرى والنجوع خطوة مهمة لإحياء روح أصيلة في تاريخ مصر، فالكتاتيب تبني الشخصية على أسس راسخة من الأخلاق الرفيعة، والفهم العميق لمعاني الدين، والانتماء الصادق للوطن، وهي بالفعل مصابيح تنير طريق أبنائنا في مواجهة الفكر المتطرف والتحديات الفكرية.
في مصر اختفت الكتاتيب وحل محلها «الحضانات» التي بالكاد تعلم الأطفال الحروف والأرقام، ويعتبرها الغالبية العظمى من السيدات العاملات أماكن ترفيهية يضعن بها أطفالهن حتى يعدن من العمل، أما الكتاتيب فكانت مؤسّسات تعليمية ومنارات تخرَّج في جنباتها آلافًا حفظوا القرآن الكريم، وتعلَّموا قواعد القراءة والكتابة، وتربَّوا على المبادئ والأخلاق الحميدة، ثم أصبحوا بعد ذلك قادة، ومنابر، وأصحاب فكر في المجتمع، يُشار إليهم بالبنان في قراءة القرآن بجميع رواياته، وفي مجالات العلوم المختلفة.
وكانت الكتاتيب المصرية دائماً مصنع العظماء من رجال الدين والأدب والشعر وكبار المفكرين والعلماء، لذا اعتمد محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة على خريجي الكتاتيب في تأسيس المعاهد الأزهرية وحقق من خلالهم نهضة تعليمية شاملة، ومن أبرز خريجي الكتاتيب المصرية المفكر والمترجم رفاعة الطهطاوي والأديب طه حسين.
ويشهد التاريخ أن الفضل يرجع للكتاتيب المصرية في الحفاظ على اللغة العربية في مصر إبان فترة الاحتلال البريطاني (1882- 1954)، فكانت الكتاتيب حافظة لهوية مصر العربية وسبباً لاعتزاز المصريين بعدم تأثر لغتهم العربية بلغة المحتل الأجنبي.
نعم يا معالي وزير الأوقاف ما أحوجنا اليوم إلى كتاتيب الأمس ولكن بتكنولوجيا اليوم، كتاتيب عصرية تتولى تحفيظ القرآن وتعليم اللغة العربية وتغرس الوعي والانتماء في نفوس أبنائنا، وهو الغرس الأهم الآن في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الوطن، فعلينا جميعًا أن نعي ما يدور وما يحاك من مخططات، فالوعي هو السبيل الأهم للحفاظ على الوطن، وبالوعي نعزز الترابط والتماسك، ونوحد الصفوف والجهود فنصبح جبهة داخلية قوية تذود عن الوطن وتدعم جيشنا العظيم.
وفقكم الله لخدمة وطننا العزيز .. وحفظ الله مصر من كل سوء
[email protected]