الازدحامات تخنق شارع البديع والتطوير نهاية 2023

يترقّب أهالي مناطق وقرى شارع البديع ومدينة سلمان إنجاز مشروع تطوير شارع البديع، وهو المطلب الذي يمتدّ لأكثر من 15 سنة، وسط كثافة سكانية متنامية في مناطق وقرى الشارع وتأسيس مدينة جديدة هي «مدينة سلمان»، إذ يُعد شارع البديع طريقًا رئيسًا يصل إليها بشكل مباشر. وخلال السنوات المنصرمة، تضاعفت الشكاوى من الازدحامات الكبيرة التي تخنق الشارع في أوقات الذورة.

وعمليًا، قامت «الأيام» بتجارب لقطع الشارع الذي يمتد على طول 13 كيلومترًا من شارع الشيخ حمد بالنعيم إلى ساحل البديع في أوقات مختلفة، إذ بلغ متوسط قطع الشارع في الأوقات «الهادئة جدًا» - التي تمتدّ بين منتصف الليل إلى الفجر - حوالي 12 دقيقة فقط، في حين وصل المتوسط في أوقات الازدحامات المتوسطة إلى 18 دقيقة، في حين تفاوتت في أوقات الذورة بين 45 إلى 60 دقيقة، لا سيما في أوقات الصباح بين الساعة السابعة إلى التاسعة، وأوقات المساء بين الخامسة إلى السابعة. أكثر من 15 الف سجل تجاري تقع على الشارع ومحيطه وداخل القرى الـ22 الممتدة على طوله، وذلك بحسب تقديرات بعض المتابعين للشأن الاقتصادي، وما زالت المحال التجارية تُفتتح على طول الشارع بلا توقّف وبوتيرة عالية، ما يجعل الشارع مقصدًا تجاريًا وسياحيًا جاذبًا، بالإضافة إلى توسّع عمراني كبير في محيط القرى التي اشتبكت مع بعضها بعضًا، إلا أن الشارع منذ أكثر من 30 سنة لم يتغيّر فيه إلا الشيء اليسير والذي لا يتواءم مع القفزات العمرانية الكبيرة. ويشكل شارع البديع عصب الحياة الرئيس لـ22 قرية هي: البديع، الدراز، بني جمرة، المرخ، سار، باربار، مقابة، جنوسان، الشاخورة، أبوصيبع، كرانة، الحجر، القدم، المقشع، جدحفص، جدالحاج، السنابس، الديه، البرهامة، النعيم، جبلة حبشي، عين الدار، إضافة لمدينة سلمان، والتي يربط بينها وبين شارع البديع شارع مباشر، بالإضافة إلى قرى ومناطق في محيط الشارع من أبرزها الجنبية، السهلة الشمالية، أبوقوة، القرية، مدينة سلمان. ولوحظ أن معظم الزحام المروري الذي يشهده الشارع في المسافة الواقعة بين منطقة البديع ومنطقة القدم، إذ إن السرعة المسموح بها في الشارع 70 كلم وتبلغ المسافة حوالي 7 كيلومترات ونصف فقط. ويجدر القول إن كثافة الازدحامات المرورية تصاعدت بشكل ملحوظ بعد أن تم افتتاح مدينة سلمان في عام 2018.

سوّاق: وضع الازدحامات في الشارع لا يُحتمل ويعطّل مصالحنا
أكد سوّاق من مناطق تقع على شارع البديع أن وضع الازدحامات في الشارع أصبح لا يُطاق، خصوصًا في أوقات الذروة، إذ يعطّل مصالحهم. وقال سيد أحمد كاظم - سائق حافلة لتوصيل الطلاب - إن الازحام المروري الخانق في شارع البديع أصبح لا يطاق، خاصة في الفترتين الصباحية والمسائية واللتين تُعدان وقت الذروة بسبب ذهاب ورجوع قاطني القرى المطلّة على ضفتي الشارع للمدارس والوظائف. وأكد كاظم أن فترات الوقوف في هذه الأوقات تصل إلى قرابة الساعة والنصف الكاملة بسبب الزحام المروري الخانق، خاصةً بين دوار منطقة جنوسان ودوار منطقة كرانة، ما يجعل بعض مرتادي الطريق للاتخاذ شوارع داخلية أخرى، كشارع النخيل، هربًا من دقائق الانتظار التي قد تتسبّب لهم بالحرج مع جهات عملهم. وأضاف كاظم أنه لكونه ملتزمًا بتوصيل الطلبة على الوقت المحدد، فهو مضطر لأن يقوم ببدء جولته في تمام الساعة 5:50 صباحًا كي يتمكن بالوصول تزامنًا مع بدء الطابور الصباحي. وشكا كاظم تعرضه للعديد من المواقف المحرجة مع أولياء الأمور وادارات المدارس بسبب بعض الأحيان التي يتأخر فيها، وأكد أن مهمة استلام وتسليم الطلبة عبر قرى شارع البديع من المهام التي تُعد متعبةً بسبب كل الزحام الموجود، داعيًا الجهات المختصة إلى أن تعمل على الإسراع في توسعة الشارع وافتتاح الشارع المؤدي من مدينة سلمان الى المحرق، والذي سيسهم في تخفيف الضغط على شارع البديع. في ذات السياق، قال المواطن شبر علوي إن الكثافة السكانية التي تشهدها قرى شارع البديع هي السبب في تزايد هذا الزحام الخانق في أوقات الذروة، كما أن الوقوف لفترات طويلة في الزحام المروري تسبب له بالعديد من المشاكل، خاصةً مع الجهة التي يعمل فيها، مؤكدًا أن هناك العديد من الأشخاص ممن يلجأون لمخالفة قوانين السير هربًا من الزحام المروري، كالخروج على الطريق الرملي أو المشي بعكس اتجاه السير، وهذا يتسبب بالمزيد من الزحام كما يشكل خطرًا على سلامة مرتادي الطريق. وأضاف علوي ان انشاء كوبري وتوسعة شارع البديع لثلاث مسارات إضافة لتشديد قوانين الحصول على رخصة السياقة بالنسبة للأجانب من غير المستحقين هي الحلول الأمثل للتخفيف من الزحام في شارع البديع.
الشويخ: تخصيص 30 مليونًا لمشروع التطوير في الميزانية

قال د.مهدي الشويخ النائب الممثل عن الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية لـ«الأيام» إنه يتابع من كثب مشروع تطوير شارع البديع وضرورة تسريع إنجازه، إذ بادر بمجرد وصوله إلى مجلس النواب إلى تحريك أدواته الرقابية في هذا الشأن، ومنها تقديم سؤال نيابي. وذكر الشويخ أن مشروع تطوير شارع البديع مدرج ضمن مشاريع الميزانية العامة للدولة الحالية لعامي 2023 و 2024، إذ تم تخصيص مبلغ 30 مليون دينار لصالح تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع. وقال الشويخ إن مذكرة تسلمها من وزارة الأشغال تفيد بالانتهاء من إعداد التصاميم التفصيلية، ومن المؤمل البدء في تنفيذها خلال الربع الرابع من العام الجاري 2023، مبينة أنه وفقًا للدراسة المرورية التي أجريت على شارع البديع، قامت الوزارة بإعداد مخطط للاستفادة القصوى من حرم الشارع وتطويره في الجزء المحصور من تقاطعه مع شارع الشيخ خليفة بن سلمان شرقًا إلى تقاطعه مع شارع الجنبية غربًا ليتناسب مع حركة المرور الحالية والمستقبلية؛ لتكون مهيأة لاستيعاب الحركة المرورية لقاطني المنطقة ومرتاديها والحد من الاختناقات المرورية من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للشارع لتصل إلى 140 ألف مركبة في اليوم في كلا الاتجاهين. وشدد الشويخ على أنه لن يتردد في تفعيل الأدوات الدستورية اللازمة، فمناطق قرى شارع البديع مكتظة بالسكان، ولا يمكن تجاهل الازدحامات المرورية في شارع مهم كشارع البديع الحيوي، الذي ترتاده الآلاف من السيارات في كل ساعة. وأضاف: «سبق أن حذرنا من تبعات استمرار التجاهل لهذا الشارع المهم والحيوي، ما يعرض مرتاديه إلى التأخير اليومي عن العمل، ويؤدي إلى تعطل مصالح الناس بشكل عام وأصحاب الأعمال بشكل خاص، وبالتالي يؤثر على الوضع الاقتصادي نتيجة الوقت المهدر الذي يمضيه الموظف السائق عالقًا في الازدحام». وأوضح الشويخ أنه لا يمكن الخروج من مشكلة الازدحامات إلا بإنشاء نفق في منطقة القدم أو جسر علوي رفيع باتجاه السيف، ما سيشكل خطوة نوعية في حل الازدحامات المرورية. وأكد ضرورة استحداث طرق سريعة بالمنطقة الشمالية من قرى شارع النخيل، وتكون امتدادًا الى مدينة سلمان، وتوصيلها بمداخل القرى.
الدوسري: أقترح جسور مشاة ضمن خطّة التطوير

في ذات السياق، قال محمد سعد الدوسري ممثل الدائرة الثالثة بمجلس الشمالية البلدي إن خطة تطوير شارع البديع - حسب ما لديهم من معلومات - ستبدأ من تقاطع مدينة سلمان وصولا لكوبري دوار عبدالكريم، إضافة لإزالة دوارات شارع البديع الأربعة واستبدالها بإشارات ضوئية؛ لتخفيف الزحام المروري وتسهيل حركة التنقل. وأضاف الدوسري أن هناك العديد من المشاريع الواعدة حسب خطة 2030 التي ستمسّ شارع البديع وتؤثر عليه كمشروع ميترو البحرين، كما ان وجود العديد من البنوك والمحال التجارية يؤثر بشكل إيجابي على تطور شارع البديع، خاصة في ظل المداخل المهمة التي تغذي القرى على ضفتي شارع البديع، وبيّن أنه في حال افتتاح كوبري مدينة سلمان الذي يربط المنطقة بمحافظة المحرق سيحدث ذلك فارقًا كبيرًا أيضًا. وطالب الدوسري وزارة الأشغال بالنظر في استبدال المرتفعات بشارع البديع، والتي تسببت بالحوادث والعديد من حالات الوفاة، وعمل جسور للمشاة للحفاظ على أرواح الناس، كما أكد أنها ستوفر ممرًا آمنًا لذوي الهمم أيضًا.
أبوإدريس: 80 ألف سيارة يوميًا طاقة الشارع حاليًا

من جانبه، قال باسم أبوإدريس عضو مجلس الشمالية البلدي وممثل الدائرة الثانية إن وزارة الأشغال والتخطيط العمراني انتهت من الرسومات النهائية لأعمال تطوير شارع البديع، وإنها ستباشر العمل مطلع العام المقبل. وأوضح أبوإدريس انه سيتم إزالة الدوارات الأربعة الرئيسة (الدراز، سار، أبوصيبع، الشاخورة)، وسيتحوّل إلى تقاطعات تُدار بالإشارات المرورية، وذلك في خطة من أجل تحسين وضع الشارع العام، إذ سيشتمل على 3 مسارات لكل شارع ليصبح استيعاب الشارع 140 ألف سيارة عوضًا عن 80 ألف سيارة في الوقت الراهن، كما يشمل المشروع طرقًا خدمية على الجانبين تخدم المحال التجارية. وفيما يخص مدة العمل والانتهاء من هذا المشروع، ذكر أبوإدريس إن المشروع سينتهي قبل دوار القدم في مرحلة أولى، والذي سيغير مداخل ومخارج قرى شارع البديع بشكل يتناسب مع التصاميم التي صممتها وزارة الأشغال. مضيفًا أنه من المتوقع في المرحلة الثانية أن يبدأ العمل على جسور علوية متصلة بشارع الشيخ خليفة بن سلمان. وتقدم أبوإدريس بالشكر لوزير الأشغال والتخطيط العمراني، وجميع الكوادر العاملة في الوزارة.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية