أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، انتهاء العمليات العسكرية الأساسية في دير الزور، وذلك بعد مواجهات استمرت لأيام مع مقاتلي العشائر العربية في المنطقة.

وقال بيان "قسد" الجمعة، إن العملية استهدفت بدرجة أساسية خلايا تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، متهما الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري "بتوجيه الأحداث لمنحى آخر".

وأضاف البيان أن النظام السوري أدخل عناصر مسلحة إلى قرى دير الزور من الضفة الغربية لنهر الفرات ودمجها مع خلايا مسلحة تابعة له تحت مسمى "جيش العشائر".

وأشارت "قسد" إلى أن قواتها "لم تستخدم الحزم والعنف خلال سير العملية في أيامها الأولى"، إلا أن "عناصر مسلحة تمادت واعتدت على المؤسسات الخدمية مما شكل خطرا على الأهالي"، مضيفة أنها تدخلت بناء على مناشدة من الأهالي من أجل "إنهاء حالة الفوضى وتخريب المؤسسات".

واتهم البيان النظامين السوري والتركي "بخلق فتنة في سوريا" و"إعطاء أبعاد خطيرة للأحداث، وخاصة في منطقة دير الزور".

https://www.facebook.com/QSDMEDIA/posts/pfbid07AYzFe32evXjqiKkRMt7U6CXsDjyQbcXXj1YYw6EGAUxJsPp8C8zPNEVWz6q4DX7l

اقرأ أيضاً

ماذا لو هُزمت العشائر العربية في دير الزور؟

ولم تعترف "قسد" بأنها واجهت مقاتلين من أبناء المنطقة الذين قال قائدها مظلوم عبدي، إن لديهم مطالب "مشروعة"، وتعهّد بتلبيتها وتصحيح "الأخطاء" التي ارتُكبت من قبل إدارته.

ولفت البيان إلى أن المواجهات والتوترات اندلعت في 5 قرى فقط، من أصل 125 قرية خاضعة لسيطرة "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد"، وأسفرت عن مقتل 25 من عناصرها و29 مسلحا و9 مدنيين.

وجاء البيان بعد ساعات من ورود أنباء عن توصل العشائر العربية في ريف دير الزور إلى اتفاق مع "قسد"، يقضي بتسليم الأخيرة الآليات التي استولى عليها مقاتلو العشائر ودخول "قسد" المناطق التي خرجت عن سيطرتها خلال الأيام الماضية "من دون قتال".

وحسب شبكة "فرات بوست" (محلية)، فإن العشائر سلّمت "قسد" دفعة من الآليات العسكرية التي استولى عليها المقاتلون خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن الاتفاق أفضى إلى دخول "قسد" إلى قرى الريف الشرقي "تباعاً دون قتال ضمن شروط صارمة بعدم التعرض للمدنيين والممتلكات الخاصة".

ومحافظة دير الزور الحدودية مع العراق ذات غالبية عربية يوجد فيها عشرات العشائر والقبائل العربية، وهذه المدينة منقسمة السيطرة منذ بداية الحرب السورية 2011، حيث تبسط قوات "قسد" وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن السيطرة على الضفة الشرقية للفرات، بينما تسيطر قوات الحكومة السورية التي تساندها فصائل موالية لطهران على الضفة الغربية.

اقرأ أيضاً

أردوغان عن اشتباكات دير الزور: العشائر العربية صاحبة الأرض وقسد إرهابية

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قسد سوريا الديموقراطية العشائر العربية دير الزور العشائر العربیة دیر الزور

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد اتفاق الرئيس السوري وقائد قسد؟

دمشق- في تطور لافت على الساحة السورية، أُعلن عن اتفاق بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، بهدف دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة.

هذا الاتفاق، الذي تم تسريبه إلى وسائل الإعلام قبل أن يصبح معلنا بشكل رسمي، أثار ردود فعل واسعة بين المسؤولين والسكان المحليين، وسط تطلعات لتنفيذه وفق آليات محددة.

وتعليقا عليه، قال غسان السيد أحمد، محافظ دير الزور، للجزيرة نت، إن تنفيذه سيتم عبر تشكيل لجنة مركزية تشرف على لجان فرعية تخصصية في مختلف المجالات، بما فيها الأمن، والعسكر، والصحة، والتربية، وغيرها من القطاعات، على أن يتم تشكيل هذه اللجان سريعا لمباشرة مهامها حتى نهاية العام الجاري، كما نص عليه الاتفاق بين الشرع وعبدي.

توقيع اتفاق يقضي باندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم#رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/SCSgFkN9YK

— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@G_CSyria) March 10, 2025

أهمية كبرى

وأكد السيد أحمد أن الوضع الراهن سيبقى كما هو عليه حتى تشكيل اللجان واستلامها مهامها، محذرا "أهالي دير الزور، لا سيما العسكريين، من التوجه إلى مناطق سيطرة قسد، ما قد يعرضهم للاعتقال"، مستشهدا بحادثة سابقة جرت في الأيام الماضية.

إعلان

وأشار المحافظ إلى أن هذا الاتفاق يحمل أهمية كبرى، ليس فقط في كونه إنجازا يوحد سوريا، بل أيضا لأنه "يعيد المكون الكردي إلى دوره الطبيعي في عملية البناء الوطني، باعتباره مكونا أصيلا تربطه بالمجتمع السوري علاقات محبة ومودة، إضافة إلى عوامل الجغرافيا والتاريخ المشترك".

ووفقا له، يتضمن الاتفاق بندا يتعلق بإطلاق سراح بعض المعتقلين من الطرفين قبل نهاية شهر رمضان، وفق ما تم إبلاغهم به من القيادة السياسية في دمشق.

أما فيما يخص الثروات النفطية، فقد أوضح السيد أحمد أن الاتفاق ينص على استمرار توريد المشتقات النفطية من منطقة الجزيرة، الخاضعة لسيطرة قسد، إلى منطقة الشامية، الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، حتى تقدم اللجان المتخصصة رؤية جديدة بشأن آليات الدمج مع الحكومة السورية.

تفاؤل وترقب

من جهته، قال أحمد الهجر، مدير مكتب الشؤون السياسية لمحافظات دير الزور والرقة والحسكة، للجزيرة نت، إن اجتماعا عُقد بين الرئيس السوري وقائد قسد أسفر عن الاتفاق على 8 بنود أساسية.

وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد عمل لجنة مكلفة بمتابعة تنفيذ البنود، مكونة من 5 أعضاء من جانب الحكومة السورية، ومن المتوقع أن تشكل قسد لجنة مماثلة بهدف تنفيذ البنود واستلام مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها ضمن وزارة الدفاع السورية.

وحسب الهجر، يمثل هذا الاتفاق تأكيدا على وحدة الأراضي السورية، مشيرا إلى أن المعلومات المتوفرة لدى مكتب الشؤون السياسية تفيد بأن اللجنة المكلفة ستباشر مهامها رسميا قريبا.

على المستوى الشعبي، قوبل الإعلان عن الاتفاق بمزيج من التفاؤل والترقب، حيث خرج الأهالي إلى الشوارع للاحتفال، وقال محمد العبود وهو أحد سكان منطقة الشعيطات بريف دير الزور الشرقي، للجزيرة نت، إن سكان المنطقة أطلقوا العيارات النارية ابتهاجا بعودة سوريا موحدة.

إعلان

أما جاسم العيسى، من أهالي قرية الباغوز، فقد صرح للجزيرة نت بأن الأمور تسير وفق المتوقع، حيث من المنتظر أن تستعيد دمشق سيادتها على جميع الأراضي السورية، "ما سيضع حدا للفساد والرشاوي والتسلط الذي تمارسه بعض مؤسسات قسد على المدنيين".

مرحلة حساسة

في المقابل، أفاد جميل العبار، من أهالي مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، للجزيرة نت، بأن قوات قسد باشرت حملة اعتقالات في المنطقة مع تكثيف الحواجز الأمنية وشن مداهمات، بعد عبور عناصر من الحكومة السورية إلى منطقة الشعيطات.

بدوره، قال إسماعيل المناور، من أهالي قرية الدحلة، للجزيرة نت، إن الاتفاق جاء في مرحلة حساسة تمر بها سوريا، خاصة في ظل الأحداث الساخنة التي يشهدها الساحل، لكنه انتقد الجدول الزمني لتنفيذه، معتبرا أن انتظار اللجنة حتى نهاية عام 2025 هو وقت طويل، "لا سيما في دير الزور ذات الطابع العربي، حيث لا تحظى قسد بحاضنة شعبية قوية كما هو الحال في الحسكة، التي تضم عدة قوميات".

منطقة ريف دير الزور الشرقي الواقعة تحت سيطرة قوات قسد (الجزيرة)

في سياق متصل، قال عبد الرحمن الرمضان، من أهالي قرية محيميدة بريف دير الزور الغربي، للجزيرة نت، إن قسد نفذت حملات اعتقال استهدفت عددا من السكان بسبب رفعهم علم الثورة، وآخرين بسبب منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي التي عبروا فيها عن فرحتهم بالاتفاق، "ما أثار ضبابية حول موقف بعض الأجهزة الأمنية التابعة لقسد، خاصة جهاز مكافحة الإرهاب والمخدرات، الذي تدخل رغم أنها ليست من اختصاصه".

في غضون ذلك، كشف مصدر مقرب من قسد -رفض الكشف عن هويته للجزيرة نت- عن وجود أحاديث داخلية بين قياداتها تصف الاتفاق بأنه "غير منصف"، وأنها ترى أن قسد تسيطر على الخزان الاقتصادي لسوريا، بما يشمله من ثروات نفطية وزراعية وحيوانية، وهو ما يضعها في موقع قوة خلال أي مفاوضات مع الحكومة السورية.

إعلان

هذا، وحاولت الجزيرة نت الحصول على تصريح من مسؤول في قسد ولم تتم الاستجابة حتى كتابة التقرير.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد تعلن موعد انتهاء الموجة الحارة وسقوط أمطار خلال هذه الفترة
  • الأرصاد تعلن موعد انتهاء الموجة الحارة وتحذر من تخفيف الملابس
  • ماذا بعد اتفاق الرئيس السوري وقائد قسد؟
  • الشرطة العسكرية تنتشر في طرقات ومداخل بانياس لتعزيز الأمن والاستقرار في المدينة
  • تركيا تواصل عملياتها العسكرية وتعلن مقتل 24 مسلحا كرديا في شمال العراق وسوريا
  • أجواء الأمن والاستقرار تخيم على مدينة جبلة باللاذقية بعد انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام البائد
  • مارت رمضان ديمير يتعاقد على عدد من الإعلانات.. ويستعد للخدمة العسكرية بعد انتهاء طائر الرفراف
  • الحياة تعود إلى طبيعتها في ريف اللاذقية بعد انتهاء العملية العسكرية ضد فلول النظام البائد وانتشار قوى الأمن العام
  • بعد انتهاء المرحلة الأولى من أعمال الترميم.. إقامة أول صلاة تراويح في الجامع الأموي الكبير بحلب
  • التربية تعلن انتهاء الاِمتحانات النّصفية لـ«سنوات النّقل»