يشهد العالم في الآونة الأخيرة تطورًا مستمرًا في النمط الاقتصادي نحو الاقتصاد الاستهلاكي، الذي يركز على زيادة استهلاك السلع والخدمات من أجل تحقيق النمو الاقتصادي، وقد أدى هذا التطور إلى العديد من التأثيرات المتعددة على الاقتصاد والبيئة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

من المهم إدراك أن الاقتصاد الاستهلاكي يمكن أن يحقق العديد من الفوائد الاقتصادية، لكنه أيضًا يتسبب في العديد من المشكلات البيئية، ومن أجل تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الإنسان والمحافظة على موارد الأرض، وتبذل الحكومة المصرية جهودًا مشتركة للتشجيع على الاستهلاك المستدام وتطوير تقنيات الإنتاج المستدام وزيادة الوعي البيئي.

وقال الرئيس الرئيس، إن أصعب ما يمر به أن يكون حجم المتاح أقل كثيرا مما هو مطلوب، وأضاف خلال افتتاح المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية 2023، إن بعض الدول استطاعت أن تسيطر على عملية النمو السكاني وتنظمه، بينما لم تستطع دول كثيرة فعل ذلك، وشدد على مقدرة مصر بمواردها المتاحة على أن تتعايش مع وضع يبلغ فيه عدد سكانها 105 مليون نسمة، إضافة إلى تسعة ملايين موجودين كضيوف على الدولة المصرية.

عوامل تؤثر على الاستهلاك

مستوى الدخل: هناك عدة عوامل كثيرة تؤثر على الاستهلاك منها مستوى الدخل، فإذا لم يتوفر للفرد أي دخل، فإنه سيضطر لإنفاق مدخراته أو الاستدانة من الآخرين لتلبية حاجاته الاستهلاكية، وبالتالي فكلما زاد الدخل زاد الاستهلاك، إلا أنه يمكن التحكم في الاستهلاك بسياسة الترشيد.

مستوى الأسعار: كما يعبر ارتفاع المستوى العام للأسعار بالتضخم، الذي يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للدخل، وبالتالي ينخفض الاستهلاك، فالدخل الذي يحقق لصاحبه شراء (100) سلعة مثلا، فبعد ارتفاع الأسعار لن يستطيع شراء نفس الكمية من السلع والخدمات، وبالتالي سوف ينخفض الاستهلاك.

سعر الفائدة: ومن العوامل التي تؤثر على الاستهلاك أيضا سعر الفائدة إذا ارتفع سعر الفائدة، فإن ذلك سوف يشجّع على الادخار، الأمر الذي يجعل الاستهلاك هو الضحية، حيث سيخفض الاستهلاك من كميات الشراء بهدف الادخار للحصول على عائد مرتفع.

التأثيرات الاقتصادية الإيجابية لـ الاقتصاد الاستهلاكي:

زيادة الإنتاج والنمو الاقتصادي: يؤدي الاستهلاك المتزايد إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي بدوره إلى زيادة الإنتاج والنمو الاقتصادي.

خلق فرص العمل: يؤدي زيادة الإنتاج إلى خلق فرص عمل جديدة في مختلف القطاعات الاقتصادية، مما يساهم في الحد من البطالة.

زيادة الإيرادات الحكومية: يؤدي زيادة الإنتاج إلى زيادة الإيرادات الحكومية من الضرائب، مما يساهم في تمويل المشروعات الحكومية والبرامج الاجتماعية.

التأثيرات الاقتصادية السلبية لـ الاقتصاد الاستهلاكي:

زيادة التضخم: يؤدي زيادة الطلب على السلع والخدمات إلى ارتفاع أسعارها، مما يؤدي إلى زيادة التضخم.

زيادة التفاوت في الدخل: يؤدي التركيز على استهلاك السلع والخدمات إلى زيادة التفاوت في الدخل، حيث يستفيد الأغنياء أكثر من الفقراء من هذا النمط الاقتصادي.

زيادة مخاطر الاضطرابات الاقتصادية: يؤدي الاعتماد المفرط على الاقتصاد الاستهلاكي إلى زيادة مخاطر الاضطرابات الاقتصادية، حيث يمكن أن يؤدي أي انخفاض في الطلب إلى ركود اقتصادي.


التأثيرات البيئية السلبية للاقتصاد الاستهلاكي:

استنزاف الموارد الطبيعية: يؤدي الاستهلاك المتزايد إلى استنزاف الموارد الطبيعية، حيث تتطلب المنتجات والخدمات المزيد من الموارد لتصنيعها واستخدامها.

تلوث البيئة: يؤدي الاستهلاك المتزايد إلى تلوث البيئة، حيث تنتج المنتجات والخدمات المزيد من النفايات والملوثات.

تغير المناخ: يساهم الاستهلاك المتزايد في تغير المناخ، حيث تساهم انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من المصانع والمركبات في ارتفاع درجات الحرارة.

النفايات: يولد زيادة الاستهلاك كميات كبيرة من النفايات، بما في ذلك المواد البلاستيكية التي تلوث البيئة بشكل كبير.
 

التوازن بين تلبية احتياجات الإنسان والمحافظة على موارد الأرض

في ظل التأثيرات المتعددة للاقتصاد الاستهلاكي على الاقتصاد والبيئة، تبذل الحكومة المصرية العديد من الجهود للتوازن بين تلبية احتياجات الإنسان والمحافظة على موارد الأرض، ومنها الآتي:

تشجيع الاستهلاك المستدام: تشجيع الحكومة والشركات على الاستهلاك المستدام، الذي يركز على اختيار المنتجات والخدمات التي تحافظ على الموارد الطبيعية وتقليل التلوث.

تطوير تقنيات الإنتاج المستدام: تطوير تقنيات الإنتاج المستدام، التي تساهم في تقليل استخدام الموارد الطبيعية والتلوث.

زيادة الوعي البيئي: زيادة الوعي البيئي لدى الأفراد والمجتمعات، من خلال التثقيف والتوعية حول أهمية المحافظة على البيئة.

ولمصر تجربة في استخدام الابتكارات والتقنيات المتطورة لدعم أهداف التنمية المستدامة، وجرى تصميم منصة شراكات التنمية المستدامة لتكن بمثابة قناة تواصل بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني بما يحقق تضافر المزيد من الجهود وتنسيقها للوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مصر بكافة محافظاتها، وتهدف المنصة إلى الرصد والتوثيق الفعال لكافة جهود التنمية على المستويين الوطني والمحلي، إضافة إلى إشراك الأطراف المعنية وشركاء التنمية في عملية صنع القرار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النمو الاقتصادي الاقتصاد البيئة الموارد الطبیعیة زیادة الإنتاج على الاستهلاک على الاقتصاد العدید من إلى زیادة

إقرأ أيضاً:

إيرباص تبدأ تعزيز اعتماد وقود الطيران المستدام في الشرق الأوسط

أعلنت شركة "إس إيه إف وان لإدارة الطاقة" (SAF One)، المطورة لحلول وقود الطيران المستدام، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة إيرباص للتعاون في تعزيز اعتماد وقود الطيران المستدام في قطاع الطيران.

وتهدف هذه الشراكة إلى دعم جهود خفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران من خلال زيادة استخدام وقود الطيران المستدام. وبموجب الاتفاقية، ستعمل الشركتان معاً على تعزيز تبني هذا الوقود في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى المستوى العالمي، وذلك من خلال إطلاق مجموعة من المبادرات التوعوية المتنوعة.

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال منير كزبري، المدير والشريك المؤسس لشركة "إس إيه إف وان": “يسعدنا التعاون مع إيرباص في دفع عجلة تبني وقود الطيران المستدام. من خلال هذه الشراكة، سنعمل مع شركات الطيران لتعزيز استخدام هذا الوقود، إضافةً إلى تسليط الضوء على مزايا الوقود المنتج من منشآت ’إس إيه إف وان‘. إن توحيد شبكاتنا وعلاقاتنا في قطاع الطيران سيمكننا من اتباع نهج متسق لتطوير السوق، ما سيساهم في تلبية الطلب المتزايد على وقود الطيران المستدام.”

من جانبه، قال ألكساندروس كوسماس، رئيس التعاون الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في إيرباص: "إن التعاون مع ’إس إيه إف وان‘ يعزز التزامنا بدعم إنتاج وقود الطيران المستدام لتلبية الطلب المتزايد في القطاع. يتطلب الارتقاء بمنظومة إنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام وجود تعاون وثيق  بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع، وتلعب الشراكات مثل هذه دوراً محورياً في توسيع نطاق الإنتاج وتوفير الوقود بالكميات التي تواكب احتياجات السوق بوقت أسرع".

تُعدّ المنطقة مركزاً عالمياً لقطاع الطيران، ما يمنحها إمكانات كبيرة في إنتاج وتبني وقود الطيران المستدام، مستفيدةً من موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة وقطاعها الجوي القوي. ومن خلال تعزيز الإنتاج المحلي ودعم سلسلة التوريد، يمكن للمنطقة أن تلعب دوراً رئيسياً في تلبية الطلب المتزايد على وقود الطيران المستدام، وتسريع التحول نحو مستقبل أكثر استدامة لقطاع الطيران.

مقالات مشابهة

  • «الشيوخ» يوصي بإنشاء صندوق لدعم الشركات الناشئة وتعزيز التمويل البديل والبيئة الاستثمارية
  • دراسة: الصيام المتقطع قد يؤدي للسكري
  • "العُمانية لنقل الكهرباء" تختتم حملة "ما وراء الصفر" لتعزيز الصحة والسلامة والبيئة
  • عضو اتحاد الصناعات: مصر حققت 44% زيادة في حجم الصادرات العام الماضي
  • نواب وأحزاب يشيدون بحزمة التسهيلات الجمركية: تعزز الاستثمار وتدعم النمو الاقتصادي
  • أستاذ اقتصاد: طاقات بشرية هائلة غير مستغلة في زيادة الناتج المحلي
  • إيرباص تبدأ تعزيز اعتماد وقود الطيران المستدام في الشرق الأوسط
  • الحرية المصري: موافقة الوزراء على التيسيرات الجمركية تدعم الاقتصاد الوطني
  • روبرت كينيدي الابن وزيرا للصحة في إدارة ترامب
  • مدبولي: استمعنا إلى مسئولي حقل ظهر وننتظر زيادة الإنتاج خلال الفترة المقبلة