«G20».. حشد الجهود العالمية لدعم العمل المناخي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةتشغل القضايا والملفات المعنية بالعمل المناخي الدولي حيزاً كبيراً في فعاليات القمة السنوية الـ18 لرؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين (G20) المنعقدة في العاصمة الهندية «نيودلهي» تحت شعار «أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد».
وتضع الهند قضية حشد التمويل للتخفيف من آثار تغير المناخ ضمن أولويات رئاستها لقمة مجموعة العشرين، إضافة إلى التركيز على النمو الاقتصادي العالمي، والغذاء، والطاقة.
ومن منطلق ثقلها الاقتصادي والسياسي، ودورها الفاعل والمؤثر في العمل المناخي الدولي، حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة على رأس قائمة الدول «ضيوف الشرف» المشاركة في فعاليات قمة مجموعة العشرين، ومن المقرر أن يتم طرح أولويات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» على مائدة قمة «G20»، وهو ما يمثل دعماً كبيراً لجهود الإمارات الرامية إلى تحقيق نتائج مهمة وبارزة خلال مؤتمر المناخ.
وشدد مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، والعضو المصري في الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية، الدكتور سمير طنطاوي، على أهمية طرح أولويات مؤتمر «كوب 28» ضمن فعاليات قمة مجموعة العشرين المنعقدة في الهند، واعتبرها خطوة ضرورية من أجل حشد الزخم اللازم لتقريب وجهات النظر المختلفة، فيما يخص أبرز القضايا والملفات المطروحة على جدول أعمال مؤتمر «كوب 28» الذي تستضيفه الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري.
وقال الخبير الأممي لـ «الاتحاد» إن رئاسة مؤتمر «كوب 28» تبذل جهوداً كبيرة لتنفيذ العديد من الإجراءات المهمة والمحورية، في إطار التنسيق الدولي المسبق، ويأتي طرح أولويات المؤتمر على مائدة قمة مجموعة العشرين ضمن هذه الإجراءات التي توفر دعماً كبيراً لفرص إنجاح المؤتمر، وخروجه بنتائج بارزة ومهمة، لا سيما أن قمة مجموعة العشرين لا تقتصر على الدول العشرين الكبرى فقط، وإنما تشمل العديد من دول العالم التي تمت دعوتها لحضور القمة، وبالأخص الدول الفاعلة في العمل المناخي الدولي، وفي مقدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف طنطاوي أن وجهات النظر الخاصة بالدول الأعضاء في قمة مجموعة العشرين والدول الأخرى المدعوة كضيوف شرف في القمة العالمية تمثل رؤى مهمة جداً ذات تأثير مادي ومعنوي في سير المفاوضات والمباحثات المتعلقة بالعمل المناخي التي تُجرى قبل وفي أثناء مؤتمر «كوب 28»، وعلى ضوء التوجهات والرؤى المختلفة التي تطرحها هذه الدول سيتم صياغة المخرجات النهائية لمؤتمر المناخ، ومن هنا تبرز أهمية طرح أولويات مؤتمر «كوب 28» خلال قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها الهند.
وسبق أن أكدت الإمارات والهند، في بيان مشترك صدر عقب لقاء بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في أبوظبي، خلال يوليو الماضي، على عزمهما المشترك للعمل معاً لجعل «كوب 28» مؤتمراً ناجحاً، ويركز على النتائج العملية، واحتواء الجميع، وأقر الجانبان بالعمل المشترك بشأن قضايا تغير المناخ، والسعي إلى تحقيق نتائج ملموسة خلال المؤتمر.
وذكر مدير مشروع التغيرات المناخية بالأمم المتحدة أن قائمة أولويات مؤتمر «كوب 28» تتضمن العديد من الموضوعات والملفات ذات الاهتمام العالمي، وبالتالي كان من الضروري ومن المهم جداً طرحها خلال قمة مجموعة العشرين بهدف حشد جهود القوى المؤثرة عالمياً لصالح العمل المناخي وقضاياه الملحة المطروحة على جدول أعمال «كوب 28»، ويأتي على رأسها خفض انبعاثات الاحتباس الحراري، والتوجه نحو الطاقات الجديدة والمتجددة، إضافة إلى قضية تمويل التكيف مع المناخ، والملف الخاص بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار.
وأشار طنطاوي إلى أن مؤتمر «كوب 28» سيشهد المراجعة الأولى للجهود الدولية الرامية إلى خفض الانبعاثات، وذلك في ضوء تقارير المساهمات الوطنية المقدمة من الدول بهدف تقييم التزامات الدول التي قطعتها خلال قمة باريس للمناخ في عام 2015 من أجل حصر الاحترار المناخي ضمن هامش 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو ما يصب في مصلحة العمل المناخي، ويضمن خروج مؤتمر «كوب 28» بنتائج قوية ومتوازنة ترضي جميع الأطراف قدر الإمكان.
ومن جانبه، أوضح الخبير البيئي، رئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، أن الإمارات تمتلك تجربة متميزة في مجال التعاون مع قمة مجموعة «العشرين»، عبر 4 مشاركات فاعلة وإيجابية في القمة العالمية، الأولى في فرنسا 2011، والثانية في السعودية 2020، والثالثة في إندونيسيا 2022، والرابعة في الهند 2023، وهو ما جعلها تحظى بخبرة عالمية كبيرة تحرص الآن على توظيفها لإنجاح مؤتمر «كوب 28»، وتحقيق قفزة غير مسبوقة في مسيرة العمل المناخي الدولي.
وقال شعلة لـ «الاتحاد» إن عرض أولويات مؤتمر «كوب 28» على مائدة قمة مجموعة العشرين يمثل تمهيداً عالمياً مهماً لفعاليات مؤتمر المناخ الذي يُعقد في الإمارات في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبل، حيث تتطرق القرارات الناجمة عن قمة مجموعة العشرين إلى عدد من القضايا والملفات المناخية، وهو ما يمثل دفعة قوية لمؤتمر «كوب 28»، لا سيما أن الإمارات تعمل على توفير جميع أشكال الدعم الإقليمي والعالمي للمؤتمر حتى يخرج بنتائج مهمة.
وكانت رئاسة مؤتمر «كوب 28» قد دعت مجموعة العشرين، على هامش الاجتماع الوزاري للمجموعة في يوليو الماضي، إلى القيام بدور ريادي ضمن جهود العمل المناخي، خاصةً في موضوعي التكيف والتخفيف، وتكثيف العمل من أجل التوصل إلى نتائج ومخرجات إيجابية خلال مؤتمر المناخ، حيث تؤكد الحقائق العلمية ضرورة الوصول إلى نتائج ملموسة تسهم في خفض الانبعاثات بدرجة كبيرة.
كما حثت رئاسة «كوب 28» ومجموعة العشرين في بيان مشترك على ضرورة وضع الأسس لتحقيق انتقال منطقي وتدريجي ومسؤول وعادل في قطاع الطاقة، وتفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، وذلك لضمان اتباع نهجٍ يتمحور حول الإنسان في جميع قرارات العمل المناخي، مع ضرورة مضاعفة التمويل المخصص للتكيف بشكل عاجل. وأشار الخبير البيئي إلى أن قضية التغيرات المناخية تحظى باهتمام كبير في قمة مجموعة العشرين نظراً لما تمثله من تأثير خطير على الاقتصاد العالمي، وخلال الفترات القادمة سيكون لها تأثير خطير إذا لم تتخذ الدول الكبرى قرارات حاسمة لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية أو التكيف معها من خلال قرارات استثنائية، ومن هنا تظهر أهمية عرض أولويات مؤتمر «كوب 28» على قمة مجموعة العشرين، وعلى رأسها سبل مواجهة التغير المناخي والتكيف معه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التغير المناخي الإمارات المناخ تغير المناخ كوب 28 العمل المناخی الدولی قمة مجموعة العشرین التغیرات المناخیة أولویات مؤتمر مؤتمر المناخ وهو ما
إقرأ أيضاً:
المرأة العمانية في رمضان.. برامج خيرية متزايدة لدعم الأسر وترسيخ التكافل
تواصل المرأة العمانية دورها البارز في مجال العمل التطوعي خلال شهر رمضان المبارك، حيث تُظهر حضورًا فعالًا في العديد من المبادرات الخيرية التي تهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة للأسر المعسرة وتعزيز روح التكافل الاجتماعي. تُعدّ هذه الأنشطة جزءًا من الجهود الرامية لتفعيل الدور المجتمعي للمرأة في الشهر الفضيل.
وتسهم جمعيات المرأة العمانية المنتشرة في مختلف الولايات العمانية في تعزيز التضامن الاجتماعي عبر تنظيم فعاليات وأنشطة خيرية متنوعة، على سبيل المثال، تقوم جمعية المرأة في ولاية العوابي بتنظيم ملتقى سنوي بعنوان "عتبات باب الريان"، والذي يهدف إلى تعليم النساء مسائل الصوم وأحكامه، بالإضافة إلى إقامة أنشطة ثقافية واجتماعية تعزز من تفاعل النساء مع القيم الرمضانية، كما تشمل هذه الفعاليات برامج خاصة للأطفال، مما يتيح لهم جوا من المتعة والفائدة في آن واحد.
وفي ولاية صور، تُنظم جمعية المرأة برامج صحية تستهدف القرى البعيدة عن مركز المدينة، حيث تشمل الفعاليات فحوصات طبية للنساء كبار السن، إلى جانب محاضرات دينية تهدف إلى رفع الوعي الصحي والثقافي في المجتمع.
أما في ولاية بركاء، فقد نظمت الجمعية ضمن برنامجها الرمضاني "درر رمضانية" العديد من الفعاليات التي شملت توزيع وجبات إفطار صائم للعمالة الوافدة وأسر المعسرين، وذلك في إطار دعم الأسر المحتاجة في هذا الشهر الكريم.
مبادرة "حصالتي" لتعزيز قيم العطاء
من جانب آخر، تشارك الواعظات الدينيات في رمضان بمشاريع خيرية مبتكرة، ومن أبرز هذه المشاريع "حصالتي"، الذي يهدف إلى غرس قيم الادخار والعطاء في نفوس الأطفال، وتساهم الحصالات الفخارية المنتجة محليًا في جمع الأموال من الأطفال، والتي يتم فتحها في بداية شهر رمضان لتوزيع المبالغ التي يتم جمعها على الأسر المحتاجة، وهو ما يعزز الوعي بالادخار والعطاء لدى الأجيال القادمة.
مبادرة كسوة
تعد مبادرة "كسوة" الخيرية واحدة من أبرز الأمثلة على الأعمال التطوعية التي تسهم في تقديم الدعم للأسر المحتاجة، وقد أوضحت هناء بنت مبارك الهاشمية، المدير التنفيذي لشركة "كسوة عمان"، أن المبادرة تهدف إلى توفير الملابس الجديدة للأطفال وكبار السن والأسر ذات الدخل المحدود، وتتمثل المبادرة في جمع التبرعات من الملابس الجديدة أو الأموال التي تُستخدم لشراء الملابس، ثم توزيعها على الفئات المستحقة في مختلف المحافظات.
التحديات والحلول
ورغم أهمية العمل التطوعي في رمضان، إلا أن المرأة قد تواجه بعض التحديات التي تعوق مشاركتها الفعالة، مثل ضيق الوقت بسبب الالتزامات الأسرية والعمل، بالإضافة إلى نقص الدعم الاجتماعي. إلا أن هناء الهاشمية تؤكد أن العمل التطوعي يمكن تشجيعه من خلال تنظيم حلقات عمل وندوات للتوعية بأثر العمل التطوعي في المجتمع، كما يتم توفير فرص تطوعية تتناسب مع اهتمامات النساء وقدراتهن، مع ضرورة تنظيم الأنشطة في أوقات مناسبة، مثل ما بعد الإفطار أو خلال إجازات نهاية الأسبوع.
كما أشارت الهاشمية إلى أهمية توفير بيئة داعمة للمرأة في الأعمال التطوعية، بما يساهم في زيادة الوعي حول دور العمل التطوعي وأثره في المجتمع.
دار العطاء
من جانبها، أكدت الدكتورة شمسة بنت حمد الحارثية مديرة جمعية دار العطاء، أن الجمعية تستغل الشهر الفضيل لتوسيع نطاق خدماتها وتفعيل أدوارها الخيرية. إذ أطلقت الجمعية حملة "وليالي عشر" في نسختها الثالثة، والتي تهدف إلى تخفيف معاناة عشرين أسرة معسرة وتحسين ظروف حياتهم، من خلال توفير بيئة سكنية آمنة وتقديم عيدية للأسر المحتاجة.
مجتمع متماسك
وفي الختام، تتجسد مساهمات المرأة العمانية في تعزيز العمل التطوعي خلال شهر رمضان كجزء لا يتجزأ من بناء مجتمع متماسك ومترابط، وتُظهر المرأة العمانية دورها الفاعل في تنظيم الفعاليات المجتمعية، وتقديم الدعم للمحتاجين، مما يعزز القيم الإنسانية في هذا الشهر الفضيل.