هدى الطنيجي (أبوظبي) 
في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال فترة الصيف، يحتاج الأطفال المصابون بالسكري إلى عناية خاصة، حتى يتمتعوا بصحة جيدة وسلامة تامة دون أي مضاعفات تذكر. وثمّة عوامل عديدة خلال فترة الصيف تؤثر على مستويات سكر الدم، منها ارتفاع درجات الحرارة والأنشطة الخارجية وتغيير الروتين، ولذلك ينبغي مراقبة أي مؤشرات غير طبيعية، مثل أعراض انخفاض أو ارتفاع سكر الدم ومنها الرجفة أو التعرق أو النعاس أو الانفعال.

ومن الواجب توخي الحذر من هذه الأعراض، وذلك أنَّ انخفاض السكر في الدم قد يؤدي إلى حالات خطيرة كنوبات التشنج والغيبوبة.
وقال الدكتور شريف الريفي، المدير السريري لخدمات طب الأطفال، استشاري طب الغدد الصماء والسكري للأطفال، في مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري: إن ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف يزيد من وتيرة التعرق وقد يسبب الجفاف، الأمر الذي يؤثر بشدة في مستويات سكر الدم، لذلك ينبغي تعويد الأطفال على شرب كميات وفيرة من الماء خلال يومهم، حتى إن لم يشعروا بالعطش. 
وأشار إلى أنه حتى عندما لا يبدو الجو حاراً جداً في الخارج، فإن اجتماع الحرارة والرطوبة قد يكون خطيراً. فعندما يتبخر العرق (يجف) على الجلد، فإنه يزيل الحرارة ويبرد البشرة. لذلك فإنه من الصعب الحفاظ على برودة الجسم في ظل الرطوبة العالية لأن التعرق لا يمكن أن يتبخر كذلك.

وذكر الدكتور الريفي أن الأغذية الموصى بها لأطفال السكري خلال هذه الفترة من العام يجب أن يتم اختيارها بعناية، حيث يتجه الأطفال عادة إلى المأكولات الخفيفة، إلا أن بعض الوجبات قد تؤثر في استقرار مستويات سكر الدم لدى الطفل المصاب بالسكري، لذلك ينبغي استشارة اختصاصي تغذية حول طريقة تعديل النظام الغذائي بأسلوب يحمي الطفل المصاب بالسكري من أي مضاعفات خلال الصيف.
وأضاف: التركيز على الأطعمة الغنية بالمغذيات مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات غير الدهنية والدهون الصحية، وينصح بتخزين المأكولات الخفيفة الصحية، والتأكد من تناول جميع أفراد العائلة والأصدقاء نفس الأطعمة حتى لا يشعر الطفل بالعزلة.
وأشار إلى أنه يتعين أيضاً التحقق من مستويات سكر الدم بانتظام ليتمكن الوالدان من التصرف بسرعة عند انخفاض سكر الدم أو ارتفاعه قبل أن يصبح حالة طارئة، لذلك ينبغي دائماً وضع جهاز مراقبة غلوكوز الدم المستمر أو حمل جهاز قياس سكر الدم ومستلزمات الاختبار. وينبغي فحص مستوى السكر في الدم قبل الوجبات وبعدها، وأثناء النشاط البدني، وعند ظهور أي علامات على انخفاض أو ارتفاع سكر الدم.
وحذّر الدكتور الريفي من بعض علامات ينبغي أن يتنبه لها أولياء الأمور لأنها قد تكون منذراً بتغير مفاجئ في مستويات سكر الدم لدى الطفل وتستدعي التدخل السريع، وتتضمن الدوار والإرهاق وتكرار التبول والرجفة والجوع الشديد وزيادة التعرق وتسارع نبضات القلب وعدم التركيز والعصبية والتصرفات الغريبة وغير المألوفة.
ودعا الوالدين للتحقق من مستويات سكر الدم لدى طفلهم قبل انخراطه في نشاط بدني للتأكد من أنه ضمن نطاق آمن. ويُفضَّل أن يرتدي الطفل سواراً تعريفياً بأنه مصاب بالسكري من أجل التعامل المناسب معه في حالات الطوارئ.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تتزايد معدلات الإصابة بمرض السكري حول العالم بشكل مطرد، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال أمام خطر متصاعد للإصابة بها. وأوضحت دراسة للاتحاد الدولي لمرض السكري حول جميع المصابين بالسكري من النوع 1 حول العالم في عام 2022، أن 1.52 مليون من المرضى بعمر أقل من 20 عاماً، أي ما يعادل 17% من المرضى.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السكري مرض السكري مرضى السكري النظام الغذائي

إقرأ أيضاً:

اكتشاف هام يمهد لعلاج جديد لمرض السكري

كشف باحثون من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا (CHOP) عن الآليات الكامنة وراء علاقة جزيء معين بتنظيم حساسية الأنسولين، ما يمهد لعلاج محتمل لمرض السكري من النوع الثاني المرتبط بالسمنة.

بحثت الدراسة الجديدة في خفايا الخلايا البلعمية (الخلايا المناعية التي تزيل الخلايا الميتة وتصلح الأنسجة)، حيث تحافظ بلاعم الأنسجة الدهنية (ATMs) على صحة الأنسجة الدهنية، أو دهون الجسم، لتعمل بشكل طبيعي. وأثناء أداء وظائفها الأساسية، تفرز ATMs حويصلات صغيرة تحتوي على جزيئات مهمة.

وأشارت دراسات سابقة إلى أن وظائف ATMs الطبيعية ساعدت في الوقاية من الأمراض الأيضية المرتبطة بالسمنة، ولكن الآليات الأساسية لم تكن مفهومة بشكل جيد.

واكتشف فريق البحث جزيء RNA صغير، وهو جزيء صغير من الحمض النووي الريبي غير المشفر مسؤول عن التحكم في جوانب معينة من التعبير الجيني، يُسمى miR-6236.

واستخدم الباحثون نموذجا حيوانيا لدراسة وظيفة هذا الجزيء، ودوره في موازنة بعض الآثار الضارة للسمنة ومرض السكري من النوع الثاني على المستوى الخلوي.

وكشفت الدراسة أن ATMs تفرز miR-6236 في حالات السمنة. وعندما تمت إزالة الجزيء في نموذج الفأر، لوحظت العديد من التأثيرات السلبية، بما في ذلك مقاومة الأنسولين في الأنسجة الدهنية وارتفاع السكر في الدم وفرط أنسولين الدم.

إقرأ المزيد كيف نكبح تطور "مقدمات السكري" إلى داء؟

ووجد الباحثون أن miR-6236 يحسّن حساسية الأنسولين عن طريق تثبيط PTEN (الجين الذي ربطته الدراسات السابقة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني).

وفي العينات البشرية، وجد الباحثون أن miR-6236 يوجد بمستويات عالية في مصل المرضى الذين يعانون من السمنة. ويُعتقد أن ATMs تفرز miR-6236 أثناء السمنة لتحسين حساسية الأنسولين وتقليل خطر ارتفاع السكر في الدم وعدم تحمل الغلوكوز.

وقد تشير المستويات المنخفضة من هذا الجزيء إلى زيادة خطر إصابة المرضى بالسكري.

وقال معد الدراسة الرئيسي، ديفيد أ. هيل، الباحث في قسم الحساسية والمناعة في CHOP: "لقد تم توصيف هذا الحمض النووي الريبي الصغير بشكل خاطئ في السابق، إلا أننا تمكنا من تأكيد الدور الرئيسي الذي يلعبه في تنظيم إشارات الأنسولين، من خلال نموذجين من الفئران ومجموعة كبيرة من البيانات عن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض الأيضية. وتظهر مثل هذه النتائج أن الجهاز المناعي أساسي لعملية التمثيل الغذائي الصحي، ويبشر بتطوير علاجات جديدة".

نشرت النتائج في مجلة Nature Communications.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • وفاة طفلة بريطانية عانت من مستويات مرتفعة من البوتاسيوم.. ما القصة؟
  • أعراض نقص السكر في الدم لدى مرضى السكري وكيفية الوقاية منها
  • أنسب الأوقات لتناول وجبة الإفطار للمحافظة على مستويات السكر
  • هل ينفع الثوم لعلاج “مرض العصر”؟
  • استشاري طب أطفال تحذر من خطورة تناول المضادات الحيوية أثناء الحمل
  • فوائد غير معروفة للشاي الأخضر
  • كيف يساعد الزيتون في علاج السكري والسمنة؟.. أطباء يكتشفون مفاجأة
  • التعاون الدولي: 11 مليار يورو استثمارات أجنبية مباشرة في الطاقة والأمن الغذائي والمياه
  • اكتشاف هام يمهد لعلاج جديد لمرض السكري
  • ليست الرياضة فقط.. 5 حلول فعالة لمشكلة السمنة لدى الأطفال