«التبوريدة».. تراث وفروسية
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
ارتبط العرب منذ تاريخ طويل، بعلاقة قوية بالخيول تقوم على الرفقة والاستئناس، في كل الأوقات، عند الترحال وعند الخطر أيضاً. ويحتفي الشعب المغربي بخيوله الأصيلة، من خلال فن «التبوريدة» أحد أشهر الفنون التراثية المتعلقة بالفروسية والشجاعة، وتعود -حسب الباحث المغربي محمد الجزولي- إلى القرن الخامس عشر، واتخذت اسمها من البارود الذي يطلق على الأعداء فيرهبهم، وحالياً يطلق للتسلية في منافسات القرى المغربية، بعدما كان اقتصر قديماً على أشجع أبناء القبيلة وأكثرهم معرفة بفن الفروسية.
وأوضح الجزولي، أن التبوريدة ثقافة صحراوية وفيها يصطف الفرسان كل حسب درجة أهميته ومكانته الاجتماعية، ويرتدون جميعاً اللون نفسه إما الأبيض أو الأزرق الفاتح، ثم يلتفون حول «العلام» وهو القائد الذي يطلق صيحته إيذاناً ببدء مباراة التبرويدة.
وتنطلق كل مجموعة من الفرسان، وعندما تصل الخيول إلى أقصى سرعة، يطلق «العلام» تعليماته بضرب البارود من بنادق صنعت خصيصاً في فاس ومراكش مكسوة بالخشب الأحمر، وكلما كانت ضربات البارود قوية ومتزامنة كلما زاد حماس الجمهور وانطلقت زغاريد النساء في أرجاء القرية.
لا يشارك أي فارس يصطحب خيله إلى مكان التبوريدة، وإنما على الخيل أن يكون منضبطاً عزيز النفس لا يأكل من علف الخيل الأخرى ولا يهز رأسه يميناً ويساراً، وأن يكون سريعاً وحديث السن ولونه إما أسود أو خليطاً بين الأبيض والأسود أو من نوع الخيل الأدهم، وكلما تجاوزت المسافة بين ركبة الخيل والحافر والساق الأربعين سنتمتراً، كلما كان الخيل مثالياً وجاهزاً للمشاركة بقوة في سباق التبوريدة.
وأضاف الجزولي، أن خيول التبوريدة مادة قيمة للفنانين الأوروبيين الذين يحضرون لمشاهدة المباراة ورسم الخيول العربية الأصيلة، وأطلق أحد الفنانين الفرنسيين الرسام أوجين دولاكروا «فانتزيا» على مباريات التبوريدة في القرن التاسع عشر وحولها إلى مادة للوحاته الفنية.
تحولت التبوريدة من طقس شعبي يرتبط بالأعياد والموالد الشعبية والمناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والاحتفال بالمولود الجديد، إلى استعراضات سياحية من أجل تقديم فن تراثي للسائحين، في محاولة لاستمرار هذا التراث غير المادي، فضلاً عن دخول النساء في الاستعراضات مؤخراً وهو ما جذب منظمة اليونيسكو للفن الشعبي العريق، وقبل عامين أدرجت فن التبوريدة على قوائمها للتراث العالمي غير المادي بعد سعي من الجانب المغربي للاحتفاء بأحد أقدم فنون البلاد التراثية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخيول العربية التراث المغربي المغرب الفروسية التراث الفنون التراثية
إقرأ أيضاً:
في العيد القومي للمحافظة.. محافظ قنا يضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري لشهداء البارود
استهل الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، احتفالات العيد القومي للمحافظة بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء موقعة البارود، تخليدًا لذكرى أبطال المعركة التي جسدت بسالة أبناء قنا في مواجهة الاحتلال الفرنسي عام 1799.
حضور رسمي رفيع المستوى
شارك في المراسم الدكتور حازم عمر، نائب المحافظ، واللواء محمد عمران، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، والعميد محمد صدقي الكومي، المستشار العسكري، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، إلى جانب الدكتور أحمد عكاوي، رئيس جامعة جنوب الوادي، ومحمد عبد الفتاح آدم، أمين حزب مستقبل وطن بقنا، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وقيادات تنفيذية وأمنية بالمحافظة.
إحياء ذكرى البطولة والفداء
وفي كلمته، هنّأ المحافظ أهالي قنا بهذه المناسبة الوطنية، مؤكدًا أن الثالث من مارس يعد يومًا تاريخيًا في مسيرة النضال الوطني، حيث سطر أبناء قرية البارود ملحمة بطولية بتحقيق انتصار حاسم على الأسطول الفرنسي، ليصبح هذا اليوم عيدًا قوميًا للمحافظة.
وأكد المحافظ أن مصر لن تنسى تضحيات شهدائها، الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، مشددًا على أن ذكراهم ستظل نموذجًا يُحتذى به في التضحية والعطاء، مع التزام المحافظة بتقديم كل سبل الدعم والرعاية لأسر الشهداء والمصابين تقديرًا لدورهم الوطني العظيم.
إنجازات تنموية على أرض قنا
وأشار المحافظ إلى أن قنا تشهد حاليًا نهضة تنموية كبرى، حيث تم تنفيذ مشروعات خدمية وتنموية، بالإضافة إلى مشروعات قومية تهدف إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين، وتعزيز جهود التنمية الشاملة بالمحافظة.