صحيفة الاتحاد:
2024-11-27@07:57:07 GMT

«التبوريدة».. تراث وفروسية

تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT

أحمد عاطف (القاهرة)
ارتبط العرب منذ تاريخ طويل، بعلاقة قوية بالخيول تقوم على الرفقة والاستئناس، في كل الأوقات، عند الترحال وعند الخطر أيضاً. ويحتفي الشعب المغربي بخيوله الأصيلة، من خلال فن «التبوريدة» أحد أشهر الفنون التراثية المتعلقة بالفروسية والشجاعة، وتعود -حسب الباحث المغربي محمد الجزولي- إلى القرن الخامس عشر، واتخذت اسمها من البارود الذي يطلق على الأعداء فيرهبهم، وحالياً يطلق للتسلية في منافسات القرى المغربية، بعدما كان اقتصر قديماً على أشجع أبناء القبيلة وأكثرهم معرفة بفن الفروسية.

وأوضح الجزولي، أن التبوريدة ثقافة صحراوية وفيها يصطف الفرسان كل حسب درجة أهميته ومكانته الاجتماعية، ويرتدون جميعاً اللون نفسه إما الأبيض أو الأزرق الفاتح، ثم يلتفون حول «العلام» وهو القائد الذي يطلق صيحته إيذاناً ببدء مباراة التبرويدة.
وتنطلق كل مجموعة من الفرسان، وعندما تصل الخيول إلى أقصى سرعة، يطلق «العلام» تعليماته بضرب البارود من بنادق صنعت خصيصاً في فاس ومراكش مكسوة بالخشب الأحمر، وكلما كانت ضربات البارود قوية ومتزامنة كلما زاد حماس الجمهور وانطلقت زغاريد النساء في أرجاء القرية.

أخبار ذات صلة سعيد سلاوي: بلاغة اللوحة وجمالية التجريد «الكاف» يحسم استضافة كأس أفريقيا 2025 و2027

لا يشارك أي فارس يصطحب خيله إلى مكان التبوريدة، وإنما على الخيل أن يكون منضبطاً عزيز النفس لا يأكل من علف الخيل الأخرى ولا يهز رأسه يميناً ويساراً، وأن يكون سريعاً وحديث السن ولونه إما أسود أو خليطاً بين الأبيض والأسود أو من نوع الخيل الأدهم، وكلما تجاوزت المسافة بين ركبة الخيل والحافر والساق الأربعين سنتمتراً، كلما كان الخيل مثالياً وجاهزاً للمشاركة بقوة في سباق التبوريدة.

وأضاف الجزولي، أن خيول التبوريدة مادة قيمة للفنانين الأوروبيين الذين يحضرون لمشاهدة المباراة ورسم الخيول العربية الأصيلة، وأطلق أحد الفنانين الفرنسيين الرسام أوجين دولاكروا «فانتزيا» على مباريات التبوريدة في القرن التاسع عشر وحولها إلى مادة للوحاته الفنية.
تحولت التبوريدة من طقس شعبي يرتبط بالأعياد والموالد الشعبية والمناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والاحتفال بالمولود الجديد، إلى استعراضات سياحية من أجل تقديم فن تراثي للسائحين، في محاولة لاستمرار هذا التراث غير المادي، فضلاً عن دخول النساء في الاستعراضات مؤخراً وهو ما جذب منظمة اليونيسكو للفن الشعبي العريق، وقبل عامين أدرجت فن التبوريدة على قوائمها للتراث العالمي غير المادي بعد سعي من الجانب المغربي للاحتفاء بأحد أقدم فنون البلاد التراثية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الخيول العربية التراث المغربي المغرب الفروسية التراث الفنون التراثية

إقرأ أيضاً:

شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 60 (معين المغربي)

غزة - صفا

تستعرض وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا" بشكل يومي وعبر سلسلة من الحلقات المتتالية سيرة أحد شهداء الحركة الرياضية في الوطن، حيث استشهد المئات منهم منذ السابع من شهر أكتوبر 2023م "طوفان الأقصى"، وفي الحلقة 60 من هذه السلسلة نتناول سيرة الشهيد معين أحمد عبد الله المغربي "الغزال الأسمر".

ولد في مدينة جرش بالمملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 15 ديسمبر 1971م. حاصل على دبلوم غزل ونسيج من جامعة جرش. لعب كرة القدم في فرق غزة هاشم، والحسين إربد في الأردن، وعاد لقطاع غزة ليلعب لنادي خدمات رفح ليحصد معه العديد من البطولات تحت قيادة المدرب جمال حرب. شارك مع فريق خدمات رفح في بطولة أريحا الشتوية عام 1998، وحقق مركز الوصيف بعد خسارته من الوحدات الأردني بركلات الترجيح، وتلقى عرضًا للعب مع نادي شباب الخليل بالضفة الغربية المحتلة. انضم لصفوف المنتخب الوطني الفلسطيني الأول في عهد المدرب عزمي نصار، ولعب في مركز الظهير الأيمن. حقق مع المنتخب برونزية الدورة العربية التاسعة عام 1999م بعد التعادل مع ليبيا بهدفين لمثليهما.

استشهد يوم الخميس 23 يناير 2024م، بعد استهدافه بثلاثة رصاصات من قناص إسرائيلي في جامعة الأقصى غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • المدينة المستدامة يتي تراث الأجداد في مجتمعات عصرية
  • وفاة علي نجاب الطيار العسكري المغربي الذي أسرته البوليساريو 25 سنة
  • «دولي» سباقات الخيل العربية يثمن توجيهات ودعم منصور بن زايد
  • المغربي اليامق: الدوري السعودي تطور بشكل كبير
  • بيت الحرفيين.. نافذة على تراث المملكة في معرض ” بنان” الدولي
  • «معلومات الوزراء»: تراث أفريقيا ثم أوروبا الأكثر عرضة للتأثر بتقلبات المناخ
  • «فخر البطين» يحصد لقب «الفحول» في ختام بطولة الإمارات لمربي الخيل العربية
  • «الجمعة البيضاء.. مع الخيل ياشقرا»
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 60 (معين المغربي)
  • أصغر خيال بقنا.. "محروس" عشق الخيل صغيرا فشارك في "المرماح" بالموالد والأفراح