د. شريف عرفة

أخبار ذات صلة د. شريف عرفة يكتب: المشهور ≠ البطل! د. شريف عرفة يكتب: الأنا الرقمية

قديماً، كان لدى الناس وقت كاف، للاعتياد والتكيف مع أي تغيير تحدثه التكنولوجيا في حياتهم.. فبعد اختراع المحرك البخاري، عاشت البشرية 100 سنة إلى أن تم اختراع التلغراف!
أما اليوم، ففي لمحة من عمر الزمن شهدنا ظهور طفرات قلبت حياة الناس أكثر من مرة في فترة قصيرة نسبياً.

. هناك جيل شهد ظهور القنوات الفضائية، والكمبيوتر الشخصي، الإنترنت، والهواتف المحمولة ثم الذكية، والـ «سوشيال ميديا»... وكل واحدة منها أحدثت تغييراً ملموساً في حياة الناس.. 
لكن ماذا عن الغد؟ في كتاب «المستقبل العادي: كيف سنعيش ونعمل ونزدهر في العقد القادم» يستعرض المؤلفان روهيت بهارجافا وهنري كوتينيو ماسون، كيف أن الحياة في المستقبل القريب ستكون مختلفة جداً عن حياتنا التي نعرفها.. يتوقع الباحثون أن التطورات قد تكون أسرع من أن نستطيع ملاحقتها.. نتحدث عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، والمركبات ذاتية القيادة والطباعة ثلاثية الأبعاد والحوسبة الكمومية، وتكنولوجيا النانو، والواقع الافتراضي، أو ما يسميه الباحثون «الثورة الصناعية الرابعة» التي قد تغير سوق العمل وشكل الحياة اليومية والعلاقات بين البشر.. كيف يمكننا الاستعداد لهذا العصر الجديد؟ 

1- كن متفائلاً
رغم أن أغلب الأدبيات وأفلام الخيال العلمي تحذرنا من المستقبل وغزو الروبوتات وتوحش التكنولوجيا، إلا أن الواقع لا يؤيد تماماً هذا التصور. في المستقبل مع انتشار تقنيات مثل كريسبر والخلايا الجذعية أو الروبوتات النانوية، يمكننا رؤية ثورة علمية في الطب تعالج الكثير من الأمراض التي نعتبرها اليوم مستعصية.. وسائل الاتصال والـ «سوشيال ميديا» رغم عيوبها، فإنها جعلتك أقرب لأحبائك مما كان يحدث في الماضي القريب..
لا تقابل أي تغيير يحدث برفض تلقائي غريزي لأنك لست معتاداً عليه. بل تفاءل واحتفي بكونك تشهد صفحة جديدة من تطور الحضارة الإنسانية. 
التحلي بتفاؤل والأمل يزيد القدرة على مقاومة الضغوط ويحسن الصحة النفسية بشكل عام.

2- ركز لمدة أطول
من المهارات النفسية الضرورية التي نحتاجها في العصر الرقمي هي زيادة القدرة على مقاومة التشتيت. في تقرير نشرته ميكروسوفت كندا في 2015، قالوا إن متوسط مدة انتباه أصبحت 8 ثوان تقريباً، بعد أن كانت 12 ثانية في الماضي القريب! 
رغم اختلاف الباحثين حول الرقم، إلا أن المشكلة حقيقية. من اعتاد مشاهدة فيديوهات قصيرة مثيرة سيملّ مشاهدة فيديو طويل جاد، ومن اعتاد التغريدات الانفعالية القصيرة سيملّ قراءة كتاب أكاديمي كبير.
لذا درب نفسك على التركيز في شيء واحد لفترات طويلة.. إما بممارسة تأمل اليقظة الذهنية، أو قراءة نص طويل، أو مشاهدة فيلم وثائقي بتركيز، وعدم الاستسلام للمقاطع القصيرة، وإغلاق الإشعارات للتركيز في العمل... إلخ، لأن أي نجاح يحتاج المثابرة لفترات طويلة، لا ترك المهام سريعاً لدواعي الشعور بالملل! 

3- التطوير المستمر 
حسب دراسات كارول دويك، التحلي «بعقلية قابلة للنمو» هو مفتاح النجاح في الحياة. أي أن تعتاد التطور والتعلم باستمرار. ولم تعد هذه العقلية ترفاً أو اختياراً، بل أصبحت ضرورة في العصر الجديد لمجرد الحفاظ على الوضع القائم. 
 قديماً كان الفنان يتعلم الرسم ليظل يمارسه بنفس التقنيات طيلة حياته. أما اليوم، فقط ظهرت تقنيات عديدة الواحدة تلو الأخرى، برامج والتلوين والرسم الرقمي وأدوات الذكاء الصناعي، ما جعل مواكبتها ضرورة للعمل بسرعة وكفاءة، ومن ثم الحفاظ على مهنته كفنان!
لم نعد نملك ترف عدم تنمية مهاراتنا باستمرار. ليكن التطوير أسلوب حياة عادياً، خصص يوماً في الأسبوع لحضور دورة أونلاين، أو تعلم استخدام تطبيق جديد، أو متابعة المستجدات في مجالك. 

4- اهدأ
مثلما عليك التطور باستمرار، عليك أيضاً أن ترتاح كي لا تحترق نفسياً. في هذا العصر الصاحب سيكون التطور سريعاً لدرجة أن البعض قد يتوقف عن ملاحقته. ستركز في بعض التطورات دون غيرها، ولن تستطيع تعلم كل شيء لأن طاقتك محدودة واليوم 24 ساعة فقط.. فاهدأ!
 ركز في مجال واحد، ضع جدولاً منطقياً لمهامك اليومية، ولا تهمل فيه وقت الراحة والهدوء والاسترخاء.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الصحة النفسية شريف عرفة التكنولوجيا

إقرأ أيضاً:

التوتر والضغوط اليومية.. تأثيرها على الصحة النفسية وطرق فعالة للتعامل معها

أصبحت الصحة النفسية واحدة من أبرز القضايا التي تؤثر على جودة الحياة، في ظل تسارع وتيرة الحياة الحديثة وما يرافقها من ضغوطات يومية، ومع تزايد التحديات الشخصية والمهنية، يتعرض الكثيرون لمستويات عالية من التوتر والقلق، ما ينعكس سلبًا على حالتهم النفسية ويزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب. 

التعامل مع هذه الضغوط بشكل فعال أصبح ضرورة للحفاظ على التوازن النفسي، وخلال السطور التالية نعرض لك تأثير التوتر اليومي على الصحة النفسية ونستعرض بعض الأساليب العملية للتعامل مع القلق والاكتئاب في حياتنا اليومية.


 

تأثير الحياة اليومية والتوتر على الصحة النفسية

1. زيادة القلق والتوتر المستمر

التوتر اليومي المتواصل، سواء بسبب العمل أو العلاقات الاجتماعية، يؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم، والذي بدوره يؤدي إلى ارتفاع مستويات القلق والشعور بالتوتر الدائم. هذا التوتر المستمر يؤثر سلبًا على القدرة على التفكير بوضوح واتخاذ القرارات، مما يزيد من الشعور بالعجز والتوتر.


 

2. الإرهاق النفسي والجسدي

التعامل المستمر مع التحديات الحياتية بدون استراحة كافية يمكن أن يؤدي إلى إرهاق نفسي، وهو ما يُعرف باسم "الاحتراق النفسي" أو "Burnout". هذا الإرهاق لا يؤثر فقط على الحالة النفسية بل أيضًا على الجسد، حيث يشعر الشخص بالتعب المستمر وصعوبة في القيام بالأنشطة اليومية.


 

3. زيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب

الحياة المليئة بالضغوط والتحديات تضعف الصحة النفسية، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. الشعور المستمر بعدم القدرة على مواجهة التحديات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية والشعور بالحزن والتشاؤم.


 

4. تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية

التوتر المزمن يؤثر على طريقة تفاعل الأشخاص مع من حولهم. الأشخاص الذين يعانون من التوتر غالبًا ما يكونون أقل صبرًا وأكثر حساسية، مما يؤدي إلى حدوث خلافات مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة.


 

طرق التعامل مع القلق والاكتئاب

1. ممارسة الرياضة

تعتبر الرياضة واحدة من أفضل الطرق للتخفيف من التوتر والقلق. عند ممارسة التمارين، يفرز الجسم هرمونات السعادة مثل الإندورفين، والتي تساعد في تحسين المزاج والشعور بالراحة.


 

2. تقنيات الاسترخاء

يمكن لتقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق أن تساعد في تهدئة العقل والجسم. هذه التقنيات تعزز من القدرة على التعامل مع التوتر بشكل أكثر هدوءًا وتقلل من مشاعر القلق.


 

3. الحفاظ على نظام غذائي صحي

الغذاء الصحي يلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الفواكه، الخضروات، والأحماض الدهنية (مثل أوميغا-3) يمكن أن يعزز من المزاج ويساعد على تحسين وظائف الدماغ.


 

4. التحدث مع مستشار نفسي

في بعض الأحيان، يكون من الضروري التحدث مع محترف لمساعدتك في مواجهة مشاعرك. المستشار النفسي أو المعالج يمكن أن يقدم الدعم النفسي ويساعد في تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع التوتر والاكتئاب.


 

5. تنظيم الوقت وأخذ استراحات

تنظيم المهام اليومية وأخذ استراحات منتظمة خلال اليوم يمكن أن يساهم في تقليل الضغط النفسي. الاسترخاء والاستجمام يعدان عنصرين أساسيين لاستعادة الطاقة والتخلص من التوتر المتراكم.


 

6. الانخراط في الأنشطة التي تجلب السعادة

القيام بأنشطة تحبها مثل القراءة، الهوايات، أو الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين حالتك النفسية ومساعدتك في التعامل مع التوتر اليومي.

 

التوتر والضغوط اليومية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، لكن تأثيرها السلبي على الصحة النفسية يمكن تقليله إذا تم اتباع استراتيجيات فعالة للتعامل معها. من خلال ممارسة الرياضة، تنظيم الوقت، واستشارة المحترفين عند الحاجة، يمكننا تحقيق توازن أفضل بين الحياة والعمل والحفاظ على صحتنا النفسية في أفضل حالاتها.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تنظّم النسخة الثالثة من مؤتمر الصحة النفسية
  • وزير الشباب يشهد انطلاق المعسكر الأول لـ"أطفالنا حياة" لدعم الصحة النفسية للأطفال
  • مكتبة الإسكندرية تحتفل باليوم العالمي للصحة النفسية
  • وزير الرياضة يشهد انطلاق المعسكر الأول لمبادرة "أطفالنا حياة" لدعم الصحة النفسية للأطفال
  • خليفة التربوية: دور بارز للمعلم في نهضة الوطن وازدهاره
  • ” خليفة التربوية ” : دور بارز للمعلم في نهضة الوطن وازدهاره
  • "خليفة التربوية": المعلم يلعب دوراً بارزاً في نهضة وازدهار الوطن
  • التوتر والضغوط اليومية.. تأثيرها على الصحة النفسية وطرق فعالة للتعامل معها
  • المعهد الديمقراطي: ندوب الحرب التي دامت عقد من الزمان لا تزال تلازم كل جوانب الحياة في اليمن
  • ما أبرز مصادر التوتر التي تُشكّل خطراً على صحتك النفسية في العمل؟