تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن صعوبة في إقناع المشرعين الديمقراطيين ومؤثري الرأي العام المحسوبين على الحزب الديمقراطي بدعم الشروط السعودية للتطبيع مع إسرائيل، لا سيما طلب الرياض برنامجا نوويا مدنيا يشمل تخصيب اليورانيوم، بحسب إعلام إسرائيلي.

وقالت صحيفة “هآرتس”، اليوم الجمعة: “تدرس الإدارة الأمريكية مخططاً لبناء منشآت التخصيب على الأراضي السعودية، لكنها ستخضع للإشراف وربما التحكم عن بعد من قبل الولايات المتحدة، وحتى الآن لم تقدم الإدارة مواصفات فنية دقيقة لهذه الفكرة”.

وتابعت: “يحتاج بايدن إلى دعم 67 عضوا في مجلس الشيوخ للموافقة على اتفاق أمريكي سعودي (بشأن المطلب النووي)، ويشغل حزبه حاليا 51 مقعدا في مجلس الشيوخ. ويقدر المسؤولون في الإدارة أن الأمر سيتطلب جهود إقناع كبيرة أمام مجموعة من نحو عشرة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، يعارضون المطالب السعودية، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى لو صوت جميع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين البالغ عددهم 51 عضوا لصالح الاتفاق، فإنه سيظل يتطلب دعما واسع النطاق من الجانب الجمهوري أيضا.
وتعتقد الإدارة الأمريكية أن دعم اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن سيساعد الجانب الجمهوري، لكنها تدرك أنه يتعين عليهم أولا التعامل مع المعارضة داخل صفوف حزب الرئيس.
وأوضح السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، الذي يرأس لجنة شؤون الشرق الأوسط، هذا الأسبوع في مقابلة مع صحفية المخاوف داخل الحزب بقوله: “أنا مؤيد كبير للسياسة الخارجية للرئيس بايدن، وقد دافعت عن بعض التحركات المثيرة للجدل، مثل الانسحاب من أفغانستان، لكن بالصدفة، ما زلت غير مقتنع بهذا الأمر”.
وأضاف ميرفي أن “المطالب السعودية قد تجر الولايات المتحدة إلى عمق الواقع المتضارب والدموي في الشرق الأوسط، في حين أن المصلحة الأمريكية في الواقع هي التركيز على حماية حلفاء واشنطن في أوروبا وشرق آسيا”.
وكجزء من المحادثات، يطالب السعوديون بإبرام اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، والتي من شأنها أن تلزم المؤسسة العسكرية الأمريكية بالدفاع عن المملكة في حالة خوضها حربا.

بالإضافة إلى ذلك، يريد السعوديون “الدعم والمساعدة الأمريكية في إنشاء برنامج نووي مدني على أراضي المملكة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم”، وفق “هآرتس”.
وقال ميرفي: “أريد اتفاق تطبيع سعوديا إسرائيليا، لكنني لا أعتقد أن الجمهور الأمريكي سيدعم شيئا يجر بلادنا مرة أخرى إلى الصراعات العسكرية والسياسية في الشرق الأوسط، وهذه بالتأكيد إحدى العواقب المحتملة لسياسة دفاعية، هذه بالتأكيد إحدى العواقب المحتملة لاتفاقية الدفاع مع المملكة العربية السعودية”.

وتزايد الحديث في إسرائيل في الآونة الأخيرة عن قرب توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، لكن الرياض أكدت في أكثر من مناسبة أن ذلك لن يحدث إلا بعد حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

وكالة سبوتنيك

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: مجلس الشیوخ

إقرأ أيضاً:

جوائز بـ60 مليون دولار.. ماذا وراء إقامة بطولة الرياضات الإلكترونية بالسعودية؟

قال موقع شبكة "سي أن أن" إن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية المقامة حاليا في السعودية يمكن أن تؤدي إلى "تغيير قواعد اللعبة"، لكنها تسببت في حدوث "انقسام وقلق".

ويقام كأس العالم للرياضات الإلكترونية في "بوليفارد رياض سيتي" في العاصمة السعودية، الرياض، في الفترة من 3 يوليو حتى 25 أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من 1500 لاعب من نخبة الأندية الدولية، الذين يتنافسون في 22 بطولة بجوائز مالية هي الأغلى في تاريخ القطاع، بإجمالي قيمة تتجاوز 60 مليون دولار، وفق وكالة الأنباء الرسمية "واس". 

وكان رئيس هيئة الترفيه الحكومية السعودية، تركي آل الشيخ، قد أشار إلى هذا المبلغ في مقطع ترويجي تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي:

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أعلن في أكتوبر 2023 إطلاق بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، في صيف 2024 وإنشاء مؤسسة غير ربحية تتولى تنظيم البطولة.

وقال محمد بن سلمان حينها: "إن بطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية هي الخطوة الطبيعية التالية في رحلة المملكة لتصبح المركز العالمي الأول للألعاب والرياضات الإلكترونية، حيث ستقدم تجربة لا مثيل لها تفوق ما هو متعارف عليه في القطاع".

وأكد أن البطولة "ستسهم في تعزيز رؤية المملكة 2030، بما في ذلك تنويع الاقتصاد، وتعزيز قطاع السياحة وتوفير الفرص الوظيفية في مختلف القطاعات، وتقديم ترفيه عالي المستوى للمواطنين والمقيمين والزائرين على حد سواء".

وأثار مجموع جوائز البطولة الذي يزيد عن 60 مليون دولار الدهشة، وفق "سي أن أن".

وقال رالف رايشرت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية التي تنظم الحدث، لشبكة "سي أن أن سبورت" إن مشهد البطولة سيساعد في توحيد الصناعة.

وكان المسؤول نفسه قال في تصريحات لصحيفة "مال" إن للبطولة "خطة تسويقية ضخمة على المستوى الدولي (..) إذ تضم جميع الألعاب تقريبا، وتساهم في ربط مجتمع عالمي. وعبر عن أمله "بتقريب هذه الصناعة من بعضها البعض وإضافة قصة تتجاوز مجتمع الألعاب الفردي".

لكن إطلاقها، وفق "سي أن أن"، جدد المخاوف الحالية بشأن علاقة هذه الرياضة بالمملكة العربية السعودية.

وأثارت البطولة تكهنات بأنها تستغل الصعوبات المالية التي تواجهها هذه الصناعة، مع مكافحة دوريات الرياضات الإلكترونية من أجل كسب المال، وخفض الرعاة ميزانياتهم الإعلانية.

وتوفر البطولة الحالية فرصة لأكثر من 20 علامة تجارية كبرى لإقامة شراكات جديدة، ومربحة مع فرق الرياضات الإلكترونية عبر البطولة.

وتقول "سي ان أن" إن صندوق الاستثمارات العامة الذي تسيطر عليه الحكومة السعودية اشترى في السنوات الأخيرة بعضا من أكبر الشركات العاملة في هذه الرياضة، وفقا لأشخاص مطلعين على الرياضات الإلكترونية والصحفي رود بريسلاو.

ومع ذلك، يقول رايشرت إن البطولة لم يتم إنشاؤها للمساعدة في تعزيز الصناعة المتعثرة.

وقال لـ"سي أن أن": "لذلك، حتى بدون الانكماش الاقتصادي العام، كنا سنفعل الشيء ذاته".

وأضاف: "نحن نؤمن بشكل أساسي بأن هذه المنافسة ستوحد الصناعة وتضع الأندية في وسطها بشكل كبير."

وتقول "سي أن أن" إنه في حين أن كأس العالم المقام في الرياض يعد بجلب الإثارة والاستقرار إلى الصناعة، فقد ثبت أيضا أنه موضوع مثير للخلاف.

ويشعر الكثيرون بالقلق إزاء ارتباط البطولة بمسألة "التبييض الرياضي" في السعودية مع انتشار مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان هناك على نطاق واسع في أوساط الرياضات الإلكترونية، ورفض بعض الفرق المشاركة بالبطولة الحالية.

وتشعر منظمات حقوق الإنسان بالقلق إزاء استمرار استثمار السعوديين في الرياضات الإلكترونية.

وقالت دانا أحمد، الباحثة في شؤون الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، لشبكة "سي أن أن": "تستثمر السعودية المليارات في الرياضات الإلكترونية، وهو مجال مزدهر في التفاعلات عبر الإنترنت، بينما تقوم بقمع أي شكل من أشكال التعبير الانتقادي عبر الإنترنت بعقوبات قاسية بالسجن وحتى عقوبة الإعدام".

وأضافت: "يجب ألا ننسى الأصوات الشجاعة المسجونة بسبب تعبيرها على الإنترنت، مثل مدربة اللياقة البدنية مناهل العتيبي، التي سُجنت لمدة 11 عاما لدعمها حقوق المرأة على الإنترنت. يجب على المشاركين في الرياضات الإلكترونية والمشجعين النظر إلى ما هو أبعد من المشهد (الحالي) وأن يكونوا على دراية بالحملة على حرية التعبير عبر الإنترنت في السعودية".

لكن البعض لديهم وجهة نظر أخر، مثل ستيف أرهانسيت، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة Team Liquid وهي منظمة رائدة في مجال الرياضات الإلكترونية، تدعم الحدث.

ويقول أرهانسيت: "كرجل مثلي، أتفهم ألم الإقصاء. ومع ذلك، كمواطن أميركي، أعلم أن معاناتي تتضاءل مقارنة بما يواجهه المثليون السعوديون يوميا".

ويسعى الرجل لاستخدم البطولة من أجل مواصلة الحديث عن هذه القضايا.

وتشرح "سي أن أن" أنه في حين لم يتضح بعد مدى نجاح البطولة الحالية، "يبدو أن المشاركة السعودية في هذه الصناعة سوف تنمو".

وأضافت: "أولئك الذين يعارضون مشاركة السعودية يجدون أنفسهم في موقف صعب، إذ أن مجتمع هذه الرياضة بعيد عن التوصل إلى إجماع مشترك".

مقالات مشابهة

  • واشنطن تنسق مع مسقط بخصوص إعتقالات الحوثيين
  • جوائز بـ60 مليون دولار.. ماذا وراء إقامة بطولة الرياضات الإلكترونية بالسعودية؟
  • مسؤول أمريكي: حرب حماس تلهم كثيرين
  • مسؤول أميركي: حرب حماس تلهم كثيرين
  • واشنطن بوست: السيناتور الأمريكي مارك وارنر يسعى إلى تجميع مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لمطالبة بايدن بالخروج من سباق الانتخابات
  • البيت الأبيض: بايدن سيلتقي بنتانياهو على الأرجح عندما يزور واشنطن
  • فاينانشيال تايمز: واشنطن تستشعر "فرصة كبيرة" في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • البيئة تتابع تنفيذ إقامة أول محطة بمصر لتحويل المخلفات إلى طاقة كهربائية