جمعية “دراع الزيتون” تخلد ذكرى “معركة سيدي بوعثمان” من خلال مهرجان تراثي
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
نظمت جمعية “دراع الزيتون”، مهرجان “دراع الزيتون”، على اسم المنطقة التابعة لجماعة نزالت العظم، باقليم الرحامنة.
هذا وعاشت ساكنة المنطقة على وقع مهرجان خلد ذكرى معركة سيدي بوعثمان التي جرت أطوارها في السادس من شتنبر 1912 وقادها الشيخ أحمد الهيبة ماء العينين ضد المستعمر الفرنسي مع بداية الحماية الفرنسية.
وفي هذا السياق، قال عبد المنعم بويدية، رئيس جمعية “دراع الزيتون”، في تصريح صحفي، إن هذه التظاهرة “تأتي بغاية استحضار تضحيات الشهداء والمقاومين الذين مروا بالمنطقة وخدماتهم الجليلة وآثارها الخالدة في معترك المقاومة ومسيرة التحرير والوحدة الوطنية”.
وأضاف أن الاحتفاء بهذه المعركة “هو تذكير بالتاريخ العريق والمشرق للمملكة المغربية، وتأكيد على واجب الوفاء بالذاكرة التاريخية الوطنية وبرموزها وأعلامها وأبطالها”.
وأردف بويدية بأن “هذه التظاهرة من شأنها أن تسهم في الترويج والتسويق لهذه المنطقة، وبالتالي التعريف بها جهويا ووطنيا، الشيء الذي يمكن أن ينعكس على التنمية المحلية”.
هذا وشدد الدكتور الباحث أحمد طوالة على “ضرورة الاحتفاء بهذه المعارك التاريخية لما لها من دلالات وعبر يمكن استخلاصها من طرف الأجيال الحالية”.
وأثار أستاذ التواصل وتحليل الخطاب بالكلية متعددة التخصصات في مدينة الرشيدية، في معرض مداخلة له في ندوة “معركة سيدي بوعثمان: الذاكرة والحضور”، أهمية التركيز على الأدوار الرئيسة التي ينبغي أن تقوم بها الأجيال الحالية في ترسيخ وبناء الدولة الاجتماعية “من خلال تسويق أفضل للتراث وجعله ثروة تساهم في إثراء مداخيل خزينة الدولة”.
من جهته، استعاد عبد الخالق مساعيد، باحث في التاريخ الرحماني، كرونولوجيا الأحداث في معركة سيدي بوعثمان بين قوات المقاومة، بقيادة الشيخ أحمد الهيبة، وقوات الاستعمار الفرنسي.
وذكر الباحث في معرض مداخلته أنه “بتاريخ 24 ماي 1912، تم تعيين الجنرال ليوطي مقيما عاما على المغرب، بينما أُعلن أحمد الهيبة أميرا للجهاد وحاكما لتيزنيت وسوس، ليدخل هذا الأخير في الـ15 من غشت 1912 إلى مراكش”.
وأضاف: “بعد معارك أوهام، أمر الشيخ أحمد الهيبة خليفته ونائبه، مربيه ربه، بأن يتولى قيادة الجيش، حيث عقد مشاورات مع بعض القواد ليستقر الرأي على اختيار مكان سيدي بوعثمان ميدانا للمواجهة، لموقعه الاستراتيجي”.
وتابع بأن “عدد المقاومين بلغ 15 ألف مجاهد، كانوا يرابطون على مستوى باب الخميس بمراكش ليلة الخامس من شتنبر 1912 ليتم بناء المخيم في دراع الزيتون لتكون المعركة يوم سادس شتنبر”.
وتزامنا مع هذه الندوة، كانت طلقات البارود تلعلع في السماء من فوهات بندقيات “الخيالة” القادمين من مختلف المناطق بجهة مراكش-آسفي.
واستطاعت هذه التظاهرة جذب آلاف القرويين من الدواوير التابعة لجماعة نزالت لعظم وأحياء سيدي بوعثمان وباقي الجماعات المجاورة، إلى جانب عابري الطريق الوطنية.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
الوثائقي «الخرطوم» أول فيلم عن السودان في مهرجان سندانس الأميركي
يصور الفيلم الوثائقي«الخرطوم»، الذي عُرض للمرة الأولى هذا الأسبوع في مهرجان سندانس السينمائي، خمسة من سكان العاصمة السودانية يعانون آثار الحرب في بلدهم، ومن خلال هذه الزاوية أضاء المخرجون على هذا النزاع.
وهو أول فيلم عن الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا يُعرض في مهرجان الفيلم المستقل الأميركي المرموق.
بدأ تصوير الفيلم في أواخر عام 2022، قبل أن تندلع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأودت هذه الحرب بحياة عشرات الآلاف وهجّرت أكثر من 12 مليون سوداني، يعاني بعضهم المجاعة بحسب الأمم المتحدة.
وقال المخرج المشارك لـ«الخرطوم» إبراهيم سنوبي أحمد إن الفيلم الوثائقي الذي صُوِّر باستخدام هواتف «آي فون» تم التبرع بها، «يؤدي دور سفير».
وأضاف في حديث لوكالة فرانس برس «على المستوى الوطني، ينظر إلينا الجميع ويقولون: يجب أن تستمروا من أجل إخبار العالم بما يحدث في السودان»، مشددا على أن «الأمر ليس عبارة عن تسول أو إثارة للشفقة، بل هو تذكير للعالم بأننا موجودون هنا».
ويتتبع المخرجون الحياة اليومية لمجدي، وهو موظف حكومي ومربّي حمام سباق، ولوكين وويلسون، وهما شابان شقيان يبحثان في القمامة لكسب القليل من المال حتى يتمكنا من شراء القمصان من السوق.
المخرج المشارك: الحرب أعاقتنا
وروى إبراهيم سنوبي أحمد قائلا «كنا على وشك الانتهاء من الفيلم، وكان متبقيا 20% منه، ثم اندلعت الحرب».
وقال إن الفوضى التي سادت أدت إلى «فقدان الاتصال مع أبطال الفيلم»، لكن المخرجين تمكنوا في النهاية من العثور عليهم ومساعدتهم على الهروب إلى الخارج.
وما أن أصبح الوضع آمنا حتى اجتمع فريق عمل الفيلم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي الاستمرار في المشروع وكيفية إكماله.
الكبار «الأغبياء»
وقرر الطاقم اعتماد صيغة تجريبية، تقضي بأن يروي الخمسة تجاربهم في بداية الحرب أمام شاشة خضراء تُعرض عليها بعد ذلك صور تتوافق مع قصصهم.
على مدار المقابلات، يصف الشابان لوكين وويلسون مثلا الكبار بأنهم «أغبياء» لكونهم يتحاربون، ويتخيلان نفسيهما يركبان أسدا سحريا في شوارع الخرطوم.
لكن ابتساماتهما تختفي عندما يتحدثان عن هجوم لقوات الدعم السريع.
وتذكروا «رجلا بلا رأس، وآخر كان وجهه محترقا، وآخر تحوّل جسده إلى أشلاء».
وأعلنت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات على زعيم كل من المعسكرين.
ويأمل مخرجو الفيلم في أن يتمكنوا من خلال لفت الانتباه إلى الحرب، من التأثير بشكل غير مباشر علىى صناع القرار الدولي.
أما إبراهيم سنوبي أحمد الذي درس الصحافة، فتمنى أن يصل هذا الفيلم إلى جمهور أوسع من مشاريعه السابقة.
ولاحظ خلال العرض في سندانس أن في الصالة «ما لا يقل عن 200 شخص. والآن يعرف الجميع كلمة الخرطوم».
وأضاف «حتى لو استفسر واحد أو اثنان في المئة منهم عن ماهية الخرطوم والسودان، سيؤدي ذلك إلى نقاش».