قمة العشرين.. رهانات وتحديات لرسم خارطة عالم جديد - فيديو
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
في غياب روسيا والصين ووسط حِراكات قارية ومكاسرة إرادات بين الشرق والغرب على طريق بناء جبهة أقطاب في مواجهة هيمنة أمريكا منذ 30 سنة. في المقابل تناور الأخيرة مع الهند وجنوب إفريقيا لفكفكة الجبهة الصاعدة، بينما تملك نفوذًا تقليديًا في السعودية والإمارات ومصر.
فهل تنجح محاولة إعادة التوازن إلى ميزان القوى العالمي بعد انهيار رأس حربة معسكر الشرق الاتحاد السوفياتي مطلع تسعينات القرن الماضي؟.
اقرأ أيضاً : صندوق النقد والبنك الدولي يتعهدان بتعاون أكبر في ملف المناخ
ساعات تفصلنا عن أكبر تجمع لزعماء العالم بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. في قمة مجموعة العشرين الثامنة عشر التي تتأهب العاصمة نيودلهي لاحتضانها، ويبدو أن الهند التي احتفلت مؤخرًا بترسيخ موقعها كقوة في مجال الفضاء عبر إرسالها مركبة إلى القمر في آب الماضي،
تضع القمة فوق كل اعتبار بوصفها باللحظة التاريخية التي ستدفع باتجاه تحولها إلى لاعب مؤثر على الصعيد العالمي بعد أن ضمنت ترتيبًا خامسًا لأكبر اقتصاد متجاوزة القوة المستعمرة سابقًا بريطانيا.
وسبق القمة اجتماع دول الريكس في جنوب افريقيا التي تتمدد إلى بلاس بانضمام دول وازنة على المسرح العالمي في خطوة لرسم معالم خارطة "لأسرة عالمية جديدة"، في ظل حماسة تبديها الصين حيال توسيع التكتل بشكل سريع وزيادة نفوذه، مقابل توجس هندي من نوايا خصمتها الإقليمية.
وعلى وقع درجات حرارة قياسية، ملفات رنانة وشائكة تنتظر الحسم على طاولة القمة التي تشكل فرصة كبيرة لتحقيق تعاونًا دوليًا على الرغم من إصرار غربي على إدخال الملفات السياسية بعد أن أصبحت أوكرانيا الشغل الشاغل لأمريكا في سعي لإدانة روسيا وعزلها واستهداف حلفائها بالتهديد بالعقوبات والمقاطعة؛
إلا أن هناك قضايا عالمية تحتاج لمواقف دولية مشتركة كقضية تغير المناخ والتزامات الدول المتقدمة بمشاريع التنمية في الدول النامية والقضايا التنموية التي تهم الحبوب العالمي والوقود الأحفوري.
إذن قمة تعقد تحت شعارات تؤكد على الوحدة والتعاون ومستقبل مشترك ومع ذلك، تظل هذه الشعارات أمنيات للدول النامية في ظل الخلافات السياسية والاقتصادية العميقة بين الدول الكبرى، وربما تبعد عن الواقع الراهن.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: القمة العشرين مجموعة العشرين
إقرأ أيضاً:
شبح حرب عالمية ثالثة بعد تغيير روسيا عقيدتها النووية
موسكو- لم تنتظر موسكو طويلا للرد على سماح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ "أتاكمز" بعيدة المدى لضربها، حيث وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوم العقيدة النووية الجديدة للبلاد. ويبدو ذلك واضحا في قائمة شروط استخدام الأسلحة النووية التي تتضمن استخدام منظومة صواريخ باليستية ضد روسيا، ومنها نظام "أتاكمز".
وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي إن بلاده ستنظر في مثل هذا السيناريو عندما "تتلقى معلومات موثوقة بإطلاق كثيف لأسلحة هجومية جوية وعبورها لحدود البلاد". وأوضح أنه يعني "الطائرات الإستراتيجية والتكتيكية وصواريخ كروز والطائرات دون طيار التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وغيرها".
كما أشار إلى أنه، وفقا للنسخة الجديدة من العقيدة النووية، سيكون لموسكو الحق في استخدام الأسلحة النووية، ليس فقط بسبب العدوان ضدها، ولكن أيضا ضد بيلاروسيا باعتبارها عضوا في دولة الاتحاد (الدولة الاتحادية لروسيا وجمهورية بيلاروسيا).
العقيدة الجديدةكانت النسخة السابقة من العقيدة النووية الروسية تشير إلى 4 مخاطر محتملة:
امتلاك "العدو" أسلحة نووية واستعداده لاستخدامها ضد روسيا. وجود صواريخ "كروز" وصواريخ باليستية متوسطة وقصيرة المدى، والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والطائرات بدون طيار وأسلحة الطاقة الموجّهة. حشد مجموعات عسكرية قرب حدود العدو المحتمل. إنشاء ونشر أنظمة الدفاع الصاروخي في الفضاء من قبل عدو محتمل.أما النسخة الجديدة من العقيدة النووية، فأضافت تهديدات جديدة تتطلب الردع النووي، وهي:
إنشاء أو توسيع كتل عسكرية تضع بنيتها التحتية العسكرية قرب حدود روسيا. نشاطات عدوانية تهدف إلى عزل جزء من أراضي البلاد. تصرفات المعتدي التي تؤدي إلى كوارث بيئية واجتماعية في روسيا. تخطيط وإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق من قبل عدو محتمل بالقرب من الحدود الروسية. تصعيد متبادليرى خبراء روس أن الإعلان عن العقيدة النووية الجديدة جاء ردا على ما يصفونه باستمرار مسار تصعيد الصراع الذي أثاره الغرب في أوكرانيا، وإعلان الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنهم يمنحون الإذن لكييف لاستخدام أنظمة الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى ضد الأراضي الروسية.
وينطلق هؤلاء من رأي مفاده أنه من المستحيل استخدام مثل هذه الأسلحة من دون مشاركة مباشرة للمتخصصين العسكريين من الدول المنتجة لهذه الأسلحة.
حسب الكاتب في الشؤون الدولية ديمتري كيم، فإن العقيدة النووية المحدثة تمنح روسيا حق الرد النووي في الحرب، كما تعني استبعاد إمكانية تحقيق نصر على جيشها في ساحات المعارك وإلحاق هزيمة إستراتيجية بها.
ويوضح، للجزيرة نت، أنه كان لدى موسكو في السابق مفهوم يعتمد على مبادئ العمليات العسكرية التقليدية، بمعنى أنه عندما تعلَن الحرب أو يطلق العدو أسلحته النووية باتجاهها، فإنها سترد.
أما الآن، يضيف كيم، فإن الغرب يشن حربا "هجينة" على روسيا، لكنه يقدم نفسه وكأنه لا علاقة له بها. ويأتي الجواب الروسي على وجه التحديد في المفهوم الجديد للعقيدة النووية والذي ينص بوضوح على أن تلك الدول النووية وغير النووية التي تزود دولة تهاجم موسكو بأسلحتها هي أيضا هدف.
ووفقا له، فبعد قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا، باتت الكرة في ملعب الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الذي يفترض أن يكون بحاجة ماسة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، وإلا فإن العالم سيواجه الحرب.
خيارات بديلةمن جانبه، يشدد الخبير في العلاقات الدولية ديمتري بابيتش على أن تحديث العقيدة النووية الروسية أصبح ردا فعالا على سماح واشنطن بضرب الصواريخ الأميركية بعيدة المدى عمق الأراضي الروسية.
ويقول للجزيرة نت إن بايدن و"الدولة العميقة" في الولايات المتحدة هم مجموعة من المسؤولين غير المنتخبين الذين يريدون إرباك الوضع في أوكرانيا، وتعطيل توجهات الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي أعلن عنها في أوقات سابقة بخصوص ضرورة إنهاء الحرب.
ويؤكد بابيتش أنه مع التوقيع على المرسوم، سيكون لروسيا الحق في استخدام الأسلحة النووية، لكن هذا لا يعني أنها ستستخدمها، مشيرا إلى أنه لديها ما يكفي من الأسلحة غير النووية التي يمكن أن تخلق مشاكل لـ"المعتدين" لم تستخدم بعد إلى أقصى حد، مثل القنابل الفراغية التي لا تختلف كثيرا عن الأسلحة النووية من حيث التأثير المدمر.