انتقاد أوروبي وتضامن فلسطيني.. عباس يثير جدلا واسعا بسبب محرقة اليهود
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
أثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، حالة من الجدل بتصريحاته عن "محرقة اليهود"، ما سبب له انتقادات إسرائيلية وغربية، وتضامنن فلسطيني واسع.
وفي 24 أغسطس/آب، قال عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح خلال اجتماع في رام الله بالضفة الغربية المحتلة: "يقولون إنّ (أدولف) هتلر قتل اليهود لأنّهم يهود، وإنّ أوروبا كرهت اليهود لأنّهم يهود".
وأضاف: "هذا ليس صحيحاً"، معتبراً أنّ الأوروبيين "قاتلوا (اليهود) بسبب دورهم الاجتماعي، وبسبب الربا والمال، وليس بسبب دينهم".
والأربعاء، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، مقطع فيديو لتصريح عبّاس، وعلقت عليه بالقول: "نفس محمود عباس الذي اشتهرت أطروحته للدكتوراه بنفي المحرقة".
بدوره، دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان المجتمع الدولي إلى "إدانة" ما تضمّنه تصريح الرئيس الفلسطيني من "كراهية وأكاذيب خطيرة".
اقرأ أيضاً
فلسطين ترحب بإسقاط القضاء الألماني دعوى ضد عباس بسبب الهولوكوست
وعلق إردان، قائلا: "هذا هو الوجه الحقيقي للقيادة الفلسطينية. ومثلما يلوم عباس اليهود على المحرقة، فإنه يلوم اليهود أيضا على كل قضايا الشرق الأوسط".
كما قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة: "يجب على العالم أن يستيقظ ويحاسب عباس وسلطته الفلسطينية على الكراهية التي ينشرونها وما يتلوها من سفك للدماء . يتعين ألا يكون هناك أي تسامح مع التحريض والإرهاب الفلسطينيين".
كما أدان الاتحاد الأوروبي خطاب عباس، ووصفه بأنه "مغلوط ومضلل بشكل صارخ".
وقال في بيان إن "مثل هذه التشوهات التاريخية تحريضية ومُهينة للغاية و يمكن أن تؤدي فقط إلى تأجيج التوترات في المنطقة ولا تخدم مصالح أحد. إنها تصب في مصلحة أولئك الذين لا يريدون حل الدولتين، وهو ما أيده عباس مرارا وتكرارا".
وأضاف "علاوة على ذلك، فإنها تسفه من المحرقة اليهودية وبالتالي تأجج معاداة السامية وتعد كذلك إهانة للملايين من ضحايا الهولوكوست وعائلاتهم".
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الألمانية تصريحات عباس بـ"الفظيعة والمروّعة".
اقرأ أيضاً
عباس يتراجع عن تصريحاته بشأن الهولوكوست.. ومصدر إسرائيلي يكشف الكواليس
وقال مسؤول في الوزارة إن تصريح الرئيس الفلسطيني يساهم في "نشر نظريات المؤامرة وتشويه التاريخ، ويتعارض مع كلّ الجهود المبذولة لقول الحقيقة".
كما ندّدت الممثّلية الألمانية في رام لله "بشدّة" بتصريحات عباس.
وأصدر داني ديان، رئيس مؤسسة "ياد فاشيم" لتخليد ذكرى المحرقة، بياناً ندّد فيه بما تضمّنه تصريح الرئيس الفلسطيني من "أفكار نمطية معادية للسامية".
وأضاف في بيان "لا يمكننا أن نبقى صامتين".
كما انتقدت بريطانيا، تصريحات عباس، وقال متحدث باسم خارجيتها في بيان، إن "المملكة المتحدة تدين التصريحات المعادية للسامية التي أدلى بها الرئيس عباس مؤخرًا".
وأضاف أن بلاده تقف بحزم "ضد كل محاولات تشويه المحرقة. مثل هذه التصريحات لا تدفع جهود المصالحة إلى الأمام"، حسب تعبيره.
اقرأ أيضاً
رغم تطبيع بلادها.. أميرة إماراتية تهاجم استغلال اليهود لمحرقة الهولوكوست
وفي فرنسا، جرّدت رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، الرئيس الفلسطيني من وسام "غراند فيرميل".
وبعثت هيدالغو برسالة إلى عباس قالت فيها: "ما أدليت به من تصريحات يتناقض مع قيمنا العالمية والحقيقة التاريخية للمحرقة".
وتابعت: "بالتالي لم يعد بإمكانك الاحتفاظ بهذا التكريم"، في إشارة إلى الوسام.
فيما قالت دائرة العمل الخارجي الأوروبية في بيان، إن تصريحات عباس "باطلة وصارخة التضليل".
كما دعت المبعوثة الأمريكية الخاصة لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية ديبورا ليبستادت، إلى تقديم اعتذار على الفور عما قالت إنها "تصريحات كراهية ومعاداة للسامية" من عباس.
ولم يتضح سبب لإصدار الدبلوماسيين انتقادات لهذه تصريحات بعد أسبوعين من إدلاء عباس بها في 24 أغسطس/آب.
اقرأ أيضاً
«عباس» يعتذر لليهود عن تصريحاته بشأن «الهولوكوست».. و«ليبرمان» يرد
وفي مقابل هذه الحملة ضد عباس، نددت جهات فلسطينية رسمية بالانتقادات الموجهة لعباس، لافتين إلى أنها أخرجت من سياقها.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، إن "ما نشر على لسان عباس في برنامج تلفزيوني حول المسألة اليهودية كان اقتباسا من كتابات لمؤرخين وكتاب يهود وأمريكيين وغيرهم، ولا يعتبر إنكارا بأي شكل من الأشكال للمحرقة النازية".
وأضاف "موقف عباس من هذا الموضوع واضح وموثق، وهو الإدانة الكاملة للمحرقة النازية ورفض معاداة السامية".
كما قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح روحي فتوح، إن الموقف الأوروبي والأمريكي "مستهجن وظالم".
وأشار إلى ان هناك "حملة تضليل مشبوهة" يقودها إعلام مصنوع، ودعاية كاذبة للاقتباسات من قبل كتّاب ومؤرخين أجانب.
وأكد أن موقف عباس معروف وثابت وواضح، ولا يقبل التشكيك والتأويل، بأنه "ضد المحرقة النازية، ورفضه معاداة السامية".
اقرأ أيضاً
«عباس»: اليهود مسؤولون عن المحرقة النازية
يشار إلى أنه هذه ليست المرة الأولى التي يدلي بها عبّاس بمثل هذه التصريحات حول المحرقة.
وقد انُتقد عباس، في مايو/أيار الماضي، لتشبيهه إسرائيل بألمانيا النازية في خطاب ألقاه في مناسبة للأمم المتحدة، واتهم تل أبيب بالكذب "تماما مثل غوبلز"، في إشارة إلى جوزيف غوبلز، كبير مُروجي الدعاية للحزب النازي.
كما كان هناك غضب دولي، العام الماضي ضد عباس، بعدما قال إن إسرائيل نفذت "50 مذبحة و50 محرقة" خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتز، في برلين.
وقال المستشار، لاحقا، إنه "يشعر بالاشمئزاز من التصريحات المُشينة".
كما أصدرت إسرائيل والولايات المتحدة بيانات شديدة اللهجة، ليُصدر بعدها الزعيم الفلسطيني توضيحا.
ولم يعتذر عباس عن تصريحاته، لكنه قال إن المحرقة كانت "أبشع جريمة في تاريخ البشرية الحديث"، وإن تعليقاته لم تكن تهدف إلى "إنكار خصوصية المحرقة".
اقرأ أيضاً
ألمانيا تعوض «يهودا جزائريين» نجوا من المحرقة النازية
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين محرقة إسرائيل الغرب تضامن هتلر الرئیس الفلسطینی معاداة السامیة تصریحات عباس اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
غضب برلماني بسبب تصريحات ترامب بشأن قناة السويس
نواب البرلمان عن ادعاءات ترامب بشأن قناة السويس:مخالفة للأعراف والمواثيق الدوليةيُشوّه الحقائق وقناة السويس إرث سيادي لمصرتستهدف إثارة البلبلة والجدل غير المبرررفض عدد من أعضاء مجلس النواب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدعاءاته الكاذبة بشأن أحقية بلاده في المرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أية رسوم، باعتبار الولايات المتحدة هي صاحبة الفضل في إنشائها كما يقصد، هو إدعاء كاذب ومضلل يُراد به باطل، ومحاولة لبسط النفوذ والقوة لم ولن تقبل به مصر تحت أي ظروف.
قال النائب سامي سوس عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدعاءاته الكاذبة بشأن أحقية بلاده في المرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أية رسوم، باعتبار الولايات المتحدة هي صاحبة الفضل في إنشائها كما يقصد، هو إدعاء كاذب ومضلل يُراد به باطل، ومحاولة لبسط النفوذ والقوة لم ولن تقبل به مصر تحت أي ظروف.
وأكد سوس في بيان له اليوم، أن ترامب يحاول استفزاز مصر وممارسة نوع من أنواع البلطجة الدولية بالاعتداء على سيادة الدول الأخرى، وهو أمر مرفوض شكلا وموضوعا، فالسيادة المصرية خط أحمر لا يمكن المساس بها، والامتثال لقوانينها ولوائحها الداخلية فرض على كل من تطأ قدماه هذه البلاد برًا أو بحرًا أو جوًا.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن تصريحات ترامب وإدعاءاته هي محض أكاذيب تستهدف إثارة الفوضى ومحاولة ممارسة نوع من أنواع الضغط السياسي على مصر بسبب مواقفها تجاه القضايا والملفات الإقليمية والدولية، والتي تستهدف خلالها حماية الأمن القومي في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تقف فيها مصر موقفا ثابتا داعما لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ورافضًا لأية محاولات تستهدف تصفية هذه القضية.
وأوضح النائب سامي سوس أن مصر ستظل دولة ذات سيادة مستقلة لها قوانينها ولوائحها ودستورها الخاص، وعلى السفن الأمريكية وغيرها الامتثال لتلك القوانين واللوائح ومن بينها اللوائح المنظمة لحركة الملاحة ومرور السفن بقناة السويس التي تعد رمزًا مصريًا وطنيًا وقوة اقتصادية ملكًا للشعب لا يمكن التفريط فيها بأي شكل كان
كما، شنت النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، هجومًا حادًا على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي طالب فيها بمرور السفن العسكرية والتجارية الأمريكية عبر قناة السويس مجانًا، واصفة تصريحاته بأنها تدخل سافر ومرفوض في الشؤون الداخلية المصرية.
وأكدت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، في تصريحات صحفية لها اليوم، أن قناة السويس ممر دولي يخضع لاتفاقيات ومعاهدات دولية تحكم طريقة المرور، والرسوم المفروضة على السفن من مختلف دول العالم، ولا يملك أي طرف مهما كان فرض شروطه، أو انتزاع حقوق مصر المشروعة، مشددة على أن إدارة القناة تخضع بالكامل للسيادة المصرية، وفقًا للقوانين والمعاهدات الدولية.
وأضافت النائبة الدكتورة حنان عبده عمار، أن مصر دولة قوية وترفض بشكل قاطع أي محاولة لفرض الإملاءات أو الانتقاص من حقوقها السيادية، مؤكدة أن حديث ترامب غير مقبول ومخالفة صريحة للأعراف والمواثيق الدولية.
وأوضحت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن محاولات التدخل في شؤون مصر السيادية مآلها الفشل، مشيرة إلى أن مصر لن تسمح بأي عبور عبر قناة السويس دون الالتزام الكامل بالرسوم العادلة وفقاً للمواثيق والحقائق الدولية، وأن القرار المصري في هذا الشأن واضح وحاسم ولا يقبل الجدل.
وفي السياق ذاته، أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة ذوي الإعاقة بحزب الشعب الجمهوري، رفضها القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي ادعى فيها زورًا أن للولايات المتحدة الحق في مرور سفنها عبر قناتي السويس وبنما دون دفع رسوم.
وأشارت العسيلي في تصريحات لها إلى أن مثل هذه التصريحات تفتقر إلى أي أساس قانوني أو تاريخي وتعد تشويهًا للحقائق بهدف إثارة البلبلة والجدل غير المبرر، لافتة الي أن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل هي رمز لسيادة مصر واستقلال قرارها الاقتصادي، ومنذ تأميم القناة في عام 1956 على يد الزعيم جمال عبد الناصر، أصبحت القناة جزءًا أصيلاً من الإرث الوطني المصري، يديرها الشعب المصري لصالح اقتصاد البلاد والمجتمع الدولي وفق قواعد واضحة ومعترف بها دوليًا.
وأضافت: "ادعاءات ترامب تتناقض مع القوانين والمعاهدات الدولية التي تنظم عمل الممرات المائية، وعلى رأسها اتفاقية القسطنطينية لعام 1888، التي تكفل حرية الملاحة في قناة السويس بشرط احترام السيادة المصرية والالتزام بدفع الرسوم المستحقة".
وأشارت النائبة إلى أن تصريحات ترامب تعد استهانة بجهود مصر في إدارة هذا المرفق الحيوي الذي يربط بين الشرق والغرب ويعد شريانًا رئيسيًا للتجارة العالمية.
وتابعت: "إدارة قناة السويس تتم بشفافية وعدالة لصالح جميع الدول، ولا يحق لأي طرف، مهما كانت قوته، أن يدعي أحقية خاصة أو يعفي نفسه من الالتزامات التي تقع على عاتق الجميع".
وأوضحت النائبة نجلاء العسيلي أن مصر لن تقبل بأي شكل من الأشكال المساس بحقوقها أو سيادتها على قناة السويس.
وأكدت: "التاريخ يثبت أن مصر دائمًا قادرة على حماية حقوقها، ولدينا كل الثقة في أن القيادة السياسية المصرية ستواصل الحفاظ على هذه السيادة بكل حزم وقوة".
وفي ختام تصريحاتها، دعت النائبة نجلاء العسيلي المجتمع الدولي إلى التصدي لمثل هذه الادعاءات التي قد تفتح الباب أمام الفوضى في التعامل مع القوانين الدولية التي تحكم الممرات المائية.
وقالت: "ترامب يحاول خلق واقع افتراضي، لكننا نثق أن الحقيقة والإرادة المصرية ستظل واضحة وثابتة أمام أي محاولة للتشويش أو الابتزاز".