قال مسؤولون من بعض الدول المشاركة إن الولايات المتحدة وشركائها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا يستكملون خططًا لبناء ممر عبور يربط بين المناطق الثلاث، وهي مبادرة ضخمة تواجه عقبات كبيرة ولكنها قد تقوض في النهاية نجاحات الصين في المنطقة، وفقا لما نشرته وول ستريت جورنال. 

 

يهدف المشروع إلى ربط المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وربما إسرائيل عن طريق السكك الحديدية للشحن، ثم استخدام النقل البحري للوصول إلى الهند وأوروبا، ليمتد عبر بعض أكبر الاقتصادات في العالم على مسافة إجمالية تزيد عن 3000 ميل.

 

تدعم هذه الخطط بعض الأهداف الجيوسياسية الرئيسية لصانعي السياسات في الولايات المتحدة وأوروبا. الأول هو التنافس مع مبادرات البنية التحتية العالمية التي أطلقتها الصين للحد من نفوذ بكين. والهدف الآخر هو تعزيز نفوذ واشنطن في الشرق الأوسط، حيث اكتسب منافسوها العالميون روسيا والصين أرضًا في السنوات الأخيرة. 

 

قال المسؤولون إنه من المتوقع الإعلان عن الخطة يوم السبت خلال قمة قادة مجموعة العشرين في نيودلهي، مع احتمال التوقيع على مذكرة تفاهم بين الولايات المتحدة والهند والمملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة. وحذر بعض المسؤولين من أن الصفقة لم يتم إبرامها بعد وأن الإعلان الرسمي قد يتأخر.

 

كثفت الولايات المتحدة وشركاؤها الأوروبيون في الأشهر الأخيرة خططهم لتمويل مشاريع البنية التحتية العالمية في محاولة لمواجهة نفوذ الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق. 

 

سافرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عبر أبو ظبي في طريقها إلى مجموعة العشرين، واجتمعت مع الرئيس الشيخ محمد بن زايد يوم الخميس وتعهدت بالعمل في جميع المجالات لتعزيز العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والكتلة.

 

في اجتماع زعماء مجموعة السبع في شهر مايو في اليابان، تعهد الزعماء بحشد 600 مليار دولار لتمويل البنية الأساسية للشركاء العالميين، ومن المقرر أن يعقدوا يوم السبت اجتماع متابعة لهذه المبادرة، الشراكة من أجل البنية الأساسية العالمية والاستثمار.

 

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الخميس، إن البيت الأبيض يستثمر جهوده في مشروع النقل الممتد عبر القارة، والذي كشف موقع "أكسيوس" الإلكتروني لأول مرة عن تفاصيله.

 

قال للصحفيين على متن طائرة الرئاسة: "نعتقد أن الاتصال من الهند وعبر الشرق الأوسط إلى أوروبا مهم للغاية وسيجلب عددًا كبيرًا من الفوائد الاقتصادية، فضلاً عن الفوائد الاستراتيجية، لجميع الدول المعنية".

 

وقال أحد المسؤولين إن جميع الموقعين على الاتفاقية سيلتزمون بالتمويل، لكن تفاصيل التكلفة والجداول الزمنية لن يتم طرحها قبل عدة أشهر أخرى.

 

ومن غير المتوقع أن تكون إسرائيل شريكا أوليا في بناء الممر، لكن إدراجه على طول الطريق سيساعد على دمجه بشكل أعمق مع المملكة العربية السعودية، حيث يحاول البيت الأبيض التفاوض على صفقة لتطبيع العلاقات بين البلدين. وكان فرض قيود على علاقتها المتنامية مع الصين أحد مطالب واشنطن من الرياض في تلك المفاوضات.

 

بدأت المملكة العربية السعودية التخطيط لتعزيز بنيتها التحتية الوطنية كجزء من خطط بتريليونات الدولارات لتحويل اقتصادها بعيدًا عن النفط. وإلى جانب النقل، تدرس إنشاء اتصالات جديدة بالكهرباء والبيانات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الشرق الاوسط اوروبا وآسيا الصين الولایات المتحدة العربیة السعودیة

إقرأ أيضاً:

الى أين وصل؟.. وزير النقل يتحدث بالتفصيل عن مشروع طريق التنمية

بغداد اليوم - بغداد

أكد وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، اليوم الاحد (26 كانون الثاني 2025)، أن منتصف العام الحالي سيشهد إعلان المقطع الأول من مشروع طريق التنمية، وفيما أعلن إقرار المسار النهائي، كشف عن 5 مكونات أساسية للمشروع.

وقال السعداوي في تصريح صحفي، تابعته "بغداد اليوم"، إن "اللجنة العليا لمشروع طريق التنمية عقدت مؤخراً اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، حيث تم مناقشة أبرز المحاور المتعلقة بالمشروع. وشملت هذه المحاور، مستجدات مشروع طريق التنمية ومكوناته، وتم استعراض التطورات التي طرأت على المشروع بجميع مكوناته، بالإضافة الى نسب الإنجاز في ميناء الفاو الكبير، حيث تم تقديم عرض شامل عن نسب الإنجاز في الميناء والتقدم المحقق في المشاريع المرتبطة به".

وتابع أن "الاجتماع ناقش الخطة الأمنية التي أعدتها قيادة العمليات المشتركة لتأمين المشروع بدءاً من ميناء الفاو وحتى الحدود مع تركيا، والتقدم في إعداد النموذج المالي والاقتصادي، حيث قُدمت تقارير من شركة “أوليفر وايمن”، المستشار الاقتصادي للمشروع، حول التقدم المحرز في إعداد النموذج المالي والاقتصادي والرؤية الاستثمارية للمشروع".

وأشار الى "التحديات التي تواجه تنفيذ المشروع حيث تم تسليط الضوء على العقبات التي تعرقل التنفيذ، مثل إزالة الألغام، الاستملاكات، والتجاوزات، مع توجيهات من دولة رئيس الوزراء بتكثيف الجهود لتذليل هذه العقبات، بالإضافة الى مناقشة تحديثات المخطط الاستراتيجي للميناء".

وحول مشروع طريق التنمية، أوضح الوزير أن "نسب الإنجاز في المشروع متقدمة للغاية، حيث تم، إكمال الجدوى الاقتصادية بنسبة 100%، وإتمام التصاميم الأولية للسكة الحديد والطريق السريع والمصادقة عليها بنسبة 100%، وإنجاز فحوصات التربة لمسافة 1,000 كيلومتر من أصل 1,200 كيلومتر، فضلا عن إقرار المسار النهائي للمشروع، والبدء في إعداد التصاميم التفصيلية".

وأشار إلى أن "منتصف العام الحالي سيشهد إعلان المقطع الأول من المشروع، الذي يربط ميناء الفاو بمحافظة الناصرية على مسافة 217 كيلومتراً".

وبين أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني شدد على ضرورة الالتزام بالتوقيتات الزمنية المحددة وعدم السماح بأي تأخير أو تلكؤ في تنفيذ المشروع، كما أكد على تعاون جميع الجهات المعنية لتذليل العقبات وتهيئة المشروع للإعلان عن المرحلة الأولى".

وبين الوزير دور الشركات الاستشارية: "شركة BTP الإيطالية ستكون المسؤولة عن التصاميم الأولية والتفصيلية، الجدوى الاقتصادية، وفحوصات التربة، فيما ستكون شركة أوليفر وايمن الألمانية مكلفة بإعداد النموذج المالي والاقتصادي، حوكمة المشروع، والتسويق".

وأكد وزير النقل أن "مشروع طريق التنمية لا يقتصر على كونه طريقاً وسكة حديد، بل هو مشروع اقتصادي متكامل يهدف إلى تأسيس اقتصاد عراقي جديد ومتعدد بعيداً عن الاعتماد على الاقتصاد الريعي".

وأردف أن "مكونات المشروع الخمس الأساسية تتمثل بميناء الفاو الكبير، والمدن الصناعية والاقتصادية في منطقة الفاو، والمدن السكنية والسواحل البحرية، وطريق السكة الحديد والطريق السريع، والمدن الصناعية والاستثمارات الممتدة على جانبي الطريق من الفاو إلى تركيا".

وعن نسب الإنجاز في مشاريع ميناء الفاو الكبير، أكد السعدي، أن "الأرصفة الخمسة اكتملت بنسبة 100%، والطريق الرابط بين ميناء الفاو وأم قصر بنسبة إنجاز 96%، والقناة الملاحية نسبة الإنجاز 81%، وساحة الحاويات نسبة الإنجاز 84%، اما النفق المغمور تم اجتياز الاختبارات بنجاح واقتربت مراحل التعويم وتركيب الكتل الخرسانية تحت قناة خور الزبير".

واختتم بالقول: "يعد هذا المشروع بوابة لتحول اقتصادي شامل في العراق، حيث يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل كبيرة، مما يمهد الطريق لبناء اقتصاد متنوع ومستدام".

مقالات مشابهة

  • اجتماع أوروبي لبحث أزمات أوكرانيا وأمريكا والشرق الأوسط
  • واشنطن بوست: هذه التحديات التي واجهها ترامب في الأسبوع الأول
  • الى أين وصل؟.. وزير النقل يتحدث بالتفصيل عن مشروع طريق التنمية
  • "سكانها يريدون الانضمام إلى الولايات المتحدة".. ترامب واثق من قدرة واشنطن على ضم غرينلاند
  • الولايات المتحدة تتفوق على الصين بعد 14 عامًا.. وتركيا المستفيد
  • ملك الأردن يؤكد على دور واشنطن في الدفع نحو السلام بالشرق الأوسط
  • الولايات المتحدة تعتزم استخدام الجيش لتعزيز أمن حدودها مع المكسيك
  • الدبيبة يكشف عن رؤية لتوسيع التعاون مع السعودية في النفط والطاقة
  • أوروبا تحت تهديد الولايات المتحدة الامريكية
  • الصين: نرحب بحرص الولايات المتحدة على التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية