تخليدا لذكراه.. انطلاق مهرجان المسرح العربي في الإسكندرية بأغاني سيد درويش
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
انطلق حفل افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العربي في الإسكندرية، اليوم الجمعة، بأغاني الفنان السكندري سيد درويش، من قبل طلاب الموسيقى العربية بقيادة الدكتور محمد إسماعيل، وذلك تخليدا للذكرى المئة لوفاته، حيث أدى الفرقة الموسيقية خلال حفل الافتتاح أغنيتي «أهو ده اللي صار» و«شد الحزام على وسطك»، وذلك في مكتبة الإسكندرية.
وأكدت إدارة مهرجان المسرح العربي في الإسكندرية، في بيان اليوم، أن اختيار أغاني سيد درويش في افتتاح المهرجان يأتي تخليدا لقيمته الفنية الكبيرة، وذلك تزامناً مع ذكرى وفاته المئة.
افتتاح مهرجان المسرح العربي بالإسكندريةوأوضحت إدارة المهرجان أنه تم تقديم عدد من الأغاني التراثية والوطنية الأخرى إلا أن الافتتاح بأغاني فنان الشعب كان له أثر خاص في نفوس الحضور.
تفاصيل تكريمات مهرجان المسرح العربي بالإسكندريةومن المقرر أن يشهد حفل افتتاح اليوم تكريم لجنة المشاهدات وهم كل من «الدكتورة داليا فؤاد والدكتور إبراهيم حجاج والدكتور أيمن الخشاب»، كما يجب تكريم كل من الفنانين «عثمان محمد علي، وحسام داغر» على أن يشهد حفل الختام تكريم كل من الفنانين «كريم الحسيني وهاجر الشرنوبي»، بالإضافة إلى تخصيص جائزة باسم الفنانة وفاء عامر وتبلغ قيمتها 10 آلاف جنيه.
وتبدأ العروض المسرحية الخاصة بالمهرجان بدء من غد السبت وحتى يوم الإثنين 18 سبتمبر، وهو نفس يوم حفل الاختتام والذي سيكون في مسرح سيد درويش.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان المسرح المسرح العربي الإسكندرية وفاء عامر مهرجان المسرح العربی سید درویش
إقرأ أيضاً:
الحب والثورة في شعر محمود درويش .. بين الرومانسية والنضال
لطالما كانت القصيدة ساحة للصراعات الداخلية والخارجية، حيث يمتزج العشق بالوطن، ويتقاطع الحب مع الثورة، وعندما نتحدث عن محمود درويش، نجد أن هذين العنصرين كانا حجر الأساس في شعره.
لم يكن الحب في قصائده مجرد علاقة شخصية، ولم تكن الثورة مجرد موقف سياسي، بل كانا وجهين لعملة واحدة: البحث عن الحرية، سواء في الوطن أو في القلب.
الحب في شعر درويش: بين المرأة والوطنتميز محمود درويش بقدرته الفريدة على كتابة شعر الحب بعيدًا عن الكلاسيكيات التقليدية، فقد كان الحب في قصائده مشحونًا بالرموز، يرتبط بالحياة والموت، بالحلم والانكسار، بالحنين والاغتراب.
كان دائمًا هناك شيء ناقص، علاقة غير مكتملة، عشق يشتعل ثم يخبو، وكأن الحب في شعره صورة مصغرة عن القضية الفلسطينية: جميلة، لكنها مستحيلة المنال.
أشهر مثال على ذلك هي قصيدته “ريتا”، التي أصبحت أيقونة في الشعر العربي، خاصة بعد أن غناها مارسيل خليفة. ريتا لم تكن مجرد امرأة، بل كانت رمزًا للمستحيل، للحب الذي يقف في مواجهة واقع قاسٍ:
“بين ريتا وعيوني… بندقية”
بهذه الصورة البسيطة والمكثفة، لخص درويش مأساة الحب في ظل الاحتلال، حيث تتحول العلاقات الإنسانية إلى رهينة للصراع السياسي.
لكن درويش لم يكتفى بصور الحب المستحيل، بل قدم في قصائد أخرى مشاهد أكثر عاطفية، كما في قوله:
“أنا لكِ إن لم أكن لكِ، فكوني لغيري، لأكون أنا بكِ عاشقًا لغيـري”
هنا يتجاوز درويش فكرة الامتلاك في الحب، ويحول العشق إلى تجربة روحية، لا تُقاس بقوانين الواقع، بل بتجربة الوجدان.
الثورة في شعر درويش: من الغضب إلى الفلسفةفي بداياته، كان شعر درويش واضحًا ومباشرًا في خطابه الثوري، مثل قصيدته “سجّل أنا عربي”، التي جاءت كصرخة تحد في وجه الاحتلال.
لكن مع نضج تجربته الشعرية، بدأ يتعامل مع الثورة بمنظور أكثر تعقيدًا، حيث أصبحت الثورة ليست فقط ضد الاحتلال، بل ضد القهر، ضد الظلم، ضد فكرة الاستسلام للقدر.
في قصيدته “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، يقدم درويش ثورة مختلفة، ليست بالصوت العالي، بل بالبحث عن الجمال في أصعب الظروف، فحتى في ظل الاحتلال والحروب، تبقى هناك أسباب للحياة، للحب، للأمل.
التقاطع بين الحب والثورة في شعر درويشلم يكن الحب والثورة في شعر درويش منفصلين، بل كانا متداخلين بشكل كبير، ففي قصيدة “أحبك أكثر”، نجد كيف يمكن للحب أن يصبح ثورة بحد ذاته:
“أحبّك أكثر مما يقول الكلامُ، وأخطر مما يظنُّ الخائفون من امرأةٍ لا تُهادن رأياً ولكنَّها تُسالمني عندما أشاكسها… وتنهاني،فتشجّعني، ثم تأخذني بيمينٍ وباليسار، لتتركني خائفًا خارج المفرداتِ وحيدًا”
الحب هنا ليس فقط مشاعر رومانسية، بل حالة من التمرد والحرية، ورغبة في كسر القواعد.
وفي قصيدة أخرى يقول:
“وأعشق عمري لأني إذا متّ، أخجل من دمع أمّي”
هنا الحب ممتزج بالفداء، حيث تصبح الأم رمزًا للوطن، ويصبح التمسك بالوطن حبًا يشبه التعلق بالأم.
هذه الازدواجية العاطفية جعلت من شعر درويش متفردًا، حيث نجح في تصوير مشاعر العشق ليس كحالة رومانسية خالصة، بل كحالة من الصراع بين المشاعر الشخصية والمصير الجمعي