محمد عبدالقادر: مازق القحاتة.. (هذا) او (الحلاقة الامريكية)
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
لا اعتقد ان الظهير السياسي لقوات الدعم السريع واعنى نشطاء (قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي) ستواتيهم الجراة والشجاعة الكافية لمواجهة اجراءات مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) والذى فرض عقوبات على المتمرد عبد الرحيم حمدان دقلو لقيادته قوات الدعم السريع التى ارتكبت اعمال عنف وانتهاكات واسعة ضد الانسانية فى السودان.
وضع (نشطاء قحت) انفسهم فى موقف لايحسدون عليه بعد اختيارهم الصمت على جرائم المليشيا والتماهي مع انتهاكاتها الواسعة واستباحتها لممتلكات واعراض المواطنين، وهاهي واشنطن تنسب الان كل الافعال المنكرة للجنجويد وتؤكد انهم مارسوا ابشع انواع الجرائم ضد الانسانية فى حربهم ضد الجيش واستهدافهم للمدنيين وتعلن ارتكابهم لفظائع، قتل المواطنين، التشويه ،التعذيب، الاغتصاب، العنف الجنسي، استهداف المدنيين (النساء والاطفال) على وجه الخصوص، الاختطاف، التهجير القسري، مهاجمة المستشفيات ، والمواقع الدينية، واستباحة الأحياء المدنية، انتهاك حقوق الإنسان، وارتكاب جرائم حرب ومذابح جماعية، وعرقية و عنف جنسي، وممارسة دفن الضحايا في مقابر جماعية، وانتهاك القانون الدولي الإنساني..
ماصمت عنه (نشطاء قحت) من فظائع ضد الشعب السوداني ادانته واشنطن ، وهي المالكة للتفاصيل والحيثيات ، والمتحكمة فى المعلومات والاتصالات التى تدير حلقات التامر القذرة على السودان. ورغم ان جرائم المليشيا وانتهاكاتها الموثقة بايدي جنودها الاغبياء لم تكن خافية او تحتاج الى جهد استخباراتي محلى او دولى لكشفها الا ان القحاتة صمتوا عنها وانكروها وتهربوا من ادانتها لصلة العمالة والمال التى جمعتهم بقائد المليشيا محمد حمدان دقلوا، ترى ماذا سيفعلون الان بعد اقرار واشنطن بما اقترفته ايدى الدعم السريع الاثمة بحق اهل السودان.
اتُهمت الولايات المتحدة الامريكية قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في دارفور وأماكن أخرى لكن قحت تعتبر الدعامة رسلا لتحقيق الديمقراطية واقامة الدولة المدنية فى السودان، فهل سيواصل القحاتة فى زعمهم الباطل هذا بعد التدخل الامريكي المباغت الذى ادان قوات الدعم السريع ام يواجهون واشنطن ،ام يتوارون حجلا من وقوفهم ابتداءا ضد الشعب السوداني؟! …
المؤكد ان ما اعلنته واشنطن يمثل نصرا دبلوماسيا وسياسيا مؤزرا للجيش السوداني الذى يخوض معركة الكرامة ضد متمردي الملبشيا ، وان التطور يشكل مسارا جديدا فى التعاطي الخارجي مع ملف الازمة التى قلنا مرارا ان ملعبها الدبلوماسي لايقل اهمية عن الميداني، الا اننا مازلنا نترقب ان تقدم واشنطن على اتخاذ اجراءات ضد الظهير السياسي للدعم السريع لان محرك القوة العسكرية الباطشة معلوم ومتورط فى ،( عمايل المليشيا ) ولا اظن ان هذه المعلومة غائبة على واشنطن، حتى دول الخارج التى تؤجج نار الحرب لم تسلم من تحذيرات وزير الخارجية الامريكي بلينكن .
المتوقع ان مجموعة قحت ستعمل على التنصل عن تحالفها الفضيحة مع الدعم السريع بعد الاجراءات التى اعلنتها واشنطن ، وان تسعى لغسل يدها سريعا من دماء الشعب السودانى لان الموقف الامريكي لن يتوقف بالطبع فى ادانة الغعل الوحشي بحق السودانيين، وسيمضي الى اجراءات جديدة عبر ملاحقات لافراد اخرين من قوى الحرية والتغيير حرضوا ونامروا وكانوا جزءا من مخطط الحرب والقانون الامريكي يسمح بذلك ، علاوة على ذلك فان ما صدر عن واشنطن ليس النهاية وانما بداية لسلسلة قرارات واجراءات لاحقة، كل هذا والمحكمة الجنائية (على الخط) ترتب لاعلان لائحة اتهامات للمتورطين فى جرائم الحرب بالسودان .
نعم وضع (القحاتة) انفسهم فى موقف لايحسدون عليه ،فاما ان يواصلوا التحالف مع المليشيا للنجاة من الطوق الامريكي الذى يحكم حلقاته بدقة الان حول رقاب مشعلي ومنفذي وداعمي الحرب فى السودان، واما ان ينفضوا ايديهم عن الدعم السريع ويتنصلوا من التامر معه على الشعب والبلد وحينها سينكشف المستور.
من المؤكد ان الاجراءات الامريكية لن تتوقف دون ان تطال الاطراف التى حرضت على الحرب خاصة مجموعة الحراك المدني التى اشعلت نار الحرب، يقول المثل السوداني الدارج ( اخوك كان حلقوا ليهو بل راسك), وعلى القحاتة ان ( يبلوا رؤوسهم اعتبارا من اليوم)،ويبدو ان الحلاقة الامريكية قادمة.
محمد عبدالقادر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هذه تداعيات تبدل أحوال الدعم السريع في السودان
قالت مجلة إيكونوميست إن قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش النظامي في السودان، كانت قبل عام تبدو في حالة جيدة بعد أن استولت على جزء كبير من العاصمة الخرطوم، وبسطت سيطرتها على كل دارفور تقريبا، واستعد زعيمها محمد حمدان دقلو (حميدتي) للقيام بجولة في العواصم الأفريقية يستقبل خلالها باعتباره الرئيس المنتظر للسودان.
وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن نصر عسكري واضح لقوات الدعم السريع في هذه الأيام لم يعد قويا كما في البداية، بل إنها في وضع حرج لأنها شهدت انتكاسات في أماكن عديدة بعد أن توغل الجيش في أجزاء من الخرطوم كانت تسيطر عليها، مع أنها قريبة من الاستيلاء على الفاشر عاصمة إقليم دارفور.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفتان بريطانيتان: قرار الجنائية الدولية زلزال هز العالمlist 2 of 2التايمز: هل أدرك ترامب أخيرا محدودية شعاره "الخوف هو المفتاح"؟end of listوقد أدت تلك الأحداث مع انشقاق أحد كبار قادة قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة إلى موجة من الهجمات الانتقامية ضد المدنيين، كانت وحشية للغاية لدرجة أن المراقبين شبهوها بالتطهير العرقي في الأجزاء التي احتلتها قوات الدعم السريع في غرب دارفور العام الماضي.
لا مفاوضاتوذكرت المجلة بأن التفاوض في سويسرا على إنهاء الحرب التي تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فشل لأن القوات المسلحة السودانية رفضت الحضور، مشيرة إلى أن قوات الدعم السريع "تعتقد أنه لا يوجد مخرج من هذه الحرب من خلال النصر الكامل لجانب واحد"، ولكن المحللين يشككون في كون طلب المجموعة للمفاوضات حقيقيا.
ورأت الإيكونوميست أن ادعاء قوات الدعم السريع أنها تشن حربا من أجل الديمقراطية غير مقنع، لأنها نشأت من الجنجويد، وهي مليشيات سيئة السمعة، اتهمت باغتصاب المدنيين وذبحهم في دارفور في العقد الأول من القرن الـ21، ولا يوجد ما يشير إلى أنها تغيرت بشكل أساسي.
وهناك أسباب -كما تقول الصحيفة- تدعو إلى أخذ التزام قوات الدعم السريع بوحدة السودان على محمل الجد، لأن دارفور، المنطقة غير الساحلية التي تعاني من ندرة المياه لا تستطيع إقامة دولة مستقلة.
تصور الدعم السريعونقلت المجلة عن القيادي بالدعم السريع عز الدين الصافي قوله إن فكرة قوات الدعم السريع للتوصل إلى تسوية تفاوضية، تبدأ بوقف الأعمال العدائية وتجميد خطوط القتال الحالية، مع انسحاب الجانبين من "المنشآت المدنية".
وذلك إلى جانب احتمال فرض منطقة عازلة منزوعة السلاح من قبل قوات حفظ السلام الأفريقية، ليبدأ "حوار وطني" يضم جميع القوى السياسية في البلاد باستثناء الإسلاميين والحزب الحاكم السابق.
وأكدت المجلة أن معظم القوى الخارجية بما فيها الأمم المتحدة، تعتقد أن القوات المسلحة السودانية تتمتع بشرعية أكبر في نظر معظم السودانيين، مع أن رفض الجيش العنيد الانخراط بجدية في المفاوضات أضعف مكانته الدولية، وخاصة بين الدبلوماسيين الغربيين، ولذلك تحاول قوات الدعم السريع أن تضع نفسها في موقف الشريك الأكثر موثوقية من أجل السلام.