بوابة الوفد:
2025-04-07@07:07:49 GMT

الديمقراطية والتنمية والعلاقة بينهما!

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

العلاقة بين التنمية السياسية «الديمقراطية» والتنمية الاقتصادية، أيهما يقود الآخر، نلجأ إلى هذا السؤال عندما نجد دولاً غير ديمقراطية حققت نمواً اقتصادياً مرتفعاً، ودولاً ديمقراطية تتعثر اقتصادياً! بعض الدراسات التى أجريت عن العلاقة بين الديمقراطية والتنمية لا تؤكد وجود علاقات سببية واضحة مباشرة بين تحقيق معدلات تنمية كافية وتصاعد التطلعات والإجراءات الديمقراطية، ما يشير إلى أن التنمية لا تبدو سبباً مباشراً للديمقراطية، وفى الوقت نفسه ليست نتيجة حتمية لها.

الأرجح عند التصدى لهذا السؤال، وهو هل تسبق الديمقراطية التنمية أم العكس لتحقيق الأهداف الاقتصادية؟ هو أن النظام الديمقراطى أكثر قدرة على تحقيق التنمية الاقتصادية، من خلال إرساء قيم الحرية والعدالة والمساواة واتباع قواعد الشفافية، والمحاسبة والفصل بين السلطات وتداول السلطة.

ذلك يقودنا إلى القول: إن تحقيق التنمية وضمان استدامتها هو أمر متعذر بمعزل عن الديمقراطية، وعملية التنمية لا تتأثر بالديمقراطية فحسب، بل تؤثر فيها أيضاً.

فكما أن الديمقراطية توفر الإطار المحفز للتنمية، فإن التنمية تخلق القاعدة المادية والمناخ الملائم لتطور الديمقراطية.

إن التنمية باعتبارها توسيعاً للفرص، تيتح للمواطن الارتقاء بمعارفه ومهاراته وتطوير قدراته، واختيار العمل الذى يجد فيه ذاته ويحقق له دخلاً يكفل له حياة كريمة. وكلما خطت التنمية ذات البعد الإنسانى شوطاً فى مسارها توطد الاستقرار فى المجتمع وترسخت الديمقراطية، وأتاح النظام الديمقراطى للشعوب انتخاب ممثليها بحرية تامة، استناداً إلى قانون عصرى وعادل، بفرض رقابة صارمة تمنع سلطة المال والزعامة القبلية أو الطائفية من استغلال النفوذ للتأثير على الانتخابات.

العلاقة متشابكة بين الديمقراطية والتنمية فلا غنى لإحداهما عن الأخرى فكلما ارتفعت معدلات التنمية الاقتصادية فى دولة ما، أدى ذلك إلى الدفع نحو التحول الديمقراطى، وبناء الديمقراطية فى الدولة يكون من الصعب إلا بإنجاز تقدم اقتصادى يمثل عنصراً لازماً لبناء المؤسسات الديمقراطية النيابية والحزبية وتحقيق المشاركة الديمقراطية، ولا توجد دولة حققت تنمية اقتصادية دون أن تضع أطراً دستورية وقانونية تجعل الصراعات السياسية على المناصب غير ذات تأثير كبير على التنمية الاقتصادية.

الهدف الاسمى هو تحقيق التنمية المستدامة وهى نتاج مناخ الحرية ومجتمع المعرفة، والاستفادة القصوى من القوى البشرية والطاقات المادية، والتخطيط الدائم لمواجهة مشكلات الداخل والأزمات الوافدة من الخارج، وأوصت مؤتمرات الأمم المتحدة فى مجال التنمية المستدامة بضرورة وضع استراتيجية عالمية جديدة للتنمية المستدامة وبمشاركة فاعلة بين المؤسسات الحكومية والبيئية، واحترام الخيارات المستقلة لشعوبها فى مجال التنمية الملائمة لها، وبناء شراكة كونية عادلة، وإيلاء اهتمام خاص بتنشيط اقتصاد الدول النامية.

ومن أجل السعى للتنمية المستدامة أطلقت مصر أجندة وطنية فى فبراير 2016 عن رؤية مصر 2030، تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة فى كل المجالات، وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة، وتركز رؤىة مصر 2030 على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته من خلال ترشيح مبادئ العدالة والاندماج الاجتماعى ومشاركة كل المواطنين فى الحياة السياسية والاجتماعية، يأتى ذلك جنباً إلى جنب مع تحقيق نمو اقتصادى مرتفع احتوائى ومستدام وتعزيز الاستثمار فى البشر وبناء قدراتهم الإبداعية من خلال الحث على زيادة المعرفة والابتكار والبحث العلمى فى كل المجالات.

الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية أمور مترابطة ومتداعمة ولا يمكن أن تنفصل من أجل الحفاظ على كرامة الفرد وحقوقه الأساسية وتعزيزها وتحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع التنمية الاقتصادية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التنمية السياسية التصدي الدیمقراطیة والتنمیة التنمیة الاقتصادیة

إقرأ أيضاً:

العلاقة بين وسائل التواصل والتربية السليمة

منذ قرابة العشرين عاماً، أطلت علينا الهواتف الذكية، وما تبعها من تقنيات في اتساع خدماتها، حيث كانت في بداياتها وسيلة اتصال، ثم تحولت حتى باتت الكل في الكل. ألا ترون أنها أصبحت أسلوب حياة تغيرت معها كثير من أساليب عيشنا وتفكيرنا؟ الأجهزة الذكية نحَّت بكل غرور كل ماكنا لا نستطيع الاستغناء عنه (الساعة والكاميرا والحاسبة والطابعة وآلة التصوير والأجندات والمذكرات كتابية وصوتية والتقويم والمواعيد والقواميس والترجمة والمسجل والتلفزيون والمكتبات ونظام الخرائط والكشاف وغير ذلك كثير والقادم قد يكون مذهلاً ) وحلت محلها بدقة أكثر وسرعة أكبر ويسر وسهولة منقطعة النظير، رسائل الجوال الذكي خدمت المجتمع في توجيه دعوات الزواج والمناسبات الهامة التي كانت سابقاً تبدأ المرحلة الأولى منها في روحة وجيئة مع المطابع من أجل اختيار شكل الكرت وتصميمه واختيار العبارات وبعد الاتفاق على ذلك تبدأ المرحلة الثانية وهي كتابة أسماء المدعوين وتوزيع البطاقات الذي قد يستغرق أياماً! أما المؤسف بعد التوزيع، هو أن أغلب المدعوين بعد انتهاء الزواج، يلقون ببطاقات الدعوة إما في سلة المهملات، أو إن كانوا مهتمين، أحرقوها حفاظاً على قيمة وخصوصية وقيمة أسماء الداعين، إذ من المستحيل إمكانية الحفاظ على بطاقات الدعوات التي كنا نستلمها فقد كانت لا تكفيها لو خصصنا لها المكتبات. ومن هنا قدم الجوال خدمةً جليلة، إذ تم إلغاء هذا الموضوع واستبداله ببطاقات الكترونية معبرة وجميلة وممكن ربطها بالموعد والتذكير. ومن المهام الجليلة التي خدمتنا فيها التقنية عبر الأجهزة الذكية تلك، هي فرصة قراءة القرآن في كل زمان ومكان، ليلاً أو نهاراً، ولن ننسى الشيخ العلامة (جوجل) كما يحلو للبعض تسميته، إذ أنه مرجع حاضر في كل لحظة. قد لا يكون بمنتهى الدقة، لكنه إلى حدّ بعيد ذا مرجعية هامة في جميع العلوم والتخصصات والأحوال. وظائف ما كنا نتخيل اختزالها في جهاز أصغر من الكف. لذلك لم نعد نستغرب، أو نستبعد وصول العلم إلى أبعد من ذلك بكثير، ولعل الذكاء الإصطناعي اليوم وما وصلنا منه، دليل على أن وتيرة التقدم التقني متسارعة، والطموحات البشرية منه أسرع، والعالم في تنافس شديد، والأجيال لم تعد كسابقيها من أجيال، لكن هناك ممَّن تأقلموا بسرعة مع التقنية، فأحبوها وأتقنوها، وهناك من لم يتمكن منها، ولا يدرك أبسط قواعدها وخدماتها، ومن هنا كان لابد للجهات المختلفة والوزارات تقدير ذلك خاصةً وزارة العدل وتطبيق (ناجز) والمتأخر كثيراً في أن يستوعب الجميع عكس تماًماً تطبيق (أبشر) والمفهوم للجميع ما لسبب ؟ لا أدري!!
اليوم نحن نواجه اجتياح وسائل التواصل لجميع أفراد المجتمع صغاراً وكباراً حتى أولئك الذين لا علاقة بينهم وبين التقنية. نجد أبناءهم حملوا لهم (التيكتوك) في هواتفهم ليستمتعوا وبالفعل ينطبق على التيك توك عبارة دعاية قديمة (لما تفك ما حتسك) لهذا التطبيق أو هذه المنصة سحر متابعة مذهل جداً! لذلك أصبحت متابعة الأهل وتقييمهم لتفكير ولسلوكيات أبنائهم ومشاركتهم ما يتابعون وما يكتبون، واجب ديني وتربوي، التقصير فيه وإهماله (جريمة) في حق أنفسهم ومجتمعهم وفلذات أكبادهم، أصبحنا نقرأ من الكتابات خلف أسماء مستعارة ما يندى له الجبين من بذاءة ألفاظ وسلوكيات مصورة يحسبونها مفخرة في حين أنها رذيلة أخلاقية هؤلاء المستترين خلف أسماء مستعارة وينفثون سموماً أخلاقية. هل اعتقدوا أنهم مستترين عن الله الذي لا يحب الجهر بالسوء من القول؟ ليت الأباء والأمهات الذين صدروا أطفالهم في وسائل التواصل، يحذروا من مغبة الزج بأبنائهم وبناتهم في أحضان وسائل التواصل، فالعاقبة بنسبة غالبة ليست سارة! بل وغالبا ما تكون وخيمة! هذه أم تريد من ابنتها التي لم تتجاوز حسب تقديري الثلاثة أو أربعة أعوام أن تحكي ما في خاطرها دون خوف منها وتطمئنها بأنها ابتعدت ثم بدأت الطفلة في ذم أمها بكلام غير مقبول! أي تربية هذه وأي أمومة؟ وذاك أب يصدر ابنته الصغيرة في كل المواقف بمكياج ولباس لا يتفق وطفولتها وبراءتها فمتابعي ابنته ملايين وابنته جريئة ووسائل الإعلام تطاردها وهذا الهدف. أين برامج الأطفال الهادفة يشارك فيها الأطفال بمواهبهم وبراءتهم وطفولتهم؟ طفلة جريئة متحدثة استغل ذلك يا والدها وليستغلها الإعلام واجعلوها تقدم برنامجاً مفيداً للأطفال دون زجها في جلسات الرجال ومقابلاتهم وتعويدها الجرأة غير المحمودة حتى لا يموت الحياء في شخصيتها، لأن الحياء هو زينة النساء وتاج الفتيات وعنوان التربية السليمة. فتفاصيل تربية البنات تختلف عن تفاصيل تربية البنين، والحياء لكلا الجنسين مطلب لكنه للفتيات أكثر! والإطار العام للجميع هو الأخلاق المستمدة من ديننا الحنيف، وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام وكلما كانت تربية الطفل منذ نعومة أظفاره سليمة، كلما ظهر هذا في مستقبل حياته وتعاملاته. وكلما كان هذا رفعةً للوادين في الدنيا والآخرة. فاحرصوا على التربية السليمة فهي المكسب الحقيقي.
وفقنا الله وإياكم ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

مقالات مشابهة

  • العلاقة بين وسائل التواصل والتربية السليمة
  • لقطة بين مرموش ومزراوي بعد ديربي مانشستر تخطف الأنظار.. هذا ما حدث بينهما
  • فيبي فوزي: الشركات التجارية تلعب دورا في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل
  • فيبي فوزي: تعزيز بيئة أعمال مرنة وفعالة يسهم بشكل مباشر في تحقيق الطفرة الاقتصادية
  • وزارة التنمية المحلية تدعو المواطنين لاستكشاف أطلس المدن المستدامة عبر الموقع التفاعلي
  • حيدر الغراوي: صناديق الاستثمار بوابة لتحقيق التنمية المستدامة
  • تجارة بنها تنظم مؤتمرها العلمي الثاني الرقمنة والتنمية المستدامة الخميس
  • قطاع التعدين .. ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد المحلي ودعم التنمية المستدامة
  • تجارة بنها تنظم مؤتمر "الرقمنة والتنمية المستدامة في ضوء رؤية مصر 2030"
  • الرقمنة والتنمية المستدامة في ضوء رؤية مصر 2030 مؤتمر علمي بتجارة بنها