الديمقراطية والتنمية والعلاقة بينهما!
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
العلاقة بين التنمية السياسية «الديمقراطية» والتنمية الاقتصادية، أيهما يقود الآخر، نلجأ إلى هذا السؤال عندما نجد دولاً غير ديمقراطية حققت نمواً اقتصادياً مرتفعاً، ودولاً ديمقراطية تتعثر اقتصادياً! بعض الدراسات التى أجريت عن العلاقة بين الديمقراطية والتنمية لا تؤكد وجود علاقات سببية واضحة مباشرة بين تحقيق معدلات تنمية كافية وتصاعد التطلعات والإجراءات الديمقراطية، ما يشير إلى أن التنمية لا تبدو سبباً مباشراً للديمقراطية، وفى الوقت نفسه ليست نتيجة حتمية لها.
الأرجح عند التصدى لهذا السؤال، وهو هل تسبق الديمقراطية التنمية أم العكس لتحقيق الأهداف الاقتصادية؟ هو أن النظام الديمقراطى أكثر قدرة على تحقيق التنمية الاقتصادية، من خلال إرساء قيم الحرية والعدالة والمساواة واتباع قواعد الشفافية، والمحاسبة والفصل بين السلطات وتداول السلطة.
ذلك يقودنا إلى القول: إن تحقيق التنمية وضمان استدامتها هو أمر متعذر بمعزل عن الديمقراطية، وعملية التنمية لا تتأثر بالديمقراطية فحسب، بل تؤثر فيها أيضاً.
فكما أن الديمقراطية توفر الإطار المحفز للتنمية، فإن التنمية تخلق القاعدة المادية والمناخ الملائم لتطور الديمقراطية.
إن التنمية باعتبارها توسيعاً للفرص، تيتح للمواطن الارتقاء بمعارفه ومهاراته وتطوير قدراته، واختيار العمل الذى يجد فيه ذاته ويحقق له دخلاً يكفل له حياة كريمة. وكلما خطت التنمية ذات البعد الإنسانى شوطاً فى مسارها توطد الاستقرار فى المجتمع وترسخت الديمقراطية، وأتاح النظام الديمقراطى للشعوب انتخاب ممثليها بحرية تامة، استناداً إلى قانون عصرى وعادل، بفرض رقابة صارمة تمنع سلطة المال والزعامة القبلية أو الطائفية من استغلال النفوذ للتأثير على الانتخابات.
العلاقة متشابكة بين الديمقراطية والتنمية فلا غنى لإحداهما عن الأخرى فكلما ارتفعت معدلات التنمية الاقتصادية فى دولة ما، أدى ذلك إلى الدفع نحو التحول الديمقراطى، وبناء الديمقراطية فى الدولة يكون من الصعب إلا بإنجاز تقدم اقتصادى يمثل عنصراً لازماً لبناء المؤسسات الديمقراطية النيابية والحزبية وتحقيق المشاركة الديمقراطية، ولا توجد دولة حققت تنمية اقتصادية دون أن تضع أطراً دستورية وقانونية تجعل الصراعات السياسية على المناصب غير ذات تأثير كبير على التنمية الاقتصادية.
الهدف الاسمى هو تحقيق التنمية المستدامة وهى نتاج مناخ الحرية ومجتمع المعرفة، والاستفادة القصوى من القوى البشرية والطاقات المادية، والتخطيط الدائم لمواجهة مشكلات الداخل والأزمات الوافدة من الخارج، وأوصت مؤتمرات الأمم المتحدة فى مجال التنمية المستدامة بضرورة وضع استراتيجية عالمية جديدة للتنمية المستدامة وبمشاركة فاعلة بين المؤسسات الحكومية والبيئية، واحترام الخيارات المستقلة لشعوبها فى مجال التنمية الملائمة لها، وبناء شراكة كونية عادلة، وإيلاء اهتمام خاص بتنشيط اقتصاد الدول النامية.
ومن أجل السعى للتنمية المستدامة أطلقت مصر أجندة وطنية فى فبراير 2016 عن رؤية مصر 2030، تعكس الخطة الاستراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة فى كل المجالات، وتوطينها بأجهزة الدولة المصرية المختلفة، وتركز رؤىة مصر 2030 على الارتقاء بجودة حياة المواطن المصرى وتحسين مستوى معيشته من خلال ترشيح مبادئ العدالة والاندماج الاجتماعى ومشاركة كل المواطنين فى الحياة السياسية والاجتماعية، يأتى ذلك جنباً إلى جنب مع تحقيق نمو اقتصادى مرتفع احتوائى ومستدام وتعزيز الاستثمار فى البشر وبناء قدراتهم الإبداعية من خلال الحث على زيادة المعرفة والابتكار والبحث العلمى فى كل المجالات.
الديمقراطية والتنمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية أمور مترابطة ومتداعمة ولا يمكن أن تنفصل من أجل الحفاظ على كرامة الفرد وحقوقه الأساسية وتعزيزها وتحقيق العدالة الاجتماعية وتشجيع التنمية الاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التنمية السياسية التصدي الدیمقراطیة والتنمیة التنمیة الاقتصادیة
إقرأ أيضاً:
"الزراعة" تختتم فعاليات ورشة العمل التدريبية حول تحقيق الأمن الغذائي المُستدام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتمت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في قطاع الإرشاد الزراعي، فعاليات ورشة العمل التدريبية التي تم تنظيمها بالتعاون مع المركز الإقليمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية في الشرق الأدنى "كاردني" تحت رعاية علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، حول الزراعة المستدامة والأمن الغذائي.
ومن جهته أكد الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، على أهمية هذه الورشة، والتي استمرت على مدار ثلاثة ايام، ناقشت خلالها عددا من الموضوعات من بينها: سياسات الأمن الغذائي في مصر، الإدارة المُتكاملة للموارد الطبيعية ودورها في تحسين الأمن الغذائي، تنمية المحاصيل الحقلية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المُستدامة، فضلا عن تنمية الثروة الحيوانية والداجنة ركيزة أساسية لتحقيق الزراعة المُستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، ودور الإبتكار الزراعي في تعزيز الأمن الغذائي الزراعي في المناطق الريفية،
وأشار إلى أن ورشة العمل ناقشت موضوعات: الزراعة الذكية والحلول المُستقبلية لتحقيق الأمن الغذائي المُستدام، فضلا عن مكافحة أمراض وآفات النباتات لتحقيق الزراعة المُستدامة وتعزيز الأمن الغذائي، ودور تنمية الثروة السمكية في تعزيز الأمن الغذائي، فضلا عن تأثير التغير المناخي علي الزراعة المُستدامة والأمن الغذائي.
وأكد رئيس قطاع الارشاد الزراعي، أن الزراعة المستدامة تعد حجر الزاوية لتحقيق الأمن الغذائي والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة وزيادة الإنتاج الزراعي بشكل يراعي التحديات البيئية نظرا لما يواجه العالم من تحديات مثل تغير المناخ وندرة المياه وتدهور التربة مما يجعل من الضروري تبني الزراعة المستدامة كحل رئيسي لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح عزوز أن الزراعة المستدامة تساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن الغذائي وحماية البيئة، وتحسين جودة الحياة للمزارعين، لافتا إلى أنه من أجل تحقيق الزراعة المستدامة يجب توعية المزارعين بأهمية هذه الممارسات وتدريبهم على كيفية تنفيذها، بحيث يتضمن التدريب تقنيات زراعية جديده والتوعيه باهمية تطبيق نظم الري الحدي واستخدام الأسمدة العضوية بالإضافة إلى كيفية التكيف مع التغيرات المناخية.
وأكد رئيس قطاع الإرشاد الزراعي على أهمية تكامل الجهود بين المراكز البحثية والجامعات والجهات التي تقدم خدمات الإرشاد الزراعي للمزارعين وتبني الممارسات الزراعية المستدامة لضمان مستقبل أفضل للزراعة.
وجاء ختام فعاليات ورشة العمل وتوزيع الشهادات على المتدربين بحضور: الدكتور علاء عزوز رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، والدكتور موفق السرحان المدير التنفيذى للمركز الإقليمي للإصلاح الزراعي والتنمية الريفية في الشرق الأدنى " كاردني".
وشارك في ورشة العمل قطاعي: الخدمات الزراعية والمُتابعة، وتنمية الثروة الحيوانية والداجنة، فضلا عن الجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي، كذلك مركز البحوث الزراعية ممثلا في معاهد: بحوث المحاصيل الحقلية، البساتين، تكنولوجيا الأغذية، الارشاد الزراعي، الصحة الحيوانية، أمراض النباتات، القطن، الهندسة الوراثية فضلا عن معهدي بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، الإقتصاد الزراعي، والمعامل المركزية للمناخ الزراعي، الزراعة العضوية، تحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في الأغذية، وبحوث الحشائش، فضلا عن مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة.
كما شارك في ورشة العمل أيضا ممثلو مديريات الزراعة بمحافظات: الجيزة، القليوبية، الفيوم، المنوفية، والغربية، فضلا عن: الإتحاد التعاوني الزراعي المركزي، الجمعية العامة للأراضي المُستصلحة، والجمعبة العامة للإصلاح الزراعي.