الإسماعيلى.. أكثر من مجرد نادٍ
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تأسست فى عهد سعيد باشا أبريل 1862، سميت بهذا الاسم نسبة إلى الخديو إسماعيل فى حفل كبير مارس 1863، ومع الافتتاح الكبير لقناة السويس نوفمبر 1869 كانت الانطلاقة الفعلية لواحدة من أجمل المدن المصرية، وإن كانت الإسماعيلية أقدم من ذلك كثيراً.
هنا الإسماعيلية، هنا عاصمة كرة القدم المصرية، زعيم الأندية الشعبية والجماهيرية.
حكاية إنشاء النادى الإسماعيلى، حكاية تتجاوز المائة عام، بدأت عام 1920 وكان اسمه فى ذلك الوقت نادى النهضة، وتم إشهاره عام 1924 ثم أصبح هذا النادى الإسماعيلى أوالنهضة- عضواً فى اتحاد كرة القدم المصرى عام 1926-1920 فى عام 1921 تغير اسمه وعرف باسم نادى الإسماعيلى الرياضى، نسبة لاسم المحافظة التى يوجد بها وهى محافظة الإسماعيلية. شارك فى أول بطولة نظمت للدورى المصرى الممتاز عام 1948. فاز ببطولة الدورى عام 1967، وكان أول نادٍ عربى يفوز ببطولة قارية حين فاز بدورى أبطال إفريقيا موسم 69/70 ليدخل الفرحة على قلوب المصريين جميعاً فى سنوات مرارة النكسة، وأول هداف مصرى للبطولة الإفريقية هو فاكهة الكرة المصرية الكابتن على أبوجريشة.
فى زياراتى المتعددة لمكتب الصديق مصطفى شلة، أمين صندوق النادى، وأحد أقدم أعضائه، كنت أجد فى صدارة مكتبه كتاباً للكاتب الكبير حسن المستكاوى تحت عنوان: الإسماعيلى قصة كفاح عمرها مائة عام، فى صدر الكتاب تطالع مقولة شهيرة هى «إن النادى الإسماعيلى مؤسسة بنيت كل طوبة فيها من كل بيت، وكل عائلة فى الإسماعيلية». وهو واقع منذ النشأة الأولى للنادى، الذى تبرع الأهالى والتجار من أجل إنشائه، فالموقع الرسمى للنادى يوضح لنا تبرع كل من المقاول محمد على أحمد بمبلغ 357 جنيهاً، والدكتور سليمان عيد وصالح عيد بمبلغ 500 جنيه، والحاج محمد سليمان بمبلغ 100 جنيه، وبنفس المبلغ السيد أبوزيد المنياوى، والشيخ أحمد عطا بمبلغ 75 جنيهاً، وكل من أحمد ذكرى وعبدالرحمن السجاعى بمبلغ 50 جنيهاً، والحاج محمد سهمود وفهمى ميخائيل بمبلغ 30 جنيهاً، والحاج أحمد على أبوزيد المنياوى بمبلغ 25 جنيهاً، والخواجة بنايوتى فاصوليس بمبلغ 20 جنيهاً. وغيرها من الأسماء التى تمثل كل بيت وكل عائلة فى الإسماعيلية حتى تاريخه، وكعادة كرة القدم فى إفريقيا؛ ارتبطت الكرة فى الإسماعيلية والنادى الإسماعيلى بمرحلة مهمة من تاريخ النضال المصرى، وتلك حكاية أخرى.
فى زيارة للنادى لتقديم التهنئة لمجلس الإدارة الجديد برئاسة المهندس نصر أبوالحسن، وبصحبة العزيز المحاسب مصطفى شلة، أمين صندوق النادى المنتخب، تشعر بمدى إحساس مجلس الإدارة بالمسئولية التى اختاروها لأنفسهم عن طواعية، وطيب خاطر، وحب كبير للنادى، فى ظل الظروف الحرجة التى يمر بها النادى خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لكن رغم عبء المسئولية وثقل حملها، تجد التفاؤل والأمل مع المجلس الجديد، هذا التفاؤل الذى تجسد فى انطلاق شباب الإسماعيلية إلى حوائط المدينة، ورسم تاريخ النادى بالجرافيتى فى مظاهرة حب كبيرة للنادى العريق.
ورغم خطط مجلس الإدارة التى استمعت إليها من رئيس النادى وأمين صندوقه لتجاوز المحنة المالية والإدارية للنادى، تبقى الحاجة ملحة لتكاتف حقيقى من أبناء الإسماعيلية، على الأقل بالصبر على مجلس الإدارة وتركه يعمل ويأخذ الفرصة كاملة لتنفيذ أفكاره الخاصة بعبور النادى وعودته لمكانته الطبيعية أحد أبرز أندية الكرة المصرية والإفريقية، وأن يكون الحساب ديمقراطياً فى موعد انعقاد الجمعية العمومية وليس عبر صفحات السوشيال ميديا. ولنا لقاء آخر حول حقوق الأندية التاريخية الإسماعيلى والمصرى والمحلة وغيرها من أندية المدن المصرية فى مواجهة توحش الرأسمالية الكروية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الافتتاح الكبير لقناة السويس تاريخ مصر وبورسعيد النادى الإسماعیلى
إقرأ أيضاً:
“على بلاطة”
فلسطين مجرد البداية، المخطط الحقيقي يسعى خلف مكة المكرمة والمدينة المنورة.
قد يطول شرح هذا الأمر، لذا أتمنى أن تصبروا عليّ في هذه الرحلة وألا تغادروا في منتصف الطريق .
احزموا امتعتكم .. اربطوا احزمتكم ..
اقرأوا دعاء السفر .. توكلوا على الله ولا تنسوا البسملة !
بسم الله الرحمن الرحيم .. فلنبدأ ..
حسناً .. لفهم هذه المسألة علينا معرفة الحقيقة المجردة لهذا الصراع .
ولمعرفة ذلك يتوجب علينا العودة إلى أولى صفحات التاريخ، إلى تلك اللحظة بالتحديد!
لحظة إعلان العداء المطلق من قبل إبليس وقوله تعالى موضحاً ما جاء على لسان الرجيم :
{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}
ثم قوله تعالى مخاطباً أبانا آدم وإبليس:
{قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}
هنا بدأ كل شيء .. دُشّن الصراع .. أقيمت ركائزه
ارتسمت ملامحه .. حُددت أطرافه .. أُعلنت أهدافه .
هذه حرب أعلنها إبليس على الآدمية بُغية إغوائهم .. نقطة على السطر!
ما يعني أن حقيقة وأصل وعمق الصراع الدائر
على هذه الأرض «ديني – عقائدي»، ديني عقائدي …
لا «ديانات ومعتقدات» عليكم التفريق بين ذلك وتلك!
يسعى إبليس لتحريف وتهجين الفكر والعقيدة التي جبلنا الله عليها ومحو كل
(( أثر وسبيل ومعلم مادي يقودنا إليها ))
«ما بين القوسين ركيزة موضوعنا، احفظوه جيدًاً»
واستبدالها بواحدة من صنيعته، وتحقيق غايته .
هذا ما عنيته بالصراع «الديني العقائدي» بالطبع نتج عنه تفرعات عديدة «اقتصادية – شخصية – توسعية – طموحات – سلطة – ثروات – مصالح وما شابه» لكنها كلها امتدادات لأصل عتيق وغطاءات لهدف وحيد ووسائل عدة بررتها غاية واحدة، تم توضيحها أعلاه .
الآن بعد معرفتنا بأن حقيقة الصراع «ديني – عقائدي»
لنأخذ جولة سريعة في المكان!!
لنذهب إلى بيت المقدس تحديداً !
«القدس – أورشليم – أرض الميعاد – سموها ما شئتم»
لنلقِ نظرة على تاريخها الحافل!!
قد يفاجئكم هذا الأمر .. أو ربما لن يفعل!
لقد تعرضت هذه المدينة للاحتلال 44 مرة!!
هوجمت 52 مرة ودُمرت مرتين!!
هذا ما حملته كتب التاريخ ناهيكم عما سقط عنها!!
نحن أمام رقم قياسي لن تحطمه أية مدينة أخرى!
السؤال هنا .. ما المميز في القدس ؟!
لِمَ يسعى الجميع للاستحواذ عليها ؟!
لِمَ لم تمر إمبراطورية من كتب التاريخ والجغرافيا إلا واحتلت القدس، بدءاً ببابل وانتهاءً بالتاج البريطاني والولايات المتحدة الأمريكية!!
ما السبب ؟!
سيقول البعض بسبب موقعها الجغرافي ..
خط التجارة .. الأهمية الاستراتيجية!!
ترهات .. ولو حملت بعض الصحة إلا أنها لا تتعدى حقيقة كونها مجرد ترهات!
السبب الحقيقي وراء ذلك أنها لطالما شكلت عاصمة العقيدة وقبلة الدين وموطن الأنبياء ومستقر آثارهم وبقية ميراثهم وكثير مما تركوه وخلفوه!
ولأن الصراع «ديني – عقائدي»
فعلى المستوى التاريخي :
يجب عليك احتلالها .. تدميرها .. طمس معالمها ..
محو كل دليل يثبت بأن دين الله ليس بخرافة!
أما على المستوى الجغرافي :
إذا أردت هزيمة عدوك فعليك أخذ عاصمته!
إذاً ما الذي تغير اليوم ولمِ هي مجرد «بداية»،
ثم ما علاقة كل هذا بمكة والمدينة ؟!
ألم يخبروكم أن كل ما كان في القدس قد انتقل إليهما !
أثناء البعثة المحمدية أصبحت مكة المكرمة عاصمة العقيدة وقبلة الدين!
أما المدينة فكانت مستقر الأثر وبقية الميراث وكثير مما ترك وخلف!
لذا باتتا هما الهدف القادم!
وبالطبع إبليس ليس أحمق ليدفع أحداً للقيام باحتلالهما بشكل مباشر!
لذا سيأخذ فلسطين أولاً بذريعة إرث اليهود التاريخي!
ومنها سيشق طريقه إليهما!
بعد تدجين مجتمعاتها وغزوهم فكرياً وثقافياً وسياسياً معتمداً على كيانه الذي بات أمراً واقعاً لايمكن تجاهله!
الأن … ألا تجدون هذا مثيراً للريبة ؟!
إن كلاً من الفكر الصهيوني والوهابي قد نشآ في القرن السابع عشر !!
كذلك هو حال الانتداب البريطاني لفلسطين وتأسيس النظام السعودي في شبه الجزيرة .. حدث ذلك في العقد نفسه!
محاولات هدم مرقد النبي .. هدم منازله .. فتاوى هدم الكعبة باعتبارها صنماً .. محاولات محو كل أثر مادي .. زرع العداوة بين المسلمين .. حالة الانفلات والانحلال التي يعيشها المجتمع السعودي اليوم!
ألا ترون أوجه التشابه وما الذي يجري التحضير له ؟!
سيقومون بتهويد مقدساتنا في مكة والمدينة كما قاموا بتهويدها في بيت المقدس!
لا أستبعد أنهم باتوا يملكون أراضي واسعة تحيط بمقدساتنا في المدينتين!
لذا نعم .. فلسطين مجرد البداية، والعين على المكرمة والمنورة .. وسيفعلونها، لا اعني باستخدام عملائهم!
بل بأنفسهم وبشكل مباشر، وما سياسات المملكة الرعناء التي تسببت بنبذها من قبل محيطها العربي والإسلامي إلا لضمان تركها وحيدة عند وقوع الكارثة!
هذه حرب على دين الله ومقدساته، وآيات الله بالقتال والدفاع عن دينه لم تأتِ من عبث!