بوابة الوفد:
2024-07-03@18:00:01 GMT

بلاغة شعر العامية بين الدارسين والمبدعين

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

عرفنا عدداً قليلاً من شعراء العامية، وما ذكرنا إلا القليل، ومن هنا نالت العامية اهتمام الدارسين والباحثين الكبار، ومنهم عبدالعزيز الأهوانى (ت 13من مارس 1980)، وعبدالحميد يونس، وأحمد رشدى صالح، وسهير القلماوى، ونبيلة إبراهيم، وأحمد مرسى، وعبدالعليم القبانى، وأبوبثينة، محمد عبدالمنعم، وأمثالهم، حتى دافع عن هذا الشعر الدكتور صلاح فضل، وهو عضو مجمع اللغة العربية بل كان رئيسه، فى كتابه (شعر العامية من السوق إلى المتحف) سنة 2020، مقاوماً الاستعلاء النقدى الذى عانى منه هذا الفن، بمثل ما عانى من نظرية «الصفاء اللغوى»، ماضياً مع تاريخ ذلك الفن متناولاً: بيرم التونسى، وأحمد فؤاد نجم، وصلاح جاهين، وعبدالرحمن الأبنودى، ومحسن الخياط فى ديوانه ناى وشموع، دار الكاتب العربى، القاهرة 1968، وكامل عيد، ومحمد عبدالقادر البورسعيديين، الذى كان لى شرف الكتابة عن الشاعر الأول، وكتابة مقدمة ديوانه الشاعر الثانى منذ نحو ربع القرن، ومن قبله ببورسعيد حلمى الساعى، وحامد البلاسى، كما كتب الشاعر كمال نشأت كتاباً صريحاً عنوانه (عاميتنا الجميلة)، وتأتى أهمية هذا الكتاب أن مؤلفه هو من هو من سدنة الشعر الفصيح، الناسجين على منوال الشعر الجديد، بل من رواد شعر التفعيلة، وكتب سعيد الوكيل صورة الوطن وتجلياتها، قراءة فى نماذج من شعر العامية لدى شعراء إقليم وسط وجنوب الصعيد، مؤتمر الأدب وأسئلة الواقع المعاصر، هيئة قصور الثقافة، البحر الأحمر الدورة 22، ص 355ـ 374، ومنهم: رمضان طاهر محمد العثمانى فى ديوانه الأحوال الطين فى زمن الشياطين، وعبيد طربوش فى الجميزة، وعبداللطيف المبارك فى قراءة تانية للجسد، وعلى عبدالرحمن أبوسراج فى بشاير الميلاد، ومحمد يوسف محمد حسن فى أبوالعريف الذى صدر سنة 2002، ومن بورسعيد، على سبيل المثال، نجد حامد البلاسى، ومحمد عبدالقادر، وكامل عيد (ت 2022)، وأحمد عوض (1927ـ 2006)، وغيرهم، ونتناول منهم: حامــد البلاسى الملقب «خيام من بورسعيد» مؤتسياً بشخصية غياث الدين أبى الفتح عمر بن إبراهيم الخيام (433هـ 517هـ/ 1123م) الحكيم الفلكى النيسابورى صاحب الرباعيات الشهيرة التى ترجمت: شعراً ونثراً إلى لغات عديدة، منذ ترجمة الشاعر الإنجليزى «فينزجيرالد»، ثم البستانى، ومحمد السباعى، وأحمد رامى، التى طبعت فى سلسلة من الشرق والغرب العدد 33، القومية، القاهرة، وعبداللطيف النشار، وأحمد الصافى النجفى، وتوفيق مفرج، ومن ترجماتها بالعامية ترجمة محمد رخا 1957، وحسين مظلوم، الرياض 1994، وها نحن أمام رباعيات عامية للبلاسى تخوض صرر الحياة بتناقضاتها، وبسلبياتها ونواقصها، وتشاؤمها وأساها، وتقدم رؤيته فى الكون والوجود والناس بعاداتهم وقيمهم من خلال تجربة الشاعر فى الحياة.

وكما كان الخيام القديم حكيماً كان الخيام المعاصر عطاراً، بما فى مهنة العطارة القديمة والحديثة، معاً، من أمور الطب والوصفات، وقد كان من شيوخ الدرس الأدبى فى بداية العصر، أيضاً، الشيخ حسن العطار.

 وفى رباعياته: الحب فى الشوارع الضيقة، وهو من 23 ثنائية، وذلك فى ثنائيات متضادة، والروحية والاغتراب، والوطن ومقاومة استعمار والعدوان. 

 

 

 

عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شعر العامية اللغة العربية

إقرأ أيضاً:

د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة

أغلى وأهم ما فى ثورة 30 يونيو هو هذا التوافق الذى حدث بين إرادة وطموح وآمال شعب، وتلاقيها مع قدرات وإرادة قواته المسلحة، وسميت ما دار منذ وقوع هذا الحدث الأهم فى تاريخ أمتنا بأنه معركة يخوضها الشعب وقواته المسلحة مماثلة لمعركة العبور.

ولكن هذه المرة هى عبور للداخل، واجهت فيه البلاد بقيادة واعية ومستنيرة وجيش وطنى مخلص وشعب صاحب إرادة ووعى للسير بخطى ثابتة نحو تحقيق عدة أهداف كان أبرزها فى بداية الثورة وبعدها مباشرة خوض معركة بناء مؤسسات الدولة بعد انهيارها، والحفاظ، وهو الأهم، على كيان الدولة القومية.

بعد إدراك استراتيجى أن هدف أعداء الداخل والخارج هو تشتيت مؤسسات الدولة والعمل على انهيارها، وتشتيت قوات وقدرات الشعب المسلحة بإذكاء أخبث الأعداء وهو الإرهاب الذى كان القضاء عليه متوجباً، فهو الخطر الأشرس والعدو الأخبث الذى ما كان يمكن للثورة الوليدة أن تحقق أهدافها مع تفشى الإرهاب، وتعد ملحمة القضاء عليه، رغم كل ما بذل فى سبيل ذلك من تضحيات، إحدى أهم معارك وبطولات قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة وشعبنا البطل المساند.

ولم تغفل ثورة 30 يونيو أهمية بناء اقتصاد عصرى سليم وفقاً لقواعد دولية جادة وصارمة تحمّل شعبنا البطل أعباء عملية إصلاح اقتصادى مستمر، وتحمل ضغوط وأعباء هذا البرنامج، كما تحمل بجلد وصبر ما صاحبها من أزمات تسببت فيها الجائحة أو الحرب الروسية - الأوكرانية.

وبعد عشرة أعوام من عمر ثورته شهد الشعب المصرى ثماراً لا يمكن إنكارها وإنجازات لم تتحقق فى تاريخه فى هذه الفترة الزمنية القصيرة فى عمر الشعوب، فدبت الثورة يد النماء لتبنى وتعمر فى قلب الصحراء فنشأت المدن الجديدة ورصفت الطرق وأقيمت الكبارى وهى شرايين الجغرافيا التى على أساسها يصح الجسد وينهض الاقتصاد.

وتم تحديث البنى التحتية المعلوماتية والبنكية وشبكة الاتصالات، وتم بناء العاصمة الإدارية الجديدة من الجيل الخامس للمدن، وهى مدينة عصرية حديثة خلقت عناوين للصحراء من القاهرة إلى السويس، ومن جميع الاتجاهات صوب العاصمة، حيث تتجدد كل يوم مسارات لإعمار وتحديث لا يتوقف.

من أبرز إنجازات الثورة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى أعادت وجه الحياة للريف المصرى، إدراكاً أن تنمية الريف، وبه نصف سكان مصر، تثرى الدولة ويستعيد الاقتصاد الوطنى قدراته وعافيته.

واليوم.. ونحن على أعتاب الجمهورية الجديدة نخوض مرحلة نأمل أن يكون الإنسان دوماً فى قلبها، وأساساً لحركة ثورة يونيو الخلاقة والمبدعة، فالاهتمام بالإنسان وصحته وتعليمه وبناء وعيه وثقافته والمحافظة على صحته وكرامته وفرصه فى الحياة وخلق منافذ لكسب الرزق ستكون عنواناً بارزاً للمرحلة القادمة.

فكما اهتمت المراحل الأولى برأب الصدع واستعادة الوحدة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة وخوض معركة ضد الإرهاب، وتحقيق النهضة المعمارية والاقتصادية، فإن بناء وعى الإنسان ورعايته صحياً وتعليمياً وتبنى مشروع تنويرى خلاق يعنى بالتعليم والثقافة والبحث العلمى والاعتناء بصحة الإنسان وسكنه الكريم وتوفير فرص عمل كريم له سيكون هو الأساس الذى يمكن لثورة 30 يونيو أن تعمل لتحقيقه ليضيف هذا المشروع التنويرى وفى قلبه الإنسان المصرى فرصة لمستقبل أفضل للبلاد.

إن لدى مصر فرصة تاريخية للانطلاق نحو المستقبل واللحاق بمن سبقنا وتعويض ما فاتنا، ولدينا العقول ولدينا الجيش والشعب والقيادة السياسية الحكيمة التى بنت أحلامها وخططها لبناء مصر القادرة القادمة بكل عزم على خطى المستقبل، إن ثورة 30 يونيو هى نداء من أجل مستقبل واعد لشعب التف حول جيشه وقيادته، والتى ستعمل كما كان عهدها دائماً من أجل خير الوطن والمنطقة والعالم.

مقالات مشابهة

  • ثلاثة شعراء يتغنون بالحب والطبيعة بـ«بيت الشعر» بالشارقة
  • تشكيل الزمالك المتوقع أمام فاركو في الدوري
  • مصدر لـ«إكسترا نيوز»: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزيرا للثقافة
  • د. محمد حجازي يكتب: ثورة 30 يونيو بين حاضر ومستقبل أمة
  • جدول مباريات منتخب مصر للطائرة في أولمبياد باريس 2024
  • تنظيم ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "أجمل ما فيكي يا مصر"
  • هيئة قصور الثقافة تنعي الشاعر محمد خميس
  • هيئة قصور الثقافة تنعى الشاعر محمد خميس
  • محمد حماقى « ليالى مصر » كلها فرح وسعادة
  • ورحل الشاعر محمد خميس.. آخر ضوء للإخلاص