توصلت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء على ظهورهم، يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو قصور القلب، أو الوفاة المبكرة.

وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور دوك إم جياو، وسيتم تقديمه في المؤتمر العلمي لارتفاع ضغط الدم التابع لجمعية القلب الأميركية، المنعقد  في الفترة من 7 إلى 10 سبتمبر/أيلول 2023 في بوسطن، وفقا لبيان منشور على موقع الجمعية.

وشملت الدراسة تحليل بيانات طويلة الأمد أجريت على أكثر من 11 ألف بالغ، من 4 مجتمعات مختلفة في الولايات المتحدة.

وعادة ما يتم قياس ضغط الدم أثناء جلوس الشخص في وضع مستقيم، الذي يسجل قراءات مرتفعة فيعني هذا أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم، وهو معرض أكثر لخطر النوبات القلبية والوفاة المبكرة.

استلقاء الشخص على ظهره

الجديد في الدراسة أنها شملت قياس ضغط الدم أثناء استلقاء الشخص على ظهره. في بعض الحالات يكون لدى الشخص قراءات ضغط دم مرتفعة أثناء الاستلقاء على الظهر، ولكن طبيعية أثناء الجلوس قائما.

اللافت أن الباحثين وجدوا أنه كان لدى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء، ولكن ليس أثناء الجلوس في وضع مستقيم، مخاطر مرتفعة مماثلة للإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتة الدماغية، أو قصور القلب، أو الوفاة المبكرة، مثل البالغين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في وضعية الجلوس المستقيم، وأثناء الاستلقاء.

ولم تختلف زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، أو السكتة الدماغية، أو قصور القلب، أو الوفاة المبكرة باختلاف نوع دواء ضغط الدم المستخدم بين المشاركين.

وينظم الجهاز العصبي اللا إرادي ضغط الدم في مواضع الجسم المختلفة؛ ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن الجاذبية قد تتسبب في تجمع الدم عند الجلوس أو الوقوف، ويكون الجسم أحيانًا غير قادر على تنظيم ضغط الدم بشكل صحيح أثناء وضعيات الاستلقاء والجلوس والوقوف.

وقال مؤلف الدراسة الرئيس دوك إم جياو، "إذا قيس ضغط الدم أثناء جلوس الأشخاص في وضع مستقيم فقط، فقد يُفوّت خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذا لم يتم قياسه -أيضا- أثناء استلقائهم على ظهورهم".

وتضمنت النتائج التي توصل إليها الباحثون ما يلي:

16% من المشاركين الذين لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم -الذي عُرّف في هذه الدراسة على أن قياس ضغط الدم العلوي والسفلي لديهم أكبر من، أو يساوي 130/80 ملم زئبق- أثناء الجلوس، كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء على الظهر، مقارنة بـ 74% من المصابين بارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس، والذين يعانون -كذلك- من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء. بالمقارنة مع المشاركين الذين لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس والاستلقاء، كان المشاركون الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس والاستلقاء أكثر عرضة بنسبة 1.6 مرة للإصابة بأمراض القلب التاجية، وزيادة خطر الإصابة بقصور القلب بمقدار 1.83 مرة، وارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار 1.86 مرة، وخطر أعلى بمقدار 1.43 مرة للوفاة المبكرة بشكل عام، وارتفاع خطر الوفاة بسبب أمراض القلب التاجية بمقدار 2.18 مرة. كان المشاركون الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الاستلقاء ولكن ليس أثناء الجلوس، لديهم مخاطر مرتفعة مماثلة للمشاركين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أثناء الجلوس والاستلقاء.

وقال جياو، "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر معروفة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، قد يستفيدون من فحص ضغط الدم لديهم أثناء الاستلقاء على ظهورهم".

وأضاف "أن الجهود المبذولة لإدارة ضغط الدم أثناء الحياة اليومية، قد تساعد في خفض ضغط الدم أثناء النوم. يجب أن تقارن الأبحاث المستقبلية قياسات ضغط الدم أثناء الاستلقاء في العيادة مع القياسات الليلية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الوفاة المبکرة بأمراض القلب خطر الإصابة

إقرأ أيضاً:

عندما يُصنَّف الغناء مقاومة.. .ويتحوّل المغني إلى "إرهابي"

في عالمٍ تكسّرت فيه مرايا العدالة، لم تعد الرصاصة وحدها تُخيف السلطات، بل باتت الكلمة - حين تُقال في غير موضعها الرسمي - مشروع جريمة. في زمن تتقد فيه غزة تحت نار القنابل، تصبح الأغنية سلاحًا، ويُدرَج المغني في قوائم الإرهاب، لا لأنه حمل سيفًا، بل لأنه حمل صوت الضحايا. الفن في قلب المعركة، لا ليُطرب، بل ليُدين، ويصير الصمت خيانة حين تُبتر الألحان من أوتارها فقط لأنها نادت بحياة إنسان في بقعة منسية من الأرض.

ما حدث مؤخرًا في بريطانيا، حين وُصمت فرقة موسيقية بتهمة «الإرهاب» فقط لأنها هتفت ضد الجيش الإسرائيلي في مهرجانٍ موسيقي، ليس مجرد واقعة هامشية في سجل الفنون الاحتجاجية، بل علامة فارقة على تحوّل الموسيقى - بل والفن عمومًا - إلى مرآة تُحرج النفاق الغربي وتكشف زيف حياده الأخلاقي.

لقد اعتاد الغرب الحديث عن حرية التعبير وكأنها إنجيل العصر، يُقدَّس في المحافل ويُدرَّس في الجامعات، لكنه يُطوى سريعًا حين تُلامس النغمة «الجهة الخطأ» من البوصلة السياسية. أن تهتف ضد جريمة، وأن تصرخ بلحن من أجل أطفال تُقصف أجسادهم في نومهم، يتحول في عرف بعض المحاكم إلى «خطر على الأمن القومي«. كأن العدالة لا تحتمل صوتًا مرتفعًا يحمل وجع المقهورين.

في واحدة من أكثر اللحظات دلالة، وقف قائد أوركسترا إسرائيلي في أحد الميادين العامة ليقود معزوفة موسيقية، اقترب منه أحد رجال الأمن، لا ليطلب أوراقه، بل قال له بهدوء قاتل: «أوقفوا القتل.. .أوقف الموسيقى». لم يكن الأمن يخشى الضجيج، بل كان يختنق من النشاز الأخلاقي بين آلة الكمان وأزيز الطائرات فوق غزة. تلك اللحظة، وحدها، تختصر الرواية: كيف يتحول الفن إلى خيانة، والموسيقى إلى جريمة، حين تعزف في غير جنازة المذبوحين.. .

الفن، بطبيعته، لا وطن له، ولا جواز سفر، ولا انتماء سوى للإنسان. إنه أكثر اللغات صدقًا، وأبسطها تعبيرًا، حين تعجز السياسة عن قول الحقيقة. والمغني في مهرجان غلاستونبري لم يكن يطلق نارًا، بل يطلق وجعًا، غضبًا، سؤالًا مرًّا: متى أصبح الحياد خيانة؟ ومتى تحوّل التعاطف مع الضحايا إلى جريمة؟

لم تكن تلك الأغنية سوى صدى لانفجار صامت في ضمير العالم. انفجار يكشف أن القضية لم تعد حبيسة حدود غزة، بل تسلّلت إلى قاعات العدل في لندن، وشاشات الأخبار في نيويورك، وأروقة الجامعات في باريس. الفن، وهو يعكس مرآة الدم والخذلان، بات يُربك صانعي الرواية الرسمية، ويفضح تجار الدم الذين يتحدثون عن الديمقراطية بألسنة مدجّجة بالقنابل الذكية.

نعم، لقد تجاوزت الحرب جغرافيا القنابل. انتقلت إلى مسارح الموسيقى، إلى لوحات الفن، إلى تدوينة شاعر، أو لفتة مغنٍّ يحمل قضيته على كلماته. وها نحن نشهد، في مفارقة مريرة، أن مغنيًا يهتف للعدالة يُلاحق، بينما مجرم حرب يُصافَح ويُستقبل بالورود على منصات الأمم المتحدة، في زمن كهذا، يصبح الفن أصدق تعبير عن روح الإنسان، وأخطر ما يمكن أن يواجه منظومة تخشى الحقيقة. لا لأن الفن يملك سلاحًا، بل لأنه يوقظ من سبات، ويفضح بعذوبة ما عجزت عن كشفه كل تقارير المنظمات الحقوقية والتغطيات الإخبارية.

لقد سقط القناع، مرارًا، عن وجه الغرب. لم يعد يخجل من انحيازه، ولا يحاول تمويهه. هو فقط يبدّل قفازاته، ويواصل اللعبة. لكن الفن - رغم كل شيء - يظل حجر عثرة في طريق هذه الآلة الجبارة. يظل شاهدًا على اللحظة، وعلى الدم، وعلى ما تبقى من ضمير حيّ في هذا العالم الصاخب.

ليست تلك الأغنية وحدها من أزعجت المحكمة، بل ما تحمله من حقيقة. الحقيقة التي لا تُقصف، ولا تُمنع بتأشيرة، ولا تُحظر بقرار قضائي. إنها الحقيقة التي ستظل تطفو، كلما حاولوا إغراقها، في لحن، أو ريشة، أو مشهد مسرحي.. .أو حتى همسة صامتة في عيون جمهور يهتف للحرية لا للسلطة!!

اقرأ أيضاًالحرب على غزة.. حماس تعلن استعدادها لبدء محادثات وقف إطلاق النار

مصدر إسرائيلي: نتنياهو وترامب سيعلنان صفقة غزة الاثنين المقبل

مصادر: مصر وقطر تواصلان جهود إنهاء المفاوضات والتوصل لاتفاق بشأن غزة

مقالات مشابهة

  • تدخل طبي متقدم بمكة ينقذ مريضة من حالة قلبية خلقية معقدة
  • السبب الخفي للقلب والجلطات.. معلومات ماتعرفهاش عن تحليل الهوموسيتين والاستعداد له
  • الأونروا: 95% من سكان غزة يعانون سوء التغذية و70 ألف طفل بمرحلة حرجة
  • تغيير 3 صمامات قلبية في عملية واحدة.. هذه تفاصيل معجزة طبية في تركيا
  • طلبة مدارس المتميزين وكلية بغداد يعانون من ترجمات غوغل في الامتحانات الوزارية
  • دعاء يوم عاشوراء للرزق وتفريج الكرب.. اغتنمه بـ 14 كلمة لا ترد
  • عندما يُصنَّف الغناء مقاومة.. .ويتحوّل المغني إلى "إرهابي"
  • عادات يومية تضعف قلبك بصمت.. احذر القيام بها
  • منعت كارثة.. وفاة سائق قطار بأزمة قلبية أثناء التوقف بمركز بدر في البحيرة
  • هتخس وأنت مرتاح.. مشروب يحرق الدهون أثناء النوم