بوابة الوفد:
2025-02-04@22:35:27 GMT

سرجيوس والكتلة الموحدة الملتهبة

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

«يحيا الإنجليز الذين استطاعوا بظلمهم واستبدادهم أن يجعلوا منا الكتلة الموحدة الملتهبة». 

كانت تلك مقولة للكاهن الوطنى المناضل مرقس سرجيوس، الذى اشتهر باسم القمص سرجيوس، وهى العبارة التى أدهشت مواطنيه، كيف بمناضل قيادى مناهض للاحتلال الإنجليزى أن يقوم بتحية المستعمر رغم وضوح المراد العام للمقولة، ولكنه كخطيب محترف أراد جذب متابعيه بإعلان أنه إذا كان ثمن الاندماج الوطنى وتوحيد الوجدان المصرى فى مجابهة المزيد من ضغوط وممارسات الاستعمار البشعة لتمزيق اللحمة الوطنية، فليذهب المستعمر فى غيه ونحييه على حماقة ما يفعل، وها نحن كتلة واحدة ملتهبة.

ونحن نعيش هذا الأسبوع مناسبة ذكرى نياحة (وفاة) ذلك الكاهن المناضل (5 سبتمبر سنة 1964)، أرى أن دور مؤسساتنا الدينية ورموزها عبر التاريخ ظل وسيبقى فى انحياز رائع لكل مصالح الوطن وأهداف وآمال مواطنيه، ولعل ما قدمه «سرجيوس» خطيب ثورة 1919 والرمز الوفدى خير مثال على مشاركة تلك المؤسسات فى كل أزمنة النضال الوطنى.. مشاركات اجتماعية وإنسانية ووطنية.

كان القمص سرجيوس قد ترشح لعضوية البرلمان عن دائرة «الشماشرجى» بشبرا، وقال إنه يهدف لأن يكون صوتاً يرهب الرجعية والرجعيين ولو كره الكارهون، وخاض المعركة الانتخابية بشعار «من غير فلوس يا سرجيوس» فلم يكن لديه أموال لشراء «نصف صوت» لكنه كاد يفوز بالدائرة لولا أن طلب منه النحاس باشا التنازل لصالح مرشح الوفد، وقد قبل، وشكره النحاس واعتبره موقفاً مشرفاً يضاف إلى مواقفه الوطنية ورضى هو بذلك. 

ويرى أحفاده أن أفضل تكريم ناله جدهم هو أنه أضحى أيقونة للتسامح الدينى، ومع كل حادث فتنة طائفية يتم استرجاع أقواله وشعاراته، ومؤخراً قامت باحثة عراقية بمناقشة رسالتها لنيل درجة الماجستير عنه فى جامعة القادسية بعنوان «القمص سرجيوس.. خطه الفكرى والسياسى».

لقد برز القمص سرجيوس وسط الثائرين أثناء ثورة 1919، فكان أشبه بعبدالله النديم، فقد وهبه الله لساناً فصيحاً يهز أوتار القلوب إلى حد جعل سعد زغلول يطلق عليه لقب «خطيب مصر» أو«خطيب الثورة الأول»، عاش فى الأزهر لمدة ثلاثة شهور كاملة يخطب فى الليل والنهار مرتقياً المنبر، معلناً أنه مصرى أولاً ومصرى ثانياً ومصرى ثالثاً، وأن الوطن لا يعرف مسلماً ولا قبطياً، بل مجاهدين فقط دون تمييز بين عمامة بيضاء وعمامة سوداء، وقدم الدليل للمستمعين إليه بوقفته أمامهم بعمامته السوداء.

ذكر عنه أنه ذات مرة وقف فى ميدان الأوبرا يخطب فى الجماهير المتزاحمة، وفى أثناء خطابه تقدم نحوه جندى إنجليزى شاهراً مسدسه فى وجهه، فهتف الجميع «حاسب يا أبونا، حايموتك»، وفى هدوء أجاب أبونا «ومتى كنا نحن المصريين نخاف الموت؟ دعوه يريق دمائى لتروى أرض وطنى التى ارتوت بدماء آلاف الشهداء، دعوه يقتلنى ليشهد العالم كيف يعتدى الإنجليز على رجال الدين»، وأمام ثباته واستمراره فى خطابه تراجع الجندى عن قتله. 

وقد ظل القمص مرقس سرجيوس مجاهداً وطنياً إلى آخر نسمة فى حياته بالرغم من شيخوخته، حتى وافته المنية عن إحدى وثمانين سنة، وأبت الجماهير الشعبية التى اشتركت فى تشييع جنازته إلا أن تحمل نعشه على الأعناق، ثم أبدت الحكومة اعترافها بجهاده الوطنى بأن أطلقت اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة بالقاهرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية ثورة 1919 الوفد

إقرأ أيضاً:

الفراعنة والميدالية الثامنة

 

من المؤكد أن مشاركة المنتخب الوطنى الأول لكرة القدم فى بطولة الأمم الأفريقية النسخة السابقة فى ساحل العاج كانت مخيبة لآمال جمهور الساحرة المستديرة وبالأخص فى ظل غياب الفراعنة عن حصد البطولة منذ عام ٢٠١٠ ووصوله لأكثر من مرة إلى المباراة النهائية والخروج كوصيف اللقب. 

أحلام استعادة الأمجاد الكروية المصرية الأفريقية تراود جماهير الساحرة المستديرة مع قرب حلول البطولة الأفريقية لعام ٢٠٢٥ فى المملكة المغربية حيث أسفرت القرعة، التى أقيمت عن وقوع منتخب مصر على رأس المجموعة الثانية. وتضم المجموعة منتخبات جنوب إفريقيا، انجولا، وزيمبابوى أيام ٢٢، ٢٦، ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٥. 

 منتخب مصر بقيادة مدربه حسام حسن يستعد بقوة لبطولة أسود افريقيا، حيث يسعى الفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية والتأهل إلى الأدوار المتقدمة لكن كى يتحقق تخطى دور المجموعات يجب على المنتخب المصرى الاستفادة من أخطاء البطولات السابقة، ويجب أن يكون الشغل الشاغل لمنتخب مصر هو تصدر المجموعة حتى يستطيع لقاء الثانى فى المجموعة الأخرى والابتعاد عن المغرب فى دور الـ ١٦.

ويطمح الجمهور المصرى فى رؤية منتخبهم ينافس بقوة على اللقب، خاصة وأن البطولة تقام فى المغرب، البلد الذى يتمتع بجيل ذهبى فى كرة القدم فى العصر الحالى وبالأخص بعد المشاركة فى كأس العالم والوجود بالمربع الذهبى.

 هذة النسخة يشارك فيها أفضل المنتخبات الأفريقية (المغرب، السنغال، كوت ديفوار، تونس، الجزائر، الكاميرون) وتمثل مشاركة منتخب مصر فى هذه البطولة فرصة له لاستعادة قوته ومكانته فى كرة القدم الأفريقية.

صلاح ومرموش ومصطفى محمد وتريزيجية كلمة السر لمنتخبنا الوطنى فى عبور المباريات الصعبة أمام الفرق الأفريقية الكبرى وخاصة أن مصر أصبحت تمتلك رموزًا عالمية فى كرة القدم أصبحوا من أساطير كرة القدم. 

نصيحة لاتحاد كرة القدم المصرى برئاسة المخضرم المهندس هانى أبوريدة كانت أهم الأسباب فى إخفاق المنتخب الوطنى فى النسخ السابقة لأمم افريقيا هو السفر قبل البطولة بموعد غير كاف لذا يجب السفر بوقت كاف وتجميع لاعبينا قبل السفر بفترة كبيرة حتى يستطيع لاعبونا التأقلم مع الأجواء المناخية وكذلك الخطط التنسيقية الفنية والبدنية. 

يبقى الأمل والتفاؤل هما السمة الأبرز لدى الجماهير المصرية، التى تتمنى أن يحقق منتخبها الإنجاز المأمول فى هذه البطولة. ومع وجود جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، بقيادة حسام حسن، تبدو الفرصة جيدة لمصر لتحقيق نتائج مميزة فى كأس الأمم الأفريقية 2025.

 

مقالات مشابهة

  • صدمة خطيب نور ستارز بعد رؤية شعرها:طلع اكستنشن.. فيديو
  • عاجل - "التحالف الوطني": تأمين احتياجات الأشقاء في غزة من الغذاء والدواء
  • «التحالف الوطني»: تأمين احتياجات الأشقاء في غزة من الغذاء والدواء
  • رئيس الجمهورية يستقبل خطيب المسجد الأقصى
  • الأنبا مرقس يمنح الدرجة الإنجيلية للشماسين ناجح سمعان وميخائيل لوقا
  • الملتقى العربي للسياحة والاستثمار يوصي بضرورة تنفيذ التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة
  • ثروت الخرباوي: الإنجليز استخدموا الجماعات الدينية لتفتيت الأوطان عقب ثورة 1919
  • الفراعنة والميدالية الثامنة
  • "القابضة" تنظيم ورشة عمل بعنوان "تحديث الإرشادات الموحدة لخطط مأمونية المياه"
  • القابضة تنظم ورشة عمل تحت عنوان تحديث الإرشادات الموحدة لخطط مأمونية المياه