لجريدة عمان:
2025-01-05@16:31:37 GMT

نوافذ :«إخوة يوسف».. نوازع الشر ونقيضه

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

[email protected]

تتجسد العلاقات القائمة بين الأفراد بحمولتها الاجتماعية الكبيرة؛ والمتمثلة في القيم الإنسانية، والعادات والتقاليد، وأشكال الأنساق الاجتماعية المختلفة، وتضاف إليها مجموعة السلوكيات الفطرية؛ والمكتسبة؛ حيث تحضر كل هذه «التوليفة» لتكون مرجعا مهمّا لحمل هذه العلاقات على البقاء والاستمرار، أو التراجع والاضمحلال، بغض النظر عن درجة القرابة فيها، فالمحصلة هي ما يجسدها الواقع القائم بين هؤلاء الأفراد في تبادلاتهم للمصالح مع بعضهم البعض، وفق ظرفية زمنية مستمرة، وفي هذه الظرفية الزمنية من العلاقات؛ تنبني أحكام، وتتخذ مواقف، ويعاد ترتيب مستويات القرب أو البعد، وهذه كلها ممارسات ملموسة في لحظات الاشتغال «تبادل المنافع»، وانعكاسا لهذه المنافع يمكن الحكم على صفاء العلاقة، أو تشويهها بين الطرفين، ومن خلال هذه الظرفية الزمنية تتداخل فيها مسائل الحقوق والواجبات، والكثير من المجاملات، وقد يتحمّل؛ هذه المجاملات؛ أحد الطرفين أكثر أعبائها، وخاصة عندما يكون في موقف الضعف، أو الحاجة، وأخطرها عندما لا تكون هذه المجاملات صادقة إلا بقدر تحقيق الحاجة في لحظة زمنية معينة، ثم يتوارى صاحبها بعيدا، وأكثرها خطورة عندما يستغل الطرف الأقوى الاستسلام المطلق من الطرف الأضعف، ويستمرئ الطرفان اللعب على الورقة الرابحة لكليهما؛ كل حسب نيته، وتوجهه، مخالفين بذلك مقولة آل باتشينو: «كي لا تسقط؛ لا تسند ظهرك على أحد من البشر».

في مسافة «الظرفية الزمنية» التي تجمعنا بالآخر هناك أكثر من حديث يمكن أن يُطرح بين مختلف أطراف العلاقات؛ هذه الأحاديث ليست عشوائية، بل هي موضوعية على قدر كبير من الأهمية، لأنه تبنى عليها أحكام في العلاقات القائمة ليس فقط في ظرفيتها الزمنية، بل على المدى البعيد، وهذه مسألة مهمة، فالعلاقات قد تتجذر عند الأطراف؛ وتظل هناك مقاومة شرسة لرياح التغيير بين الطرفين؛ لأن بناء علاقات جديدة ليس بالأمر الهيّن، والتضحية بعلاقات قائمة؛ أيضا؛ ليست أمرا هيّنا، وتظل لدى الطرفين دائما حالة من الترقب، ومن «المسايسة»، وقد تتبعها قائمة من التنازلات بغية أن تبقى العلاقات قائمة، ومزدهرة، رغم رياح التغيير التي تمر عليها بين فترة وأخرى، ومع ذلك فهناك من يُقَيِّم مضامين العلاقات القائمة بين الناس، فيرفعها، أو يسقط تقييمها بناءً على مسألتَي الحق والواجب، فإن يسعفك العمر لأداء كل الواجبات التي ترى لنفسك أنك مجبر على أدائها وذلك يعني أنك تنظر حقوقا مستحقة على الطرف الآخر، والآخر كذلك على حالتك نفسها، وهذا في حالة تكافؤ المعاملة، أما المبالغة في الأمر ذاته، فتبقى أمرا غير محمود، وفي مقولة أدهم الشرقاوي؛ مقاربة موضوعية لذات المعنى: «أول خطوة لإيقافهم عن التصرف كسادة، هي التوقف عن التصرف كعبيد!» فمهما تكن من خصوصية في العلاقة بين أي طرفين، يبقى من الحكمة أن تكون هناك مسافة فاصلة بين الطرفين، تتيح لكلا الطرفين التصرف بحكمة.

تبقى رمزية (إخوة يوسف) هي حالات التضاد والمشاكسة بين الخير والشر، وهي ممارسة يومية بين أي طرفين تجمعهما علاقة ما (أخوة، صداقة؛ مصلحة عمل؛ مجتمع أسري، مجتمع عام) حيث تعيش كل العلاقات القائمة بين هؤلاء الناس على النقيضين، بين المراوحة في توظيف سلوك الخير، أو سلوك الشر، هل هناك من يتقصد الخير دون الشر؟ نعم؛ وهل هناك من يتقصد الشر دون الخير؟ نعم، وهل يتساوى الطرفان في هذا التناوب؟ ليس شرطا، فقد ينكفئ أحدهم على وجه واحد، ويبالغ فيه، وهذا أمر مذموم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العلاقات القائمة

إقرأ أيضاً:

20 نصا ضمن القائمة الطويلة لمسابقة حسن عطية للتأليف المسرحي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت ادارة المهرجان المسرحي الدولي لشباب الجنوب برئاسة الناقد الفنى هيثم الهوارى رئيس اتحاد المسرحيين الأفارقة، اختيار 20 نصا مسرحيا فى القائمة الطويلة للنصوص الفائزة فى مسابقة د. حسن عطية للتأليف المسرحي فى دورتها التاسعة.

قال الكاتب المسرحى بكرى عبد الحميد مدير المهرجان، إن مسابقة الدكتور حسن عطية للتأليف المسرحي هذا العام شهدت إقبالا كبيرا من مصر وجميع الدول العربية خاصة بعد إلغاء شرط السن  والتي تقام ضمن فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان برعاية وزارة الثقافة.

وتابع: أن لجنة تحكيم النصوص اختارت 20 نصا مسرحيا فى القائمة الطويلة وهى: "قمرية" و"ليه نظلم شفيقة" و"القنال" و"مسك ام عطر" و"حلم الجعان" و"المشاهرة" و"ليل بنات" و"الولي" و"أنا" و"ليلة في الوادي" و"المعلوم" و"ليلة الحنة" من مصر، "النهيج" من البحرين، "خلف الأحمر" من فلسطين، "المدرهة" من اليمن، "إنس وجان إخوان" من تونس، "رحلة مؤجلة" من العراق، "النمرود" المغرب، "مغاييب طوى" سلطنة عمان، "الحمَار  سبب سعدنا" من الجزائر.

وأضاف عبدالحميد، أن ادارة المهرجان ستعلن قريبا عن النتيجة النهائية من المسابقة .

مقالات مشابهة

  • نجم الزمالك الأسبق: مباراة المصري صعبة على الطرفين
  • عبد الرحمن يوسف.. الشاعر الثائر بأمر الله
  • 20 نصا ضمن القائمة الطويلة لمسابقة حسن عطية للتأليف المسرحي
  • زيج على رأس القائمة.. تعرف على أسوأ العملات في عام 2024
  • خيبر لن يعود.. متحدث الجيش الإسرائيلي يعلق ويبرز التاريخ
  • “واجبنا الأخلاقي والوطني ، دعم قواتنا الأمنية في مواجهة قوى الشر”
  • وحوش الشر والظلام..؟
  • مدى مشروعية مقولة "خد الشر وراح"
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ البابا تواضروس بمناسبة عيد الميلاد
  • الشيباني: هل لا تزال ليبيا بحاجة إلى دار إفتاء بوجود مفتي يحرضنا على قتال إخوة الوطن ؟