نوافذ :«إخوة يوسف».. نوازع الشر ونقيضه
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
[email protected]
تتجسد العلاقات القائمة بين الأفراد بحمولتها الاجتماعية الكبيرة؛ والمتمثلة في القيم الإنسانية، والعادات والتقاليد، وأشكال الأنساق الاجتماعية المختلفة، وتضاف إليها مجموعة السلوكيات الفطرية؛ والمكتسبة؛ حيث تحضر كل هذه «التوليفة» لتكون مرجعا مهمّا لحمل هذه العلاقات على البقاء والاستمرار، أو التراجع والاضمحلال، بغض النظر عن درجة القرابة فيها، فالمحصلة هي ما يجسدها الواقع القائم بين هؤلاء الأفراد في تبادلاتهم للمصالح مع بعضهم البعض، وفق ظرفية زمنية مستمرة، وفي هذه الظرفية الزمنية من العلاقات؛ تنبني أحكام، وتتخذ مواقف، ويعاد ترتيب مستويات القرب أو البعد، وهذه كلها ممارسات ملموسة في لحظات الاشتغال «تبادل المنافع»، وانعكاسا لهذه المنافع يمكن الحكم على صفاء العلاقة، أو تشويهها بين الطرفين، ومن خلال هذه الظرفية الزمنية تتداخل فيها مسائل الحقوق والواجبات، والكثير من المجاملات، وقد يتحمّل؛ هذه المجاملات؛ أحد الطرفين أكثر أعبائها، وخاصة عندما يكون في موقف الضعف، أو الحاجة، وأخطرها عندما لا تكون هذه المجاملات صادقة إلا بقدر تحقيق الحاجة في لحظة زمنية معينة، ثم يتوارى صاحبها بعيدا، وأكثرها خطورة عندما يستغل الطرف الأقوى الاستسلام المطلق من الطرف الأضعف، ويستمرئ الطرفان اللعب على الورقة الرابحة لكليهما؛ كل حسب نيته، وتوجهه، مخالفين بذلك مقولة آل باتشينو: «كي لا تسقط؛ لا تسند ظهرك على أحد من البشر».
في مسافة «الظرفية الزمنية» التي تجمعنا بالآخر هناك أكثر من حديث يمكن أن يُطرح بين مختلف أطراف العلاقات؛ هذه الأحاديث ليست عشوائية، بل هي موضوعية على قدر كبير من الأهمية، لأنه تبنى عليها أحكام في العلاقات القائمة ليس فقط في ظرفيتها الزمنية، بل على المدى البعيد، وهذه مسألة مهمة، فالعلاقات قد تتجذر عند الأطراف؛ وتظل هناك مقاومة شرسة لرياح التغيير بين الطرفين؛ لأن بناء علاقات جديدة ليس بالأمر الهيّن، والتضحية بعلاقات قائمة؛ أيضا؛ ليست أمرا هيّنا، وتظل لدى الطرفين دائما حالة من الترقب، ومن «المسايسة»، وقد تتبعها قائمة من التنازلات بغية أن تبقى العلاقات قائمة، ومزدهرة، رغم رياح التغيير التي تمر عليها بين فترة وأخرى، ومع ذلك فهناك من يُقَيِّم مضامين العلاقات القائمة بين الناس، فيرفعها، أو يسقط تقييمها بناءً على مسألتَي الحق والواجب، فإن يسعفك العمر لأداء كل الواجبات التي ترى لنفسك أنك مجبر على أدائها وذلك يعني أنك تنظر حقوقا مستحقة على الطرف الآخر، والآخر كذلك على حالتك نفسها، وهذا في حالة تكافؤ المعاملة، أما المبالغة في الأمر ذاته، فتبقى أمرا غير محمود، وفي مقولة أدهم الشرقاوي؛ مقاربة موضوعية لذات المعنى: «أول خطوة لإيقافهم عن التصرف كسادة، هي التوقف عن التصرف كعبيد!» فمهما تكن من خصوصية في العلاقة بين أي طرفين، يبقى من الحكمة أن تكون هناك مسافة فاصلة بين الطرفين، تتيح لكلا الطرفين التصرف بحكمة.
تبقى رمزية (إخوة يوسف) هي حالات التضاد والمشاكسة بين الخير والشر، وهي ممارسة يومية بين أي طرفين تجمعهما علاقة ما (أخوة، صداقة؛ مصلحة عمل؛ مجتمع أسري، مجتمع عام) حيث تعيش كل العلاقات القائمة بين هؤلاء الناس على النقيضين، بين المراوحة في توظيف سلوك الخير، أو سلوك الشر، هل هناك من يتقصد الخير دون الشر؟ نعم؛ وهل هناك من يتقصد الشر دون الخير؟ نعم، وهل يتساوى الطرفان في هذا التناوب؟ ليس شرطا، فقد ينكفئ أحدهم على وجه واحد، ويبالغ فيه، وهذا أمر مذموم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العلاقات القائمة
إقرأ أيضاً:
أحمد الشرع يكشف عن الفترة الزمنية للوصول إلى انتخابات رئاسية في سوريا
أكد أحمد الشرع الرئيس السوري الانتقالي :"مساعينا الخارجية هي لمصلحة الشعب السوري وإعادة البلاد إلى موقعها"، حسبما أفادت قناة “ القاهرة الإخبارية ” في خبر عاجل.
الشرع: سوريا وصلت لبر الأمان فيما يخص السلم الأهليوقال أحمد الشرع: “ستكون هناك فسحة واسعة للحريات في البلاد ضمن ضوابط قانونية”، مضيفا:"سيكون هناك برلمان مؤقت بالمرحلة الأولى وانتخابات الرئاسة تحتاج إلى بنية تحتية".
وأضاف أحمد الشرع:" هناك لجنة تحضيرية للمؤتمر الوطني بمشاركة ممثلي الشعب في المحافظات".
وتابع أحمد الشرع:" البيان الختامي للمؤتمر الوطني المرتقب سيؤسس لإعلان الدستور الجديد"، مضيفا:" الفترة الزمنية للوصول إلى انتخابات رئاسية تحتاج ما بين 4 و5 سنوات".
سوريا وصلت لبر الأمانقال أحمد الشرع، الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، خلال مقابلة حصرية مع "تلفزيون سوريا"، إن سوريا وصلت لبر الأمان فيما يخص السلم الأهلي، وفقًا لقناة العربية.
وأوضح الشرع،" النظام كانت لديه معلومات عن التحضير لمعركة "ردع العدوان"، وجند كل إمكانياته والبعض نصحني بعدم فتح المعركة لعدم تكرار مشاهد غزة في ادلب ورغم ذلك بدأناها"، مشيرا إلى أن "معركة إسقاط نظام الأسد خلال 11 يوما كانت نتيجة تخطيط دقيق استمر خمس سنوات في إدلب، وتوحيد الفصائل واستيعاب القوى المختلفة".
وقال الشرع، "كنا على تواصل دائم مع محافظات الجنوب وفصائل السويداء شاركت في ردع العدوان".
وأضاف الشرع، "أول مسار للتصحيح وأول خطوة للإصلاح كان إسقاط النظام وسوريا لديها الخبرات البشرية والمقومات الكثيرة للنهوض".
وأردف، "إدلب كان فيها سوريون من جميع المحافظات وقمنا بإشراك الجميع في حكومة الإنقاذ وعندما وصلنا دمشق عملنا سريعا للمحافظة على مؤسسات الدولة".
وقال الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية: "خلال شهرين بعد تحرير سوريا التقينا مختلف شرائح المجتمع ومغتربين في الخارج للاستماع لوجهات نظرهم بما يخدم مستقبل سوريا"، مضيفا: "لا يوجد قانون حتى الآن يضبط عملية الأحزاب السياسية وحاليا نعتمد على الكفاءات الفردية وستكون الكفاءات العالية حاضرة في الحكومة الجديدة".
وتابع أحمد الشرع: "أحاول تجنيب سوريا حالة المحاصصة في المناصب وستكون الكفاءة هي المعيار في ذلك".
واستطرد الشرع: "طريقة دخول الفصائل المشاركة في ردع العدوان إلى المدن والبلدات الكبرى وانضباطها حافظت على السلم الأهلي وطمأنت الجميع"، مردفا: "وصلنا إلى بر الأمان على مستوى السلم الأهلي والدولة السورية تشكل ضمانة لكل الطوائف والحوادث الفردية في الحد الأدنى".
وأكمل: "أولوياتنا ضبط السلاح وحصره بيد الدولة.. الجميع يؤكد على وحدة سوريا ويرفض انقسام أو انفصال أي جزء منها وهناك مفاوضات مع "قسد" (قوات سوريا الديمقراطية) لحل ملف شمال شرق سوريا.. "قسد" أبدت استعدادها لحصر السلاح بيد الدولة لكن هناك اختلافاً على بعض الجزئيات"، مشيرا إلى أن "الدول الداعمة لقسد متوافقة على وحدة الدولة السورية وضبط السلاح بيدها".