الواقع الحالي يؤثر على تربيتى لأبنائى.. هل أتعامل بحزم أم أتغاضى؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
عندما نري تصرفات وسلوكيات غير مرضية من أبنائنا سواء التهاون أو التقليد غير الهادف ومتابعة الأفلام الهابطة وسماع الموسيقى الصاخبة التي تحمل في طياتها كلمات أغاني تدعوا إلى العنف والانحلال والغالبية العظمي من أولياء الأمور غير خبراء بخفايا عالمهم وعالم المراهقين عمومًا، وفي نفس الوقت لا نرغب باستخدام سلطة القمع والإجبار، ولا نعلم ما هو الأنسب لهم والأصلح لتقويم سلوكهم؟!
المنع والإصرار على تغييرهم، أم الصبر مع القليل من التوجيه والإرشاد!.
التربية نعمة عظيمة ورسالة مهمة؛ أكرم الله الوالدين بها وأعطاهم الذرية طريقًا للأجر الكبير، ولذلك أوصى بالوالدين في كتابه العزيز ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ).
ولكن ماذا تحتاج التربية منا كوالدين؟
هل القمع والمنع وممارسة السلطة هي الحل؟ أم ماذا؟
واقعنا وما وصلنا إليه من انفتاح المجتمع والفتن المنتشرة يتطلب الوعي والألمام بمشاعر المراهقين وخفايا هذه المرحلة الحرجة، لذا علينا كوالدين القيام بكامل مسؤوليتنا المطلوبة في التربية، وهي مسئولية كبيرة، ولا يمكننا أن نستسلم بقوة تأثير المؤثرات المختلفة، فتأثيرنا أقوى، فما ستركز عليه بداية هو وضع الخطوط الحمراء في القيم الأخلاقية الحميدة والثبات عليها والحزم في متابعة تطبيقها دون أي تساهل، مع مراعاة سن كل ابن، وهذه النصائح سوف تفيدك في الموازنة بين الحزم والرحمة.
أولًا: القدوة الحسنة.. سبق وأن قلنا في مقالات سابقة إن الطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يقدم له من أقوال وتصرفات وذلك عن طريق تقليدنا نحن كأباء وأمهات فيجب أن نحسن من أنفسنا، لكي يري الطفل هذه التصرفات تترجم علي أرض الواقع وليس مجرد كلمات وأوامر تلقي علي مسامعه ليل نهار دون تنفيذ، فعدم وجود قدوة حسنة ليتعلم منها الطفل تجعل عملية التربية ناقصة أو مبتورة وهذا ما أشار إليه عالم النفس الأمريكي (جون هولت) John holt في كتابه (كيف يفشل الأطفال) How children fail بقوله: "ليس علينا أن نجعل البشر أذكياء، فقد ولدوا أذكياء، كل ما علينا فعله، هو التوقف عن فعل الأشياء التي جعلتهم أغبياء، فالقدوه هي التي تنفخ الروح في الكلمات وتجعلها مثال حي يحتذي به.
*الغرس الحسنإن غرس العادة يحتاج إلى فترة زمنية غير يسيرة، فلا يكفي أن نقول للطفل: أعمل كذا وكذا.. ثم نلتمس بعدها أن تتكون عنده العادة التي نسعى إليها.. بل لا بد من التكرار والمتابعة، رغم أن تكوين العادة في الصغر أيسر منه في الكبر.
*التغاضي أحيانًا والتوجيه أحيانًابأتخاذ الأسلوب المحبب لهم في الطرح والتوجية والثناء عليه أذا فعل سلوك صحيح والأشادة به، فيوجد آباء لا ينتبهون للطفل إلا إذا ارتكب سلوكًا سلبيًا، الأمر الذي قد يعود بنتائج عكسية إذا كان هذا هو الأنتباه الوحيد الذي يتلقاه الطفل.وبما أن معظم الأطفال يفضلون الحصول على الأهتمام حتى إن كان بسبب سلوك غير اللائق على عدم الأهتمام مطلقًا، فقد يلجؤون لزيادة وتيرة السلوكيات غير اللائقة بهدف جذب انتباه الآباء، وبالتالي ينبغي على الآباء تخصيص أوقات محددة من كل يوم من أجل التفاعل مع أطفالهم وأعطائهم بعض الوقت لطرح الأسئلة التي تشغل بالهم وتوجيههم لما فيه الصالح لهم، وتغيير العادات غير المرغوب فيها من خلال دفع الطفل وتشجيعه علي رفض السلوك السلبي والعمل على تغييره بنفسه ويتطلب الوصول إلى هذا الهدف تعديلًا مستمرًا في الإجراءات التي يتخذها الوالدان، ممَّا يؤدِّي في النهاية إلى تحسن سُّلُوكيات الطفل.
تحتاج المشاكل السُّلُوكية إلى المعالجة في وقت مبكر، وذلك لأن أستمرارها لفترة أطول يزيد من صعوبة التعامل معها. ويؤدي الي تفاقمها.
* تزويدهم ببعض الاقتراحات والنصائحتقضية بعض الوقت يوميًا مع الأبناء في ممارسة نشاطات محببة إليهم، أو أن يقوما بالثناء على السلوكيات الجيدة لهم ومن الأستراتيجيات المحفِّزه للسلوك الجيد عند الطفل والمراهقين وتعززه عن غير قصد تحديد السلوكيات المحببة والسلوكيات المرفوضة بشكل واضح ووضع قواعد ورسم حدود بشكل منسجم ولا يحتمل الانتقائية في التنفيذ.
* مراقبة مدى التزام الأبناء بتلك القواعد والحدود والتوجيهاتالتعرف أكثر على احتياجات المراحل المختلفة فمرحلة الطفولة ليست كالمراهقة أو الشباب ولكل شخص أحتياجات مختلفة إن كان عاطفيًا أو نفسيًا أو أجتماعيًا والأهم ( دينيًا؛ حيث إن القيم الثابتة لا تتغير وإنما يتغير الأسلوب في فن الطرح والتوصيل والغرس).
* اعقدوا كل يوم اجتماعًا أسريّا لطيفًالابد من الألتزام بوجود العائلة وقت العشاء ولو ٢٠ دقيقة، تتبادلون الحديث فيما بينكم، وتعرفون ما يدور في بالهم من أفكار وتتركوا كل منهم يُبدي رأيه.
* اهتم بقصص العظماء واقصصها عليهم، ليأخذوا منها العبر ويرسموا لأنفسهم القدوة، مع إشراكهم في برامج تكون مع قدوات صالحة؛ حيث أن الأبناء يحبون الإقتداء كما قلنا سابقا.
*عمل برامج محفزة، ومسابقات منزلية تحث على تفعيل القيم ونكن نحن الآباء القدوة في الفعل والدين والتصرفات ولا يوجد مانع في تعدد الأساليب والتنوع ما بين الشدة والصبر واللين معهم.
* التعاون معهم في المشورة والمشاورة في الأمور، وجعل لهم المساحة في تحمل بعض المسئوليات؛ حيث إن الشباب يحبون المسئولية ودورك التوجيه والتصحيح المبكر وليس الأمر.
* اللين بالقولنتعهد أنفسنا نحن الآباء والأمهات بالوعي والصبر فالعملية التربوية والإرشادية للأطفال والمراهقين ليست موقف انتقامي وعدواني وقت الخطأ، يسوده الخوف، والتوتر العصبي، بل إنه موقف إنساني عقلي، يسوده الود والأتزان الأنفعالي والعاطفي، من المربي والاستعانة بالبرامج الصحية والنفسية الصالحة والصحيحة لتقويم سلوكياتهم غير مرغوب بها.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الروشتة التعامل بحزم الخطوط الحمراء
إقرأ أيضاً:
أستاذ طب نفسي: أخطاء بعض الآباء والأمهات تتسبب في تطرف أبنائهم
قال الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن هناك أهمية فهم الآباء لمراحل النمو النفسي لأبنائهم، موضحًا أن العديد من الأسر تواجه تحديات كبيرة في تربية أبنائهم في ظل التغيرات النفسية والسلوكية التي قد يمرون بها، متابعًا: “بعض الأبناء الذين كانوا متفوقين دراسيًا في البداية، قد يظهر عليهم تراجع في الأداء الدراسي”.
وأشار “الشرقاوي”، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى أن هذا التراجع يمكن أن يكون ناتجًا عن اختلال التوازن بين اهتمامهم بالأنشطة الدينية مثل الصلاة والنوافل وبين واجباتهم الدراسية، موضحًا أنه في بعض الحالات، قد يؤدي الإفراط في الانشغال بالطاعات والنوافل إلى التأثير السلبي على وقت المذاكرة والنوم، مما يؤدي إلى تدهور الأداء الأكاديمي.
وحذر أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، من تراجع سلوك الأبناء الديني بشكل مفاجئ، قائلًا: “يبدأ بعض الشباب في الابتعاد عن الصلاة والأنشطة الدينية، وهو ما يعد نوعًا من التطرف السلبي”، مشددًا على أن هذا التغير في السلوك يمكن أن يكون نتيجة للضغوط النفسية أو لتأثيرات اجتماعية قد تؤثر على شبابنا في سن المراهقة، مؤكدًا أن بعض الآباء يرفضون الاعتراف بمشاكل أبنائهم أو يعجزون عن التعامل معها بشكل صحيح.
وتابع: “البعض يفضل منهم تجاهل هذه التغيرات خوفًا من فشلهم في التربية، في حين يظل آخرون في حالة من الوعي الكامل بالوضع، لكنهم لا يعرفون كيفية التصرف بشكل مناسب”، مؤكدًا أن الألعاب الإلكترونية أصبحت أحد العوامل المؤثرة بشكل كبير في سلوك الشباب، مشيرًا إلى أن البحث الأخير أظهر أن العديد من الشباب يقضون وقتًا طويلًا في اللعب على الإنترنت أو الأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى قلة تفاعلهم مع العائلة والمجتمع، ويؤثر سلبًا على حياتهم الاجتماعية والنفسية.