نبض السودان:
2025-01-02@22:39:08 GMT

هل اقتربت نهاية حرب الخرطوم؟ – طلعت رميح

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

هل اقتربت نهاية حرب الخرطوم؟ – طلعت رميح

حملت الأيام الأخيرة بعضا من الشواهد على قرب نهاية حرب الخرطوم التي تدخل شهرها السادس. وهو ما ينبئ بقرب فك ألغاز ما جرى في السودان منذ بداية الحراك الشعبي وحتى وقوع المعارك العسكرية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع. كما ينبئ بأن السودان على أبواب مواجهة المعضلة الإستراتيجية الكبرى التي غطت عليها أحداث المظاهرات ووقائع حرب الخرطوم.

لقد شكل ما جرى في السودان سلسلة متصلة من الألغاز. بدأ الأمر بتظاهرات وحراك جماهيري وسياسي واسع امتلأ بالضجيج دون وضوح لحقيقة وأبعاد ما يجري. وحين جرى انقلاب على الرئيس عمر حسن البشير- كان أقرب لانقلاب القصر إذ قاده صهره وزير الدفاع- فسرعان ما جرى انقلاب آخر بقيادة عبد الفتاح البرهان. وفي ذلك كان لافتا أن جرى الانقلابان الأول والثاني دون استخدام السلاح، وكأن السودان كان إزاء عملية تسليم وتسلم للسلطة.

وإذ تنادت أطراف غربية للتدخل في الأزمة على أساس أن صراعا يجري بين المدنيين والعسكر، فقد تحول الأمر إلى حرب بين مؤسستين عسكريتين كان كلاهما متهما بقتل المتظاهرين، بما مثل مفاجأة مريبة. فالبرهان الذي كان أصدر مرسوم بتوسيع مهام قوات الدعم السريع وتعيين قائدها حميدتي نائبا له في مجلس السيادة، بات في حرب أو في مواجهة انقلاب عسكري قاده محمد حمدان دقلو “حميدتي” الذي لعب الدور الأكبر في مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة على نظام البشير، ومن واجه التظاهرات الشعبية بالسلاح، تحول إلى مناصر لتلك التظاهرات ومطالبا بالديموقراطية والحكم المدني.

وكان اللغز الأكبر أن جرى انتداب الدور الصهيوني خلال أحداث التظاهرات، فحتى الآن لم يفصح بوضوح عن من الذي استدعى هذا الدور وفتح أبواب التطبيع، هل هو البرهان أم حميدتي أم القوى المدنية.

مهما يكن من أمر، يبدو الآن أن حرب الخرطوم في طريقها لبلوغ خط النهاية. فالبرهان الذي كان محاصرا في مقر القيادة العامة تمكن من كسر الحصار وصار يتحرك جماهيريا وعلى صعيد العلاقات الخارجية.

زار البرهان ولاية البحر الأحمر، وتحرك إلى الخارج فزار القاهرة وجوبا والدوحة، فيما يمكن وصفه بحراك دولة لإنهاء لعبة ازدواج السلطة وإفشال محاولات قوى دولية وإقليمية التعامل مع قوات الدعم السريع كطرف شرعي مواز ومساو للدولة.

وقرر البرهان حل قوات الدعم السريع بما جعلها كيانا غير شرعي، وفتح المجال لقيام كل أجهزة الدولة بملاحقة قادتها وعناصرها كخارجين على القانون، ووضع التعامل الدولي والإقليمي مع تلك القوات في خانة التدخل في الشؤون الداخلية للسودان ودعم مجموعات خارجة على القانون. وهو قرار أغلق باب المفاوضات والوساطات الدولية.

وقد ترافقت تلك الإجراءات مع حملة مطاردة عسكرية واسعة يقوم بها الجيش وبعض مؤسسات الدولة، على مجموعات الدعم السريع في الخرطوم، بما يشير بشكل مؤكد إلى تحول الجيش والدولة السودانية إلى الهجوم بعد مرحلة طويلة من الاقتصار على الأعمال الدفاعية.ولا حظ المتابعون تراجع السمعة الجماهيرية لقوات الدعم السريع التي تحولت للتواجد في المستشفيات ومساكن المواطنين بعد قصف الطيران والمدفعية لمعسكراتها بالخرطوم.

لقد بات ينظر لها كمجموعات نهب وسلب لممتلكات المواطنين.

وقد ترافقت تلك التطورات مع تغيير لافت في الموقف الأمريكي من قوات الدعم السريع، إذ وضعت وزارة الخزانة الأمريكية الرجل الثاني في قوات الدعم الفريق عبد الرحيم دلقو “شقيق حميدتي” على لائحة العقوبات الأمريكية لاتهامه بأعمال قتل وتطهير عرقي في دارفور.

وهكذا فقد استدارت الأحداث لمصلحة الدولة والجيش السوداني على حساب قوات الدعم السريع بما يشير لقرب حسم معركة الخرطوم.

غير أن إشكالية البرهان والجيش السوداني على المستوى الإستراتيجي، لا تكمن في حرب الخرطوم. فحتى لو حسمت معركة الخرطوم فالأمر الأهم والأخطر، هو وحدة السودان وبمعنى أدق مواجهة احتمال تقسيم السودان.

والمتابع يلحظ أن دورة الصراع، قد عادت للتفعيل في دارفور.

لذلك تبدو المخاطر كبرى. فقوات الدعم السريع لو هزمت في الخرطوم لا شك أنها ستنسحب إلى دارفور حيث موضع نشأتها وحاضنتها القبلية. وفي دارفور أيضا، هناك من ينتظر إصابة طرفي الحرب الحالية بالإنهاك والضعف ليعود لإشعال الحرب التي كانت قد خمدت خلال المظاهرات والحرب في الخرطوم. كما يلاحظ المتابع عودة الحركة الشعبية- فرع الشمال- للهجوم مجددا في المناطق التي تتواجد فيها في جنوب السودان الحالي.

كما أن الوضع الإقليمي والدولي الذي يبدو كامنا على نحو ما الآن، سيعود للحركة الفاعلة مجددا لمواجهة الجيش والدولة. وهذه المرة سيكون المطلوب رأس السودان الموحد.

لقد تحركت دول كبرى لوضع السودان تحت الفصل السابع مع بداية الأحداث، كما تحركت دول إقليمية من مجموعة دول الإيقاد لوضع الجيش والدولة السودانية على قدم المساواة مع قوات الدعم السريع، إذ طالبت بمنع استخدام المدفعية والطيران في حرب الخرطوم، كما جرى تفعيل فزاعة المحكمة الجنائية الدولية واتهام الجيش السودان بالتستر على المطلوبين للمحاكمة أمامها.

مع ذلك حسم الجيش لمعركة الخرطوم لا يعنى حسم معركة السودان. الأهم، هو معركة وحدة أراضي السودان ومنع التقسيم.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: اقتربت الخرطوم حرب نهاية هل قوات الدعم السریع حرب الخرطوم ما جرى

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز تكشف بالأدلة جرائم حرب ترتكبها قوات الدعم السريع

واشنطن– نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أدلة مدعومة بمقاطع فيديو، جمعها فريق التحقيقات المرئية التابع لها، توثق فظائع قالت إن قوات الدعم السريع ارتكبتها في السودان خلال عام ونيف منذ اندلاع الحرب بينها وبين الجيش السوداني في 15 أبريل/نيسان 2023.

وتكشف الأدلة المرئية التي جمعتها الصحيفة الأميركية وحللتها على مدى أشهر، هويات قادة قوات الدعم السريع الذين كان جنودهم يرتكبون "فظائع" تحت أنظارهم في جميع أنحاء السودان.

وقالت إن هذا التحقيق الاستقصائي الموثق بلقطات مصورة، أتاح لها تحديد 10 من قادة قوات الدعم السريع أثناء إشرافهم على جرائم حرب محتملة وتحديد مواقع العديد من مسارح عملياتهم الأخرى، منوهة إلى أن قائدهم الأعلى الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، هو الذي قد يتحمل المسؤولية الكاملة.

وأضافت أن السودان ينوء تحت وطأة حرب أهلية وحشية يتنازع طرفاها السيطرة على البلاد، حيث طُرد 11 مليون شخص من ديارهم، وقُتل عشرات الآلاف.

ومع أن الأمم المتحدة اتهمت الجانبين بارتكاب انتهاكات، فإن التحقيق الاستقصائي الذي أجرته نيويورك تايمز على مدى 6 أشهر، أظهر أن قوات الدعم السريع ترتكب "فظائع ممنهجة في كل ربوع السودان، بما في ذلك التطهير العرقي الذي تنفذه في الغالب تحت أنظار قادتها".

إعلان

ومن خلال تحليل العشرات من مقاطع الفيديو الدعائية المعدّة بمهارة والتي تروِّج لقادة المليشيا شبه العسكرية بأنهم أناس محبون لعمل الخير، قام فريق التحقيقات المرئية بالصحيفة بتحديد هيكلية القيادة التي تضم ما لا يقل عن 20 شخصية رئيسية والمناطق التي يعملون فيها.

ووفقا للتحقيق الاستقصائي، فإن مقاتلي قوات الدعم السريع، الذين يخضعون لإمرة هؤلاء القادة، غالبا ما يصورون الفظائع التي يرتكبونها بأنفسهم، وهي أدلة قد تُعرِّض الجناة للمحاسبة يوما ما.

ولهذا السبب، تقول الصحيفة إنها تعاونت مع باحثين في مشروع "سودان ويتنس" (Sudan Witness Project) -الذي يديره "مركز مرونة المعلومات"، وهو منظمة غير ربحية مقرها المملكة المتحدة- لجمع مقاطع الفيديو هذه أثناء تحرك قوات الدعم السريع عبر السودان.

كما قامت بتحليل دوي الطلقات النارية والصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، وأجرى فريق التحقيقات المرئية مقابلة مع أحد قادة الدعم السريع في جبهة القتال.

عائلات تفر من تقدم قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة السودانية على طريق سنار (رويترز) 3 أنماط من الانتهاكات

وتحدثت نيويورك تايمز أيضا إلى شهود عيان على الحرب من خلال الشراكة مع "شبكة عاين"، وهي مجموعة من المراسلين الذين يعملون في السودان دون الكشف عن هوياتهم.

وبجمع كل تلك الأدلة، استطاع فريق الصحيفة الأميركية أن يتتبع الخطط التي تنتهجها قوات الدعم السريع في تنفيذ عملياتها "الإرهابية" في العديد من الولايات، وتحديد أماكن وجود قادتها في مواقع ارتكابها جرائمها أو بالقرب منها.

وأشارت الصحيفة إلى أنها وثقت 3 أنماط عامة من الانتهاكات، مثل إعدام الأسرى العزل، وإحراق المجتمعات المحلية عمدا، والاعتداء المباشر على المدنيين، بما في ذلك العنف الجنسي.

ولاحظت أن مقاتلي الدعم السريع يمكن التعرف عليهم من خلال زيهم الرسمي الذي يتميز بتمويه خفيف، وعمائمهم المعروفة باسم الكدمول، مشيرة إلى أن فريقها من الصحفيين الاستقصائيين كثيرا ما كانوا يسمعونهم وهم يستخدمون لغة "تطهير عرقي".

إعلان

ورغم أن الجيش السوداني متهم هو الآخر بارتكاب جرائم حرب، فإن نيويورك تايمز تقول إن التحقيق الذي أجراه فريقها وثق انتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع على نطاق واسع قد ترقى إلى مستوى "جرائم ضد الإنسانية".

وأفادت أن أحد قادة المليشيا شبه العسكرية، الذي وُجد في مسارح العديد من الفظائع، يُدعى حسين برشم وهو عادة ما يدير المعارك في ولاية كردفان الكبرى. وقالت إنه شوهد في أكتوبر/تشرين الأول، عندما استولت قوات الدعم السريع على مطار منطقة بليلة وحقل نفط رئيسي قريب منه، على بعد 55 كيلومترا جنوب غربي مدينة الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان.

وهناك كان برشم يحتفل بالنصر أمام مبنى المطار، لكن الفيديو الذي تم تصويره على الجانب الآخر يظهر جنوده وهم يعدمون مجموعة من الأسرى، حتى إن أحد مسلحيهم كان يطلق النار على أكوام من الجثث على الأرض. وكان بقية المقاتلين يتحلقون حولها وهم يصفقون لقتلهم 14 شخصا، كان العديد منهم يرتدي الزي العسكري للجيش السوداني.

وتفيد الصحيفة أن إعدام هؤلاء الأسرى العزل الذين كانوا يدافعون عن المطار، يعد جريمة حرب، مضيفة أن صورة التقطت بالأقمار الصناعية في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تظهر موقع الإعدام حيث كان برشم يقف على بعد 100 ياردة فقط، وهو من سيتحمل -"بموجب قوانين الحرب"- المسؤولية إذا كان هو من أمر بتنفيذ هذه "الجريمة".

وبعد 8 أشهر من تلك العملية، شاهد فريق التحقيق برشم أثناء تنفيذ عملية إعدام أخرى وهو يقف بجانب 3 آخرين من قادة الدعم السريع، هم صالح الفوتي والتاج التجاني وقائد ميداني اسمه الحركي جون قرنق.

وفي الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، شاهد فريق نيويورك تايمز، في 20 يونيو/حزيران الماضي، أرتالا من مقاتلي الدعم السريع يدخلون المدينة، وينتشرون في شوارعها وهم يهتفون ويتباهون بقتلهم الرجال، ويهددون آخرين وقعوا في أسرهم.

إعلان

كان المئات من الجنود السودانيين المدافعين عن الفولة قد فروا جنوبا في وقت سابق من ذلك اليوم، واجتاحت جحافل الدعم السريع المدينة بسهولة. وهناك كان برشم واقفا بينهم بمعية التاج التجاني. وفي مكان قريب، تجمع مقاتلون حول صالح الفوتي. وأثناء الهجوم، طوّقت قوات الدعم السريع 20 رجلا واقتادتهم إلى خارج المدينة.

تدمير مجتمعات كاملة

ومن أشهر وقائع الحرب، حسب وصف الصحيفة، إعدام والي غرب دارفور آنذاك، خميس أبكر، على يد قوات الدعم السريع التي كانت قد ألقت عليه القبض في يونيو/حزيران 2023. وأظهر مقطع فيديو تم تصويره بعد ساعات من ذلك، جثته وهي غارقة في دمائه، وذلك بعد أن أجبره قائد يُدعى عبد الرحمن جمعة بارك الله على الدخول إلى أحد المباني.

ولم تسلم مدينة كُتُم في شمال دارفور من بطش قوات الدعم السريع، التي دمّرت مجتمعات كاملة هناك منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي "التكمة" القريبة من مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان، ضبط فريق التحقيقات المرئية مقاتلين من الدعم السريع متلبسين بإضرام النيران في المنازل والمحلات التجارية، ودمروا نصف مباني القرية.

وفي قرية السدرة بولاية شمال كردفان، شوهد أحد قادة المليشيا وهو يشرف على حرقها وبجواره قائد ميدني يُدعى "قُجّة" يتفاخر والنيران تأكل مزيدا من الأكواخ.

وأوضحت نيويورك تايمز أن قجة ليس القائد الوحيد المتورط في تكتيكات الأرض المحروقة، لافتة إلى أن فريقها من الصحفيين الاستقصائيين اكتشفوا وجود 4 من القادة الآخرين وهم يوجهون قواتهم خلال هجوم مميت دام شهرا.

وكشفت أن أولئك القادة هم: النور القبة وجدو حمدان أبو شوك، وكلاهما من كبار القادة، وعلي رزق الله والزير سالم، وكلاهما من القادة الميدانيين الأقل رتبة، وجميعهم أشرفوا طيلة أسابيع، على حملة "وحشية" للاستيلاء على عاصمة الولاية، الفاشر، من الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه.

إعلان

وقد حاصر مقاتلو الدعم السريع المدينة، وأحرقوا عشرات القرى النائية في هجمات استهدفت قبيلة الزغاوة.

وفي منطقة طويلة بولاية شمال دارفور غربي السودان، أرغم الحصار الخانق امرأة حبلى في شهورها الأخيرة -قالت نيويورك تايمز إن اسمها إخلاص آدم علي الحاج- على الفرار حيث وصلت إلى قرية قريبة من سد "قولو" حيث شوهد قائد منطقة شمال دارفور من المليشيا، علي رزق الله، يخبر المارة بعدم المغادرة، وأنهم في أمان. ورغم أن السد هو المصدر الرئيس لتزويد المنطقة بالمياه، فإن رزق الله أمر بإغلاقه.

وأوردت الصحيفة أن قائدا ميدانيا من قوات الدعم السريع في الفاشر أخبرها بأن أولئك القادة الكبار هم المسؤولون عما حدث هناك، وليس أدل على ذلك من وجودهم معا أثناء حرق القرية كلها.

الأرض المحروقة

ويظهر أحد الفيديوهات الزير سالم يؤذن داخل مسجد في شرق الفاشر في اليوم الأول من يونيو/حزيران. وفي اليوم التالي، كان هو بصحبة اثنين من قادته، هما القبة وأبو شوك، على بعد ألف قدم من المسجد بينما كان المقاتلون يحتشدون، قبل إحراق عدد من مباني المنطقة.

ومع أن قائد قوات الدعم السريع نفى مسؤوليته عن تلك الحرائق، وألقى باللوم على الجيش السوداني، فإن نيويورك تايمز قالت إنها بعد تحليل المقاطع وجدت أن هناك بعض المؤشرات تدل على أن تلك العمليات تتوافق مع تكتيكات الأرض المحروقة التي تتبعها قوات الدعم السريع.

ونقلت عن باحثين من مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة ييل أن هذا دليل على هجوم بري مستهدف. وبحلول شهر أغسطس/آب، كان أكثر من 20 ألف مبنى قد تضرر أو دُمر أو أتت عليه النيران. ويتركز الدمار بشكل كبير في الجزء الشرقي من مدينة الفاشر، "وهي المنطقة التي تتقدم فيها قوات الدعم السريع".

وترى الصحيفة الأميركية أن وجود القادة الكبار، من أمثال القبة وأبو شوك -وهو أحد أقارب حميدتي- يدل على مدى أهمية المدينة بالنسبة لقوات الدعم السريع، ويربطهم عن غير علم بهذه الفظائع.

إعلان

وتُظهر فيديوهات "لا حصر لها" مقاتلين من قوات الدعم السريع وهم "يجلدون الناس، وينكلون بهم، وأحيانا يطلقون النار عليهم".

ولم تقتصر الأدلة التي جمعها فريق الصحيفة للتحقيقات المرئية على إقليمي دارفور وكردفان وحدهما، بل شمل أيضا عمليات العنف التي تعرضت لها ولاية الجزيرة بوسط البلاد.

وجاء في التحقيق الصحفي أن قوات الدعم السريع ظلت تهاجم المدنيين في الجزيرة بعد انشقاق أبو عاقلة كيكل الذي كان قائدا ضمن تلك المليشيا. وفي موجة انتقامها منه، استهدفت القبيلة التي ينتمي إليها.

ومن بين المناطق التي كانت هدفا لقوات الدعم السريع التي أعملت في سكانها قتلا وتشريدا، قرية السريحة والبلدات والقرى في جميع أنحاء شرق الجزيرة.

وفي كل تلك المناطق، تُقدم قوات الدعم السريع على اعتقال الرجال أو تجبرهم على الهرب تحت تهديد السلاح.

وذكرت الصحيفة أن شهود العيان الذين تحدثت إليهم كانوا يشعرون بالرعب. وقال أحدهم يدعى عمار العوض علم، إنهم سرقوا قطيع أغنامه.

عنف جنسي

ومضت نيويورك تايمز إلى القول إن الأدلة التي جمعتها عن هجمات المليشيا على مناطق ولاية الجزيرة، تتطابق مع روايات متعددة عن نوع آخر من الانتهاكات، وهو العنف الجنسي، ناقلة شهادات أدلت بها ناجيات لخبراء أجرت معهن الصحيفة مقابلات، من بينهن هالة الكارب، رئيسة جمعية "صحة" السودانية للدفاع عن النساء.

كما تلقى فريق الكارب شهادات عن حالات اغتصاب حدثت في عدة بلدات في الجزيرة، خاصة في المنطقة التي ينتمي إليها كيكل، وهي تمبول ورفاعة والأزرق من بين البلدات التي يتباهى مقاتلو الدعم السريع بتدميرها.

لكن الصحيفة تشير أيضا إلى أن شهود العيان نادرا ما يتحدثون بشكل مباشر عن العنف الجنسي، خوفا على الضحايا.

ولفتت إلى أن منظمة "هيومن رايتس ووتش"، والأمم المتحدة، وجماعات أخرى وثقت حالات عنف جنسي في 5 ولايات على الأقل في السودان منذ اندلاع الحرب.

إعلان

ورغم ذلك، فإن نيويورك تايمز تؤكد أنه على الرغم من مرور عقود على الإبادة الجماعية في إقليم دارفور، فإن شخصا واحدا فقط -تقصد علي كوشيب- هو الذي يمثل الآن أمام المحكمة الجنائية الدولية.

لكن هناك احتمالا أقوى الآن -برأيها- للمساءلة، "فأشرطة الفيديو التي يعتبرها المقاتلون بمثابة تذكارات لانتصاراتهم، سيستخدمها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية دليلا ضدهم".

وهذا ما يجعل الصحيفة الأميركية تشدد على أنه بالإمكان تجميع أنواع مختلفة من الأدلة المتوفرة الآن -من الهواتف والتسجيلات المصورة والصوتية- التي ثبت أنها بالغة الأهمية في الحيلولة دون الإفلات من العقاب.

مقالات مشابهة

  • العدل والمساواة تحدد شروط التسوية السياسية مع قوات الدعم السريع
  • ياسر العطا يتهم الإمارات بجلب المرتزقة ويطالبها بتعويض كل ما دمرته الحرب
  • العطا يتهم الإمارات بجلب المرتزقة ويطالبها بتعويض كل ما دمرته الحرب
  • المحللون يجيبون.. هل ستتوقف الحرب بالسودان في عام 2025؟
  • نيويورك تايمز تكشف بالأدلة جرائم حرب ترتكبها قوات الدعم السريع
  • ياسر العطا يتوعد قوات الدعم السريع وداعميها داخل وخارج السودان
  • البرهان: لا يمكن العودة لأوضاع ما قبل الحرب مع الدعم السريع
  • حاكم الخرطوم: الشعب السوداني يقف خلف الجيش
  • مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم والجزيرة والفاشر
  • حاكم الخرطوم يتحدث عن السبب الرئيسي لإفشال خطط الدعم السريع