نبض السودان:
2025-02-11@23:04:58 GMT

هل اقتربت نهاية حرب الخرطوم؟ – طلعت رميح

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

هل اقتربت نهاية حرب الخرطوم؟ – طلعت رميح

حملت الأيام الأخيرة بعضا من الشواهد على قرب نهاية حرب الخرطوم التي تدخل شهرها السادس. وهو ما ينبئ بقرب فك ألغاز ما جرى في السودان منذ بداية الحراك الشعبي وحتى وقوع المعارك العسكرية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع. كما ينبئ بأن السودان على أبواب مواجهة المعضلة الإستراتيجية الكبرى التي غطت عليها أحداث المظاهرات ووقائع حرب الخرطوم.

لقد شكل ما جرى في السودان سلسلة متصلة من الألغاز. بدأ الأمر بتظاهرات وحراك جماهيري وسياسي واسع امتلأ بالضجيج دون وضوح لحقيقة وأبعاد ما يجري. وحين جرى انقلاب على الرئيس عمر حسن البشير- كان أقرب لانقلاب القصر إذ قاده صهره وزير الدفاع- فسرعان ما جرى انقلاب آخر بقيادة عبد الفتاح البرهان. وفي ذلك كان لافتا أن جرى الانقلابان الأول والثاني دون استخدام السلاح، وكأن السودان كان إزاء عملية تسليم وتسلم للسلطة.

وإذ تنادت أطراف غربية للتدخل في الأزمة على أساس أن صراعا يجري بين المدنيين والعسكر، فقد تحول الأمر إلى حرب بين مؤسستين عسكريتين كان كلاهما متهما بقتل المتظاهرين، بما مثل مفاجأة مريبة. فالبرهان الذي كان أصدر مرسوم بتوسيع مهام قوات الدعم السريع وتعيين قائدها حميدتي نائبا له في مجلس السيادة، بات في حرب أو في مواجهة انقلاب عسكري قاده محمد حمدان دقلو “حميدتي” الذي لعب الدور الأكبر في مواجهة الجماعات المسلحة الخارجة على نظام البشير، ومن واجه التظاهرات الشعبية بالسلاح، تحول إلى مناصر لتلك التظاهرات ومطالبا بالديموقراطية والحكم المدني.

وكان اللغز الأكبر أن جرى انتداب الدور الصهيوني خلال أحداث التظاهرات، فحتى الآن لم يفصح بوضوح عن من الذي استدعى هذا الدور وفتح أبواب التطبيع، هل هو البرهان أم حميدتي أم القوى المدنية.

مهما يكن من أمر، يبدو الآن أن حرب الخرطوم في طريقها لبلوغ خط النهاية. فالبرهان الذي كان محاصرا في مقر القيادة العامة تمكن من كسر الحصار وصار يتحرك جماهيريا وعلى صعيد العلاقات الخارجية.

زار البرهان ولاية البحر الأحمر، وتحرك إلى الخارج فزار القاهرة وجوبا والدوحة، فيما يمكن وصفه بحراك دولة لإنهاء لعبة ازدواج السلطة وإفشال محاولات قوى دولية وإقليمية التعامل مع قوات الدعم السريع كطرف شرعي مواز ومساو للدولة.

وقرر البرهان حل قوات الدعم السريع بما جعلها كيانا غير شرعي، وفتح المجال لقيام كل أجهزة الدولة بملاحقة قادتها وعناصرها كخارجين على القانون، ووضع التعامل الدولي والإقليمي مع تلك القوات في خانة التدخل في الشؤون الداخلية للسودان ودعم مجموعات خارجة على القانون. وهو قرار أغلق باب المفاوضات والوساطات الدولية.

وقد ترافقت تلك الإجراءات مع حملة مطاردة عسكرية واسعة يقوم بها الجيش وبعض مؤسسات الدولة، على مجموعات الدعم السريع في الخرطوم، بما يشير بشكل مؤكد إلى تحول الجيش والدولة السودانية إلى الهجوم بعد مرحلة طويلة من الاقتصار على الأعمال الدفاعية.ولا حظ المتابعون تراجع السمعة الجماهيرية لقوات الدعم السريع التي تحولت للتواجد في المستشفيات ومساكن المواطنين بعد قصف الطيران والمدفعية لمعسكراتها بالخرطوم.

لقد بات ينظر لها كمجموعات نهب وسلب لممتلكات المواطنين.

وقد ترافقت تلك التطورات مع تغيير لافت في الموقف الأمريكي من قوات الدعم السريع، إذ وضعت وزارة الخزانة الأمريكية الرجل الثاني في قوات الدعم الفريق عبد الرحيم دلقو “شقيق حميدتي” على لائحة العقوبات الأمريكية لاتهامه بأعمال قتل وتطهير عرقي في دارفور.

وهكذا فقد استدارت الأحداث لمصلحة الدولة والجيش السوداني على حساب قوات الدعم السريع بما يشير لقرب حسم معركة الخرطوم.

غير أن إشكالية البرهان والجيش السوداني على المستوى الإستراتيجي، لا تكمن في حرب الخرطوم. فحتى لو حسمت معركة الخرطوم فالأمر الأهم والأخطر، هو وحدة السودان وبمعنى أدق مواجهة احتمال تقسيم السودان.

والمتابع يلحظ أن دورة الصراع، قد عادت للتفعيل في دارفور.

لذلك تبدو المخاطر كبرى. فقوات الدعم السريع لو هزمت في الخرطوم لا شك أنها ستنسحب إلى دارفور حيث موضع نشأتها وحاضنتها القبلية. وفي دارفور أيضا، هناك من ينتظر إصابة طرفي الحرب الحالية بالإنهاك والضعف ليعود لإشعال الحرب التي كانت قد خمدت خلال المظاهرات والحرب في الخرطوم. كما يلاحظ المتابع عودة الحركة الشعبية- فرع الشمال- للهجوم مجددا في المناطق التي تتواجد فيها في جنوب السودان الحالي.

كما أن الوضع الإقليمي والدولي الذي يبدو كامنا على نحو ما الآن، سيعود للحركة الفاعلة مجددا لمواجهة الجيش والدولة. وهذه المرة سيكون المطلوب رأس السودان الموحد.

لقد تحركت دول كبرى لوضع السودان تحت الفصل السابع مع بداية الأحداث، كما تحركت دول إقليمية من مجموعة دول الإيقاد لوضع الجيش والدولة السودانية على قدم المساواة مع قوات الدعم السريع، إذ طالبت بمنع استخدام المدفعية والطيران في حرب الخرطوم، كما جرى تفعيل فزاعة المحكمة الجنائية الدولية واتهام الجيش السودان بالتستر على المطلوبين للمحاكمة أمامها.

مع ذلك حسم الجيش لمعركة الخرطوم لا يعنى حسم معركة السودان. الأهم، هو معركة وحدة أراضي السودان ومنع التقسيم.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: اقتربت الخرطوم حرب نهاية هل قوات الدعم السریع حرب الخرطوم ما جرى

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تتهم قوات الدعم السريع بمنع المساعدات عن دارفور

بورت سودان الخرطوم "أ ف ب" "د ب أ": اتهمت الأمم المتحدة اليوم قوات الدعم السريع السودانية بمنع وصول المساعدات إلى منطقة دارفور المهددة بالمجاعة والتي مزقتها الحرب.

يشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا مدمرة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع.

وتواصل قوات الدعم السريع حصار مدينة الفاشر منذ أشهر، وهي آخر عاصمة ولاية في إقليم دارفور الشاسع في غرب السودان ما زالت تحت سيطرة الجيش.

وقالت كليمنتين نكويتا سلامي، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في السودان "القيود المستمرة والعقبات البيروقراطية" التي تفرضها وكالة الإغاثة الإنسانية التابعة لقوات الدعم السريع "تمنع المساعدات المنقذة للحياة من الوصول إلى المحتاجين إليها بشدة".

"العالم يراقب"

وتابعت "العالم يراقب، ومن غير المقبول أن يعجز المجتمع الإنساني ... عن تقديم المساعدات الأساسية".

وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسّع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول أيّار/مايو، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.

تظهر أرقام التصنيف المرحلي المتكامل أن نحو سبعة ملايين شخص في دارفور يواجهون مستويات حرجة من الجوع.

وحثت الأمم المتحدة اليوم على تبسيط الإجراءات البيروقراطية ووضع حد للتدخل غير المبرر، "بما في ذلك مطالب الدعم اللوجستي أو التعامل الإلزامي مع البائعين المختارين".

وأدّى النزاع في السودان إلى كارثة إنسانية هائلة مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص فيما الملايين على حافة المجاعة.

ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد في جميع أنحاء السودان، وفقا للأمم المتحدة.

تشكيل حكومة انتقالية

تسعى وزارة الخارجية السودانية إلى تمهيد الطريق لعودة الحكم المدني في السودان بعد أن حقق الجيش الوطني مكاسب في صراعه مع ميليشيا قوات الدعم السريع.

وأفاد بيان لوزارة الخارجية السودانية، نشر على تطبيق إكس اليوم بأنه تم إعداد خطة استراتيجية لمرحلة ما بعد الحرب بقيادة الحاكم الفعلي عبد الفتاح البرهان.

حوار وطني

وأوضحت الوزارة أن الخطة تتضمن تشكيل حكومة انتقالية وتعيين رئيس وزراء مدني وبدء حوار وطني مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وأضافت أن العملية يجب أن تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة.

ودعت وزارة الخارجية قوات الدعم السريع إلى إلقاء السلاح إذا أرادت المشاركة في الحوار السياسي، ويشمل ذلك انسحاب الميليشيا من العاصمة الخرطوم وولاية غرب كردفان ومنطقة دارفور.

ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إلى دعم الخطة الاستراتيجية لأنها "تمثل توافقا وطنيا لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد وتلبية متطلبات الانتقال الديمقراطي."

مقالات مشابهة

  • معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شرقي الخرطوم
  • الأمم المتحدة تتهم قوات الدعم السريع بمنع المساعدات عن دارفور
  • أسباب تقدم الجيش وتراجع قوات الدعم السريع وسط السودان
  • اتهامات أممية للدعم السريع بمنع المساعدات.. الجيش السوداني يواصل تقدمه
  • الأمم المتحدة تتهم قوات الدعم السريع بمنع المساعدات عن دارفور  
  • الجيش يضيق الخناق على الدعم السريع ويستعيد مناطق قرب الخرطوم
  • الجيش يسيطر على مناطق جنوبي الخرطوم ويشن غارات على مواقع الدعم السريع في الفاشر
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وقوات الدعم السريع توسع عمليات الهروب من الخرطوم
  • بالفيديو.. تعرف على الوضع الميداني في عاصمة السودان.. الجيش يسيطر على 70 % من أم درمان ومناطق بالخرطوم وقوات الدعم السريع لا تزال متواجدة بهذه المناطق بالعاصمة (….)
  • الإعلام الدولي ينعي مليشيا الدعم السريع المتمردة