سرقة أحجار بوابة أم الحلق وحقنها بالطوب والأسمنت!!
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تعرضت بوابة أم الحلق الشاهد الوحيد على أطلال معبد حورس المندثر فى دندرة؛ للسطو على أيدى أشقياء فى جنح الظلام؛ ونهب اللصوص بعض أحجارها ومقتناياتها الثمينة؛ وحقن المتورطون أو المتواطئون الجزء المسلوب بالطوب الأحمر والأسمنت لمنع سقوطها وكشف الجريمة النكراء.. بوابة أم الحلق محاصرة بالعشوائيات بدلاً من التطوير؛ وزحفت إليها المبانى والحيوانات والزراعات؛ ونهبت أيضاً الأحجار المرصوفة أسفلها وفى حرمها؛ وظلت وحيدة تقاوم عوامل التعرية البيئية والتعديات البشرية؛ وتنعى حظها من التجاهل والإهمال والنسيان؛ وهى البوابة التى كانت تطل على الضفة الغربية لنيل قنا؛ وترسو أمامها السفن الإمبراطورية والفرعونية فى عصور الفيضان؛ ويربطها ببوابة معبد حتحور طريق كباش قديم كالذى يربط معبد ى الكرنك والأقصر والمخصص للمواكب الملكية بين المعبد ين.
من جانبه؛ كشف الدكتور عبدالرحمن على عبدالرحمن، أستاذ الآثار المصرية القديمة بجامعة القاهرة؛ أسرار الطقوس والرموز والرسوم المحفورة والمنقوشة فى أحجار وعتبات وكتفى وسقف بوابة أم الحلق لـ«الوفد»؛ موضحاً أن التخطيطات القديمة التى وضعها علماء الاحتلال الفرنسى لمصر؛ فى أواخر القرن الثامن عشر لموقع دندرة ؛ ثم العالم الفرنسى أوجيست ماريت فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر؛ تشير لوجود معبد له سور يقع إلى الشرق من معبد حتحور- المعبد الكبير- ؛ لكن جدران هذا السور لم تعد موجودة الآن؛ وإن بدت أساساتها ظاهرة فى بقايا الطوب اللبن؛ فى بعض الأجزاء المرتفعة من أرض الموقع.
وأضاف أستاذ الآثار القديمة بجامعة القاهرة؛ وأن البوابة المحشورة فى سور معبد حتحور اللبنى- المبنى بالطوب الأخضر- وتفتح جهة بوابة أم الحلق فى الوقت الحالى؛ زرع جزء من الأرض بينهما حالياً!
كما أضاف د.عبدالرحمن؛ التى كانت فى يوم من الأيام تشكل جزءاً من مقاصير وقاعات المعبد المندثر- معبد حورس المقابل لمعبد حتحور؛ وأن الأهالى حالياً يستخدمون الموقع الأثرى بطريقة أو بأخرى فى وضع ماشيتهم أو لعب الأطفال!!
وكشف أن هناك نقشاً أعلى بوابة أم الحلق يصور تقديم لوحة الكتابة- الخرطوشة- إلى المعبود (جحوتى)؛ ويظهر الإمبراطور ماركوس أوريليوس يرتدى تاج الهمهم؛ ويرفع بكلتا يدية لوحة الكتابة إلى المعبود «جحوتى» الواقف أمامه بهيئة آدمية ورأس أبى منجل «الأيبس»؛ وقد وضع على رأسه الهلال وقرص القمر.
معبد حورس
وأضاف؛ وكتب أمام رأسه اسمه وألقابه وعبارة «تلاوة بواسطة جحوتى العظيم جداً سيد الأشمونين، والمعبود العظيم فى معبد حورس؛ وهذه المرة الأولى التى نجد فيها اسم المعبد واضحاً كما ورد فى نصوص البوابة».
وحذر من الحالة السيئة التى أصابت بوابة أم الحلق؛ مطالباً بالإسراع فى ترميمها قبل أن تختفى المناظر والنصوص المنقوشة عليها!
كما حذر من خطورة أعشاش النحل والدبابير بين أحجار بوابة أم الحلق؛ التى ستؤدى مع الوقت إلى تساقط النقوش والمناظر المسجلة عليها!
وأوضح «د.عبدالرحمن»؛ أن تسمية البوابة حالياً باسم «بوابة أم الحلق» نسبة إلى النجع القريب منها؛ والمسمى قديماً (نجع أم الحلق)؛ وتغير اسمه حالياً إلى «نجع الحجورة» نسبة للأحجار الأثرية.
وأكد أن موقع بوابة أم الحلق؛ يوجد على أنقاض بقايا معبد حورس؛ وبجواره أنقاض مبنى آخر مهدم؛ يطلق عليه استراحة موكب حتحور أثناء رحلتها بين المعبدين.
وأوضح؛ أنه حسب نصوص معبد إدفو ومعبد هاتور وتمثال «باناس» فى المتحف المصرى؛ كان هناك طريق يصل بين معبد حتحور ومعبد حورس فى دندرة؛ أشبه بطريق الكباش الربط بين معبد ى الأقصر والكرنك!
وأكد أن الخراطيش- اللوحات المكتوبة- الموجودة على البوابة؛ تشير لمشيدها الإمبراطور الرومانى أنطونيوسبيوس أغسطس الخامس عشر(138-161م)؛ وتحمل نقوش واجهات بوابة أم الحلق؛ الخارجية والداخلية خراطيش باسمه.
ووصف د.عبدالرحمن؛ البوابة من أعلى على الوجهين الشمالى والجنوبى بالكورنيش المصرى (قرص الشمس المجنح بحجم كبير)؛ وأسفله الزخرفة المعروفة بزخرفة «الخيرزان»؛ التى تفصل بين العتب العلوى والعتب السفلى.
وأضاف؛ وللأسف فإن الجزء الذى يتوسط هذا العتب مهشم؛ وبقى منه ما يدل على أنه يمثل شكل قرص الشمس المجنح؛ على هيئة أقرب إلى نصف دائرة.
كما أضاف؛ وأسفله نجد الجزء المنزوع من جدار البوابة الأثرية؛ وربما كان من مادة أخرى؛ قد تكون معدن ثمين؛ وهذا الأمر يحتاج لدراسة!
نقش على البوابة رسم للامبراطور الرومانى ماركوس السادس عشر (161-180 م)؛ رافعاً يديه بلوحة كتابة- خرطوش- إلى جحوتى؛ الواقف أمامه بهيئة آدمية؛ ورأس طائر أبى منجل (أبوحنش أسود اللون وطويل المنقار والرقبة).
تسجل نقوش البوابة؛ الإمبراطور ماركوس؛ يقدم بكلتا يديه القماش؛ على شكل علامة الأفق(التقاء السماء بالأرض)؛ إلى اثنين من المعبودات.
ونقش أعلى بوابة أم الحلق؛ طقسة رفع السماء؛ ويظهر الإمبراطور ماركوس؛ واقفاً ورافعاً كلتا يديه إلى أعلى؛ وحاملاً علامة السماء؛ ومن فوقها قرص الشمس المجنح( رمز دينى يعلو بوابات ومقاصير المعابد المصرية).
ونقش على البوابة؛ صورة للمعبودة «تفنوت» ربة الرطوبة؛ التى على هيئة أنثى الأسد؛ وتضع فوق رأسها قرص شمس؛ وبقى منها الرأس!
وتتضمن نقوش بوابة أم الحلق؛ طقسة المياه؛ ويمسك الإمبراطور بكلتا يديه إناءان، تنساب منهما المياه؛ حتى تصل إلى الأرض.
ونقش على البوابة؛ مناظر تصور القرابين المقدمة لأرباب دندرة «أوزوريس، وإيزيس، وحورس، وحتحور».
وتسجل بوابة أم الحلق؛ نقشاً للساعة المائية التى اخترعها الرومان لقياس الوقت؛ ويظهر الإمبراطور حاملاً بكلتا يديه ؛ صينية عليها؛ عصابة الرأس، والإناء، والساعة المائية!
ورسمت المعبودة «تاورت» ربة الحمل لدى القدماء المصريين؛ على هيئة أنثى فرس النهر واقفة.
كما رسمت طقوس رومانية للقضاء على رموز الشر «أسير، ثعبان، تمساح، ثور»؛ للمحافظة على النظام الكونى- حسب معتقداتهم- بواسطة الملك الذى يقر النظام!
وسجلت نقوش بوابة أم الحلق جريمة قتل الأسرى التى اشتهر بها الرومان- وهى جرائم حرب وضد الإنسانية فى مواثيق الأمم المتحدة- وحفر فى أحجار البوابة الإمبراطور يطعن أسير؛ باعتباره رمزاً للشر!
وتظهر طقسة «ذبح التمساح»؛ ويظهر الإمبراطور مرتدياً التاج المزدوج؛ ويحلق فوق رأسه؛ صقراً ناشراً جناحيه لحمايته؛ وهو يطعن التمساح بحربته.
كما تظهر طقسة «ذبح الثور»؛ يطعن الإمبراطور؛ بحربته ثور جاثٍ تحت قدمه.
ورسم الإمبراطور واقفاً يقدم مركب الليل؛ وبكلتا يديه صينية؛ فوقها مركب مزين بهيئات صقور.
ونقش على البوابة؛ الإمبراطور الرومانى؛ مرتدياً تاجاً مركباً من قرنين مفرودين؛ بينهما قرص شمس كبير، بين ريشتين؛ ونقبة مزخرفة صدرية؛ وحلية على بطنه؛ عبارة عن جعران مجنح.
وتسجل النقوش؛ صف به المعبود حورسماتاوى؛ ويقف خلفه ثلاثة معبودات؛ تتقدمهم المعبودة إيزيس بهيئة آدمية.
وتظهر رسوم لأرباب دندرة، وإدفو، وطيبة- الأقصر- وهليوبوليس- عين شمس- وغالبية المناظر من نصيب المعبودين إيزيس وحتحور.
وتسجل النقوش؛ منظر يصور موكب أرباب النيل؛ يحملون القرابين على الواجهة الغربية لبوابة أم الحلق.
وتصور النقوش أحد الأباطرة الرومان؛ يقدم عصا حتحور المقدسة؛ إلى المعبودة حتحور نفسها.
وتسجل البوابة؛ الإمبراطور واقفاً يرتدى تاج الآتف فوق التاج الأزرق «خبرش»؛ ورافعاً يده اليمنى فى وضع تعبد؛ وبيده اليسرى إناء؛ وهذه الأوانى من أوانى تقديم اللبن.
وتصور النقوش؛ الربة «سيشات» تقف أمام المعبودة حتحور وعليها تاجها المميز (التاج الحتحورى)؛ وهى تمد يدها اليمنى لتتسلم سعف النخيل من الأولى.
وتسجل أحجار البوابة المنسية؛ مشهد تسليم وتسلم بين الإمبراطور والمعبود «حورسماتاوى»؛ فالإمبراطور يمد يده اليمنى بسيف الانتصار «المعقوف» إلى حورسماتاوى؛ ويتسلم بيده الأخرى علامة الاحتفالات والأعياد من الأخير.
جبانة دندرة
فى سياقٍ متصل؛ يكشف الدكتور أيمن وهبى النجار استاذ الآثار القديمة بجامعة المنصورة؛ أن جبانة دندرة الواقعة خلف معبد حتحور؛ تحتوى على مجموعة من المقابر تعود لعصر الأسرات وحتى عصر الاحتلال اليونانى- الرومانى لمصر.
وأوضح استاذ الآثار القديمة بجامعة المنصورة؛ أنه لم يعثر فى الجبانة على آثار تعود لعصر ما قبل الأسرات حتى الآن؛ وأن مكتشفها الفرنسى «وليام فلندرز بترى» ومساعده «شارلز روشر» خلال عامى 1897- 1898
وقال د.النجار إن الأثرى «كلارنس فيشر» اكتشف مقابر تؤرخ لعصر بداية الأسرات من خلال استئناف عمليات الحفائر والتنقيب فى الفترة من 1915- 1918.
ولفت إلى اكتشافه مقابر تعود لعصر الانتقال الأول وعصر الأسرة السابعة؛ بالإضافة لمقابر من عصر الإحتلال اليونانى- الرومانى لمصر.
وأوضح أن الملمح الرئيسى للجبانة عبارة عن صفوف من المقابر المشيدة على طراز المصاطب المبنيه بالطوب اللبن- الذى لم يتحول لأحمر بنار القمائن- وتؤرخ أولى المقابر لنهاية الأسرة الرابعة وبداية الأسرة الخامسة.
وأكد أن مقابر الدولة القديمة وحتى عصر الانتقال الأول يعكس مدى الثراء والرخاء الذى تمتع به الحكام ورجال الدولة وعلية القوم فى الإقليم السادس من أقاليم مصر العليا وعاصمته «دندرة».
وأشار إلى أن مقابر عصر الدولة الوسطى وعصر الانتقال الثانى صغيرة الحجم نسبياً؛ موضحاً أن الدلائل تشير إلى استمرار عمليات الدفن فى الجبانة خلال الدولة الحديثة حتى العصر البطلمى.
المدافن المقدسة
وأكد عدم الكشف لكامل مقابر أفراد الدولة الحديثة والعصر المتأخر؛ ومدافن الحيوانات المقدسة الخاصة بالأبقار المقدسة والدفنات الأوزيرية.
وقال: وتكاد تكون دندرة مدينة كل العصور منذ عصر «أتباع حورس» أى ما قبل الأسرات وحتى العصر الإسلامى.
وأوضح أن النصوص المنقوشة فى معبد حتحور تشير إلى وجود عباده منذ عصر «أتباع حورس»؛ ثم أعاد الملك خوفو التخطيط العام للمعبد .
من جانبه أكد الدكتور خالد غريب شاهين، أستاذ ورئيس قسم الآثار اليونانية- الرومانية فى كلية الآثار جامعة القاهرة؛ أن بوابة أم الحلق جزء من المعبد الشمالى بدندرة وترجع غالباً إلى العصر الرومانى؛ وهى تمثل جزءاً خارجياً من المعبد الرئيسى.
وأوضح أستاذ ورئيس قسم الآثار اليونانية-الرومانية بجامعة القاهرة أن معبد دندرة يعد أحد أكمل المعابد المصرية؛ ويرجع بناؤه إلى العصر الفرعونى، وكانت أول إشارة من عهد الملك خوفو؛ وأول خرطوش مؤكد للملك ببى الأول؛ والمعبد يضم العناصر الرئيسية للمعابد المصرية فى العصرين اليونانى والرومانى.
وأشار «د.شاهين» إلى أنه وجد بيتين لولادة المعبودين بمعبد دندرة- حسب المعتقدين بذلك آنذاك- أحدهما من عصر الأسرة الثلاثين؛ وفيه سيناتريوم- مكان للاستشفاء- وبقايا بازيليكا مسيحية؛ وأيضاً معبد إيزيس- أوالإيسيوم- ولا يتبقى منه إلا مناظر بسيطة.
وأضاف؛ ويحوى معبد دندرة بحيرة مقدسة إضافة إلى أعمدة حتحورية رائعة التصميم؛ ومناظر نادرة ففيه أروع مناظر فلكية للأبراج السماوية.
وقال: وفيه المنظر الأشهر والوحيد لكليوباترا السابعة، وهى تقدم ابنها «قيصرون» الذى أنجبته من يوليوس قيصر للآلهة المعبودة آنذاك!
وأوضح أن مراحل إنشاء معابد دندرة قديمة جداً؛ ويمكن القول أن تاريخه يرجع لأربعة آلاف سنة؛ وآخر أثر فى معبد دندرة يرجع للقرن الخامس الميلادى.
وأشار إلى بداية الاحتلال اليونانى- البطلمى- والرومانى لمصر من 332 قبل الميلاد وانتهت بالفتح الإسلامى لمصر؛ بينما عهد الملك خوفو بدأ من 2600 قبل الميلاد تقريباً.
وفجر د.شاهين مفاجأة من العيار الثقيل بأن منطقة آثار دندرة غير مدرجة على لائحة التراث العالمى فى منضمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة؛ وأن 6 مواقع أثرية على مستوى الجمهورية هى المدرجة فقط فى اللائحة المشار إليها!!
من المسئول؟
وسألته «الوفد» لماذا لم يوضع معبد دندرة على لائحة التراث العالمى فى اليونسكو حتى الآن؟.. فأردف قائلاً: إننا لا نقدم ما يدفع الجهات الثقافية والعالمية لتتحمس لنا فى هذا الصدد؛ وهناك مواقع خيالية فى مصر إلى جانب معبد حتحور غير مدرجة على لائحة التراث العالمى!!
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
برلمانية: الأمونيا الخضراء بوابة مصر نحو تحقيق الحياد الكربوني
أكدت النائبة ميرفت ألكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء يمثل فرصة ذهبية لمصر لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة. وأشارت إلى أن هذا المشروع يعكس التزام مصر بخفض الانبعاثات الكربونية وتطبيق معايير الاستدامة العالمية.
خفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية التي تضر بالبيئةوأوضحت ألكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد، أن أحد أهم مزايا هذا المشروع هو خفض الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية التي تضر بالبيئة، مشيرة إلى أن الأمونيا الخضراء والهيدروجين الأخضر يوفران حلولًا مبتكرة لمشاكل الطاقة العالمية ويعززان من مكانة مصر كمحور رئيسي لتداول الطاقة النظيفة في المنطقة.
وأضافت النائبة أن المشروع لا يقتصر على الفوائد البيئية فحسب، بل يمتد إلى تحقيق مكاسب اقتصادية هائلة، من خلال تعزيز قدرات التصدير وتوفير العملة الصعبة، خاصة مع الطلب العالمي المتزايد على الوقود الأخضر.
وشددت ألكسان على أن التعاون بين مختلف الوزارات في تنفيذ هذا المشروع يعكس الرؤية التكاملية للحكومة، داعية إلى توفير إطار تشريعي ودعم مالي مستدام يضمن نجاح المشروع واستمراريته.
واختتمت ألكسان تصريحها بالتأكيد على أن دعم مثل هذه المشروعات الطموحة يعزز من قدرة مصر على مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية في المستقبل، ويدفعها نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماعا؛ لاستعراض مشروع مقترح لإنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء بخليج السويس، بحضور الفريق المهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، واللواء ناصر فوزي، مدير المركز الوطني لاستخدامات أراضي الدولة، والمهندس إبراهيم عبد القادر مكي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات "إيكم"، والمهندس أحمد محمود السيد، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر لإنتاج الأسمدة" موبكو"، والدكتور محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية اليونانية والرومانية بالمجلس الأعلى للآثار، والمهندس محمد فتحي، معاون وزير النقل للنقل البحري.
استهل رئيس الوزراء الاجتماع، بالإشارة إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها مشروعات إنتاج الوقود الأخضر في مصر، تماشيا مع تنفيذ استراتيجية قطاع الطاقة المصري، التي تستهدف تعزيز قدرات الدولة في مجال استخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، وخفض الانبعاثات الكربونية، من خلال تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: يستهدف المشروع الذي نحن بصدده اليوم تعميق الإنتاج المحلي من الأمونيا الخضراء، ويتماشى مع الجهود التي تبذلها الدولة لتحويل مصر إلى مركز للهيدروجين الأخضر، لاسيما في ظل الحوافز والمزايا العديدة التي نجحت الدولة في توفيرها، وما يتوافر لدينا من قدرات هائلة من الكهرباء المتولدة من مصادر الطاقة المتجددة الخالية تمامًا من أي انبعاثات كربونية، وهو ما يضعنا على الطريق الصحيح للوصول إلى مستويات الحياد الكربوني، بما يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات لهذا القطاع الواعد.
وأكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسميّ باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن الاجتماع تناول عددا من المحاور المتعلقة بمشروع إنتاج الأمونيا الخضراء بسواحل خليج السويس، ( تحالف الوقود الأخضر) بالتعاون بين وزارتي النقل والكهرباء، من بينها المخطط العام للمشروع، والطاقة الإنتاجية الأمثل المقترحة لهذا المشروع.
وأضاف المتحدث الرسميّ: تم خلال الاجتماع الإشارة إلى أن تنفيذ هذا المشروع، يأتي طبقا للتوجه العالمي لخفض الانبعاثات الكربونية، وتماشياً كذلك مع استراتيجية مصر لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء بتكلفة تنافسية للاستخدام كوقود بديل، كما تم التنويه إلى عدد من الأهداف التي تسعى الدولة لتحقيقها من هذا المشروع، والتي تتمثل في إتاحة إنتاج المشروع محلياً كوقود أخضر للسفن العابرة لقناة السويس، وتصديره أيضا للأسواق العالمية؛ وذلك لتمكين مصر من أن تكون مركزا إقليميا لتداول الطاقة، خاصة في وجود منافسة شديدة في هذا المجال، ويشتمل المشروع على ثلاث مراحل متماثلة للتنفيذ.