الاحتلال يكشف عن وثائق تثبت ولاء أشرف مروان.. صهر عبد الناصر ومقرب من السادات
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
نشرت مخابرات دولة الاحتلال، كتابا يتضمن وثائق تاريخية وصورة يقول إنها لأشرف مروان، السياسي ورجل الأعمال المصري وصهر الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر، مع مشغله الإسرائيلي "دوبي"، مؤكدا أنه كان "الجاسوس الأهم ورقم واحد".
وطوال سنوات تضاربت الروايات لدى الاحتلال حول طبيعة تجسس أشرف مروان، إذ يعتبره جهاز "الموساد" أهم جاسوس في العالم العربي، في حين يعتبره جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" عميلا مزدوجا، وكُشف عن اسمه في أحد التحقيقات الصحفية والكتب عام 2003، في حين كان لا يزال على قيد الحياة ويسكن في العاصمة البريطانية لندن.
ويأتي هذا الكتاب والكشف عن هذه المعلومات بعد مرور 50 عاما على اندلاع حرب أكتوبر 1973، وتضمن أن مروان أبلغ الاحتلال بموعد الحرب، قائلا: "هناك احتمالا بنسبة 99% أن تبدأ الحرب غدا السبت"، بحسب ما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وقالت الصحيفة "هذه المرة الأولى التي ينشر فيها الجهاز بشكل استباقي ورسمي أبحاثا ووثائق تاريخية ظلت محفوظة في أرشيف الموساد، والتي لم يتم الكشف عن معظمها للعامة حتى الآن، ويعرض الموساد لأول مرة وثائق واقتباسات من العديد من المصادر والعملاء الذين قامت شعبة عملاء الموساد بتجنيدهم وتشغيلهم في الدول العربية، والذين خدموا في مناصب مختلفة في القيادة العسكرية والسياسية في الدول المعادية".
وأضافت أن "مروان كان صهر الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، وأحد المستشارين المقربين من خليفته أنور السادات، وفي الستينيات، تزوج من ابنة عبد ناصر الثالثة، مما أوصله إلى الدائرة الداخلية للرئيس، ثم حصل على مكانة سفير متنقل، وذهب في مهمات دبلوماسية حساسة حول العالم".
حرب أكتوبر
وكشفت الصحيفة أنه في ليلة 5 تشرين الأول/ أكتوبر 1937 تلقى الموساد رسالة مفادها أن مروان يريد اللقاء في أقرب وقت ممكن، لتسليم معلومات مهمة للغاية، فيما يتعلق بقائمة المواد الكيميائية التي بحوزته".
وكانت المواد الكيميائية، بحسب إعلان الموساد، بمثابة رمز التحذير للحرب المتفق عليه بين الجاسوس الذي لقبوه بـ "الملاك" والموساد، وحينها جرى اللقاء في لندن.
وتحتوي الوثائق على تفاصيل اللقاء بالكامل وبدء الاجتماع الساعة 11:45 مساءً واستمراره حتى الساعة 2:00 صباحا، وسؤال رئيس الموساد حينها، تسفي زمير، عن الهجوم الذي تم إحباطه قبل شهر بالضبط في روما، ثم قال دعنا نتحدث عن الحرب، فأجاب مروان هناك احتمال بنسبة 99٪ أن تبدأ الحرب غدًا، يوم السبت. تقرر ذلك لأنه يوم عطلة بالنسبة لكم، الحرب ستبدأ في وقت واحد على كلا الجانبين – المصري والسوري".
وتضمنت الوثائق أن مروان نقل المعلومات بالتفصيل: "تم التخطيط للتحرك منذ حوالي ستة أشهر. وكان الجيش بأكمله في الجبهة باستثناء فرقتين، وتم نقلهما إلى الجبهة الأسبوع الماضي. قرر السادات يوم 25 سبتمبر موعدا للتحرك، ولكنه لم يخبر أحدا وطلب تجهيز مقره في القصر ومن هنا شعرت أنه جدي وفي 29 أيلول/ سبتمبر دعا السادات أعضاء مجلس الأمن القومي لاجتماع سري وأبلغهم قراره ببدء الحرب قريبا، ولم يذكر التاريخ الذي حدده، وقبل يومين أبلغ السادات السوفييت بنيته خرق وقف إطلاق النار قريبا، ولم يحدد لهم الموعد أيضا".
وقال مروان إن "الحرب ستبدأ في المساء، لكنها اندلعت عمليا حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. وسئل أيضا عن القوة العسكرية التي عبرت إلى سيناء، فأجاب سيعبر الجيش المصري القناة، ويتمركز الجيش بالكامل تقريبا الآن أمام القناة باستثناء لواء مدرع واحد موجود في مكان آخر ولواء الحرس الجمهوري الموجود في القاهرة وحوالي أربعة ألوية أخرى في منطقة القاهرة، سوف يعبرون القناة، جرى بناء 7 كباري وسيعبرون من خلال 4 أو 5 أو 6 فقط".
وثيقة لمحضر اللقاء الذي جرى قبل حرب أكتوبر
وكشف الموساد أيضا في وثائقه الجديدة عن "المعلومة الذهبية" التي نقلها عميل للجهاز في الجيش المصري في 12 كانون الأول/ أكتوبر 1973، وبحسب "المعلومة" الموثقة باللغة الإنجليزية، "يخطط الجيش المصري لشن هجوم في 13 أو 14 أكتوبر، يشمل إنزال ثلاثة ألوية مظلية بالإضافة إلى هجوم بري واستخدام صواريخ بروغ".
وتلقى زامير المعلومة خلال مشاركته في جلسة لدى رئيسة الحكومة الإسرائيلية، غولدا مئير، أقر خلالها القادة العسكريين خطة لاختراق قناة السويس ومهاجمة القوات المصرية المتمركزة على الطرف الآخر للقناة والسيطرة على المنطقة.
وعقب تلقي المعلومة اقترح زامير على مجلس الوزراء تأجيل الخطة لمدة يومين "للسماح للقوات المصرية بالتوغل في سيناء والوقوع في فخ الجيش الإسرائيلي"، حيث تم قبول اقتراح زامير.
وبحسب الموساد فإن "المعلومة حالت دون سقوط محتمل، وأدت إلى تحول وانتصار في معركة حاسمة على الجبهة مع مصر، وفي 14 أكتوبر دمر الجيش الإسرائيلي حوالي مئة دبابة تابعة للجيش المصري شرق القناة، وفي اليوم التالي بدأ جيش الإسرائيلي في عبورها".
اللحظة الأخيرة
تتضمن الوثائق توجيه انتقادات شديدة اللهجة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وقيادات الجيش عموما وتقييمهم الاستخباراتي، الذي أشار "حتى اللحظة الأخيرة" إلى أن احتمالات اندلاع الحرب "منخفضة".
وشدد الموساد على أن "الصورة الشاملة والمفصلة والتحذيرية، التي تم رسمها في أكتوبر 1973 من مصادر الموساد ومصادر الاستخبارات العسكرية معا، كان ينبغي أن تؤدي إلى تغيير في التقييم الاستخباراتي للجيش في ما يتعلق باحتمال الحرب".
علاقات واسعة
وجاء في الوثائق الإشارة إلى "قدرة مروان غير العادية في الوصول إلى القيادة المصرية والاطلاع على قراراتها واستعداده لإرسال رسائل تحذير حول نوايا مصر لبدء حرب ضدنا".
كما جاء فيها أن كل البريد الموجه للرئيس المصري حينها يمر عبر مكتب مروان "قبل أن يصل إلى السادات، وأنه مسؤول عن نقل تعليمات رئيس الجمهورية إلى جميع الأجهزة الحكومية، وتقديم المعلومات التي تجمعها كافة الأجهزة الاستخبارية إلى رئيس الجمهورية".
وكتب مشغل مروان "دوبي" هذا في تقريره أن مروان كان حاضرًا في جميع مؤتمرات رؤساء الدول العربية التي عقدت في القاهرة وفي جميع الاجتماعات التي يعقدها رئيس الوزراء المصري، وأنه "يحتفظ بعلاقات شخصية في جميع قطاعات الجيش المصري".
في حين تطرق تقرير آخر قدمه "دوبي" إلى تفاصيل شخصية عن مروان، بما في ذلك "علامات خاصة" على جسده، تشمل "ندبة على ظهر كف يده". ولأول مرة، نشر الموساد صورتين لمروان مع "دوبي"، علما بأنه لم يسمح بعد بالكشف عن هوية "دوبي" الحقيقية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال أشرف مروان الموساد حرب أكتوبر الاحتلال الموساد حرب أكتوبر أشرف مروان صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش المصری
إقرأ أيضاً:
41 مختطفا إسرائيليا قتلوا في قطاع غزة منذ بداية حرب أكتوبر 2023
#سواليف
أفادت صحيفة “نيويورك تايمز”، يوم السبت، بأن 41 مختطفا قتلوا في #الأسر منذ 7 أكتوبر 2023 بعضهم على يد حماس والبعض بنيران إسرائيلية وفي بعض الحالات بسبب غير معروف.
وقالت الصحيفة إن تحليلها استند لتقارير الطب الشرعي والتحقيقات العسكرية في وفاتهم، فضلا عن مقابلات مع أكثر من عشرة جنود ومسؤولين إسرائيليين، ومسؤول إقليمي كبير وسبعة من أقارب #الرهائن.
وذكرت الصحيفة أن الخسائر والأهم من ذلك حجمها، أصبحت محور نقاش محتدم داخل المجتمع الإسرائيلي حول ما إذا كان من الممكن إعادة المزيد من الناس أحياء إذا تم التوصل إلى هدنة في وقت أقرب.
مقالات ذات صلةوأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو أكد منذ فترة طويلة أن القوة العسكرية وحدها هي القادرة على إجبار حماس على تحرير الرهائن، فيما أكد معارضو نتنياهو أنه كلما طالت الحرب زادت احتمالات إعدام الرهائن على يد حماس أو قتلهم في غارات إسرائيلية.
ووفق المصدر ذاته، اكتسبت المناقشة صدى أكبر في الأيام الأخيرة مع احتمال العودة إلى #الحرب منذ انتهاء الهدنة الأخيرة.
وبينت “نيويورك تايمز” أن الحكومة الإسرائيلية قلبت هذه العملية رأسا على عقب مؤخرا باقتراح إطار عمل جديد رفضته حماس على الفور، والذي يدعو إلى تمديد الهدنة لمدة سبعة أسابيع، حيث تفرج الحركة خلال هذه الفترة عن نصف الرهائن الأحياء وتعيد رفات نصف القتلى.
ومن بين الرهائن التسعة والخمسين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في غزة، قالت الحكومة الإسرائيلية إن 24 فقط ما زالوا على قيد الحياة.
ومن بين 251 شخصا اختطفوا في أكتوبر 2023 والتي أشعلت الحرب في القطاع، تم تبادل أكثر من 130 شخصا أحياء مقابل معتقلين فلسطينيين كما استعاد الجيش الإسرائيلي جثث أكثر من 40 آخرين تم نقل العديد منهم قتلى إلى غزة أثناء الهجوم فيما سلمت حماس ثماني جثث كجزء من أحدث اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، قُتل عدد قليل من الرهائن على الأرجح في الأيام الأولى من الحرب، قبل أن يتسنى التوصل إلى هدنة، لكن كثيرين آخرين لقوا حتفهم منذ انهيار وقف إطلاق النار القصير الأول في نوفمبر 2023 واستمر القتال في حرب أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
ورغم أن إسرائيل وحماس اقتربتا من التوصل إلى اتفاق آخر لوقف إطلاق النار في يوليو، فقد انهارت المحادثات واستغرق الأمر خمسة أشهر أخرى للتوصل إلى اتفاق مماثل إلى حد كبير للاتفاق الذي نوقش في الصيف.
ويقول خصوم نتنياهو السياسيون وبعض أقارب الرهائن إن أشهر القتال الإضافي على الرغم من تدهور حماس وحلفائها، أدت إلى مقتل المزيد من الرهائن وفشلت في نهاية المطاف في هزيمة حماس.
وقال يوآف غالانت وزير الدفاع الإسرائيلي حتى نوفمبر 2024 في مقابلة تلفزيونية الشهر الماضي: “كان بإمكاننا استعادة المزيد من الرهائن في وقت سابق وبثمن أقل”.
ورغم أن مكتب نتنياهو رفض التعليق على الأمر، فإنه لطالما ألقى باللوم على حماس في فشل التوصل إلى هدنة، زاعما في المقابل أن الضغط العسكري المستمر حتى تحقيق النصر الكامل، من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الظروف المحددة التي قتل فيها الرهائن، لكنه قال في بيان إنه نفذ العمليات مع اتخاذ العديد من الاحتياطات لحماية الأسرى.
وأضاف البيان أنه “يعرب عن حزنه العميق لكل حادث قتل فيه رهائن أثناء أسرهم ويبذل كل ما في وسعه لمنع مثل هذه الحوادث”، كما قال الجيش إنه يطلع عائلات الرهائن بانتظام على حالة أحبائهم.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون والنتائج العامة للتحقيقات العسكرية بأن سبعة رهائن أعدموا على يد خاطفيهم عندما اقترب جنود إسرائيليون، كما لقي أربعة آخرون حتفهم في غارات جوية إسرائيلية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي علنا أن ثلاثة رهائن قتلوا على أيدي جنود إسرائيليين ظنوا أنهم مسلحون فلسطينيون، كما قتل أحدهم برصاصة في تبادل لإطلاق النار.
ولا تزال الظروف المحيطة بمقتل 26 آخرين غير قاطعة.
ويعتقد الكثيرون أن الحكومة كانت مهتمة بمحاربة حماس أكثر من إنقاذ أحبائهم.
#قتلى في #غارات_جوية
عندما ضربت إسرائيل مركز قيادة تحت الأرض لحماس في نوفمبر 2023، قتلت الضربة اثنين من قادة حماس بمن فيهم أحمد الغندور، وهو جنرال في حماس قالت إسرائيل إنه ساعد في تنظيم الهجوم في أكتوبر.
وبعد شهر، اكتشف جنود مشاة إسرائيليون كانوا يجوبون موقع الضربة جثث ثلاثة ضحايا أحدهم إسرائيلي اختطف من مهرجان موسيقي في السابع من أكتوبر، وجنديان تم أسرهما في قاعدة عسكرية قريبة.
وبعد أن خلص الجيش في نهاية المطاف في مارس 2024 إلى أن الغارة الجوية قتلت رهائن، لم يخبر أقاربهم بذلك لعدة أشهر، ثم سمح لأقارب الضحايا برؤية تقرير الطب الشرعي والذي أشار إلى أن الرجال ربما اختنقوا بالغازات السامة.
وسرعان ما بدأت مايان شيرمان والدة أحد الضحايا، حملة عامة للضغط على الجيش للاعتراف بأن الغازات انبعثت خلال انفجار ناجم عن صاروخ إسرائيلي.
ولم يعترف الجيش بمقتل الرجال في إحدى غاراته الجوية إلا في شهر سبتمبر 2024 ولم يكشف عن السبب الدقيق للوفاة.