قال الدكتور مصطفى أبوزيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية، إن السياسة الاقتصادية الخارجية لمصر تهدف لتحقيق 3 محاور، تتضمن زيادة التبادل التجارى مع البلدان الكبرى، بالإضافة إلى جذب الاستثمار الأجنبى الذى يزيد من القيمة المضافة للاقتصاد الوطنى، فضلاً عن زيادة معدلات النمو الاقتصادى المحلى.

وأضاف «أبوزيد»، لـ«الوطن»، أن انضمام مصر لمجموعة بريكس ثم حضورها قمة العشرين كضيف شرف يزيد من الثقل السياسى والاقتصادى المصرى على المستوى العالمى، موضحاً أن العلاقة بين مصر والهند تاريخية، وهناك العديد من المجالات التى يمكن أن يزيد خلالها التعاون الاقتصادى بين البلدين، ومنها الصناعة التكنولوجية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات فى مجال الزراعة، وإلى نص الحوار:

تعزيز العلاقات مع الهند يمكننا من امتلاك تكنولوجيا متقدمة في صناعة البرامج الإلكترونية ويحقق الإصلاح الهيكلي

كيف ترى الجهود المبذولة للتعاون مع التكتلات الاقتصادية العالمية؟

- مصر تبذل جهوداً مدروسة خلال السنوات الأخيرة لتعزيز مكانتها على الخريطة السياسية والاقتصادية العالمية، والتى أصبحت تتسم بالتوسع، من خلال ترسيخ العلاقات مع الدول لتحقيق 3 أهداف، وهى: زيادة حجم التبادل التجارى بين الجانب المصرى والاقتصاديات الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والهند، وجميع تلك الدول أعضاء ضمن مجموعة العشرين، بينما يكون الهدف الثانى هو جذب الاستثمار الأجنبى المباشر، الأمر الذى سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد المصرى، يتمثل فى زيادة المصادر الدولارية، بالإضافة إلى أن زيادة حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة ستعمل تلقائياً على زيادة القيمة المضافة للاقتصاد المصرى، من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الكبرى اقتصادياً، وهو ما يسهم فى فتح مجالات جديدة للعمل بصورة مباشرة وغير مباشرة للمصريين، خاصة فى ظل استهداف مصر لتوفير 900 ألف فرصة عمل سنوياً.

أما الهدف الثالث فهو تحفيز وزيادة معدلات النمو الاقتصادى للدولة، فخلال السنوات الأربع الماضية استطاعت مصر تحقيق معدلات نمو إيجابية رغم التحديات الصعبة التى فرضتها الأزمات العالمية، سواء جائحة كورونا أو الأزمة الروسية الأوكرانية.

ماذا عن مشاركة مصر فى قمة العشرين؟

- هذه ليست المشاركة الأولى لمصر فى اجتماع قمة العشرين، فخلال السنوات الماضية تكاد تكون مصر مدعوة فى أغلب اجتماعات القمة بالمشاركة الفعالة والمناقشات مع القادة والزعماء الحاضرين.

مصطفى أبوزيد: توطين الصناعة التكنولوجية وإنتاج السيارات الكهربائية أبرز المكاسب 

أما عن الفوائد التى ستعود من مشاركة مصر فى قمة مجموعة العشرين، فإنها ستعمل على جذب الشركات العالمية للاستثمار فى مصر، وهو ما يظهر فى اللقاءات المتكررة التى يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسى على هامش اللقاءات، وذلك لتوضيح الحوافز والتيسيرات التى تقدمها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية خاصة خلال العام الجارى، وتضمنت طرح وثيقة سياسة ملكية الدولة، التى توضح معالم الخريطة الاستثمارية والاقتصادية للبلاد، بالإضافة إلى عرض الحوافز المتمثلة فى القرارات الـ22 التى أصدرها المجلس الأعلى للاستثمار، وسيكون لها تأثير إيجابى على رؤية المستثمرين الأجانب.

ما أهم المكاسب التى تسعى إليها مصر خلال اجتماع قمة العشرين؟

- خلال الفترة الأخيرة كانت الخطة الاقتصادية المصرية ترتكز على جذب الشركات العالمية حتى تصبح مصر مركزاً للتصنيع ومن ثم الانطلاق نحو التصدير، فهناك اتجاه قوى من الدولة للتربع على عرش التصنيع، وأعتقد أن الاتجاه السائد حالياً هو الصناعة التكنولوجية، التى لا تعتمد على ضخ السيولة الدولارية فقط، بل نقل التكنولوجيا وتدريب العمالة المصرية، وهو ما يمثل مكسباً كبيراً للدولة التى ستصبح مقراً لعملية نقل وتوطين التكنولوجيا، خصوصاً أن مصر تمتلك كوادر بشرية يمكنها أن تنهض بالصناعة.

وأهم المجالات التى تعمل عليها مصر لجذب الاستثمار فيها خلال الفترة الماضية، هى تكنولوجيا صناعة السيارات، وبالأخص السيارات الكهربائية وهو ما سيسهم فى زيادة القيمة المضافة للاقتصاد.

تحضر مصر اجتماعات مجموعة العشرين بناءً على دعوة الحكومة الهندية، فكيف ترى العلاقات مع نيودلهى؟

- هناك علاقات وثيقة ومتوطدة بين البلدين، وأبرز مثال هو استثناء الهند لمصر من قرار وقف تصدير القمح مطلع العام الجارى نتيجة لعلاقاتهما القوية، وهناك العديد من المجالات التعاونية بين القاهرة ونيودلهى، وهى تبادل الخبرات فى مجال الزراعة، بالإضافة إلى أن الهند تمتلك تكنولوجيا متقدمة فى صناعة البرامج الإلكترونية المقرر استقطابها فى مصر، ضمن برنامج الإصلاح الهيكلى الذى تنتهجه الدولة المصرية.

انضمام مصر لـ«البريكس»

وجود مصر فى مثل هذه المجموعات التى تشمل دولاً ذات اقتصاد قوى، يعطى لمصر ثقلاً سياسياً واقتصادياً، خاصة أن من معايير قبول انضمام أى دولة لـ«بريكس»، هو أن تكون الدولة مهيأة اقتصادياً وأن تكون المؤشرات الكلية للاقتصاد إيجابية، ولديها خطط للتوسع والنمو. وهذا بالتأكيد سيساعد على زيادة جذب الاستثمارات الأجنبية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر والهند قمة العشرين الرئيس عبد الفتاح السيسي جذب الاستثمار بالإضافة إلى قمة العشرین وهو ما مصر فى

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: بتوجيهات محمد بن زايد.. الإمارات مستمرة في الاستثمار في تعزيز قدراتها الاقتصادية وإمكاناتها السياحية

أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن رؤية الإمارات للمستقبل لا تقوم على تحقيق المصلحة الذاتية فحسب بل تسعى إلى تأكيد دورها كشريك فاعل للعالم في تعزيز الفرص وفتح آفاق رحبة للنمو أمام الجميع، امتداداً للنهج الذي سارت عليه الدولة منذ تأسيسها في مد جسور التواصل البنّاءة وتفعيل الشراكات الحقيقية وتهيئة المجال لحوار إيجابي يدفع بمسيرة التطور العالمي نحو آفاق تخدم الإنسان وتحقق له ما يصبو إليه من تقدم وازدهار.

جاء ذلك، خلال الزيارة التي قام بها سموّه، إلى معرض سوق السفر العربي 2025، والذي تختتم أعماله اليوم بمشاركة قياسية ضمن الدورة الأكبر في تاريخه مستقطبةً أكثر من 2800 جهة عارضة.
وفي هذه المناسبة، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن دولة الإمارات، برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مستمرة في الاستثمار في تعزيز قدراتها الاقتصادية وإمكاناتها السياحية مع مواصلة تطوير مختلف مرافقها الداعمة لقطاع السفر، من خلال بنية تحتية عالمية المستوى هدفها تقديم أفضل نوعيات الخدمة للزوار والمسافرين بصفة عامة، حيث من المنتظر أن تستقبل مطارات الدولة هذا العام نحو 150 مليون مسافر.وأشار سموّه إلى أن اجتماع 166 دولة و55 ألف من خبراء وأخصائيّ قطاع السياحة والسفر من حول العالم في معرض «سوق السفر العربي» هذا العام يعكس تنامي مكانة دولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، وازدياد مستويات الثقة في القيمة المضافة التي تقدمها دعماً لهذا القطاع الحيوي على مستوى العالم، منوهاً سموه بقوة أداء قطاع السياحة الإماراتي مع نجاح الدولة في استقطاب رقم قياسي من الزوار الدوليين بلغ 30.7 مليون سائح العام الماضي، فيما بلغ إجمالي الإنفاق السياحي حوالي 250 مليار درهم.
وأضاف سموّه: «قطاع السياحة والسفر هو نافذتنا إلى العالم.. وجسرنا للتواصل الثقافي والاقتصادي مع شعوبه.. نثق في أثر السياحة كقوة ناعمة وحريصون على أن تستمد فاعليتها من أصالة تراثنا وعمق ارتباطنا بثقافتنا وقيمنا». وأعرب سموّه عن تقديره لكافة الجهود التي تساهم في تأكيد مكانة دولة الإمارات كوجهة رئيسية يقصدها العالم لاكتشاف الفرص.

 

أخبار ذات صلة «جود شير» تحمل طموحات «جودلفين» في «أوكس كنتاكي» بطولة الإمارات لقفز الحواجز «مسك الختام» لموسم متميز


وقال سموّه: «لا ننظر للمعارض على أنها مجرد فعاليات موسمية، بل كمحرك حقيقي للنمو، ومنصة لعقد الشراكات وإبرام الصفقات الداعمة للاقتصاد العالمي.. ومن جانبنا، نحن لا ندخر جهداً في توفير البيئة الداعمة للفرص، والمحفزة على التعاون، والمؤهلة للنجاح.. هدفنا تحقيق الريادة في مستقبل وثيق الارتباط بالقدرة على تحقيق جودة الحياة ومد جسور التواصل الإيجابي مع العالم».
وقد تفقّد صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الزيارة التي حضرها، سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، وسموّ الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، وسموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية، جانباً من الأجنحة العالمية والوطنية المشاركة في معرض سوق السفر العربي.
وتوقف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عند جناح طيران الإمارات، حيث استمع سموه إلى شرح حول أبرز المستجدات الخاصة بخطط التطوير والتوسُّع للناقلة خلال المرحلة المقبلة، وبما يواكب نمو الطلب في ضوء تنامي مكانة دولة الإمارات ودبي كوجهة أولى للسفر والسياحة في المنطقة، حيث استقبلت دبي في العام 2024 أكثر من 18.7 مليون زائر دولي، كما اطلع سموه على مجمل الخدمات الجديدة التي تقدمها طيران الإمارات والإضافات إلى أسطولها المتنامي، سعياً إلى تعزيز تنافسيتها وسعيها الدؤوب لتصدّر قوائم خطوط الطيران الأكثر تميزاً على مستوى العالم.
كما زار سموّه جناح «فلاي دبي» وتابع شرحاً قدمه غيث الغيث، الرئيس التنفيذي لشركة فلاي دبي، حول عمليات التطوير التي تسعى من خلالها الشركة إلى تعزيز مكانتها كنموذج يحتذى به في مجال الطيران الاقتصادي، من ناحية تقديم أعلى مستويات جودة الخدمة، وهو ما أسهم في تحقيق الناقلة لنتائج قياسية خلال السنة المالية 2024، تعد الأعلى منذ انطلاقتها قبل 15 عاماً، كما اطلع سموه على خطط الشركة في التوسع عبر إضافة وجهات جديدة وبناء روابط جوية مع الأسواق المهمة لا سيما الوجهات والأسواق غير المخدومة برحلات طيران مباشرة، وهو ما ساهم في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للطيران وواحدة من أكثر المدن اتصالًا في العالم.
وشملت توقفات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منصة «مجلس الإمارات للسياحة»، حيث استمع سموّه لشرح قدمه معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد رئيس مجلس الإمارات للسياحة، حول الجهود التي يقوم بها المجلس في ضوء رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في اتجاه تعزيز تنافسية القطاع السياحي في إمارات الدولة السبع، وزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وفق مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، تأكيداً لدور السياحة كمحرك رئيس داعم لتنافسية الاقتصاد الوطني ومسيرة التحول نحو اقتصاد معرفي مبتكر قائم على الاستدامة والتطوير المستمر.
وقد أثنى سموه على جهود المجلس وأثرها في تعزيز مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني استناداً إلى ما تتمتع به الدولة من مقومات جذب متنوعة عبر إماراتها السبع، وهو ما يعزز من استقطابها لأعداد متزايدة من الزوار الدوليين عاماً بعد عام، مؤكداً سموه ضرورة العمل على تعزيز تكامل الجهود والمبادرات من أجل تأكيد الريادة الإماراتية في مجال السياحة والتعريف بقدراتها الكبيرة التي تجعلها وجهة أولى للسائح من مختلف أنحاء العالم.
حضر الزيارة معالي هلال سعيد المرّي، مدير عام دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، مدير عام سلطة مركز دبي التجاري العالمي، وسعادة الفريق محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • أحمد السويدي:وزير المالية يلعب دورًا مؤثرًا فى دفع حركة الاستثمار والنشاط الاقتصادى
  • عودة قوية لمصر | استئناف تصدير الغاز يعزز الاقتصاد ويجذب الاستثمارات .. خبير يوضح
  • محمد بن راشد: بتوجيهات محمد بن زايد.. الإمارات مستمرة في الاستثمار في تعزيز قدراتها الاقتصادية وإمكاناتها السياحية
  • الدبيبة وبولات يبحثان مضاعفة التبادل التجاري وتسهيل الاستثمار بين ليبيا وتركيا
  • محافظ الأقصر يعزز إجراءات التقنين ويسرّع وتيرة التصالح لمواكبة التحديات | صور
  • معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يعزز مكانة اللغة العربية كمنصة رائدة لإنتاج المعرفة وتعزيز التبادل الثقافي
  • 26% زيادة حجم المناولة في ميناء «دي بي ورلد - السخنة» خلال الربع الأول
  • “سلامة” يلتقي كوجك لبحث الأوضاع الاقتصادية للصحفيين
  • يؤثر على معدلات النمو.. كيف تحمي طفلك من الإصابة بفقر الدم؟
  • زيادة التبادل التجاري والاستثمارات مع نيوزلندا