قادة أكبر اقتصادات العالم يناقشون تحديات التنمية في «نيودلهي»
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تشهد العاصمة الهندية نيودلهى فعاليات قمة مجموعة العشرين التى تحل عليها مصر كأحد ضيوف الشرف، لمناقشة مستقبل الاقتصاد العالمى، وسيكون الموضوع الرئيسى لقمة هذا العام التنمية المستدامة، إضافة إلى تدابير نشر النمو الاقتصادى بشكل أكثر توازناً بين البلدان المتقدمة والنامية.
البيت الأبيض: ندعو لإصلاح صندوق النقد والبنك الدوليين وسفارة الهند: القمة تتناول قضيتي المناخ والذكاء الاصطناعيوصرّح البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكى جو بايدن سيتحدث مع بعض القادة بشكل منفرد عن معالجة تغير المناخ، والحرب الروسية فى أوكرانيا، كما سيحث المنظمات العالمية مثل البنك الدولى على بذل المزيد من الجهود لمكافحة الفقر، كما سيناقش إصلاحات برامج صندوق النقد الدولى والبنك الدولى، وفى هذا الإطار أوضح جيك ساليفان، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، أن المؤسستين الاقتصاديتين يجب عليهما إيجاد بدائل أفضل لدعم التنمية والتمويل، وذلك لمواجهة ما أسماه بالإقراض القسرى غير المستدام الذى تقدمه الصين، موضحاً أنّ الكثير من البلدان النامية يرغب فى دعم الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة، وأضاف أن القمة ستشهد مناقشات جادة حول كيفية تحديث بنوك التنمية متعددة الأطراف، والتى تحاول تقديم حلول عالية المستوى ومضمونة للتحديات التى تواجهها البلدان النامية.
من جهته، قال أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامى لسفارة الهند بالقاهرة، إنّ مجموعة العشرين التى تسلمت الهند رئاستها من إندونيسيا فى منتصف نوفمبر 2022، والتى تعقد بالعاصمة نيودلهى فى الفترة ما بين 9 و10 سبتمبر الجارى، ستناقش عدداً من الموضوعات المهمة والشائكة تتعلق بالمناخ والذكاء الاصطناعى والتنمية الاجتماعية للدول المتضررة من الأزمات العالمية وعلى رأسها جائحة كورونا والأزمة بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف لـ«الوطن» أن اختيار الهند لتكون رئيساً لقمة مجموعة العشرين الحالية، جاء نتيجة الحفاظ على علاقات خارجية متوازنة مع الولايات المتحدة والدول الغربية إلى جانب علاقاتها مع روسيا التى تشترك معها فى مجموعة بريكس، ويُنظر إليها بأنها شريك جدير بالثقة، متوقعاً أن تستضيف الهند أكثر من 200 اجتماع لمجموعة العشرين ضمن عشرات من مسارات العمل تتضمن عدداً من الملفات ذات الأولوية على مائدة الدول الحاضرة بما فى ذلك تسريع تحقيق أهداف التنمية الخضراء والبنية التحتية الرقمية العامة وتعزيز السلام والوئام الدوليين، وتمكين المرأة، ومحاربة الجرائم الاقتصادية والإصلاحات متعددة الأطراف، والتقدم فى مجالات الصحة والزراعة والتعليم والتجارة ورسم خرائط المهارات والثقافة والسياحة وتمويل قضايا المناخ والمؤسسات متعددة الأطراف.
وأكد أنّ دعوة مصر لتكون ضيف شرف قمة مجموعة العشرين ترجع إلى الاهتمام الواضح فى العلاقات بين القاهرة ونيودلهى، ومن اللافت للانتباه أن جذور تلك العلاقات تعود إلى التحديات والتطلعات المشتركة التى تواجهها البلدان، وتعد الاتفاقيات المشتركة العديدة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية إحدى الركائز السياسية لهذه العلاقة ومثالاً واضحاً على مدى تميزها وأهميتها، موضحاً أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والهند ممتدة منذ زمن الزعيم المصرى سعد زغلول الذى ربطته علاقة قوية بالمهاتما غاندى، إلى جانب علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بجواهر لال نهرو التى أثمرت عن توقيع اتفاقية صداقة بين مصر والهند عام 1955، مضيفا أن للدولتين دوراً مميزاً فى مؤتمر باندونغ، وفى إنشاء حركة عدم الانحياز وترجع العلاقات القوية بين البلدين إلى التفاعل السياسى المستمر على أعلى المستويات.
وأوضح أن العلاقات الأخوية والودية بين مصر والهند تزايدت بشكل أكبر من خلال رحلات الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الهند فى أكتوبر 2015 وسبتمبر 2016، حيث عمل الرئيس السيسى على تجديد العلاقات المصرية مع عدد من الدوائر وحظيت الدائرة الآسيوية باهتمام كبير فى السياسة الخارجية المصرية، وتحديداً الدول ذات الاقتصادات العملاقة مثل الصين والهند، وذلك من أجل توطيد العلاقات مع تلك النماذج الاقتصادية.
ويقول موهان كومار، السفير الهندى السابق فى فرنسا الذى يقود الأبحاث حول مجموعة العشرين فى مدرسة «جيندال للشئون الدولية»: «ربما لن تحصل الهند أبداً على المقعد الدائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لذا فهى تحاول العمل من خلال المنتديات الأخرى»، وأضاف فى تصريحات صحفية، أن قمة مجموعة العشرين ستعطى الهند الأولوية للتعافى الاقتصادى العالمى، فيما أشار «بانكاج ساران»، نائب مستشار الأمن القومى الهندى، عضو المجلس الاستشارى للأمن القومى (NSAB) إلى أن الأولوية الأولى للهند خلال رئاستها لمجموعة العشرين ستتضمن استعادة النظام الاقتصادى الذى يوفر الاستقرار ويخلق جواً ملائماً، وأضاف أن القمة تتضمن أولوية أخرى وهى معالجة القضايا التى تهم العالم النامى، مثل الطاقة والغذاء والأمن المناخى، موضحاً أن جدول أعمال اجتماع قمة العشرين سيتضمن طرق خلق أنماط حياة مستدامة، من خلال مبادرة «نمط حياة من أجل البيئة»، التى ترمى إلى الحث على اعتماد أنماط حياة أقل تلوثاً، لافتاً إلى وجود مطالب بضرورة وضع خطة لتقليل انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن من خلال تسريع وتيرة الانتقال إلى الأنظمة الخضراء وصديقة البيئة فى مجال الطاقة، فضلاً عن الاهتمام بالمجال الرقمى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مصر والهند قمة العشرين الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة مجموعة العشرین من خلال
إقرأ أيضاً:
التعليم في رمضان .. تحديات واستراتيجيات للتكيف وضمان الجودة
يعد شهر رمضان المبارك فترة استثنائية تمتزج فيها الروحانية بالالتزامات اليومية، إلا أنه يفرض أيضًا تحديات على النظام الدراسي، حيث تتأثر جداول الحصص ومستوى تركيز الطلبة، إلى جانب أساليب تقديم المناهج التعليمية، ومع تقليص عدد ساعات الدراسة، يسعى المعلمون والإداريون إلى تحقيق توازن دقيق بين تخفيف الضغط على الطلبة وضمان استمرار العملية التعليمية بجودة وكفاءة، وبينما تتكيّف المدارس مع هذه التحديات، يظهر رمضان كفرصة لتعزيز مهارات التنظيم والانضباط الذاتي للطلبة، مما يساعدهم على إدارة وقتهم بفعالية والاستفادة القصوى من أوقات الدراسة رغم التغيرات في الروتين اليومي.
التكيف مع الوقت
أكد خالد بن سليمان الرواحي مدير معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين، أن شهر رمضان يؤثر على النظام الدراسي نتيجة تقليل زمن التعلم اليومي، مما ينعكس على سير المناهج الدراسية، وأوضح أن قصر مدة الحصص يسبب انخفاض تركيز الطلبة وقلة طاقاتهم نتيجة اضطراب النوم، ويتطلب تعديل الجداول المدرسية لتناسب احتياجاتهم.
وأشار الرواحي إلى أن المدارس تعتمد أساليب مرنة للحفاظ على جودة التعليم، حيث يعمل المعلمون على تقديم محتوى دراسي يتناسب مع زمن الحصة، مع التركيز على أهداف الدرس الأساسية، إلى جانب الاستفادة من المنصات التعليمية في شرح بعض الدروس المهمة، كما يتم تقليل حصص النشاط والمواد التي تتطلب مجهودًا بدنيًا، لضمان راحة الطلبة خلال ساعات الصيام.
تعديلات
وأضاف الرواحي: إن بعض المدارس تقوم بتعديل مواعيد الامتحانات والتقييمات لتجنب تعارضها مع أوقات الصيام، إما بتقليل فتراتها أو توزيعها على أوقات أكثر راحة، وفي بعض الحالات، يتم استبدال التقييمات التقليدية بمهام منزلية وتقارير يمكن للطلبة إنجازها في أوقات مناسبة لهم.
إلى جانب التعديلات الدراسية، أوضح الرواحي أن المدارس تحرص على تقديم برامج توعوية تتضمن نصائح حول التغذية السليمة أثناء السحور والإفطار، وأفضل الطرق لإدارة الوقت أثناء الدراسة في رمضان، كما يتم تنظيم فعاليات دينية ومسابقات وندوات تعليمية لتعزيز روحانية الشهر الفضيل، بالإضافة إلى أنشطة خيرية مثل توزيع وجبات على المحتاجين أو المشاركة في حملات تطوعية.
وأشار الرواحي إلى أن شهر رمضان يحمل جوانب إيجابية، حيث يشعر الطلبة بروحانية الشهر، مما يعزز دافعيتهم الدراسية، إلا أن هناك أيضًا تحديات تتمثل في انخفاض التركيز والنشاط نتيجة الصيام.
وأكد أن دور الأسرة أساسي في توفير بيئة داعمة للطلبة، من خلال تنظيم أوقات نومهم، وضمان التغذية السليمة، وتقديم التشجيع النفسي لمساعدتهم على التكيف مع الدراسة خلال الصيام، كما أن التعاون بين المدرسة والأسرة يسهم في تحقيق تجربة دراسية متوازنة، تضمن تحصيلًا علميًا جيدًا مع الحفاظ على صحة الطلبة خلال الشهر الفضيل.
وأكدت خالصة الفلاحية مديرة مدرسة خولة بنت ثعلبة للتعليم الأساسي، أن شهر رمضان المبارك يحمل معه أجواء روحانية ينتظرها الجميع بشوق، لكنه في الوقت نفسه يفرض تحديات على النظام الدراسي بسبب تقليل ساعات الدوام المدرسي، مما يؤدي إلى قصر الحصص الدراسية وانخفاض المحتوى التعليمي الذي يتلقاه الطلبة خلال هذه الفترة.
استراتيجيات
وأوضحت الفلاحية أن تحقيق التوازن بين تقليل ساعات الدراسة وضمان جودة التعليم يتم من خلال توظيف استراتيجيات التعلم النشط، والاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تقديم الدروس بأسلوب سلس وبسيط، مما يسهل على الطلبة اكتساب المهارات والمعارف بكفاءة.
وأشارت إلى أهمية الاستعداد المسبق للشهر الكريم عبر تقديم النصائح والإرشادات للطلبة وأولياء أمورهم، مثل تنظيم أوقات النوم، وأهمية وجبة السحور، ووضع جداول مناسبة للمذاكرة، مما يساعد الطلبة على التركيز والتفاعل الإيجابي داخل الصفوف الدراسية.
وأضافت: إن المدارس تراعي في هذا الشهر تقديم دروس لا تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، وتقليل الامتحانات والتقييمات دون الإخلال بالخطة الزمنية المقررة، بحيث تتناسب مع ظروف الطلبة دون التأثير على مستواهم.
وأكدت الفلاحية أن المدارس تستغل أجواء رمضان في تنظيم محاضرات دينية وتوعوية، ومسابقات قرآنية وثقافية متنوعة، مع إشراك أولياء الأمور في هذه الأنشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز روح المشاركة والتفاعل بين المدرسة والمجتمع.
كما لفتت إلى التأثيرات الإيجابية للشهر الفضيل على الطلبة، حيث يشعرون بالطمأنينة والاستقرار النفسي والالتزام والانضباط، مما ينعكس إيجابيًا على أدائهم الدراسي.
دور الأسرة
واختتمت الفلاحية حديثها مؤكدة أن الأسرة تؤدي دورًا جوهريًا في دعم الطلبة خلال الشهر الفضيل، من خلال تهيئة بيئة منزلية هادئة ومحفزة للتعلم، وتشجيعهم على تنظيم وقتهم والتوازن بين الدراسة والعبادات، مما يساعدهم على الاستفادة القصوى من أجواء الشهر الكريم بإيجابية ودافعية نحو تحقيق النجاح.
وسائل محفزة
أكدت زينب بنت سليمان الحوسنية مساعدة مديرة مدرسة مدينة السلطان قابوس للتعليم الأساسي (1-4)، أن المدارس تسعى إلى تحقيق التوازن بين تقليل ساعات الدراسة وضمان جودة التعليم خلال شهر رمضان، وذلك من خلال استخدام أساليب تفاعلية ومبسطة، وتقليل الأنشطة التقليدية، وتعزيز التعلم التعاوني، إلى جانب الاستفادة من التقنيات الحديثة التي تساعد الطلبة على استيعاب الدروس بشكل أسرع.
وأوضحت أن المدرسة تحرص على تقديم برامج توعوية للطلبة حول أهمية التغذية السليمة والنوم الكافي، وتنظيم أوقات المذاكرة، بما يسهم في تحسين تركيزهم وأدائهم الدراسي خلال الشهر الفضيل.
وحول آلية التعامل مع الامتحانات، أوضحت الحوسنية أن الاختبارات عادة تُجرى في الأسبوع الثاني أو الأسبوع الثالث من رمضان، حيث يكون الطلبة قد تأقلموا مع أجواء الصيام، كما يتم جدولة الامتحانات في الحصص الأولى من اليوم الدراسي لضمان تحقيق أعلى مستوى من التركيز، مع إشعار أولياء الأمور بمواعيدها مسبقًا ليتمكنوا من دعم أبنائهم في الاستعداد لها.
التأثيرات الإيجابية والتحديات
وأشارت الحوسنية إلى أن للصيام أثرًا إيجابيًا في سلوك الطلبة، حيث يضفي عليهم السكينة والهدوء، ويعزز لديهم الصبر وتحمل المسؤولية ليس فقط في الصيام، وإنما أيضًا في أداء واجباتهم المدرسية، ومع ذلك، يواجه بعض الطلبة تحديات مثل الإرهاق وقلة التركيز، التي تعود في الغالب إلى عدم انتظام النوم.
ولمواجهة هذه التحديات، يعتمد المعلمون على استراتيجيات تدريس تفاعلية مثل استخدام الأنشطة الجماعية، وتفعيل الوسائل التقنية الحديثة في تقديم المحتوى التعليمي، كما يتم دعم الطلبة الذين يعانون من قلة التركيز من خلال وسائل مشوقة، مثل الألعاب التعليمية والأنشطة الجماعية، التي تساعد على جذب انتباههم وتعزيز تفاعلهم مع الدروس.
وأوضحت الحوسنية أن تشجيع الطلبة على اتباع نمط حياة صحي، من خلال شرب كميات كافية من الماء، وتناول وجبات غذائية متوازنة خلال الإفطار والسحور، وأخذ قسط كافٍ من النوم، يساعدهم بشكل كبير على تحسين تركيزهم ومساعدتهم في تحقيق أقصى استفادة من يومهم الدراسي خلال رمضان.