تشهد العاصمة الهندية نيودلهى فعاليات قمة مجموعة العشرين التى تحل عليها مصر كأحد ضيوف الشرف، لمناقشة مستقبل الاقتصاد العالمى، وسيكون الموضوع الرئيسى لقمة هذا العام التنمية المستدامة، إضافة إلى تدابير نشر النمو الاقتصادى بشكل أكثر توازناً بين البلدان المتقدمة والنامية.

البيت الأبيض: ندعو لإصلاح صندوق النقد والبنك الدوليين وسفارة الهند: القمة تتناول قضيتي المناخ والذكاء الاصطناعي

وصرّح البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكى جو بايدن سيتحدث مع بعض القادة بشكل منفرد عن معالجة تغير المناخ، والحرب الروسية فى أوكرانيا، كما سيحث المنظمات العالمية مثل البنك الدولى على بذل المزيد من الجهود لمكافحة الفقر، كما سيناقش إصلاحات برامج صندوق النقد الدولى والبنك الدولى، وفى هذا الإطار أوضح جيك ساليفان، مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، أن المؤسستين الاقتصاديتين يجب عليهما إيجاد بدائل أفضل لدعم التنمية والتمويل، وذلك لمواجهة ما أسماه بالإقراض القسرى غير المستدام الذى تقدمه الصين، موضحاً أنّ الكثير من البلدان النامية يرغب فى دعم الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة، وأضاف أن القمة ستشهد مناقشات جادة حول كيفية تحديث بنوك التنمية متعددة الأطراف، والتى تحاول تقديم حلول عالية المستوى ومضمونة للتحديات التى تواجهها البلدان النامية.

من جهته، قال أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامى لسفارة الهند بالقاهرة، إنّ مجموعة العشرين التى تسلمت الهند رئاستها من إندونيسيا فى منتصف نوفمبر 2022، والتى تعقد بالعاصمة نيودلهى فى الفترة ما بين 9 و10 سبتمبر الجارى، ستناقش عدداً من الموضوعات المهمة والشائكة تتعلق بالمناخ والذكاء الاصطناعى والتنمية الاجتماعية للدول المتضررة من الأزمات العالمية وعلى رأسها جائحة كورونا والأزمة بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف لـ«الوطن» أن اختيار الهند لتكون رئيساً لقمة مجموعة العشرين الحالية، جاء نتيجة الحفاظ على علاقات خارجية متوازنة مع الولايات المتحدة والدول الغربية إلى جانب علاقاتها مع روسيا التى تشترك معها فى مجموعة بريكس، ويُنظر إليها بأنها شريك جدير بالثقة، متوقعاً أن تستضيف الهند أكثر من 200 اجتماع لمجموعة العشرين ضمن عشرات من مسارات العمل تتضمن عدداً من الملفات ذات الأولوية على مائدة الدول الحاضرة بما فى ذلك تسريع تحقيق أهداف التنمية الخضراء والبنية التحتية الرقمية العامة وتعزيز السلام والوئام الدوليين، وتمكين المرأة، ومحاربة الجرائم الاقتصادية والإصلاحات متعددة الأطراف، والتقدم فى مجالات الصحة والزراعة والتعليم والتجارة ورسم خرائط المهارات والثقافة والسياحة وتمويل قضايا المناخ والمؤسسات متعددة الأطراف.

وأكد أنّ دعوة مصر لتكون ضيف شرف قمة مجموعة العشرين ترجع إلى الاهتمام الواضح فى العلاقات بين القاهرة ونيودلهى، ومن اللافت للانتباه أن جذور تلك العلاقات تعود إلى التحديات والتطلعات المشتركة التى تواجهها البلدان، وتعد الاتفاقيات المشتركة العديدة فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية إحدى الركائز السياسية لهذه العلاقة ومثالاً واضحاً على مدى تميزها وأهميتها، موضحاً أن العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين مصر والهند ممتدة منذ زمن الزعيم المصرى سعد زغلول الذى ربطته علاقة قوية بالمهاتما غاندى، إلى جانب علاقة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بجواهر لال نهرو التى أثمرت عن توقيع اتفاقية صداقة بين مصر والهند عام 1955، مضيفا أن للدولتين دوراً مميزاً فى مؤتمر باندونغ، وفى إنشاء حركة عدم الانحياز وترجع العلاقات القوية بين البلدين إلى التفاعل السياسى المستمر على أعلى المستويات.

وأوضح أن العلاقات الأخوية والودية بين مصر والهند تزايدت بشكل أكبر من خلال رحلات الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الهند فى أكتوبر 2015 وسبتمبر 2016، حيث عمل الرئيس السيسى على تجديد العلاقات المصرية مع عدد من الدوائر وحظيت الدائرة الآسيوية باهتمام كبير فى السياسة الخارجية المصرية، وتحديداً الدول ذات الاقتصادات العملاقة مثل الصين والهند، وذلك من أجل توطيد العلاقات مع تلك النماذج الاقتصادية.

ويقول موهان كومار، السفير الهندى السابق فى فرنسا الذى يقود الأبحاث حول مجموعة العشرين فى مدرسة «جيندال للشئون الدولية»: «ربما لن تحصل الهند أبداً على المقعد الدائم فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لذا فهى تحاول العمل من خلال المنتديات الأخرى»، وأضاف فى تصريحات صحفية، أن قمة مجموعة العشرين ستعطى الهند الأولوية للتعافى الاقتصادى العالمى، فيما أشار «بانكاج ساران»، نائب مستشار الأمن القومى الهندى، عضو المجلس الاستشارى للأمن القومى (NSAB) إلى أن الأولوية الأولى للهند خلال رئاستها لمجموعة العشرين ستتضمن استعادة النظام الاقتصادى الذى يوفر الاستقرار ويخلق جواً ملائماً، وأضاف أن القمة تتضمن أولوية أخرى وهى معالجة القضايا التى تهم العالم النامى، مثل الطاقة والغذاء والأمن المناخى، موضحاً أن جدول أعمال اجتماع قمة العشرين سيتضمن طرق خلق أنماط حياة مستدامة، من خلال مبادرة «نمط حياة من أجل البيئة»، التى ترمى إلى الحث على اعتماد أنماط حياة أقل تلوثاً، لافتاً إلى وجود مطالب بضرورة وضع خطة لتقليل انبعاثات الكربون بحلول منتصف القرن من خلال تسريع وتيرة الانتقال إلى الأنظمة الخضراء وصديقة البيئة فى مجال الطاقة، فضلاً عن الاهتمام بالمجال الرقمى.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر والهند قمة العشرين الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة مجموعة العشرین من خلال

إقرأ أيضاً:

انطلاق اجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس في البرازيل

بوغوتا – انطلق في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، امس الاثنين، اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة بريكس التي تضم أبرز الاقتصادات الناشئة في العالم.

ودعا وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا في كلمته الافتتاحية، إلى تعزيز “الدبلوماسية الوقائية” لمنع الصراعات التي طالت في قطاع غزة وأوكرانيا.

وقال في هذا الصدد: “تعزيز الدبلوماسية الوقائية أمر ضروري لضمان السلام والحد من عدم المساواة والفقر والإقصاء”.

وأشار فييرا إلى أن الوضع في فلسطين مدمر بالكامل، مشددا على الحاجة إلى إصلاح الهيئات العالمية المتعددة الأطراف، وخاصة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

ولفت إلى جهود الصين والبرازيل لإيجاد حل سلمي للحرب بين أوكرانيا وروسيا.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022 تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.

وأكد فييرا أنه مع توسع مجموعة بريكس، فإن القدرة على الاستجابة للأزمات في جميع أنحاء العالم سوف تزداد، وسوف تصبح الجهود الجماعية أقوى.

وتأسست “بريكس” عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب إفريقيا عام 2011، وفي 1 يناير/ كانون الثاني 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات وإندونيسيا أعضاء فيها.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاما
  • سويلم: تقديرى للجهود المتميزة للعاملين بالري لخدمة المواطنين ودعم مسيرة التنمية
  • مساعد رئيس حزب العدل: مصر تقود مشروعات التنمية المستدامة في القارة الأفريقية
  • افتتاح أكبر مساحة فنية غامرة في العالم في المنطقة الثقافية في أبوظبي
  • في اتصالات مع نيودلهي وإسلام آباد.. الإمارات تؤكد التزامها بالسلام ورفض العنف
  • وزيرة التنمية المستدامة: 7 بالمائة من الشواطئ المغربية غير صالحة للسباحة ويجب بذل مجهودات أكبر
  • باكستان تسقط مسيرة هندية وتستعد لمقاضاة نيودلهي
  • خالد حنفي: شراكة استراتيجية عربية - صينية لمواجهة تحديات الحرب التجارية العالمية
  • كيف يمكن أن تتضرّر اقتصادات إسبانيا والبرتغال من انقطاع التيار الكهربائي؟
  • انطلاق اجتماع وزراء خارجية مجموعة بريكس في البرازيل