لا تنسوا «كيف كُنا؟ وكيف أصبحنا؟»
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
كان الحصول على شقة من الحكومة حِلِمًا بعيد المنال، كانت المُدن الجديدة تُعانى من الإهمال، كان التعدى على الأرض الزراعية يسير بطريقة مُخيفة وأدى ذلك لتراجع مساحة الأرض الزراعية، كانت مُعدلات البطالة مُخيفة ووصلت لـ٢٥٪، كانت مصر بلد الحزب الواحد الأوحد الذى يُسيطر ويُهيمن على مُجريات الحياة السياسية، كانت الأحزاب السياسية لا تجد من يستمع لها والآن: شُقق الإسكان الإجتماعى مُتوَفرة فى كل المحافظات، شُقق الإسكان الإقتصادى أصبحت موجودة وتلقي استحسان المواطنين فما بين "سكن مصر ودار مصر وجنة" يحتار البعض وهو يتجه لحجز شقته من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة فى عدد كبير من المُدن الجديدة، وتم تطوير المدن الجديدة وتم إنشاء ١٤ مدينة جديدة أُطلق عليها مُدن الجيل الرابع وهناك تنافس بين المواطنين للحجز بها بمبالغ تّناسب جميع المستويات، لم يَعُد التعدى على الأرض الزراعية شائعًا بل أصبح ممنوعًا ومُجرمًا وتم إيقافه، بل قامت الدولة بتبنى "مشروع مستقبل مصر" والذى نجح فى زيادة المساحة الزراعية فى مصر بما يقرُب من "مليون ونصف المليون فدان"، إنخفضت البطالة ووصلت لـ٧٪ رغم الظروف الإقتصادية الدولية بعد أزمتى كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وإستمرار العمل بالشركات المصرية فى مشروعات فى كل إنحاء البلاد، لم تعُد مصر بلد الحزب الواحد وأصبح لدينا إحزاب جديدة وليدة ومؤثرة فى الحياة السياسية إضافة إلى زيادة تواجد الأحزاب السياسية العريقة وهى الأحزاب التى لها تقدير خاص لدى المواطن فى طول البلاد وعرضها ولا يمكن أبدًا إستبعاد دورها فى الحياة السياسية بل أصبحت تشارك فى الحوار الوطنى بكل أريحية وتقول آراءها وتُقدِم مُقترحاتها ويتم الإستجابة لها وتُعارض بلا سقف.
كانت العشوائيات تملأ ربوع البلاد ووصل عددها لما يقرُب من ١١١٢ منطقة عشوائية وكانوا يعيشون عيشة غير آدمية وكانت وسائل الإعلام المُغرِضة تُبرِزها وتنتقد وتُعاير وتُوجِه سِهامها للدولة التى تركت قاطنى العشوائيات فى مهب الريح والآن: نجحت الدولة فى القضاء على العشوائيات وتحوَلت المناطق غير الآدمية إلى عمارات سكنية فارهة تليق بمواطنين مصريين بها مستشفى ونادٍ وكل سُبُل المعيشة ونالوا جزء من حقوقهم ووجدوا يد العون من الدولة التى إعتنت بهم وطبقت العدالة الإجتماعية على أكمل وجه التى كُنا نُنادى بها من قبل دون إستجابة.
كانت القرية المصرية مَنسية وبلا أدنى خدمات، وكانت كافة قُرى مصر تُعانى من ضعف الخدمات، أصوات أهالي القرى لم تَجِد من يستجيب لها، قُرى مصر يسكنها ٥٨ مليون نسمة كانت مُعاناتهم طيلة أكثر من ٤٠ عامًا والآن: تم رصد ٦٠٠ مليار جنيه لـ"مبادرة حياة كريمة" لتطوير قرى مصر، من رصف طرق داخلية حتى مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب مرورًا بتطوير الوحدات المحلية والصحية ومراكز الشباب وتبطين الترع وتوفير ماكينات الصرف الآلى للأهالي فى القرى لصرف معاشاتهم، وهى المبادرة التى تُعتبر بمثابة "مشروع القرن".
كانت القطارات قديمة والأوتوبيسات عفا عليها الزمن والموانيء فى حالة يُرثي لها، كانت المدارس مُهملة وكان حال المُدرِس يصعب علينا جميعًا، كانت المستشفيات لا يوجد بها إلا القُطن والشاش، كان أباؤنا يقفون أمام المُجمعات الإستهلاكية للحصول على علبة زيت وكيس سُكر والآن: القطارات جديدة والأوتوبيسات تم تجديدها والموانيء أصبحنا نفتخر بها، وتم إنشاء آلاف المدارس وتطورت المستشفيات ومازال التطوير مستمرًا لتحقيق عدالة إجتماعية وتم تطبيق التأمين الصحى الشامل فى عدد من المحافظات وجارى تعميمه على باقي المحافظات طبقًا لخطة زمنية مدروسة.
لدى الكثير من الأمثلة عن: كيف كان حالنا فى السابق؟، والآن بفضل الله أصبحت مصر تقف على قدميها وتتطور بأقصي جهد وبعمل دوؤب رغم الظروف الدولية الصعبة، علينا ألا ننسي ما شاهدناه من قبل وما مَررنا به من أحداث كانت تُنبىء بضياع الدولة، علينا ألا ننسي عصر الفوضى فى ٢٠١١ وعصر الإنهيار فى ٢٠١٢ وعلينا أن نتذكر هذه السنوات جيدًا حتى لا نتجنى على وطننا ونرى ما حققناه ونفتخر به.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أبرز إنجازات
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. قصة مأساوية مر بها عبد الفتاح القصري بسبب زوجته
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان عبد الفتاح القصري، وقد ولد في مثل هذا اليوم في 15 أبريل عام 1905وتوفي عام 1964عن عمر يناهز الـ 58 عامًا.
يعد عبد الفتاح القصري، أحد أهم صناع الكوميديا في السينما المصرية، ومازال يقلده الملايين من المصريين حتى الآن، ويُكررون جُمله الشهيرة، التي تعتبر علامة من علامات الكوميديا الأصيلة.
عبد الفتاح القصري وحياتهولد الفنان عبد الفتاح القصرى في 15 أبريل عام 1905، وكان ابنًا لأسرة شديدة الثراء، حيث عمل والده تاجرًا في الذهب، ودرس بمدرسة "الفرير" الفرنسية - القديس يوسف بالخرنفش، وأجاد أكثر من لغة، بعكس ما يتم تداوله عنه بأنه "أمي".
انضم عبدالفتاح القصري لفرقة جورج أبيض المسرحية، وفي إحدى العروض كان يقدم مشهدا تراجيديا، إلا إن الجمهور ظل يضحك، وفي الكواليس وبخه جورج أبيض وصفعه على وجهه وطرده من الفرقة، بعدما رد عليه قائلا: "بحب أضحك الناس هو أنا لازم أبكيهم".
طالب عدد من النجوم بشقة للقصري، وبالفعل منحه محافظ القاهرة شقة بمساكن الشرابية، كما صرفت له النقابة معاشا قدره 10 جنيهات شهرية، وظلت شقيقته "بهية" بجواره حتى رحيله في 2 مارس 1965.
زواج عبد الفتاح القصريتزوج النجم الراحل أربع مرات في حياته، كما ظل حلم الإنجاب يراوده، ولم يشغله ذلك عن تألقه ونجاحه ونجوميته، فبعد زواجه للمرة الثالثة أيقن أن هذا الحلم لن يتحقق، ففكر فى تبنى طفل، وهي الفكرة التى رفضتها زوجته الثالثة، وتزوج المرة الرابعة من "سهام" التي تصغره بسنوات كثيرة وكانت تعمل ممرضة بالمستشفى الذي كان يعالج فيه، بعد إصابته بالعمى نتيجة ارتفاع شديد في السكر.
عبد الفتاح القصري وخيانة زوجتهوتعرض للخيانة من قبل زوجته التى استولت على أمواله وقررت أن تتزوج من شاب غيره هو ابنه بالتبني.
عبد الفتاح القصري ووفاتهقضى باقي حياته وحيدًا فقيرًا، في غرفة "تحت بير السلم" في حي "الشرابية"، حتى توفي في 8 مارس 1964 ولم يحضر جنازته سوى 4 أفراد فقط.