قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن السياسة الخارجية لمصر انتعشت خلال السنوات الماضية، خاصة فيما يتعلق بالزيارات المتبادلة مع القادة والزعماء الآخرين. وأضاف، خلال حواره لـ«الوطن»، أن العلاقات المصرية الهندية، على الرغم من أنها تمر بأفضل فتراتها، فإنها ممتدة وتضرب فى جذورها تاريخياً، خاصة فى الدولة الحديثة، بداية من عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وصولاً إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى زار الهند كضيف شريف للاحتفال باليوم الوطنى مطلع العام الجارى، وأعقبتها زيارة رئيس الوزراء الهندى لمصر، الذى أعرب عن تطلعه إلى ضخ استثمارات ودعم الاقتصاد، وحتى دعوة نيودلهى للقاهرة للحضور فى قمة العشرين.

حصلت مصر على عضوية «بريكس» والآن تناقش مستقبل العالم الاقتصادى فى قمة «العشرين».. كيف ترى السياسة الخارجية المصرية؟

- هذا الأمر هو ما يُعرف بالسياسة الخارجية النشطة لمصر، والتى انتهجها الرئيس السيسى، والتى تعتمد على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف مع محاولة تقريب وجهات النظر بدون التدخل فى الشئون الخارجية، وهو ما أدى إلى تعزيز العلاقات السياسية بين مصر وعدد كبير من الدول المتقدمة، وتعتبر سياسة مصر الخارجية نشطة والتى تكثر مع زيارات الرئيس السيسى إلى الزعماء والقادة فى المناسبات المختلفة واستقبال الزعماء فى مصر، وهو خير دليل على مكانة القاهرة على المستويين الإقليمى والعالمى.

حدثنا عن العلاقات بين مصر والهند؟

السفيرمحمد العرابي :دعوة مصر لحضور القمة تعكس متانة العلاقات بين البلدين

- يمكن اعتبار العلاقات بين القاهرة ونيودلهى تمر بأفضل حالاتها خلال عهد الرئيس السيسى، إذ تشهد زخماً وانطلاقة جديدة غير مسبوقة فى كافة المجالات، وهو ما جعل البلدين يرتقيان بمستوى التعاون الاستراتيجى بينهما ليصبح شراكة حقيقية وملموسة، وذلك عقب زيارة الرئيس كضيف شرف للاحتفال باليوم الوطنى للهند للمرة الأولى فى تاريخ البلدين، كما أن هناك تفاهماً سياسياً وثيقاً بين البلدين يعتمد على تاريخ طويل من الاتصالات والتعاون فى القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، حيث تم الإعلان المشترك عن إقامة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء فى 18 أغسطس 1947، وقد تعاون البلدان بشكل وثيق فى المحافل المتعددة الأطراف وكانا من الأعضاء المؤسسين لحركة عدم الانحياز، كما أن مصر حريصة على تعزيز علاقات التعاون الاقتصادى والتجارى مع الجانب الهندى وذلك من خلال تنمية الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وذلك لدعم مسيرة التنمية، وعلى الرغم من الزخم الذى تشهده العلاقات بين البلدين حالياً، إلا أنه يربط البلدين علاقات تاريخية ممتدة منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ورئيس الوزراء الهندى الأسبق نهرو.

البرمجيات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أفضل مجالات الاستثمار بين البلدين لإمكانية استخدامها في صناعة السيارات

ما أبرز مجالات التعاون التى يمكن أن تكون بين البلدين؟

- هناك العديد من المجالات التى يمكن تبادل الخبرات والاستثمار بين البلدين، خاصة أن الهند هى سادس أكبر وجهة للتصدير والواردات أيضاً، ومن أهم الواردات الهندية من مصر هى الزيوت المعدنية والبترول والأسمدة والكيماويات غير العضوية والقطن، وكانت العناصر الرئيسية للتصدير إلى مصر من الهند هى اللحوم والحديد والصلب، أما عن المجالات الواعدة والتى يمكن الاستثمار فيها، فالجانب المصرى يحتاج إلى الصناعة التكنولوجية، إذ تعتبر الهند من الدول الرائدة فى مجال البرمجيات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، التى يمكن استخدامها فى صناعة السيارات وإنشاء مناطق صناعية جديدة، أما بالنسبة للجانب الهندى فهو يهتم بالموانئ والملاحة، لأنه يطمح للوصول إلى السوق الأوروبى عبر قناة السويس، لذلك هناك رغبة كبيرة فى الاستثمار فى تلك المنطقة.

كيف ترى دعوة مصر للمشاركة فى مجموعة العشرين بنيودلهى؟

- دعوة الهند لمصر لحضور قمة مجموعة العشرين إنما هى أفضل إثبات على مدى متانة العلاقات بين القاهرة ونيودلهى، خاصة أن القمة هذا العام ستناقش التحديات التى تواجه الدول النامية والتغيرات المناخية، وكيفية تقليل الانبعاثات الكربونية وذلك من خلال استبدال الطاقة الأحفورية بالطاقة الجديدة والمتجددة.

مكاسب البريكس

انضمام مصر لمجموعة البريكس يؤكد الثقة التى تتمتع بها على المستوى الدولى، وإثبات أنها تستطيع تحقيق نمو اقتصادى على الرغم من التحديات العالمية الصعبة والتى منها جائحة كورونا، والأزمة بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى أنه اعتراف دولى بالاستقرار الداخلى للبلاد، وتأكيد على دور مصر الإقليمى والعالمى، وتعزيز لمكانة البلاد على الخريطة العالمية سواء السياسية أو الاقتصادية، وستحصل مصر على الكثير من الفوائد الاقتصادية.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر والهند قمة العشرين الرئيس عبد الفتاح السيسي العلاقات بین بین البلدین التى یمکن

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي يمثل أمام الجنائية الدولية

من المقرر أن يمثل الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي، أمام المحكمة الجنائية الدولية في هولندا في وقت لاحق، اليوم الجمعة، وفقاً لما أعلنته المحكمة.

ويواجه دوتيرتي (79 عاماً) والذي وصل إلى هولندا، الأربعاء، اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في إطار "الحرب على المخدرات" خلال فترة حكمه، بما في ذلك قتل ما لا يقل عن 43 شخصاً بين عامي 2011 و 2019.

Mr Rodrigo Roa Duterte, suspected of murder as a crime against humanity allegedly committed in the #Philippines, will appear for the first time before the #ICC on Friday 14 March at 14:00 (CET). How to attend, watch online and more info ⤵️ https://t.co/WpUuedFWvk

— Int'l Criminal Court (@IntlCrimCourt) March 13, 2025

وقالت المحكمة في لاهاي في بيان صدر يوم الخميس إن دوتيرتي سيمثل لأول مرة في الساعة 2 بعد الظهر الساعة 1300 بتوقيت غرينتش.

ومن المقرر بث الجلسة مع تأخير لمدة 30 دقيقة.

وجاء في بيان المحكمة أنه "خلال جلسة المثول الأولي، سيتحقق القضاة من هوية المشتبه به واللغة التي يستطيع من خلالها متابعة الإجراءات".

وتابع البيان أنه "سيجري إبلاغه بالتهم الموجهة إليه وحقوقه بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وكان تم احتجاز الرئيس الفلبيني السابق في مطار مانيلا يوم الثلاثاء الماضي بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، وتم نقله جواً من العاصمة على متن طائرة مستأجرة في نفس اليوم.

وتم تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية أول أمس الأربعاء، وفقاً لما ذكرته المحكمة.

وتولي دوتيرتي رئاسة الفلبين من عام 2016 إلى عام 2022 حيث قاد حملة شرسة ضد جرائم المخدرات.

وتظهر أرقام الشرطة أن حوالي 6 آلاف شخص قتلوا خلال حملة مكافحة المخدرات، لكن منظمات حقوق الإنسان تقدر أن العدد يصل إلى 30 آلفاً.

وغالباً ما تم تنفيذ عمليات إعدام للمشتبه بهم دون محاكمة.

وتنص مذكرة التوقيف على وجود أسباب معقولة للاعتقاد بأن دوتيرتي كان مسؤولاً بشكل فردي عن جرائم قتل تعتبر جرائم ضد الإنسانية، أولاً كرئيس لبلدية مدينة دافاو ثم رئيساً للفلبين.

ومن المحتمل أن يستغرق الأمر بضعة أشهر قبل فحص لائحة الاتهام في جلسات استماع تمهيدية.

وكانت المحكمة الجنائية الدولية تحقق في الجرائم المزعومة في الفلبين منذ عام 2018.

مقالات مشابهة

  • باحث في العلاقات الدولية: لا حلول أمريكية فعالة لاتفاق غزة
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره المجري تعزيز التعاون بين البلدين
  • وزير الخارجية: تطور مستمر لعلاقاتنا مع فنلندا
  • أشرف عبدالغني: رسائل الرئيس السيسي في زيارة الأكاديمية العسكرية طمأنت المصريين
  • وزير الخارجية الأمريكي: الإفراج عن جميع الرهائن في غزة أولوية لواشنطن
  • وزير الخارجية السوري: مستعدون للتعاون مع العراق في محاربة داعش
  • وزير الخارجية العراقي: نرحب باتفاق دمج قسد في المؤسسات السورية
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نحن في بغداد في لحظة نجدد فيها وحدة الصف بين سوريا والعراق والتأكيد على الروابط العميقة بين البلدين الشقيقين
  • الرئيس الفلبيني السابق دوتيرتي يمثل أمام الجنائية الدولية
  • وزير الخارجية التايلاندي يشكر مصر على جهودها لإطلاق سراح رهائن بلاده المحتجزين في غزة