عمليات تهجير واسعة تنفذها قوات حفتر في بنغازي.. وقلق أممي
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تواصل قوات حفتر عمليات إخلاء قسري وتهجير لمئات المنازل في مدينة بنغازي شرق البلاد، وسط مطالبات أممية بوقف هذه العمليات فورا، والكف عن أعمال الانتقام ضد المحتجين عليها.
ورغم أن عمليات التهجير ليست جديدة، وبدأت فعليا منذ أن سيطرت قوات حفتر على مدينة بنغازي عام 2014 عقب عملية أطلقتها تحت مسمى "عملية الكرامة"، لطرد ما يسمى "الإرهاب"، لكنها نفذت بوتيرة سريعة انطلاقا من آذار/ مارس الماضي عمليات هدم وتهجير واسعة للمنازل زاعمة أنها للمصلحة العامة في إطار عملية ضرورية لإعادة الإعمار الجارية في بنغازي.
واكتوى بنار هذا التهجير العديد من سكان المدينة الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى النجاة بأراوحهم هربا من بطش مليشيات مسلحة تابعة لحفتر، خصوصا لواء طارق بن زياد، ولواء 20/20 اللذين ذكرا في تقرير أممي حول الانتهاكات في بنغازي.
مهجّر يروي معاناته
"اقتلاع شجرة من من جذورها، والشجرة عندما تقتلع من أرضها فإنها لا تعيش"، بهذه الكلمات عبر المهجر من شرق ليبيا عبد الله محمد عن معاناته بفعل استمرار تهجيره من بيته للسنة التاسعة على التوالي، مع تضاؤل الآمال بالعودة قريبا، في ظل استمرار حملات التهجير وهدم المنازل في بنغازي شرق البلاد، والتي تخضع لحكم عسكري بقيادة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر.
كيف بدأ التهجير؟
بدأت معاناة عبد الله وعائلته كما الآلاف أمثاله بعد العملية التي شنتها قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في المدينة والمناطق المحيطة عام 2014 تحت ذريعة الحرب على تنظيم الدولة.
يقول عبد الله في حديث خاص لـ"عربي21"، إنه بمجرد أن انتهت هذه العملية بسيطرة حفتر على بنغازي، عمدت قواته إلى ملاحقة كل من يخالفه أو يعارضه، حيث هجرت الكثيرين وأحرقت بيوتهم، فضلا عن عمليات اعتقال واخفاء قسري وتصفية جسدية واسعة طالت العديد من منتقديه والغير راضين عن سلوكه، الأمر الذي دفع الكثيرين للهرب من المدينة أملا في النجاة بأرواحهم.
كم تبلغ أعداد المهجّرين؟
أكد خبراء في الأمم المتحدة الإثنين الماضي أن 20 ألفا هجروا من بنغازي، داعية إلى ضرورة توقف قوات حفتر التي تسمي نفسها "القيادة العامة"، فورا عن عمليات "الإخلاء القسري للسكان وهدم المنازل في وسط مدينة بنغازي، مشددين في تقرير لهم على ضرورة أن تنهي تلك القوات "الأعمال الانتقامية والعنف ضد المتظاهرين الذين يحتجون على عمليات الإخلاء هذه".
وندد سبعة من المقررين التابعين لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بما اعتبروه "انتهاكات لحقوق الإنسان جراء عمليات إخلاء قسري لسكان في مدينة بنغازي وهدم تطال مناطق أثرية وتراثية بالمدينة القديمة تشرف عليها وحدات تابعة لحفتر.
وكان خطاب للخبراء طالب السلطات الليبية بتوضيح معلومات عن عمليات إخلاء قسري لمواطنين وهدم مناطق في مدينة بنغازي، بما في ذلك مناطق وأحياء أثرية، ومواقع للتراث، إضافة إلى "العنف الممارس ضد مواطنين، والاحتجاز القسري وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان".
ورغم أن تقرير الخبراء ذكر أن عدد المهجرين يضاهي الـ20 ألفا، لكن المهجر عبد الله يرى أن العدد يفوق ما سجلته الأمم المتحدة، ذلك أن أعداد كبيرة شردت مبكرا واستقرت في الغرب الليبي، واضطر هؤلاء إلى تضميد جراحهم بيدهم، دون أن يتسنى لهم تقييد أنفسهم لدى الجهات المعنية سواء المحلية أو الأممية.
مبررات قوات حفتر
ساقت قوات حفتر مبررات وراء تهجير الآلاف من بيوتهم في بنغازي، بينها أن المهجرين على صلة بتنظيم الدولة، لكن عبد الله ينفي لـ"عربي21" هذه المزاعم، ويقول إنها تهم بدون دليل، وتقف خلفها أسباب سياسية، إذ إن بين من هجروا أطفال ونساء وبينهم أطباء وأساتذة جامعات ومهندسين ومثقفين، وأئمة مساجد، وفقهاء وتساءل بالقول:"إذا كيف قبلت المدن التي استقبلتنا بأن نقيم فيها ورحبت بنا، ولاحقا تمكنا من ممارسة حياتنا في مدن ليبية أخرى بعيدا عن بنغازي".
ماذا مصير منازل المهجرين؟
يؤكد عبد الله أن أحدا من المهجرين لم يتم تعويضه حتى الآن، بل إن بيوتهم استولت عليها قوات حفتر، وأحرقت بعضها، وأخرى تعرضت للهدم، بل وصل الحد إلى بيعها، إذ يقوم أحد عناصر أو ضباط قوات حفتر بالاستيلاء على المنزل، ويبيعه لاحقا لشخص آخر، وهكذا يتم تداوله في السوق بتواطؤ من الدوائر الرسمية والموثقين ومحرري العقود الذين يشتركون في جرائم تزييف العقود، بكتابة عقود ملكية لأشخاص لا يملكون هذا العقار.
وطالب عبد الله الجهات الحكومية المعنية بتعويض المهاجرين عن فقدانهم لبيوتهم وأرزاقهم حسب القانون، وذلك في ظل استمرار سيطرة قوات حفتر على المدينة وتعذر العودة في الوقت الحالي، خشية تعرضهم للملاحقة من قبل حفتر وقواته.
معاناة متواصلة
ويعاني المهجرون من مدينة بنغازي معاناة شديدة، ففضلا عن تكبدهم تكاليف كبيرة بفعل اضطرارهم إلى استئجار منازل في الغرب الليبي حيث يقيم معظمهم حاليا، تبرز مشاكل أخرى أكثر تعقيدا، منها مثلا تسجيل الطلاب في الجامعات، وعدم تمكنهم من إكمال دراستهم الجامعية أو العليا، وذلك بفعل عدم تحصلهم على أوراقهم السابقة من الجامعات في بنغازي، وفي هذا الصدد يضيف عبد الله قائلا: "حرم الكثير من الطلاب من الحصول على أوراقهم وشهاداتهم من جامعة بنغازي عقوبة لأهلهم الذين يعارضون حفتر، ومنهم من يضطر لبدء الدراسة من جديد، والدولة لم تقم بحل هذه المشكلة بسبب الانقسام الحاصل بين الشرق والغرب".
وبينما يعاني كثير من المهجرين من توقف رواتبهم، خاصة من كانوا يعملون في الوظائف الحكومية، تبرز أيضا مشكلة تسجيل المواليد في غير أماكنهم الأصلية.
ولفت عبد الله إلى أن ما يجري بحقهم يعتبر عقابا نفسيا واجتماعيا لهم، واقتصاديا مضيفا بقوله: "إليك أن تتخيل معاناة شخص انتزع من بيته ومدينته وحياته، بعد أن كان له بيت وتجارة ومصالح وحياة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حفتر بنغازي التهجير ليبيا ليبيا بنغازي تهجير حفتر سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة بنغازی قوات حفتر فی بنغازی عبد الله
إقرأ أيضاً:
اعتقالات واسعة وهدم منشآت بالضفة.. واقتحام للمسجد الأقصى
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ مساء أمس الأحد وحتى صباح الاثنين 18 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية، بينهم طفل وأسرى سابقون.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني بأن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله، وأريحا، وجنين، وبيت لحم، والقدس. تمت هذه الاعتقالات بعد عمليات اقتحام واسعة، وتدمير منازل المواطنين وتخريبها، بالإضافة إلى عمليات التحقيق الميداني في عدة بلدات.
الاحتلال ينفذ عمليات هدم لمنشآت زراعية في قرية دير دبوان شرق رام الله، إليك ما قاله أصحاب المنشأة: pic.twitter.com/dKah494kBO — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 25, 2024
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الاثنين، برفقة جرافات وآليات عسكرية ومدنية تابعة لما يُعرف بالإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال، منطقة زراعية تقع بين قريتي دير دبوان وبرقة شرق رام الله.
وقال أمين سر حركة فتح في دير دبوان، كمال عواودة، في تصريحات صحيفة٬ إن قوات الاحتلال شرعت بهدم عدة غرف زراعية تعود للمزارعين، دون سابق إنذار أو تقديم أي توضيحات حول الأسباب.
يشار إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني بلغ أكثر من 11 ألفًا و800 مواطن من الضفة الغربية بما فيها القدس.
مستوطنون بالمسجد الأقصى
كما اقتحم عشرات المستوطنين صباح الاثنين باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأدوا طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
مســ ــتوطنون يقتحمون #المسجد_الأقصى بحماية قوات الاحـ ــتلال pic.twitter.com/CfuusUneIX — مؤسسة القدس الدولية (@Qii_Media) November 25, 2024
الهدم بالأغوار لا يتوقف
وعلى صعيد آخر٬ هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، منشآت سكنية في منطقة "البرج" بالأغوار الشمالية. وأفاد معتز بشارات، مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس، بأن جرافات الاحتلال شرعت بهدم غرفتين سكنيتين من الطوب تعودان للمواطن راضي خليل زواهرة، مشيرًا إلى أن عملية الهدم ما زالت مستمرة.
#صورة | آثار الدمار التي خلفها الاحتلال في منطقة البرج في الأغوار الشمالية pic.twitter.com/tgPrychRvH — شبكة فلسطين للحوار (@paldf) November 25, 2024
خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نفذت سلطات الاحتلال 34 عملية هدم طالت 45 منشأة، بينها 12 منزلاً مأهولاً، و6 غير مأهولة، و19 منشأة زراعية وغيرها. كما أخطرت بهدم 38 منشأة أخرى.