تقارب بين الصين وفنزويلا.. هل باتت بكين تلعب في الحديقة الخلفية لواشنطن؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
ترتبط الصين بعلاقات قوية مع الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، المعزول على الساحة الدولية، وسط توتر علاقة العملاق الآسيوي بالعديد من الدول الغربية.
وفي أحدث مؤشر على تجدد التواصل بين الدولتين، أعلنت الصين أن مادورو سيبدأ زيارة لبكين هي الأولى منذ 2018، بناء على دعوة من الرئيس شي جينبينغ.
وزارت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز شانغهاي وبكين هذا الأسبوع، والتقت وزير الخارجية الصيني وانغ يي.
وتعد الصين المستورد الأكبر للنفط في العالم، وأكبر دائن لفنزويلا التي تعيش عزلة دولية وسط حزمة عقوبات واسعة فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكندا، والمكسيك، وبنما، وسويسرا على أشخاص وهيئات ذو صلة بحكم مادورو.
يرى محللون أن بكين تسعى إلى تعزيز نفوذها في مختلف قارات العالم، لمزاحمة الغرب المنزعج من تزايد التواجد الصيني والروسي.
توسيع دائرة المصالحويقول أستاذ العلوم السياسية الأردني عبد الخالق العبادي: "إن مساعي الصين لتوسيع دائرة نفوذها ليست خفية على أحد، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية (الحديقة الخلفية لواشنطن) اللتان تواجه دولهما أزمات اقتصادية، وسط اتهامات للغرب بعدم الاهتمام إلا بمصالحه بعيداً عن مصالح الشعوب الفقيرة".
#واشنطن تقود مجموعة دولية لمواجهة النفوذ الصيني
https://t.co/rpZ2aT2ZiF pic.twitter.com/X7XXxyQiA5
وأشار العبادي إلى أن "الصين تختلف عن الدول الغربية وروسيا في البحث عن مناطق نفوذ جديدة، من خلال استخدام القوة الناعمة، بعيداً عن قوة السلاح التي تلجأ لها دول أخرى خصوصاً في إفريقيا".
وأوضح أن الصين "تستخدم المصالح الاقتصادية والاستثمارات للتأثير على الرأي الاجتماعي والعام، وجلب تأييد خصوصاً في الدول التي تواجه أزمات مالية ومعيشية، ما يجعل لهذا الخطاب صدى واسعاً وقبولاً كبيراً، بعكس الغرب الذي لا يقدم المساعدات إلا مقابل شروط صعبة".
وذكر أن "فنزويلا ليست الدولة الوحيدة التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وسياسية في أمريكا الجنوبية مع الصين، إذا تمتلك الأخيرة مشروعات اقتصادية ضخمة في بيرو ودول أخرى".
محاصرة واشنطن في أمريكا الجنوبيةلا يستبعد العبادي، أن تكون بكين "قادرة في غضون سنوات على تقييد الوصول الأمريكي إلى موانئ أمريكا الجنوبية، ما يضع واشنطن تحت الخطر".
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن "العديد من دول القارة تشاطر فنزويلا المعارضة للسياسة الأمريكية"، متوقعاً أن "تكون الزيارة في سياق تشكيل تحالفات لمواجهة واشنطن".
وشهدت كاراكاس، توتراً منذ مطلع عام 2019، بعد إعلان رئيس البرلمان زعيم المعارضة خوان غوايدو، تولي الرئاسة مؤقتاً إلى حين إجراء انتخابات جديدة، قبل أن يعترف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بغوايدو، رئيساً انتقالياً لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا.
وعلى خلفية الأزمة، أعلن مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الصين الصين وروسيا الصين أمريكا فنزويلا
إقرأ أيضاً:
بكين توجه تحذيرا لحلفاء واشنطن بشأن خطط العزل الاقتصادي للصين
وجهت وزارة التجارة الصينية، اليوم الاثنين، تحذيرا إلى حلفاء الولايات المتحدة، بشأن خطط الرئيس دونالد ترامب لفرض العزل الاقتصادي على بكين.
وعلّق المتحدث باسم وزارة التجارة الصينين على تقارير إعلامية حول خطط أمريكية لاستخدام مفاوضات التعريفات الجمركية لعزل اقتصاد الصين، وقال إنّ "الرضوخ لا يجلب السلام، والتسوية لا تُكسب الاحترام".
وتابع قائلا: "البحث عن المصلحة المؤقتة الشخصية على حساب الآخرين، مقابل ما يسمى بالإعفاءات يشبه طلب جلد النمر. في النهاية، لن يحقق هذا الأمر أي شيء وسوف يسبب الضرر للذات ولآخرين"، وذلك في إشارة إلى إمكانية إعفاء ترامب حلفاءه من الرسوم الجمركية مقابل عزل الصين اقتصاديا.
وأردف قائلا: "الصين تعارض بشدة أن يصل أي طرف إلى اتفاق على حساب مصالح بكين. إذا حدث مثل هذا الوضع، لن تقبل الصين به وستتخذ إجراءات مضادة متبادلة قوية".
وفي 9 نيسان/ أبريل الجاري، أوقف ترامب تعريفاته على معظم البلدان لمدة 90 يومًا مع تضييق تركيز حربه التجارية على الصين مباشرة، ورفع الرسوم على الواردات الصينية إلى نسبة مذهلة تبلغ 145٪.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأسبوع الماضي أن إدارة ترامب تخطط لاستخدام المفاوضات الجمركية الجارية للضغط على الشركاء التجاريين لأمريكا للحد من تعاملاتهم مع الصين، مستشهدة بمصادر لم تسمها على علم بالمحادثات.
وقالت الصحيفة إن الفكرة تهدف إلى الحصول على التزامات من الشركاء التجاريين لأمريكا بعزل اقتصاد الصين، مقابل تخفيضات في الرسوم التجارية والرسوم الجمركية التي يفرضها البيت الأبيض، بما في ذلك الطلب من الدول منع الصين من شحن البضائع عبر بلدانها، ومنع الشركات الصينية من الوجود في أراضيها لتجنب التعريفات الجمركية الأمريكية وعدم امتصاص السلع الصناعية الرخيصة للصين في اقتصاداتها.