أبوظبي في 8 سبتمبر / وام/ أكدت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أهمية العلاج الطبيعي للأطفال أصحاب الهمم من مختلف الأعمار، وخاصة اذا كان هناك تحويل من طبيب عظام، وكذلك عقب إجراء العمليات الجراحية للعديد من الحالات ومنهم الأشخاص العاديين، كما اشارت إلى دور الأسرة الهام جداً لتحقيق الأهداف في استكمال منظومة العلاج الطبيعي يالتوازي مع تلقي الجلسات بمراكز الرعاية والتأهيل التابعة للمؤسسة.

وأعربت المؤسسة عن فخرها بتقدم خدماتها بطرق عالمية حديثة لعلاج و تأهيل أصحاب الهمم، وامتلاكها فريق عمل متميز لتقديم خدمات العلاج الطبيعي بالمؤسسة، وذلك باستعمال أحدث التقنيات العلمية في هذا المجال وعلى أيدي معالجين عالميين في التخصص والتدريب إيمانا من " زايد العليا " بضرورة تحمل المسؤولية الكاملة تجاه أصحاب الهمم وذلك بالوصول بقدراتهم الحركية إلى أعلى مستوى وأن يعيشوا حياتهم بشكل مستقل.

وكشفت المؤسسة في تقرير لها بمناسبة اليوم العالمي للعلاج الطبيعي أن 698 حالة تستفيد من خدمات العلاج الطبيعي على مستوى المؤسسة في كافة مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها على مستوى مناطق أبوظبي والعين والظفرة، وأنه يجري تنفيذ 231 جلسة علاج يومية، ونسبة تحقيق الاهداف وصلت إلى86%.

ويعد العلاج الطبيعي إحدى الخدمات التي تقدمها المؤسسة، وهي خدمة طبية تأهيلية تعني بتحسين القدرات الحركية لأصحاب الهمم مثل (تقوية العضلات،وتمارين المشي، وتمارين التوازن تحسين الجلوس، والمحافظة على مفاصل وعضلات الجسم بحالة صحية جيدة) بالإضافة الى العلاج المائي الذي يندرج تحت العلاج الطبيعي وتقدم في الوسط المائي للتمتع بخصائص الماء التي تجعله مفيداً في العلاج الطبيعي خاصيتا الطفو والممانعة، فخاصية الطفو تساعد في دعم وزن الشخص من ذوي الإعاقة غير القادر على الوقوف والمشي ، وتشمل أنواع العلاج الطبيعي المستخدم بالمؤسسة منها العلاج اليدوي ، العلاج المائي ،العلاج العنكبوتي ، التأهيل الذكي ،العلاج بالكهرباء.

وعن أهمية العلاج الطبيعي أكدت الدكتورة فاطمة الظاهري مدير إدارة الرعاية الصحية بالمؤسسة أهمية العلاج الطبيعي لأصحاب الهمم لأنه يعمل على تحسين القدرات الحركية والجسدية لأصحاب الهمم وتطويرمهاراتهم وتحسين المشي و التوازن و القوة العضلية لتسهيل اندماجهم في المجتمع وايصالهم الى أعلى درجة ممكنه من الاستقلالية، مع المحافظه على وضعهم الحالي وعدم تدهور الحالة الحركية لأصحاب الهمم، موضحة أن توفير الأجهزة المساعدة التي تسهل من حركة واستقلالية أصحاب الهمم هي جزء من طرق العلاج الطبيعي.

كما أكدت تمتع المعالجين الطبيعين في مؤسسة زايد العليا بخبرة طويلة وخاصة بأصحاب الهمم لجميع أنواع الاعاقات المختلفة و لفئات عمرية متعددة، و يشمل ذلك التعامل مع الصحة النفسية للطلاب، الأمر الذي لا يدرس في أي منهج في مجال التأهيل العلاجي و إنما يأتي مع الخبرة و الممارسة الخاصة.

و عن الخطط المستقبلية لتطوير خدمات العلاج الطبيعي بالمؤسسة أكدت السعي لأن تكون خدمات العلاج الطبيعي و المعالجين الطبيعيين في المؤسسة مراكز تمييز عالمية معتمدة للتدريب للمنطقة، والتدريب والاشراف على خدمات العلاج الطبيعي التأهيلي للطلبة المتدربين من داخل الدولة و خارجها ، إضافة إلى الاستفادة من خدمات العلاج الطبيعي مع الشريك في القطاع الخاص مثل العلاج بالاكسجين و استخدام الصالات الرياضة في بعض مراكز التأهيل.

ومن جانبها أوضحت أمينة السعدي رئيس قسم الرعاية الصحية بأبوظبي أنه من أنواع العلاج الطبيعي،العلاج بالكهرباء حيث تستخدم هذه الوسيلة لحالات معينة من أصحاب الهمم تعتمد على استخدام الكهرباء كأداة علاجية، حيث تقوم بالدرجة الأولى على استخدام التيار الكهربائي لتحفيز الأعصاب والعضلات من خلال الجلد من أجل تخفيف الألم، ويعمل العلاج الكهربائي على تحفيز العضلات والأعصاب لتحسين وظائف الجسم، بالإضافة إلى دوره في استرخاء الأنسجة وبالتالي تخفيف الألم.

وقالت إن العلاج العنكبوتي أحد أنواع العلاج الطبيعي ، يقدم بالتزامن مع العلاج اليدوي و يعتمد على استخدام البدلة الخاصة و الأربطة و التي تثبت الطالب داخل القفص العنكبوتي لتوفير الدعم و التوازن المطلوب لأداء التمارين المختلفة و بوضعيات مختلفة .

ويحتوي مختبر التأهيل الذكي على 11 جهاز علاجي ،التي تعتبر من الأجهزة الرائدة وتعد من أحدث التقنيات العالمية في العلاج والتي يمكن التحكم بها بواسطة الكمبيوتر وأجهزة الدعم الروبوتي، وتتضمن الأجهة العلاجية 6 أجهزة روبوتية وجهازين من الأنظمة الذكية، و تقوم أجهزة الروبوت بالمساعدة في تقييم المريض وتقديم العلاج له بمساعدة برامج الكترونية علاجية متطورة وأطراف ألية متحركة تحاكي حركة أطراف المريض(اليدين والرجيلين) بجميع مفاصلها وحركاتها، حيث تثبت هذه الأطراف الألية على أطراف المريض وتقوم بمساعدته على تحفيز حركته وتقويتها وتوجيهها بالشكل الصحيح .

وأضافت المؤسسة خدمة العلاج بجهاز تدريب المشي " اللوكومات " الروبوتي في مدينة العين، وذلك بتدشين الجهاز الجديد في مقر مركز العين للرعاية والتأهيل التابع للمؤسسة بمنطقة فلج هزاع في مدينة العين، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ليكون الجهاز الثاني في" زايد العليا " ليضاف إلى الجهازالموجود بمختبر التأهيل الذكي المتكامل للعلاج وإعادة التأهيل بمقر مركز أبوظبي التابع للمؤسّسة.

وتعد خدمة العلاج المائي من الخدمات التأهيلية المحببة للأطفال من أصحاب الهمم وذلك لأن الماء يعتبر من أكثرالأوساط إمتاعاً، فعندما يحيط الماء بالجسد فإنه يؤمن الحماية والمساعدة والمقاومة في آن واحد. و العلاج المائي مفيد للعديد من الحالات العصبية والمتلازمات التي تتصاحب مع ضعف العضلات، وارتفاع التوتر العضلي،وتيبس المفاصل والأنسجة الطرية، وتجمع السوائل،والذين يعانون من المشكلات الحسية وغيرها العديد.

ويعتبر المسبح العلاجي بمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم أحد المرافق العلاجية الأكثر تطوراً على مستوى دولة الإمارات ، حيث يقدم خدمات العلاج المائي لأصحاب الهمم منتسبي المؤسّسة بمختلف أعمارهم وإعاقاتهم. وذلك لوجود أرضية مقسومة إلى نصفين بحيث يمكن التحكم بكل نصف على حدة،ويتكون من أرضيات متحركة يمكن التحكم بها آلياً لتقليل أو زيادة عمق المسبح بما يتناسب مع المستخدمين، بالإضافة إلى وجود رافعتين لتنزيل أصحاب الهمم من مستخدمي الكراسي المتحركة وجهازمشي كهربائي تحت الماء ودراجة ثابتة تحت الماء ومتوازي للتدريب على المشي.

عماد العلي/ خاتون النويس

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: لأصحاب الهمم زاید العلیا أصحاب الهمم على مستوى

إقرأ أيضاً:

المشكلة التي لا يمكن حتى للحواسيب الكمومية حلّها

منذ أكثر من عقدين، يعيش العالم في حالة من الحماس المتزايد تجاه الحوسبة الكمومية، تلك التقنية التي وُعدنا بأنها ستقلب قواعد العلم والتكنولوجيا، وستجعل الحواسيب التقليدية تبدو بطيئة مثل العربة أمام الطائرة النفاثة.

لكن دراسة جديدة من معهد كاليفورنيا للتقنية في الولايات المتحدة تلقي بظلال من الواقعية على هذا الحلم، وتقول لنا ببساطة أن الحاسوب الكمي، بكل قوته وغرابته، له حدود.

إنها حدود لا تفرضها البرمجة أو العتاد، بل الطبيعة نفسها. فهناك أنواع من المسائل، حتى في قلب الفيزياء الكمية، تبدو عصية على الحل في أي وقت معقول، مهما كان الحاسوب "كموميا" أو "ذكيا".

الحاسوب الكمي، بكل قوته وغرابته، له حدود (شترستوك)مشكلة تمييز الأطوار

طبقا لدراسة التي نُشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2025 عبر منصة "أركايف" والتي لم تخضع بعد للتحكيم، يصف العلماء مسألة فيزيائية غريبة تعرف باسم "مشكلة تمييز الأطوار الكمومية".

لفهم المشكلة تخيل أنك تملك نظاما فيزيائيا كموميا، يتكون من مجموعة ضخمة من الجسيمات التي تتفاعل فيما بينها.

كل حالة من هذا النظام يمكن أن تنتمي إلى "طور" مختلف، أي نوع من السلوك الجماعي الذي يحدد خصائص المادة (كالصلابة أو السيولة أو الحالة المغناطيسية).

السؤال الذي تطرحه الدراسة بسيط في الظاهر، ولكنه معقد جدا: هل يمكن للحاسوب أن يحدد إلى أي طور تنتمي الحالة التي أمامه؟

في العالم الكلاسيكي، هذا ممكن، حيث نحلّل البيانات، نقيس الخصائص، ثم نصنّف النتيجة، لكن في العالم الكمي، يصبح التحدي هائلا. فالجسيمات تتشابك بطرق تجعل المعلومات موزعة على النظام بأكمله، وليس في نقاط محددة.

كل حالة من هذا النظام يمكن أن تنتمي إلى "طور" مختلف (ويكيبيديا)التشابك الكمي

التشابك الكمي هو ظاهرة فيزيائية عجيبة تحدث عندما يتكوّن ارتباط عميق بين جسيمين (مثل فوتونين أو إلكترونين)، بحيث تصبح حالتهما مترابطة مهما ابتعدا عن بعضهما في المكان.

إعلان

فإذا تغيّرت حالة أحد الجسيمين، يتغيّر الآخر فورا بطريقة منسقة، وكأن بينهما تواصلا خفيا يتجاوز المسافات.

لفهم الفكرة تخيل أن لديك زوجا من نرد سحري، قطعة معك في مدينة القاهرة المصرية، والأخرى مع صديقك في مدينة طوكيو في اليابان. في نفس اللحظة، يرمي كل منكما النرد، والغريبة أن الرقم متشابه في كل مرة، رغم أن النرد بلاستيكي عادي، لا يمكنه أن يرى أو يحس شيئا.

هكذا هو التشابك الكمّي في الطبيعة، جسيمان وُلدا من المصدر نفسه يظلان مرتبطين، فإذا قيست حالة أحدهما، تحددت فورا حالة الآخر، مهما كانت المسافة بينهما.

الكون ربما يحتفظ ببعض من أسراره لنفسه (ناسا)التعقيد الفيزيائي

وكلما ازداد "نطاق التشابك الكمي" بين الجسيمات (أي مدى تأثيرها المتبادل)، تضخّمت كمية الحسابات المطلوبة بشكل يفوق الخيال.

والنتيجة التي توصّل إليها الفريق كانت صادمة، حيث ظهر أنه حتى الحواسيب الكمومية، التي نفترض أنها تتعامل مع هذه الأنظمة بسلاسة، ستحتاج إلى زمن فلكي لتحديد الطور في بعض الحالات.

يشرح الباحثون أن النظام يصبح أشبه بـ "متاهة من الاحتمالات"، بحيث إن كل خطوة تحليل تفتح فروعا جديدة بلا نهاية واضحة، وتتضخم كمية المعلومات التي يجب التعامل معها بوتيرة أُسّية، أي أن زيادة بسيطة في عدد الجسيمات تجعل الحسابات تقفز من ملايين إلى تريليونات العمليات في لحظات.

وحتى الخوارزميات الكمومية المتطورة، التي تعتمد على التراكب والتشابك الكمي، لا تستطيع كسر هذه المعضلة لأن المشكلة لا تكمن في "الأداة"، بل في بنية الواقع الكمومي نفسه.

هنا يظهر الجانب الفلسفي للدراسة، فإذا كان أقوى الحواسيب في العالم، بل ربما في الكون، لا يمكنه فهم بعض الحالات الكمومية في زمن معقول، فهل يعني ذلك أن الواقع يحتوي على مناطق غير قابلة للفهم البشري أصلا؟ هل هناك حدود لما يمكن للفيزياء نفسها أن تُخبرنا به عن بعض أنظمتها؟

طبيعة الكون

هذا يعني وجود درجة من التعقيد الجوهري، أي أن بعض الظواهر ليست غامضة بسبب نقصنا في الأدوات، بل لأنها مبنية بطبيعتها على تعقيد يفوق أي وسيلة حسابية.

من هذا المنطلق، فالدراسة تعيد إلى الأذهان فكرة أن الفيزياء ليست فقط اكتشافا للعالم، بل أيضا مواجهة لحدود المعرفة، فالعقل البشري يبني نماذج للواقع، لكن بعض النماذج قد تصبح معقدة لدرجة أن لا أحد، لا إنسان ولا آلة، يستطيع حلها بالكامل.

وربما يكون هذا التواضع العلمي ضروريا في عصر يتحدث فيه كثيرون عن "الذكاء الكامل" و"القدرة المطلقة" للحواسيب الكمومية، فحتى في أعمق مختبرات الفيزياء، يظهر لنا أن الكون ربما يحتفظ ببعض من أسراره لنفسه، ليس عنادا، بل لأن طبيعته نفسها لا تسمح بغير ذلك.

مقالات مشابهة

  • فحص 974 مواطنا ضمن قافلة طبية بالمنيا
  • في أسوان..تدشين العمل بـقسم العلاج الطبيعي بمركز رعاية الطفل في كوم أمبو
  • «الأسرة» تسهِّل دمج أصحاب الهمم في سوق العمل الإماراتي
  • “سليمان” يبحث تعزيز سبل التعاون وتطوير خدمات النفط والغاز في ليبيا على هامش مؤتمر أديبك 2025 بأبوظبي
  • مكتب أبوظبي للاستثمار يُطلق خدمات «كونسيرج» لأصحاب الثروات
  • افتتاح قسم لتنفيذ الحجز الإلزامي لمرضى الإدمان داخل مستشفى المعمورة بالإسكندرية
  • الصحة وصندوق مكافحة الإدمان يفتتحان قسمًا جديدًا للحجز الإلزامي بمستشفى المعمورة
  • حمدان بن محمد يشهد انطلاق الفرصة التطوعية الثانية من مبادرة «7 فرص تطوعية في 7 إمارات»
  • وفاة أم حزنا على رحيل ابنتها من ذوي الهمم بالمنوفية
  • المشكلة التي لا يمكن حتى للحواسيب الكمومية حلّها