أداة محتملة للغش المدرسي.. اليونسكو توصي بسن معينة لمستخدمي الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
دعت اليونسكو، الحكومات إلى العمل "سريعا" على "تنظيم" استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي؛ مثل: "روبوت" المحادثة "تشات جي بي تي" في الفصول الدراسية، بما في ذلك حصر استخدامها بالأطفال الأكبر سنا.
ورأت المنظمة في توجيهات صدرت -أمس الخميس- أن السلطات العامة غير جاهزة لإدارة مسائل الأخلاقيات المرتبطة باعتماد برامج الذكاء الاصطناعي في البيئة المدرسية.
وحذّرت المنظمة -التي تتخذ من باريس مقرا- من أن الاستعاضة عن المعلمين بمثل هذه البرامج، يمكن أن يؤثر في الصحة العاطفية للأطفال، ويجعلهم عرضة للتلاعب.
ونقل بيان عن المديرة العامة لليونسكو، الفرنسية أودري أزولاي قولها، إن "الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يكون فرصة كبيرة للتطور البشري، لكنه يمكن أن يكون -أيضا- مصدر ضرر وأذى".
ورأت أن "من غير الجائز إدخاله في التعليم دون مشاركة العامّة، وضمانات وتشريعات حكومية متينة".
وكثرت برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي المتاحة لعامة الناس منذ نهاية 2022، عندما أطلقت شركة "أوبن إيه آي" الأميركية الناشئة برنامج "تشات جي بي تي"، القادر على كتابة مقالات وقصائد وإجراء محادثات متماسكة بناء على أسئلة مختصرة.
لكنّ ازدهار هذه البرامج أثار في الوقت عينه المخاوف من أشكال جديدة من السرقة الفكرية، أو الغش في المدارس والجامعات.
ونصّت توصية اليونسكو على أن لأدوات الذكاء الاصطناعي القدرة على مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات التعلّمية الخاصة، من خلال توفير ترجمات على الشاشة مثلا، بشرط أن يساعد المعلمون والمستخدمون والباحثون في تصميم هذه الأدوات، وأن تنظم الحكومات استخدامها.
ومع أن التوجيهات لم توصِ باعتماد حد أدنى لسن أطفال المدارس الذين يجوز أن يستخدموا هذه الأدوات، فقد ذكّرت بأن شروط استخدام "تشات جي بي تي" نفسها تحظر استخدامه على من هم دون الـ13. وأشار تقرير اليونسكو إلى أن بعض المختصين يفضل رفع الحد الأدنى للسن إلى 16 عاما.
تجارب مختلفةويقول الروائي الكندي ستيفن ماركي، في مقاله بصحيفة "ذا أتلانتك" الأميركية، إن أهمية أداة المقال البحثي -الذي كان الطريقة التي يتعلم بها الطلاب كيفية البحث والتفكير والكتابة- على وشك أن تتلاشى، ونقل عن أحد الأساتذة قوله "لم يعُد بإمكانك إعطاء اختبارات منزلية وواجبات منزلية.. حتى في أسئلة محددة تتضمن الجمع بين المعرفة عبر المجالات، فإن "شات جي بي تي" هو بصراحة أفضل من طالب في مرحلة ماجستير إدارة الأعمال".
وتختلف تجارب الطلاب في التعامل مع الذكاء الصناعي، فبينما تسمح جامعة هونغ كونغ باستخدام "شات جي بي تي" ضمن حدود صارمة، تحدث الموظفون بجامعة أستراليا الغربية في بيرث، مع الطلاب حول التحديات والفوائد المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملهم.
ويقول البروفيسور بروسون بهاتاشاريا من المعهد الملكي للتقننية في ستوكهولم، "في رأيي، سيؤثر استخدام هذه البرامج في القدرة التعليمية للطلاب؛ لأنه في الوقت الحالي، المعرفة التي يتم جمعها عن طريق قراءة الكتب، أو قراءة المقالات البحثية المختلفة، لا يمكن الاستعاضة عنها بالمعلومات التي تنشأ بشكل مصطنع".
وفي جامعة لوند السويدية الرائدة، المعلمون هم من يقرر للطلاب الذين يمكنهم استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز واجباتهم المدرسية.
وقبل شهور قليلة، أعرب مديرو المدارس في المملكة المتحدة عن تخوفهم من الآثار السلبية للذكاء الصناعي على التعليم، وفي رسالة نشرتها صحيفة "التايمز" ووقّعتها 60 شخصية تعليمية، أكد هؤلاء على عدم ثقتهم في أداء الشركات التقنية. وأعلنت مجموعة من قادة المؤسسات التعليمية عن إطلاق هيئة لتقديم المشورة للمدراس، للاستفادة من فوائد تقنية الذكاء الصناعي، وتقليل مخاطرها.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أطلق برنامج "تورنيتن" الإلكتروني المختص بفحص المحتوى البحثي، أداة لاكتشاف المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي.
حتى الآن، وجدت هذه الأداة أن 3% فقط من الطلاب استخدموا الذكاء الاصطناعي في أكثر من 80% من واجباتهم .
بينما يقول بعض الطلاب، إن هناك طريقا طويلا قبل أن يصبح الذكاء الاصطناعي مفيدا بشكل صحيح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی جی بی تی
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يلقي محاضرة عن الذكاء الاصطناعي
التقى طلبة أكاديمية CNN أبوظبي، وعدد من الجامعات الإماراتية بيل غيتس أحد أبرز روّاد التكنولوجيا وأقطاب العمل الخيري في العالم، رئيس مؤسَّسة بيل وميليندا غيتس واستمعوا إلى أفكاره عن مستقبل الذكاء الاصطناعي خلال محاضرة ألقاها ضمن فعاليات البرنامج التدريبي السنوي للأكاديمية.
وفي إطار سلسلة من الفرص التدريبية التي تنظِّمها هيئة الإعلام الإبداعي، أتاحت المحاضرة التفاعلية على مدى 30 دقيقة للطلاب المتدربين، فرصة فريدة للتعرُّف إلى آراء غيتس بشأن التطوُّرات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال المشاركة في مناقشات هادفة ومحفِّزة للتفكير خلال الجلسة.
وأدارت بيكي أندرسون، مديرة تحرير شبكة CNN أبوظبي ومذيعة برنامج «كونيكت ذا وورلد مع بيكي أندرسون»، الحوار الذي تناول تأثير التقنيات الناشئة في عالم اليوم، وكيفية توظيفها خاصة الذكاء الاصطناعي، لمعالجة التحديات العالمية، وأهمها تحديات القضاء على الأمراض، وتغيُّر المناخ والأمن الغذائي في المناطق المحرومة.
وتعرَّف الطلاب خلال اللقاء إلى المعايير التي تحدِّد من خلالها مؤسَّسة بيل غيتس أهمَّ التحديات، وآليتها في البحث عن الحلول المبتكرة لإحداث التغيير على أرض الواقع.
وأكد محمد ضبيع، المدير العام لهيئة الإعلام الإبداعي بالإنابة، الحرص عاماً بعد عام على توسيع نطاق الفرص المتاحة للمواهب الشابة في الصناعات الإبداعية في أبوظبي، وقال إن فرصة التحدُّث إلى أحد أكثر المبتكرين وروّاد التكنولوجيا المرموقين في العالم يؤكِّد التزامنا ونهجنا الثابت بتقديم أفضل التجارب التعليمية للجيل الشاب من أبناء الوطن، بالتعاون مع شركائنا في أكاديمية CNN أبوظبي.
وعبرت ريم المزروعي، طالبة في أكاديمية CNN أبوظبي عن سعادتها بهذه التجربة الفريدة التي قدمتها لهم أكاديمية CNN أبوظبي وقالت: «التقينا بشخصيتين مؤثرتين في مجالاتهما، بيل غيتس في التكنولوجيا وبيكي أندرسون في الصحافة والإعلام الجزء القيِّم في هذه الحصص التعليمية يتمثل في الاطلاع على إدارة بيكي أندرسون لهذه الجلسة الفريدة مع شخصية رائدة، إلى جانب فهم أهمية البحث عن الضيف والإعداد المسبق لأي حوار».
ومنذ عام 2011، تتعاون مؤسَّسة بيل غيتس مع دولة الإمارات في مجموعة من المبادرات الهادفة إلى تحسين مستوى الصحة في العالم، والاستجابة للأخطار الفورية والآثار السلبية طويلة المدى الناجمة عن تغيُّر المناخ، إلى جانب تسريع الابتكار.
وإضافة إلى عمل المؤسَّسة، يهتم بيل غيتس أيضاً بمجموعة من المشاريع التي تعالج قضايا عالمية مُلِحَّة، مثل توفير الطاقة النظيفة، وتوسيع نطاق الحلول التي تسهم في تحقيق الحياد المناخي.
ويتمحور عمل المؤسَّسة حول فلسفة العمل الخيري التحفيزي، أي الاستثمار في الابتكارات التي تحسِّن حياة مَن هم في أمَسِّ الحاجة إليها.
يُذكَر أنَّ أكاديمية CNN كانت قد أُطلِقَت في أبوظبي في عام 2020، وهي برنامج تدريبي شامل يمتد 12 أسبوعاً ويقوده مذيعو ومراسلو CNN، ومتخصِّصون من مختلف العالم، ويكتسب خلاله المشاركون المهارات الأساسية اللازمة للعمل في غرفة الأخبار، والفهم العميق لأخلاقيات العمل الصحفي وتقنيات التحقُّق من الأخبار، والسرد القصصي وكتابة السيناريو، وغيرها من المهارات، من خلال ورش عمل تفاعلية ودورات تدريبية متخصِّصة ودروس رقمية مصمَّمة حسب الطلب.
(وام)