الداخلية تحدد كيفية تنظيم انتخابات الطائفة اليهودية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
زنقة20 ا الرباط
صدر مؤخرا بالجريدة الرسمية، عدد 7227، بتاريخ 04 شتنبر 2023، قرارين لوزير الداخلية بتحديد كيفيات تنظيم انتخاب أعضاء المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية واللجان الجهوية التابعة له، الثاني بتحديد تاريخ الاقتراع.
وحدد قرار وزير الداخلية تاريخ 26 أكتوبر 2023 موعدا يقوم فيه الناخبون التابعون للطائفة اليهودية بالمغرب بانتخاب أعضاء المجاب الوطني للطائفة واللجان الجهوية التابعة له.
كما يحدد اللجان الجهوية وتسمياتها ومقراتها والدوائر الانتخابية الجهوية وعدد الأعضاء الواجب انتخابهم في كل دائرة انتخابية، وعدد الأعضاء غير المنتخبين الملحقين باللجنة الجهوية، والعدد الذي تتألف منه كل لجنة.
ووفق الوثيقة، فإن اللجنة الجهوية للشمال الشرقي، مقرها عمالة فاس، تتكون الدائرة الانتخابية بها من جهات فاس-مكناس، درعة تافيلالت، والشرق تتألف من 7 أعضاء ينتخب منهم 3 في حين يلحق بهم 4، فيما تتكون اللجنة الجهوية للشمال الغربي ومقرها عمالة الدار البيضاء، من جهات الرباط سلا القنيطرة، والدار البيضاء سطات، وطنجة تطوان الحسيمة، وبني ملال خنيفرة وعدد أعضاءها 9 ينتخب منهم 6 أعضاء ويلحق بهم 3، فيما تتكون اللجنة الجهوي للوسط الجنوبي التي تتخذ عمالة مراكش مقرا لها من جهات مراكش آسفي، وسوس ماسة، وكلميم واد نون، والعيون الساقية الحمراء، والداخلة وادي الذهب، وتتشكل من 7 أعضاء سيتم انتخاب 3 أعضاء ويتم إلحاق 4 أعضاء.
وسيتم تقديم طلبات التسجيل من طرف الأفراد غير الملزمين بإثبات إقامة فعلية ومتصلة بالمغرب، كتابة وبصفة شخصية، خلال الفترة الممتدة من يوم 12 شتنبر 2023 إلى غاية يوم 21 منه، بمقر ولاية الجهة أو العمالة أو الإقليم أو بمكاتب السلطة الإدارية المحلية لدائرة النفوذ. كما يحدد مقرر وزير الداخلية تاريخ وضع لائحة الناخبين التابعين للجماعات الواقعة في النفوذ الترابي لكل لجنة، وهو 22 شتنبر 2023، فيما يحدد تاريخ حصر لائحة الناخبين التابعين للجماعات الواقعة في النفوذ الترابي للجهة، فيما يعهد لولاة الجهات تنفيذ هذا المقرر.
ويحدد القرار الأول لوزير الداخلية، الذي يتضمن 12 فرعا ضمنها 43 مادة، عدد أعضاء المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية برسم كل لجنة جهوية واللجان الجهوية، ووضع لائحة الناخبين وتحيينها، وأهلية الترشيح وآجال العمليات الانتخابية، وكيفيات تقديم الترشيحات، والحملة الانتخابية وتعيين مكاتب التصويت وتأليفها وسيرها، وأوراق التصويت وكيفيات التصويت وفرز الأصوات وإحصاؤها، وفرز الأصوات وإحصاؤها، وعلان النتائج.
كما يؤطر الاطلاع على المحاضر والطعون المتعلقة بنتائج الاقتراع، ويحدد الأعضاء غير المنتخبين الملحقون باللجان الجهوية، وأحكام ختامية.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
بين الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية
عبدالله علي صبري
إذا كانت بريطانيا صاحبة الدور الأكبر في دعم الحركة الصهيونية وتحقيق هدفها الرئيس في قيام دولة يهودية على أرض فلسطين، فقد انتقلت الراية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت أول دولة تعترف بإسرائيل عند الإعلان عنها في مايو 1948م.
وما كانت أمريكا لتقف هذا الموقف لولا تغلغل ما يسمى بالمسيحية الصهيونية في الكنائس والجامعات الأمريكية، وبروز ما بات يعرف باللوبي الصهيوني أو الإسرائيلي.
ومعروف أن الصهيونية العالمية نشطت في عواصم الدول الإمبريالية، وراهنت طوال تاريخها على القوى الكبرى في تحقيق أهدافها ومشاريعها، التي كانت حتى الآن على حساب الحقوق العربية. وإذا كانت الدول الاستعمارية قد وجدت في الصهيونية أداة مهمة لتحقيق أهدافها في تجزئة الوطن العربي، واستمرار الهيمنة الغربية على مجتمعاته، فإن البعد الديني والثقافي كان حاضرا بقوة في مفاصل المشروع الصهيوني.
التقت المسيحية الصهيونية بالهدف اليهودي في إقامة وطن قومي لهم بفلسطين، ومنحت المشروع الصهيوني دفعة دينية ربما كانت مفاجئة لليهود أنفسهم. وقد تناول مؤلف كتاب الصهيونية المسيحية بول مركلي بشيء من التفصيل جذور العلاقة بين الحركة الصهيونية والصهيونية المسيحية، منذ اللقاء الأول الذي جمع مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل بالقسيس والدبلوماسي البريطاني وليم هيتشلر عام 1896.
وإذا كان هرتزل قد ألف كتاب “دولة اليهود”، فإن هتشلر مؤلف كتاب “إعادة اليهود إلى فلسطين طبقا للنبوءة”، وعنوان هذا الكتاب يلخص طبيعة ومحتوى الصهيونية المسيحية.
بل ثمة من يطرح أن الكنيسة البروتستانتية التي نشأت على يد القس الألماني مارتن لوثر في القرن السادس عشر، هي من آمن وبشر بنبوءة عودة اليهود إلى فلسطين، كونها أرض الميعاد، وهكذا وجدت الصهيونية في البروتستانتية المسيحية، سندا حقيقيا وفاعلا لا يزال تأثيره جليا حتى اليوم.
إلا إن الحركة الصهيونية لم تركن إلى المشاعر والدوافع الدينية على أهميتها في إقامة الدولة اليهودية، بل رفدتها بمشاريع وخطط تنفيذية، بحيث لا تبقى الأهداف حبيسة الشعارات الرومانسية. ومنذ انعقاد المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بازل/ سويسرا 1897، باشر يهود الشتات في أوروبا إلى الهجرات المتلاحقة والمنظمة إلى فلسطين، ويوما بعد يوم توفرت في فلسطين الظروف المادية للصراع بين اليهود والعرب، الذي ما كان له أن يتفاقم ويتطور لصالح اليهود والحركة الصهيونية لولا أن فلسطين كانت تحت الاحتلال البريطاني.
اليوم وقد جرت في النهر مياه كثيرة وأحداث ومنعطفات وأزمات على مدى أكثر من 70 عاما، ما يزال الكيان الصهيوني يعتمد في بقائه على الدعم الغربي والأمريكي، ولا تزال الولايات المتحدة منحازة على نحو فج إلى جانب إسرائيل على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وعلى مدى يوميات طوفان الأقصى وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني، رأينا كيف أن الإدارة الأمريكية قد غدت جزءا وشريكا كاملا في كل الجرائم التي أمعنت إسرائيل في ارتكابها، فقد أعلن الرئيس بايدن أنه صهيوني ويدعم الكيان الصهيوني، وقال وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن أنه يزور إسرائيل باعتباره “يهودي” أولا وآخرا، والنتيجة أن كل شعارات حقوق الإنسان سقطت وتبخرت، وبات القانون الدولي الإنساني معلقا ما دام القتلة صهاينة والضحايا عرب..!
تعرت أمريكا والدول الغربية، ولزمت الأمم المتحدة الصمت، وغدا الدم الفلسطيني مستباحا بلا مكابح، وكانت هذه جناية الصهيونية المسيحية التي وقف أقطابها بالكونغرس الأمريكي وقدموا عرضا سخيفا من التصفيق الحار للمجرم الأكبر نتنياهو.